رغم ضعف تأثيره.. هذه مواقف ملك بريطانيا الجديد من الإسلام والمسلمين
قال موقع تركي إنه "تم إغلاق حقبة إليزابيث الثانية بوفاتها، والتي حكمت المملكة المتحدة لمدة 70 عاما، وأصبح ابنها تشارلز الملك الجديد باسم تشارلز الثالث".
وأوضح موقع "فيكير تورو" أنه "رغم أن ملوك بريطانيا ليس لديهم الكثير من الرأي في سياسة بلدانهم كما كان من قبل، إلا أنهم يتمتعون بأهمية كبيرة في تمثيل المملكة المتحدة في الخارج، وكان الشرق الأوسط واحدا من المناطق التي كانت فيها بريطانيا أكثر نشاطا في السياسة الخارجية على مر التاريخ".
وأشار إلى أن "الكاتب روبرت جوبسون ألف كتابا بعنوان (تشارلز في السبعين: أفكار وآمال وأحلام) الصادر عام 2018، وتضمن أفكار الملك الجديد بشأن المسلمين والإسلام، إضافة إلى وجهات نظره بشأن قضايا الشرق الأوسط مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحرب العراق".
وفي 10 سبتمبر/أيلول 2022، نصب تشارلز الثالث رسميا ملكا لبريطانيا، خلفا لوالدته الراحلة إليزابيث الثانية، في مراسم تاريخية.
مشاعر قوية
وذكر جوبسون أن "تشارلز يعتقد أن الحل السياسي للقضية الفلسطينية أمر بالغ الأهمية لإنهاء مشكلة الإرهاب الدولي".
وأفاد بأن "أفكار الأمير القوية حول هذا الموضوع ربما منعته من أن يصبح سفيرا للسلام".
وفي كتابه، يقتبس جوبسون من أحد رجال الحاشية قوله له: "سمعت تشارلز يقول مرارا وتكرارا: إذا قمت بإزالة السم، فإنك تقضي على معظم أسباب الإرهاب"، وهذا هو أساس آراء الأمير في هذا الشأن.
ولفت الموقع النظر إلى أن "مشاعر تشارلز القوية تجاه الشرق الأوسط ربما كانت هي السبب في أن زيارته الملكية الأولى إلى إسرائيل عام 2018 لم تتم من قبله، ولكن من قبل ابنه الأمير وليام".
والتقى وليام برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الزيارة، كما زار رام الله في الضفة الغربية والتقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما أن "رئيس دولة الاحتلال طلب من وليام إيصال رسالة إلى رئيس الوزراء الفلسطيني، طالبا منه أن يعمل كسفير للسلام".
لكن المسؤولين البريطانيين "تدخلوا على الفور، وأصروا على أن هذه ليست مهمة وليام، ومنعوه من الانجرار إلى سياسة المنطقة"، وفق "فيكير تورو".
وأفاد الموقع بأن "العائلة المالكة البريطانية ملزمة بموجب القانون بالابتعاد عن المسائل السياسية".
وكتب جوبسون أن "تشارلز عارض بشدة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، ولم يكن لديه شك في أنه أعرب بالتأكيد عن أشرس اعتراضاته الممكنة على الحرب عندما كان وحيدا مع رئيس الوزراء آنذاك توني بلير".
ولفت إلى أن "الأمير شعر بالرعب من دعم بلير للغزو، وكان بإمكانه محاولة معارضته لو كان ملكا".
والواقع أن "نصيحة الأمير لبلير كانت لتتلخص في الاستجابة لتحذيرات القادة العرب في المنطقة الذين أقام تشارلز معهم علاقات عمل جيدة على مر السنين".
معارض للحرب
ووفقا لجوبسون، فإن معارضة تشارلز لحرب العراق "لم تحدث في وقت لاحق"، بل أوضح موقفه من السلطة في ذلك الوقت.
وقال للشخصيات السياسية ومن يثق بهم من حوله إنه وصف إدارة جورج بوش الأميركية بأنها "مروعة"، وانتقد ما عده قصر نظر بلير، وكان يعتقد أن بلير كان يتصرف مثل بوش وعبر عن ذلك.
وأكد أن "الأمير كان محبطا بشكل متزايد من العراق، وغير قادر على فهم سبب فشل حكومته في ذلك الوقت في فهم أن الشرق الأوسط كانت منطقة ذات روابط قبلية".
