بعد هدنة لبنان.. موقع عبري: هكذا ستتصرف إسرائيل حيال الجبهات المشتعلة
“يواجه جيش الاحتلال صعوبة في تقليص قواته بسبب الإنذارات الأمنية المتزايدة”
بعد وقف إطلاق النار بين “حزب الله” والكيان المحتل، طفا حديث في الأوساط الإسرائيلية عن الأهداف الإستراتيجية التي يجب على الجيش تحقيقها والتحديات الأمنية المتبقية في عدة جبهات إقليمية.
وبرعاية أميركية فرنسية، بدأ فجر 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" أنهى 14 شهرا من معارك هي الأعنف منذ حرب يوليو/ تموز 2006.
سيناريوهات مختلفة
وقال موقع "واللا" العبري إنه "في لبنان، بشكل عام، أُعد العديد من الخطط العملياتية في الجيش الإسرائيلي للتعامل مع مختلف السيناريوهات في الجنوب، وعلى طول الحدود بشكل خاص".
وبينما سرى اتفاق وقف إطلاق النار بشكل مفرط، يتحدث الموقع، عن “إمكانية حدوث أخطاء من طرف حزب الله، وهو ما قد يستدعي ردا قويا من الجيش الإسرائيلي قد يؤدي إلى أيام قتال محدودة، وربما تصعيد واسع”.
وفي هذا الصدد، أوضح مصدر أمني أنه "في ظل التوتر الكبير الذي يطغى على المنطقة، لا يمكن استبعاد حدوث خطأ في الحسابات بين الطرفين".
وتحتل إيران، على حد قول الموقع، رأس قائمة الأولويات لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وذلك رغم الانتباه الذي تفرضه التطورات في لبنان هذه الأيام.
وأشار إلى أن التهديد الإيراني يتمحور حول ثلاثة محاور، الأول في "تهديد طهران، على المدى القريب، بالانتقام من الهجوم الإسرائيلي على أراضيها".
وفيما يخص المحور الثاني، نوه "واللا" إلى أنه وفقا للتقديرات، لا تزال قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الأميركي تعمل في إسرائيل.
ولفت إلى أن ذلك “قد يحدث رغم تقدير مسؤولين في الجيش الإسرائيلي بأن احتمال تنفيذ عملية ضد إسرائيل قد انخفض بشكل كبير بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة”.
أما المحور الثالث والأكثر أهمية، فهو يتمثل في مشروع البرنامج النووي الإيراني.
وعند توليه منصبه، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الأولوية الأولى هي “استعداد الجيش لضرب مشروع البرنامج النووي الإيراني، الذي شهد عام 2023 زيادة في حجم تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60 بالمئة”.
جدير بالإشارة إلى أن قضية المشروع النووي ستتصاعد إلى مرحلة جديدة مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض.
إنذارات متزايدة
وبتوجيه الحديث إلى ما يحدث في قطاع غزة، قال الموقع إن "آلاف الجنود من الفرقة (162) يقاتلون في شمال القطاع، مع التركيز على بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا".
وزعم الموقع أن “هذه العمليات تهدف إلى تدمير البنية التحتية لحركة حماس والقضاء على المسلحين”.
وكما هو معروف، لم تعد حركة القطارات بين عسقلان وسديروت إلى العمل المنتظم بسبب تهديد الصواريخ المضادة للدروع من شمال القطاع.
ومن ناحية أخرى، ذكر الموقع أن الفرقة "99" تؤمن حاجز "نتساريم" الذي افتتح أخيرا.
إلى جانب ذلك، لفت الموقع إلى أن “فرقة غزة تقاتل في رفح وتؤمن طريق فيلادلفيا وخط الحدود مع القطاع”.
وذكر أن الضغوط العسكرية “تهدف بمجملها إلى تدمير البنية التحتية والمسلحين، وكذلك زيادة الضغط على حماس لدفعها نحو التفاوض لإطلاق سراح الرهائن”.
وبخلاف العدوان المتواصل في قطاع غزة، لفت الموقع النظر إلى أن “قوات الجيش الإسرائيلي تواصل عملياتها ضد الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية، حيث تشمل اعتقالات وتدميرا للبنية التحتية”.
واستدرك: "في الوقت نفسه، يواجه الجيش صعوبة في تقليص عدد القوات النظامية وقوات الاحتياط بسبب الإنذارات الأمنية المتزايدة".
وقال الموقع إن "حوادث تسلل فلسطينيين مسلحين من الأردن أصبحت أكثر شيوعا في الوقت الحالي".
وذكر أنه "من حوالي شهر ونصف الشهر، وقع حادث مشابه في منطقة قيادة أدوم، حيث تسلل مسلحان يحملان مسدسات إلى منطقة وادي عربة".
تهديدات قادمة
وبالحديث عن سوريا، يجسد الموقع التهديدات القادمة منها في طريقين.
ويتمثل التهديد الأول في "مسار التهريب الذي يبدأ من إيران، ويمر عبر العراق، ثم سوريا، ويصل في النهاية إلى أيدي حزب الله".
أما التهديد الثاني فهو يتمثل في فرقة شيعية موالية لإيران، بالإضافة إلى بنى تحتية لإنتاج أسلحة مخصصة لسوريا وإيران وحزب الله.
وفي هذا السياق، أوضح "واللا نيوز" أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هدد رئيس النظام السوري بشار الأسد، قائلا إنه "يلعب بالنار من خلال مساعدته حزب الله واستضافته للحرس الثوري الإيراني".
وفي الوقت نفسه، أوضح الجيش الإسرائيلي أنه "إذا قدم (نظام) سوريا المساعدة في إعادة بناء حزب الله، فسيكون لذلك عواقب شخصية".
وفي سياق آخر، وردا على إطلاق الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، شن سلاح الجو غارتين على الحوثيين في اليمن، كما يقول الموقع العبري.
وذكر أن "الاستثمارات الإيرانية والجبهة التي فُتحت بشكل مباشر تتطلب من الجيش الإسرائيلي جمع معلومات استخباراتية عن الحوثيين، بهدف إنشاء بنك أهداف عالي الجودة وتحسين قدراته الهجومية في اليمن".
وحذر الموقع من أن "التهديد القادم من اليمن حقيقي"، قائلا إنه "قد يتصاعد إذا كثفت إيران تسليح الحوثيين ودعمتهم اقتصاديا بشكل أكبر".
وبالحديث عن جبهة التهديد الأخيرة، قسم الموقع التهديد القادم من العراق إلى محورين.
المحور الأول هو أن "العراق يشكل مركزا للممر البري الذي تُهرب عبره الأسلحة من إيران إلى سوريا، ومنها إلى لبنان".
أما المحور الثاني فيتمثل في "المليشيات الشيعية الموالية لإيران، التي أطلقت طائرات مسيّرة وصواريخ باتجاه إسرائيل".
وأبلغت إسرائيل الحكومة العراقية أنه "إذا استمرت هذه العمليات، فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي".
وختم الموقع تقريره بالقول إن "التهديد القادم من العراق يفرض على الجيش الإسرائيلي تطوير قدراته في جمع المعلومات وتنفيذ الهجمات".