ماذا تغير؟.. موقع عبري: اليأس يدفع العراقيين للحنين إلى صدام حسين
تحدث منتدى الفكر الإقليمي (عبري) عن حنين العراقيين إلى زمن الرئيس الراحل صدام حسين بعد أن وصلوا إلى حالة كبيرة من الغضب واليأس والإحباط.
وسرد المنتدى قصة تدل على ذلك قائلا: "في شارع عراقي قذر ومهمل، مع الفقر المحيط من جميع الجهات، تقف مجموعة من الرجال الكادحين في نصف زاوية حول "ميزر كمال" مراسل إحدى الشبكات الإعلامية، ويسألهم عن رأيهم في الحياة اليومية في البلاد".
كل الآذان مغطاة وتستمع بكلمات أحدهم وهو رجل بالزي التقليدي يخاطب المراسل: "دعني أقول لك شيئا، في كل صباح عندما أخرج لكسب لقمة العيش، أقرأ سورة الفاتحة على روح صدام حسين".
"قطاع طرق"
يسأله المراسل بدهشة: لماذا؟ يجيب الرجل "لأنه يحظى باحترام أكبر من قطاع الطرق الفاسدين هؤلاء"، وفق ما كتب على موقع "السفير العربي".
وينفجر الرجل بالتعبير عن غضبه ويواصل شتم كل هؤلاء السياسيين الذين أتوا بعد 2003، العام الذي أطيح فيه بنظام "الديكتاتور العراقي".
ويوضح الصحفي العراقي المقيم حاليا في إسطنبول أن هذه ليست حالة منعزلة، ففي كل مرة تقريبا يخرج فيها الإعلام إلى الشوارع العراقية للتحقق مما يفكر فيه المواطنون، وسط الغضب والإحباط من الوضع والقيادة الحالية، يعبرون أيضا عن توق غريب لأيام صدام حسين.
وأشار إلى أن هذا الشوق يأتي "رغم ارتكاب صدام حسين كل جريمة متوقعة، القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب والجوع وغير ذلك من الظلم ضد المواطنين".
ولفت المنتدى العبري إلى أن العراقيين ليسوا أول من اشتاق لديكتاتور بعد وفاته، ففي روما القديمة، على سبيل المثال، حزن الناس بشدة على وفاة " نيرون قيصر" الذي اتسم حكمه بقسوة خاصة.
وحتى بعد اغتيال "يوليوس قيصر " الذي ألغى الحقوق وفرض حكما ديكتاتوريا على روما، حزن الشعب الروماني على وفاته، وأبقى على إرثه وحافظ على وضعه في مكانة محترمة في الذاكرة الجماعية.
وفي رومانيا، حتى بعد 32 عاما من إعدامه في ثورة شعبية، لا يزال هناك مدنيون يحتفلون بعيد ميلاد الديكتاتور "نيكولاي تشاوشيسكو" حدادا على ذكرى رحيله.
أما العراق فإليكم تذكير مقتضب لمن يريد المعرفة، فصدام حسين كان طاغية قاسيا حكم البلاد بقبضة من حديد، وعاش حياة ترف هو وعائلته ورفاقه.
وكان المواطنون العراقيون يقفون في طوابير طويلة للحصول على الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والدواء، وأدت العقوبات التي فرضت على العراق ردا على غزوه للكويت عام 1990 إلى " انهيار البلاد ".
ويصف كمال بالقول: "جرى إفراغ المستودعات والأسواق من الغذاء والدواء وكل ما يتعلق بالأساسيات الحياتية، فالعراقيون كانوا يحيون بعضهم البعض في الشوارع عندما كان من الممكن شراء العدس من السوق".
ماذا تغير؟
ويتساءل الصحفي كمال: إذا كان الأمر كذلك، ما الذي يجعل المواطنين الذين عانوا عن كثب من المعاناة التي لحقت بهم من قبل صدام حسين والذي ما زال حاضرا في ذاكرتهم، يعبرون عن شوقهم إلى حكمه؟
ويسعى كمال إلى توضيح أن هؤلاء ليسوا من أتباع صدام، الذين يعتقدون أنه رجل صالح بلا أخطاء، وأنه لا يزال على قيد الحياة، وأن صورته تنعكس على اكتمال القمر.
هؤلاء هم المتعاونون الذين يحبون العبودية والاستسلام، والذين لا يهتمون بتجربة الحرية حتى لو كان ذلك ممكنا بالنسبة لهم، وفق تعبيره.
ويشرح كمال أن النقاش هنا يدور حول المواطنين الذين يدركون كونه ديكتاتورا والجرائم التي ارتكبها، ومع ذلك يعربون عن أملهم في العودة إلى تلك الأيام.
وأشار المحلل السياسي بالمنتدى "أمير كلاين" إلى أنه يمكن العثور على إجابة واحدة على هذا السؤال في كلمات المواطن العراقي الذي ظهر في الفيديو.
وبين أن هذا الرجل شيعي يقف بقوة ضد التدخل الإيراني العميق في كل مناحي البلاد، وضد خضوع قادة الحزب لرغباتها وبين أن "مصير العراق الآن مرهون بإيران".
وأردف ذلك الرجل: "غدا على الأرجح سأموت هنا، ليس لدي مشكلة في ذلك، وسيقولون إنني من حزب البعث (التابع لصدام حسين) وأنني أعمل لجهات أخرى".
ولكن في ذلك الزمن لم نذل هكذا، عشنا مثل الملوك، يرحم الله روحه ولعن أرواح من جاؤوا بعده، وفق المواطن العراقي.
ولفت كلاين إلى أن انتقادات التدخل الإيراني السافر انتشرت بين المواطنين العراقيين الذين يهتفون على الدوام "إيران برا، بغداد ستبقى حرة".