وذكر جوبسون أن "القادة العرب أخبروا الأمير مرارا وتكرارا عن مدى انزعاجهم من اقتراب بلير من بوش، ومدى ارتباكهم وانزعاجهم من أن بريطانيا تطارد الولايات المتحدة بشأن العراق".
وقال: وفقا للمصادر، أشار الأمير إلى أنه من "غير العادي تماما" أن الأميركيين والمسؤولين في المملكة المتحدة لم يأخذوا في الاعتبار وجهة النظر العربية عند مناقشة حلول ما بعد الحرب، ولم يأخذوا في الاعتبار معلومات حول المعتقدات الدينية والروابط القبلية في العراق.
وأضاف أن "الأمير شعر أن تجاهل وجهة النظر العربية كان خطأ فادحا، وأن هذا الخطأ أدى إلى ما وصفه بالوضع المعقد الذي نواجهه الآن في السياسة الداخلية والخارجية".
وأشار إلى أن "الأمير لم يفهم منطق الموقف الأميركي، ويعتقد أنه ينبغي إعادة النظر في السياسة (المجنونة) المتمثلة في تطهير البعثيين (فصل موظفي الدولة الذين كانوا أعضاء في حزب البعث الذي يتزعمه الراحل صدام حسين)، والتي أدت إلى استبعاد العديد من موظفي الدولة المحتاجين في المجتمع العراقي".
ولفت إلى أن "تشارلز كان منتقدا مهينا لوزيرة الخارجية كونداليزا رايس، أول امرأة سوداء في عهد بوش تشغل هذا المنصب، وجهل الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، ولم يستطع الأمير أن يفهم لماذا قاومت رايس الكثير من الطلبات لزيارة المنطقة".
ووفقا لجوبسون، فإن عدم ثقة "تشارلز" في الإدارة الأميركية الحالية لا يزال مستمرا، فهو لا ينتقد الولايات المتحدة لعدم امتلاكها سياسة متماسكة في الشرق الأوسط فحسب، بل إنه يشعر أيضا بقلق عميق إزاء رفضها التوقيع على أي اتفاقية دولية بشأن تغير المناخ".
موقفه من الإسلام
وذكر جوبسون أن تشارلز عارض الحظر في فرنسا وبلجيكا على تغطية النساء المسلمات لوجوههن في الأماكن العامة بالبرقع والنقاب، والذي عده "انتهاكات لحقوق الإنسان" تجرم النساء.
كما أخبر الأمير الوزراء أنه "لم يعد يريد استخدام علاقاته القوية مع دول الخليج لبيع الأسلحة في الشرق الأوسط نيابة عن الشركات البريطانية".
وأفاد الموقع: "يعرض الكتاب وجهات نظر الأمير حول الإسلام والعالم العربي بوضوح تام، مما يدل على أن اهتمامه بالإسلام أعمق من أي وقت مضى".
وأشار جوبسون إلى أن "الأمير قرأ القرآن، ودرس اللغة العربية، وتعلم تعاليم الإسلام، ويوقع دائما رسائل إلى قادة الخليج باللغة العربية، ويكتب اسمه بالعربية، وهي علامة صغيرة أخرى على احترام الثقافة الأخرى".
ووفقا لجوبسون، فإن الزعيم الجديد لكنيسة إنجلترا "يعتقد أن الإسلام يمكن أن يعلمنا جميعا الطريقة التي نفهم بها العالم ونعيش فيه، ويعتقد أن المسيحية أكثر فراغا لأنها فقدتها للأسف".
ودرس الملك الجديد أيضا اليهودية وكان مقربا من الحاخام الأكبر السابق جوناثان ساكس، وهو يعتقد أن كلا من اليهودية والإسلام لديهما "الكثير من القواسم المشتركة" مع المسيحية وأن "المستقبل يكمن بالتأكيد في إعادة اكتشاف الحقائق العالمية التي تكمن في قلب هذه الأديان".
وعد جوبسون أن "تشارلز كان يتمتع بعلاقات عمل جيدة مع علاقاته في المنطقة وكان يحظى بالاحترام في دول الخليج والشرق الأوسط".
وذكر أن "أصدقاء الأمير يشملون آل ثاني من قطر، والهاشميين من الأردن، وآل سعود من السعودية، وجميعهم عرفوا الأمير واحترموه شخصيا لسنوات عديدة"، بحسب الموقع التركي.