جيش سوريا يهتف لغزة وأبو قصرة يدلي بتصريحات "مقلقة".. كيف تعاطت إسرائيل؟

منذ ساعة واحدة

12

طباعة

مشاركة

في سياق احتفالات السوريين بالذكرى الأولى لإسقاط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، نظم الجيش العربي السوري عرضًا عسكريا كبيرا شاركت فيه عدة تشكيلات عسكرية.

وشمل الاستعراض عرضًا لبعض الأسلحة التي كان لها دور حاسم في إسقاط النظام خلال معركة "ردع العدوان" التي أطلقتها المعارضة السورية في السابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

وانطلق العرض العسكري، الذي يعد الأول من نوعه منذ سقوط النظام السابق، من مطار المزة مرورًا بأوتوستراد المزة فساحة الأمويين وصولًا إلى ساحة الجمارك.

وقد أثار انتباه الحضور ترديد بعض الفرق لشعارات داعمة لغزة، وأخرى ذات طابع إسلامي جهادي، ما أحدث صدى واسعًا داخل المؤسسات السياسية والأمنية في إسرائيل، وانعكس في تغطيات متواترة في الصحف العبرية.

مشاورات أمنية

وفي معرض تعليقه على الحدث الذي شارك فيه الرئيس السوري أحمد الشرع، عبّر موقع "جيه دي إن نيوز" العبري عن تخوفه من توجهات الجيش السوري الجديد.

وقال: "رغم قلة الإمكانيات المتطورة، أظهر العرض العسكري أعدادا هائلة من المقاتلين الذين قد يوجهون أسلحتهم نحو إسرائيل في أي لحظة، لا سمح الله".

وأشار إلى القدرات الجوية للجيش، موضحًا أن "طائرتين مروحيتين حلقتا مرارا وتكرارا فوق جميع نقاط العرض المؤقت".

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، تفاخر الاستعراض العسكري بعرض عدد من الشاحنات الصغيرة المزودة بطائرات مسيرة بسيطة، إلى جانب عدد محدود من المركبات المدرعة التي بقيت كبقايا بعد عملية (ردع العدوان)".

من جهته، تناول موقع "سروجيم" العبري "الهتافات العدائية التي أطلقها جنود الجيش السوري تجاه إسرائيل". على حد وصفه.

وقال: "تُظهر الفيديوهات جنودًا من الجيش السوري يرددون شعارات عدائية ضد إسرائيل، ويستخدمون، من بين أمور أخرى، كلمة (عدو) في الإشارة إلى إسرائيل".

ومن بين هذه الهتافات: "غزة غزة.. غزة شعار.. غزة غزة.. نصر وثبات.. طالعلك يا عدوي طالع.. طالعلك من جبل النار.. لعملك من جسمي ذخيرة.. وأعمل من دمك أنهار".

وذكر الموقع أن "تلك الهتافات شعبية ومتداولة بين الناس بكثرة، كما تستخدم في العروض العسكرية الخاصة بالفصائل الفلسطينية، وخصوصًا في غزة؛ حيث سبق وأن ردد عناصر لواء غزة التابع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، هذا الشعار خلال عرض عسكري".

وفي أولى ردود الفعل داخل إسرائيل، أفاد الموقع بأنه "جرت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مشاورات داخل المنظومة الأمنية، بمشاركة جهات رفيعة، لبحث دلالات هذه المقاطع".

وبحسبه، فإنه "من المتوقع أن تتوجه إسرائيل إلى النظام السوري وتطالبه بإدانة رسمية لهذه التسجيلات التي قام بها جنود جيشه".

ولاحظ الموقع محاولة تحجيم انتشار هذه المقاطع داخل إسرائيل؛ حيث لم تسلط الصحافة الإسرائيلية الضوء بكثافة عليها، وعزا ذلك إلى أن "ترامب ومسؤولي الأمن الإسرائيليين لا يرغبون في انتشار هذه التسجيلات في الداخل الإسرائيلي".

من جانبه، أكّد المراسل العسكري الإسرائيلي دورون كادوش الخبر الذي أورده موقع "سروجيم". مشيرًا إلى مشاورات أمنية وسياسية رفيعة المستوى جرت خلال الساعات الماضية لبحث دلالات هذه المقاطع.

