تستهدفها بخطاب غزو أوكرانيا نفسه.. هل توسع روسيا حربها لتضم بولندا؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ترى مجلة "فورميكي" الإيطالية أن دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي والرئيس السابق يهاجم بولندا بنفس الخطاب المستخدم مع أوكرانيا لأنها الأكثر نشاطا وتعاملا مع الغرب خاصة في إيصال الأسلحة للأوكرانيين خلال النزاع الحالي.

ذكرت المجلة أن الجيش الأوكراني كان قد أفاد بأن طائرة مسيرة روسية حلقت فوق بولندا قبل أن تدخل المجال الجوي الأوكراني حيث جرى إسقاطها. 

وأضافت قيادة القوات الجوية في كييف في بيان نهاية مارس/آذار 2022، أن الطائرة بدون طيار حلقت في المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، متهمة موسكو بـ "الاستفزاز".

تورط بولندي؟

وفقا للطرف الأوكراني، حلقت الطائرة الروسية بدون طيار أولا فوق موقع يافوريف، غرب أوكرانيا، الذي تعرض إلى هجوم صاروخي بواسطة صواريخ كروز في محاولة واضحة لتقييم النتائج قبل أن تخترق الأجواء البولندية. 

وذكرت المجلة أن منطقة ياروفيف الواقعة بالقرب من الحدود البولندية تضم قاعدة عسكرية رمزية للتعاون بين الحلف وكييف.

وأكدت أن التورط البولندي في حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على المستوى الخطابي على الأقل، أمر لا مفر منه. 

ولفتت إلى أنه في الوقت الحالي، يمكن أيضا ربط ذلك بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البلاد في 25 مارس بعد اجتماعه قبلها بيوم بزعماء الناتو في بروكسل.

وصفت فورميكي بولندا بالدولة المركزية في الصراع الحالي لأن معظم المساعدات العسكرية الغربية إلى كييف تمر عبر أراضيها. 

كما وضع البولنديون أيضا أسطولا من طراز ميغ 19 على ذمة كييف كان من المفترض أن يعزز سلاح الجو الأوكراني. 

نص الاتفاق على بيع الولايات المتحدة مقاتلات إف 16 لفائدة بولندا، لكن لم يجر إبرام صفقة البيع في الوقت الحالي لأسباب فنية بسبب مخاوف أميركية من عملية نقلها وإمكانية تعرضها لهجوم روسي.

أكد الرئيس الروسي السابق دميتري ميديديف على كل هذا الاهتمام ببولندا في هذه الفترة، وفق تعبير المجلة الإيطالية. 

وقالت إنه "من خلال رسالة مفتوحة نُشرت في وسائل الإعلام الروسية، استخدم ميديف الدمية للرئيس بوتين مزيجا مختلطا بين الأساطير السوفيتية والسلافية مع السخرية والنقد وتهديدات مبطنة ضد وارسو". 

لاحظت فورميكي أن هذا الخطاب يشبه إلى حد كبير ما يتبناه بوتين من اتهامات ضد أوكرانيا في رسالة مفادها أساسا "ستكون  بلادكم التالية". 

واعتبر  ميديديف أن رحلة رؤساء الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي والسلوفيني يانيز يانشا والتشيكي بيتر فيالا إلى كييف "مثل رحلة لينين (قائد الثورة البلشفية) على متن قطار مدرع تموله ألمانيا"، ووعدوا بصداقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنهم "كذبوا بالطبع".

وكان أولئك قد وصلوا إلى كييف مساء 15 مارس لتأكيد "دعم الاتحاد الأوروبي المطلق" لأوكرانيا، كما أعلن رئيس الوزراء البولندي على حسابه في فيسبوك.

وجاء في البيان المنشور على موقع الحكومة البولندية أن هدف الزيارة هو "إعادة تأكيد الدعم المطلق من الاتحاد الأوروبي بأسره لسيادة أوكرانيا واستقلالها وتقديم حزمة شاملة من الإجراءات لدعم الدولة والمجتمع الأوكراني". 

