ملك المغرب يفتح الباب لتطوير العلاقات مع الجزائر.. هل تستجيب؟
بمناسبة خطاب "عيد العرش" الذي وافق 30 يوليو/تموز 2021، تحدث ملك المغرب محمد السادس، عن السيادة الصحية والاقتصادية.
لكن تطرق الملك في كلمته إلى العلاقات مع الجزائر، يشير، بحسب صحيفة لوبوان الفرنسية، إلى أهمية هذا الملف.
الملك محمد السادس بدأ خطابه بالقول: إنه متضامن وقلق في المقام الأول مما يعيشه المغاربة أو مما عاشوه من عواقب صحية واقتصادية من بين أمور أخرى لهذه الآفة التي أصابت دول العالم بالشلل، في إشارة إلى فيروس كورونا.
عبر عن ذلك بقوله: "أولا وقبل كل شيء، نود أن نجدد شكرنا لجميع الجهات الفاعلة في القطاع الصحي، العام والخاص والعسكري، وكذلك لقوات الأمن والسلطات العامة على إحساسهم العالي بالمسؤولية وتفانيهم في مكافحة وباء كوفيد- 19".
وأضاف أن "الوقت صعب على الجميع، وأيضا بالنسبة لي شخصيا، شأن أي مواطن وهو الأمر بالنسبة لعائلتي ولتطمئنوا بأنني على علم بمحنة المغاربة وأنني أعاني مثلهم، وأشاركهم مشاعرهم بالكامل في مثل هذه الظروف".
كما أشار إلى تخصيص الصندوق الخاص لتخفيف الأضرار على مستوى الأسرة والشركات على حد سواء، لحماية القدرة الشرائية للعائلات، وأيضا للحفاظ على الوظائف.
وتحدث الملك أيضا عن صندوق محمد السادس للاستثمار الذي يهدف، حسب قوله، إلى "استئناف الأنشطة الإنتاجية ودعم وتمويل المشاريع الاستثمارية المختلفة".
السيادة الوطنية
فيما يتعلق بجائحة كورونا، سجل المغرب حتى تاريخ 30 يوليو/تموز، حوالي 9732 حالة وفاة من أصل 615999 إصابة مسجلة في البلاد منذ بداية الوباء.
وتعليقا على الوضع في المملكة، أعرب الملك محمد السادس عن ارتياحه لرؤية المغرب "يواجه تحديا كبيرا في معركة الحصول على اللقاحات".
وقال: "إن الحملة الوطنية للتلقيح التي يستجيب لها المواطنون بكثافة، تجري بشكل فعال ورائع"، في إشارة إلى رغبة المغرب في السيطرة بشكل أفضل على مصيره الطبي.
وأضاف "اقتناعا منا بأن السيادة الصحية عنصر أساسي في الأمن الإستراتيجي للبلاد، أطلقنا مشروعا رائدا لتصنيع اللقاحات والأدوية والمعدات الطبية الضرورية للمغرب".
بينما تأثر المغرب بشدة خاصة في قطاعه السياحي، يسجل الموسم الزراعي مؤشرات مشجعة، وقد سلط الملك في هذا السياق، الضوء على عمل اللجنة الخاصة بملف التنمية.
وأوضح أن "مقترحات اللجنة تمهد الطريق لمرحلة جديدة في عملية تسريع الإقلاع الاقتصادي وترسيخ المشروع الاجتماعي الذي نريده لبلدنا".
وأشاد بحقيقة أن العمل المنجز جرى في إطار "عملية وطنية" شاركت فيها القوى الفاعلة داخل البلاد: الأحزاب السياسية والهيئات الاقتصادية والنقابية والاجتماعية، وهياكل المجتمع المدني والمواطنون".
وأثنى على "المسؤولية الوطنية التي تتطلب حشد طاقات الأمة وإشراك جميع اختصاصاتها، ولا سيما تلك التي ستعمل خلال السنوات القادمة على ممارسة المسؤوليات الحكومية والعامة".
عبر الملك عن رغبة المغرب في إدارة أوجه عدم اليقين بشكل أفضل من خلال استخلاص الدروس من أوجه القصور والأخطاء الحالية.
وأبدى اهتمامه بوضع الأسس لنهج جديد لقدراته ومصادره وإمكانياته بهدف بناء أطر أكثر إبداعا مما كانت عليه في الماضي.
كما أعرب عن تمنياته في أن "يشكل ميثاق التنمية الوطنية الإطار المرجعي لتحديد مبادئ وأولويات الدولة في التنمية، وأن يشكل أساس ميثاق اقتصادي واجتماعي قادر على إحداث ثورة جديدة للملك وللشعب".
العلاقة مع الجزائر
وبينما كانت مسائل الصحة والسيادة الاقتصادية متوقعة، فإن الحديث عن التطورات مع الجزائر لم يكن مرتقبا.
لكن تشير الكلمة عن الجزائر إلى الأهمية التي يوليها الملك محمد السادس لمزيد من العلاقات السلمية مع الجار الكبير لمملكته، وفق لوبوان.
قال الملك عن ذلك: "بالتوازي مع المبادرات التنموية التي يتم تنفيذها على المستوى الداخلي، وبعزيمة متوازية، يلتزم المغرب بمواصلة جهوده المخلصة لتوطيد الأمن والاستقرار في محيطه الإفريقي والأورومتوسطي، ولا سيما في جواره المغاربي".
وتابع : "تماشيا مع هذا النهج نجدد دعوتنا الصادقة لإخواننا في الجزائر للعمل معا ودون شروط لإقامة علاقات ثنائية مبنية على الثقة والحوار وحسن الجوار".
واستنكر "التوترات" بين البلدين من خلال تكرار دعوته إلى إعادة فتح الحدود البرية مع جارته.
وأكد محمد السادس بمخاطبته الجزائريين قائلا: "لن تضطروا أبدا إلى الخوف من خبث المغرب، إن أمن واستقرار الجزائر، وهدوء شعبها مرتبطان عضويا بأمننا واستقرارنا".
وتحدث الملك مباشرة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فدعاه "حسب ما يراه مناسبا، للعمل في انسجام من أجل تنمية العلاقات الأخوية التي أقامها (الشعبان) خلال سنوات النضال المشترك" (ضد الاستعمار الفرنسي).
ومن بين الخلافات بين البلدين قضية الصحراء الغربية، حيث يقترح المغرب (جار الجزائر) حكما ذاتيا موسعا للصحراء تحت سيادتها.
بينما تدعو جبهة "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
وفي وقت سابق، قال عبد المجيد تبون: إن الجزائريين لا يحملون أي ضغينة أو حقد تجاه "الأشقاء المغاربة".
وزاد تبون بأن بلاده تدعم أي حل سياسي يتوصل إليه طرفا النزاع، برعاية الأمم المتحدة.