كما أشار إلى أن إسرائيل "ستتخذ خطوات في هذا الشأن، من بينها توجيه رسائل حازمة إلى النظام السوري والمطالبة بإدانة تسجيلات جنوده".

في غضون ذلك، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين أمنيين قولهم: "نحن نتعامل مع النظام السوري بمبدأ الشك والريبة، وننظر إليهم بريبة تامة، طبيعة النظام جهادية متطرفة، ونحن لسنا في حيرة من أمرهم".

من جهته، سلط موقع "الصوت اليهودي" الاستقصائي الضوء على العروض العسكرية في الجنوب السوري، قائلا: "أُقيمت عروض عسكرية للجيش السوري في منطقة مخصصة لنزع السلاح بموجب الاتفاقيات المزمع إبرامها مع إسرائيل".

وفي هذا السياق، ذكر الموقع تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد أنهم "لن يسمحوا للجيش السوري الجديد بدخول المنطقة جنوب دمشق". مطالبًا بـ"تسريح كامل لقوات النظام الجديد في سوريا جنوب دمشق". ومشددًا على أنهم "لن يتسامحوا مع أي تهديد للدروز في جنوب سوريا".

مع ذلك، يقدر الموقع أن "تصرفات النظام السوري تدل على أنه مصمم على البقاء في الجنوب السوري".

وأشار الموقع العبري إلى ما كتبه عمر الحريري، الصحفي المقرّب من الرئيس السوري أحمد الشرع، على شبكة "إكس":

"الجنوب السوري، ودرعا تحديدًا، لم ولن يُنزع سلاحه أبدًا، فكل ابن من أبناء الجنوب جندي يدافع عن هذا الوطن".

وذكر الموقع أن الحريري نشر سابقًا رسائل مماثلة، ففي مقال نشره قبل تسعة أشهر حاول من جهة إقناع القراء بأن نزع السلاح غير ضروري بالقول: "لا توجد أسلحة ثقيلة في المنطقة"، ومن جهة أخرى ادعى أن المحافظة مليئة بالمقاتلين والأسلحة الخفيفة التي تمثل نسبة كبيرة من السكان.

ووفق الموقع، فقد هدد الحريري إسرائيل قائلا: إن "كل مواطن في درعا سيصبح مقاتلا: إذا استمرّت الهجمات الإسرائيلية".

تصريحات مقلقة 

وصفت صحيفة "معاريف" العبرية تصريحات وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة خلال افتتاحه المعرض العسكري للثورة السورية بـ"المقلقة"، خاصة ما ذكره حول "تنسيق دمشق مع السعودية وتركيا في المجالين الدفاعي والعسكري". موضحًا أنه "تمّ تجنيد 3 آلاف ضابط من المنشقين سابقًا عن نظام الأسد".

وأشار أبو قصرة، خلال المعرض العسكري المخصص لعرض نماذج من المعدات والآليات العسكرية المستخدمة خلال سنوات الثورة في مدينة المعارض بدمشق إلى أن "سوريا تقف على أعتاب لحظة تاريخية تلخص قصة شعب رفض الانكسار وقاوم الاستبداد".

وأكّد أن المعرض ليس مجرد عرض للأسلحة والمعدات، بل هو شهادة حية على ولادة جيش جديد نما من رحم الثورة، من الورش الأولى تحت الحصار إلى التطور العسكري المتقدم الذي وصل إلى غرف العمليات وأصبح مراكز قيادة محترفة.

وأضاف: "نتطلع اليوم إلى استكمال الخطة الإستراتيجية لبناء جيش يفخر به كل السوريين، ويحافظ على شرفهم، ويحمي أبناءهم، ويكون وفيا للضحايا والجرحى والمعتقلين".

في سياق متصل، تحدث موقع "القناة 12" الإسرائيلية عن صورة نُشرت هذا الأسبوع من سوريا؛ حيث ظهر رئيس أركان الجيش التركي، سلجوق بيرقدار أوغلو، وهو يقود وفدًا رسميًا رفيع المستوى من القيادة العسكرية في أنقرة خلال زيارة إلى دمشق.

