حوار وطني بين المعارضة المدنية والمسلحة في تشاد.. هذه أبرز التحديات
بحضور منظمات دولية وإقليمية، افتتح في 20 أغسطس/آب 2022 بالعاصمة التشادية نجامينا مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تشارك فيه عدة أحزاب وجمعيات مدنية.
الحوار الذي يستمر لمدة 3 أسابيع، يشارك فيه ما يقرب من 40 مجموعة من الحركات المسلحة التي وقعت مع المجلس العسكري الانتقالي، في 8 أغسطس اتفاقية الدوحة للسلام في تشاد برعاية قطرية.
كما يشارك كل من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، ومستشار أمير قطر للشؤون الأمنية محمد بن أحمد المسند.
في هذا السياق تقول صحيفة لوبوان الفرنسية إنه رغم احترام الأطراف خريطة الطريق على النحو المنصوص عليه في ميثاق الانتقال، توجد عدة تحديات.
وصف محمد إدريس ديبي إيتنو، زعيم المجلس العسكري الحاكم منذ أبريل 2021، هذا الحوار بأنه "لحظة حاسمة في تاريخ بلادنا".
تقول الصحيفة، بحسب ما جاء على لسان زعيم المجلس العسكري إن هذ الحوار الوطني الشامل بين المعارضة المدنية والمسلحة والمجلس العسكري الحاكم في تشاد يهدف إلى "طي صفحة" المرحلة الانتقالية والسماح بتنظيم "انتخابات حرة وديمقراطية".
وأضاف أنه يجب على هذا الحوار أن "يرسم مسارات بداية جديدة" نحو "تشاد مزدهرة" تتخلص من "الأوقات العصيبة".
المجلس العسكري الانتقالي والحركات العسكرية تعلن وقفا شاملا لإطلاق النار.. تعرفوا على أبرز بنود اتفاق الدوحة للسلام في #تشاد: pic.twitter.com/cuuVkw8aDt
— صحيفة الاستقلال (@alestiklal) August 8, 2022
لحظة تاريخية
في بداية المرحلة الانتقالية، وعد المجلس العسكري بتنظيم حوار مع المعارضة للسماح بعودة السلطة إلى المدنيين، في غضون 18 شهرا، قابلة للتجديد مرة واحدة.
وصرح ديبي إيتنو "إنها مسؤولية تاريخية ضخمة" وأنه "أمامنا خياران فقط: إما أن نتحملها أو نخونها".
وألقى رئيس المجلس العسكري وهو جنرال من فئة الخمس نجوم يرتدي زيا عسكريا، كلمة مدتها حوالي ثلاثين دقيقة في "قصر 15 يناير" بالعاصمة نجامينا في حضور تشكيل أمني بارز، حسبما أشار صحفي من وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك سيجتمع حوالي 1400 مندوب من النقابات العمالية والأحزاب السياسية والمجلس العسكري لمدة 21 يوما لمناقشة إصلاح المؤسسات ووضع دستور جديد سيجري بعد ذلك طرحه للاستفتاء، كما ستناقش قضايا السلام والحريات الأساسية.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي موسى فكي الذي حضر الحفل إنه "حان الوقت لوقف دوامة العنف" في هذا البلد الذي شهد انقلابات عديدة منذ استقلاله عام 1960، و"آن الأوان لدفن الأحقاد".
افتتح هذا الحوار الوطني الشامل، الذي كان من المقرر عقده بداية في فبراير/شباط قبل تأجيله عدة مرات، بعد أقل من أسبوعين من التوقيع، في الدوحة، على اتفاق بين المجلس العسكري التشادي وحوالي أربعين جماعة متمردة.
هذا الحوار المسبق مع بعض الجماعات المسلحة التي حاربت نظام إدريس ديبي لسنوات، ينص بشكل خاص على "وقف إطلاق النار". وسيسمح اتفاق الدوحة الموقع في 8 أغسطس للمتمردين بالمشاركة في الحوار.
وصرح رئيس اتحاد قوى المقاومة تيمان ارديمي الذي عاد إلى نجامينا خلال أغسطس بعد عدة سنوات من المنفى للمشاركة في الحوار "وقعنا هذا الاتفاق لإعادة بناء تشاد" كما فعل محمد نوري زعيم اتحاد قوى المعارضة من أجل الديمقراطية والتنمية (UFDD).
كذلك، قال المتحدث باسم الحكومة عبدالرحمن كلام الله إن "هذا الحوار يجب أن يمكننا من طي صفحة استخدام السلاح مرة واحدة وإلى الأبد".
وبحسب مرسوم وقعه أخيرا رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي، فإن هذا الحوار الوطني الشامل سيكون له طابع "سيادي" وستكون قراراته "تنفيذية".
شرعية قيد المساءلة
ومع ذلك، فإن الجبهة من أجل التوازن والوفاق في تشاد (FACT)، وهي إحدى الجماعات المتمردة الرئيسة وراء الهجوم الذي أودى بحياة إدريس ديبي، لم توقع على اتفاق الدوحة ولن تشارك في الحوار، معتبرة أنه "منحاز مسبقا".
كما رفض واكت تمه، وهو ائتلاف من أحزاب المعارضة وأعضاء المجتمع المدني، المشاركة، متهمًا المجلس العسكري بطي صفحة "انتهاكات حقوق الإنسان" والتحضير من أجل ترشح الجنرال ديبي للانتخابات الرئاسية.
في مقابل ذلك صرح محمد إدريس ديبي خلال اختتام أول أيام الحوار أن "الأبواب ما زالت مفتوحة".
تقول الصحيفة إن الانقسام قد بدا ظاهرا على التشاديين الذين قابلتهم وكالة الأنباء الفرنسية بشأن نتيجة الحوار المطلوب من السلطات الجديدة.ويوضح عبد العزيز (32 عاما) أن "افتتاح هذا الحوار الوطني يؤدي مباشرة الى طريق مسدود لأن الحساسيات السياسية والمدنية المختلفة لا تشارك في هذه العملية"، وفق الوكالة الفرنسية.
وأعرب ميمي (37 عاما)، عن أمله في أن "الحوار الوطني يمكن أن يساهم في إحلال السلام نهائيا في تشاد التي عانت كثيرا من ويلات الحرب".
تذكر لوبوان أن محمد إدريس ديبي قد اضطر إلى تقديم تعهدات للمجتمع الدولي عبر تقديمه وعدا بإعادة السلطة إلى المدنيين في غضون 18 شهرا، وعدم الترشح للانتخابات المستقبلية.
لكن رئيس المجلس العسكري أخذ في يونيو/حزيران 2021 طعنة أولى في وعوده، بالنظر إلى تمديد فترة الانتقال 18 شهرا وتسليم "مصيره" إلى "الله" في ترشيح رئاسي محتمل، تقول الصحيفة.
وبدوره، دعا مستشار أمير قطر للشؤون الأمنية جميع المكونات التشادية -التي لم تشارك في مفاوضات الدوحة- إلى اللحاق بالحوار الوطني لتحقيق المصالحة والحفاظ على وحدة تشاد وأمن التشاديين.
كما دعا رئيس المفوضية الإفريقية، الأطراف الغائبة عن الحوار في نجامينا، إلى الحضور والمشاركة لتكون عملية السلام شاملة.