"رهاب روسيا"

وقال الرئيس الروسي السابق إن بولندا تعاني من "رهاب روسيا المرضي طويل الأمد" وأولئك الذين يصفهم بـ"السياسيين الحمقى"، أي المسؤولين الذين يحكمونها، لا يهتمون بتكلفة كل ذلك.

ويضيف بأن وارسو تنسى أن الجيش السوفييتي "حررها" من الاحتلال النازي، مضيفا بالقول "خلال زياراتي إلى بولندا، بت مقتنعا بأنه لا تعترضنا عقبات في تحسين العلاقات".

لكن النخب البولندية، بقيادة ياروسلا كاتشينسكي نائب رئيس الوزراء البولندي "الذي يتحكم فيه أسياده الأميركيون، فعلوا كل شيء لسد الطريق نحو التطبيع"، وفق قوله.

اعتبرت المجلة ما وصفته بخطاب الأخوة مع الشعوب المجاورة أحد مواضيع السرد الإستراتيجي لبوتين الذي قاد به الكرملين القوات المسلحة الروسية لغزو أوكرانيا بهدف دعائي يتمثل في تحرير الأوكرانيين (الإخوة الروس) من "حكام كييف النازيين". 

وكتب ميديديف بأنه جرت التضحية بمصالح المواطنين البولنديين بسبب رهاب روسيا من قبل "السياسيين السيئين" و"محرّكي الدمى في الخارج".

وانتقد قرار بولندا التخلي عن شراء الغاز والنفط والفحم الروسي ومعارضة خط أنابيب نقل الغاز إلى ألمانيا (نورد ستريم 2)، زاعما بأنه "تسبب في أضرار جسيمة لاقتصاد هذا البلد والآن سيزداد الأمر سوءا".

واتهم رئيس الحكومة الروسية النخب البولندية بالولاء للولايات المتحدة، كما أنهم لا ينوون "مساعدة مواطنيهم، لذلك سيسحبون باستمرار نار الكراهية نحو العدو"، وبالتحديد روسيا. 

وقال أيضا "على الأرجح، سيتخذ البولنديون الخيار الصحيح للتعاون مع روسيا بأنفسهم، دون استدراج وضغط من النخب الأجنبية" أي أنه يلمح إلى اندلاع ثورة، وفق تعليق المجلة الإيطالية.

واعتبرت تصريحاته بأنها مزيج من المراجعات التاريخية والدعاية البوتينية والأكاذيب والتهديدات المثيرة للقلق في مثل هذا السياق. 

أشارت المجلة إلى أن بولندا اقترحت منذ أيام إرسال بعثة حفظ سلام تابعة لحلف الشمال الأطلسي إلى أوكرانيا. 

وقال كاتشينسكي، نائب رئيس الوزراء البولندي، لدى عودته من العاصمة الأوكرانية، "لا يمكن نزع سلاح مثل هذه المهمة، يجب أن تحاول تقديم مساعدات إنسانية وسلمية إلى كييف".

على الطرف المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن فكرة إرسال قوات حفظ سلام تابعة لحلف "الناتو" إلى أوكرانيا، ستكون خطوة "متهورة وخطيرة".

وأضاف في تصريحات صحفية نقلها موقع قناة "روسيا اليوم"، في 23 مارس، أن الفكرة التي اقترحتها بولندا "قد تؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها".

من جانبه، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن الولايات المتحدة تجري "مباحثات" مع دول أخرى لتزويد أوكرانيا "بأنظمة دفاعية متطورة مضادة للطائرات" وهي روسية أو سوفيتية الصنع، على حد قول المجلة.

وترجح بأن تشمل المفاوضات سلوفاكيا بشأن أنظمة إس 300 المضادة للطائرات وربما أيضا بلغاريا.

وتفترض فورميكي أن "إرسال هذه الأسلحة، التي قد تخلق صعوبات أكبر للقوات الجوية الروسية، قد يكون عبر بولندا رغم تحذيرات وزارة الخارجية الروسية التي اعتبرت أي تعزيزات تصل إلى كييف أهدافا مشروعة فضلا عن الخطاب العنيف لموسكو".