وأشار الموقع إلى أن هذه الصورة أثارت قلقًا بالغًا لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، موضحًا أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين تركيا وسوريا، ولا تقتصر على توريد معدات عسكرية مثل الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي، بل تشمل أيضًا نقل خبرات واسعة في بناء جيش متطور وفعال.

وأضاف الموقع: "من منظور إسرائيلي، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنّها تطور خطير قد يؤدي إلى قلب موازين القوى في المنطقة".

وحذر من أنه "إذا لم تتحرك إسرائيل بسرعة للتأثير وقيادة المشهد، فقد تجد نفسها في موقع التابع بدلاً من أن تكون صاحبة المبادرة".

العودة إلى الجذور

وفي هذا السياق، تناول الموقع العبري تقرير "معهد ألما"، الذي نُشر عقب الاستعراض العسكري للجيش السوري مباشرة، وسلط خلاله الضوء على التغيير السريع في صورة أحمد الشرع قائلا: هل هو قائد تغير وبات بالفعل معتدلا من الناحية الأيديولوجية، أم أن ذلك خطوة تكتيكية مدروسة؟

وتابع: "من الناحية الظاهرية، يبدو أن الشرع - الذي كان في السابق من أبرز رموز التيار الجهادي السلفي المتشدد، وبدأ مسيرته في صفوف تنظيم القاعدة، وصنفته الولايات المتحدة كـ (إرهابي عالمي) - قد غيّر نهجه".

فهو، بحسب التقرير، يركز اليوم على إعادة إعمار سوريا وتعزيز دعائم الحكم فيها.

ولفت إلى أنه "انضم إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة؛ حيث أعلنت (القيادة المركزية الأميركية) في 30 نوفمبر/ تشرين الأول 2025، عن تنفيذ عملية مشتركة مع وزارة الداخلية السورية لتدمير مستودعات أسلحة تابعة لداعش عبر غارات جوية".

في الوقت ذاته، ذكر التقرير أنه "خلال الأسبوع الذي زار فيه الجولاني الولايات المتحدة، نُشرت تقارير تفيد بإحباط محاولتين من قبل تنظيم داعش لاغتياله، الأمر الذي عزز صورته كقائد تغير وتخلى عن ماضيه المتشدد".

علاوة على ذلك، "صرح الجولاني بأنه يعمل على مكافحة تهريب الأسلحة من قبل حزب الله إلى لبنان".

مع ذلك، يرى تقرير المعهد العبري أن "الشرع يسعى للعودة إلى جذوره كجهادي متطرف وإرهابي، وأنه يتبع الآن الإستراتيجية الفكرية لتنظيم القاعدة، والتي تقوم على بناء سلطة محلية، وتأسيس مؤسسات، والتحلي بصبر طويل الأمد".

واستدرك: "لكنه في المقابل، تخلى عن العلامة الخارجية لتنظيم القاعدة، مما يتيح له تقديم نفسه للولايات المتحدة والغرب كشخصية مسالمة، وهو ما يعزز من قوته ونفوذه".

واستند المعهد في تحليله إلى الإستراتيجية الفكرية لتنظيم القاعدة التي بحسب وجهة نظره ترى أن "الطريق نحو تعزيز السيطرة الإسلامية وتطبيق الشريعة على مناحي الحياة كافة، هو طريق بطيء لكنه مضمون".

وأردف: "تبدأ هذه الإستراتيجية بتثبيت النفوذ عبر وسائل (ناعمة)، وتجنب المواجهات المباشرة، وتشكيل تحالفات، ونشر الدعاية، وإضعاف الخصوم، وفي مرحلة لاحقة، يمكن الانتقال إلى تعزيز السيطرة العسكرية".

ولفت إلى أن “هذا النهج يختلف عن إستراتيجية "تنظيم الدولة” الذي سعى إلى إعلان الخلافة بشكل فوري، حتى دون وجود بنية تحتية حقيقية ومستقرة".

الصبر الإستراتيجي

وتابع: "أما رؤية القاعدة، التي تعد الخلافة هدفًا بعيد المدى، فهي جزء مما يُعرف بـ(الصبر الإستراتيجي)، وهو حجر الأساس في فكر القاعدة وسائر التنظيمات الجهادية حول العالم".

واستطرد: "تنظيم القاعدة لا يسعى إلى ثورة خاطفة سريعة، بل يعمل على مدى سنوات طويلة، ويرى أن معركته هي معركة أجيال، وليست معركة يمكن حسمها خلال سنوات قليلة؛ إذ إن هدفه العالمي يتمثل في إنهاك الغرب تدريجيًا حتى الانهيار".

وبحسب تقدير المعهد، "تعتمد هذه المقاربة على استخدام العنف بشكل مدروس، بحيث لا يلحق ضررًا كبيرًا بالمسلمين، لتجنب فقدان التأييد الشعبي".

وتطبيقا لهذه النهج يرى المعهد أنه "منذ توليه الحكم في سوريا، يسعى الجولاني إلى ترسيخ صورة أكثر اعتدالا، وفي إطار هذا التوجه، حرص على تغيير اسمه الجهادي إلى أحمد الشرع، كما غير تسريحة شعره وأسلوب لباسه، في محاولة لإعادة تقديم نفسه للعالم".

ومع ذلك، رجح أن "هذا التغيير في الهوية البصرية لا يعكس تحوّلًا فكريًا حقيقيًا، بل هو مناورة تكتيكية تهدف إلى كسب الشرعية والقبول الدولي".

مضيفًا أن "الصورة الجديدة للجولاني تُقدمه كزعيم محلي، لا كجهادي عالمي، ويرافق ذلك خطابًا يدعو إلى الوحدة الطائفية والدينية والسلام الداخلي في سوريا".

وفي إطار سعيه لكسب الدعم الداخلي كقائد لسوريا، أشار المعهد إلى أن "الجولاني يحرص على تقديم نفسه كمقاتل من أجل العدالة، يستمع إلى الشعب، ويؤكد أنه دافع عن المدنيين السوريين خلال سنوات الحرب، وتجنب استهدافهم على عكس نظام الأسد الذي يتهمه الجولاني بارتكاب جرائم واسعة ومستمرة بحق شعبه".

واستعرض المعهد كذلك، نظرة "الفكر الجهادي لاتفاقيات السلام". موضحًا أن "الجهاديين ينظرون للاتفاقيات على أنها أدوات تكتيكية، وليست أهدافًا نهائية".

فالغرض من هذه الاتفاقيات - بحسب المعهد - هو كسب الوقت اللازم لبناء القوة، وترسيخ المؤسسات، وتحسين المواقع، أو إضعاف العدو.

"فهي آلية مؤقتة يُسمح - بل يُتوقع - أن تُخرق بمجرد تغير ميزان القوى أو ظهور (نافذة فرصة) للانتقال إلى المرحلة التالية من الصراع"، وفق ما ذكره المعهد.

واستطرد: "الاتفاق لا يُعبر عن اعتراف بشرعية الطرف الآخر، بل يُعد خطوة إستراتيجية مؤقتة، ولا يُمثل نهاية للمواجهة، بل مرحلة ضمن مسار طويل يهدف إلى تحقيق الأهداف الأيديولوجية بعيدة المدى".

ويعتقد المعهد أن "هذا هو نفس المنطق الذي تتبناه تنظيمات مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وغيرها من الجماعات الجهادية التي تخوض صراعًا مع إسرائيل".

"في المقابل، تنظر الرؤية الغربية إلى الاتفاقيات على أنها التزام حقيقي ومستقر، ونابع من رغبة صادقة في تغيير الواقع، ومن هنا، فإن خرق الاتفاق - الذي يعد في الغرب فشلًا - يُنظر إليه في الفكر الجهادي كخطوة مشروعة نحو الهدف الأكبر". وفقًا للتقرير.

وهذا ما يفسر، بحسب زعمه، "لماذا تُسيء الدول الغربية غالبًا فهم نوايا أطراف مثل القاعدة وطالبان وحماس وحزب الله، والآن الجولاني نفسه".

تحالفات مؤقتة

ويضيف: "استخدم تنظيم القاعدة تاريخيًا الهدنات، ووقف إطلاق النار، والاتصالات الدبلوماسية، والتحالفات المؤقتة، وليس ذلك خروجًا عن الأيديولوجيا، بل هو جزء منها".

وتابع موضحًا مقصده: "فالمفاوضات مع إسرائيل، وكذلك علاقات الجولاني مع الغرب، تُبرر في فكر القاعدة على أنها تحالفات مؤقتة مع (الكفار) من أجل تحقيق هدف أعظم".

ويشير إلى أنه "من أبرز ملامح نهج الجولاني الحالي محاولته التغطية على ماضيه كإرهابي، فهو لا يُبدي أي ندم على تاريخه، بل يصر على أن (الإرهابي هو فقط من يقتل الأبرياء)".

ويقدر المعهد أنه "بهذا الطرح، لا يُظهر الجولاني تحوّلًا حقيقيًا في مساره، بل يسعى إلى إعادة صياغة السردية، وإلى إعادة تعريف مفهوم (الإرهاب) بطريقة تُبعده عن ماضيه الدموي".

وتابع: "خارجيا، يحاول الجولاني تبني صورة براغماتية، كزعيم محلي مسؤول يمكن التحاور معه على أساس مصالح مشتركة في مواجهة إيران وتنظيمات جهادية أكثر تطرفًا منه".

واستدرك: "لكن في الواقع، يكشف خطابه الأساسي - الذي يقوم على نزع الشرعية عن الولايات المتحدة وإسرائيل، ووصمهما كقوى (عدوانية)، مع امتناعه التام عن أي نقد داخلي للأيديولوجيا الجهادية - أنه لم يتخل عن رؤيته السلفية الجهادية".

واسترسل: "فالجولاني يستخدم اتصالاته مع الغرب كأداة تكتيكية لتحسين موقعه والحفاظ على سلطته في سوريا، لكنه لا يزال متمسكًا بجوهر فكره الجهادي".

وخلص إلى أن "ابتعاده العلني عن القاعدة ليس تحوّلًا فكريًا، بل محاولة لتخفيف الضغوط الدولية وتحسين صورته، بما يمنحه شرعية داخلية وخارجية كزعيم لسوريا، وهو ما يعد بالنسبة له قاعدة أساسية لبناء الدولة الإسلامية المستقبلية".

وتتفق صحيفة "معاريف" العبرية مع هذا الطرح قائلة: "باتت سوريا تحت حكم نظام قد يحوّل الدولة، في المستقبل غير البعيد، إلى إمارة إسلامية برعاية تركيا وقطر، وهو تهديد مباشر وخطير لإسرائيل، خصوصًا عندما يعاد بناء الجيش السوري".

وتابعت: "أحمد الشرع شخصية مراوغة، ومتعلمة، ومتزنة، وبارعة في المناورة، فقد انتظر بصبر شديد ما يقارب عشر سنوات في محافظة إدلب، حتى سنحت له الفرصة للسيطرة على دمشق".

وأردفت: "واليوم، يتجنب الخوض علنًا في ملف إسرائيل، لكن أنصاره على الأرض لا يلتزمون الصمت، فحاملو الرايات البيضاء التي تحمل (الشهادة) يهتفون في الساحات: (خيبر خيبر يا يهود)، ويتوعدون بمواصلة (تحرير سوريا) وصولًا إلى المسجد الأقصى".

وترى الصحيفة أن "هذا هو الجوهر العقائدي للحركة السلفية الجهادية، حتى وإن أنكر الرئيس السوري ذلك".

واستشهدت على ذلك بتصريحات الشرع التي "أكد خلالها مرارًا وتكرارًا أن المفاوضات بين بلاده وإسرائيل لن تقود إلى سلام أو تطبيع، بل تبقى مجرد أداة سياسية في سياق صراع طويل الأمد".

واختتمت الصحيفة حديثها قائلة: "تتجه سوريا نحو أن تصبح دولة سنية دينية متشددة ومحافظة".