"أوفيك 13" الإسرائيلي.. عين المغرب على الجزائر والبوليساريو وإسبانيا
يعمق المغرب تحالفه العسكري مع إسرائيل في وقت قتل فيه أكثر من 38 ألف فلسطيني بغزة
كشف إعلام مغربي وإسرائيلي في 10 يوليو/ تموز 2024، عن اقتراب المغرب من اقتناء قمر تجسس متطور من شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية في إطار صفقة بلغت قيمتها مليار دولار.
وسبق أن وقع المغرب مع الكيان الإسرائيلي في 2021 بعد عام واحد من تطبيع العلاقات بينهما، اتفاقية دفاع تغطي الاستخبارات والتعاون في الصناعات والمشتريات العسكرية.
وفي هذا السياق، سلطت صحيفة الإندبندينتي الإسبانية الضوء على التعاون المغربي مع الكيان الصهيوني في المجال العسكري، الذي بفضله ستتحصل الرباط على قمر التجسس القوي، أوفيك-13، بقيمة مليار دولار؛ إثر اتفاق أبرم بين الجانبين.
علاقة مبجلة
وقالت الصحيفة إن النظام المغربي حاول، خلال الأشهر التسعة الأخيرة، بكل ما أوتي له من جهد، الحفاظ على العلاقة المبجلة التي تربطه بإسرائيل رغم كل العوائق والعراقيل.
فضلا عن ذلك، قمع جهاز الشرطة المظاهرات الداخلية التي طالبت محمد السادس بقطع العلاقات مع إسرائيل في خضم العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وكانت إحدى ثمار هذه الإرادة الحديدية، المتمثلة في السير إلى الأمام بعملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل ضد أي تيار معارض، هي شراء أوفيك-13، وهو قمر تجسس قوي سيسمح للرباط بمراقبة منافسيها في الجزائر وجبهة البوليساريو وجارتها إسبانيا.
وهذا القمر تصنعه شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وهي شركة حكومية يرأسها أمير بيريتس، وهو يهودي من أصل مغربي زار الرباط في كنف السرية في الأيام الأخيرة.
وأطلقت إسرائيل أوفيك-13 في 13 مارس/ آذار 2023، وهو قمر صناعي استخباراتي قوي مصمم لدعم وزارة الدفاع الإسرائيلية في حربهما المستمرة ضد حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني وإيران.
وأوفيك-13 هو آخر سلاح أضيف إلى تشكيلة الأقمار الصناعية المخصصة للتجسس والتابعة للقوات الإسرائيلية.
وسبق أن تفاخر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالقمر، قائلا: “إن الإطلاق الناجح لهذا القمر الصناعي هو مثال مهم آخر على الابتكار الرائد لنظام الدفاع الإسرائيلي”.
وأضاف: “لقد أظهرت إسرائيل بالفعل قدراتها الفضائية المتنوعة في مناسبات عديدة وهي واحدة من الدول القليلة التي تمتلك مثل هذه القدرات. وهي قدرات نواصل تطويرها وتعزيزها”.
استخبارات إستراتيجية
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية صاحبة هذا القمر تنتج أيضا طائرات دون طيار وأنظمة دفاع مضادة للصواريخ.
وتنقل عن بوعز ليفي، الرئيس التنفيذي للشركة، إن “قمر التجسس أوفيك-13 هو السلاح الأكثر تطورا من نوعه، حيث يمتلك قدرات مراقبة رادارية فريدة، وسيسمح بجمع المعلومات في أي ظروف جوية أو متعلقة بالرؤية، وبالتالي تحسين الاستخبارات الإستراتيجية".
وبحسب المعلومات التي طفت على السطح أخيرا، فقد توصل المغرب إلى اتفاق مع الشركة بقيمة مليار دولار لمدة خمس سنوات لاقتناء القمر.
وبعد تطبيع العلاقات، وقعت كل من المغرب وإسرائيل في 2022 اتفاقا في مجال الدفاع يشمل تعاونا في مجالات الاستخبارات والأسلحة.
وسابقا، عولت الرباط أيضا على إسرائيل في اقتناء أدوات مراقبة إلكترونية أخرى، فعلى سبيل الذكر، يبرز برنامج التجسس بيغاسوس الذي صنعته مجموعة إن إس أو، والذي استعمله المغرب للتجسس على القادة الأجانب، من الجزائر وصولا إلى فرنسا وإسبانيا.
ومن خلال صفقة الاستحواذ هذه، تنضم الدولة المغاربية بقيادة محمد السادس إلى نادي الدول النخبة التي تشغل أقمار الاستطلاع الاصطناعية، ما يوفر له قدرات متقدمة لجمع المعلومات الاستخبارية.
وبحسب آفي بيرغر، الخبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن القمر الصناعي يسمح "بالتصوير ليلا ونهارا، وقد حسّن بشكل كبير القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية من الفضاء لسنوات قادمة".
إسرائيل بدلا من فرنسا
من جانبها، توضح صحيفة الباييس الإسبانية، أن النسخة الأحدث من قمر "أوفيك" مجهزة بنظام أوبسات 300 وتسمح بالكشف عن الأشخاص والأشياء بدقة أقل من 50 سنتيمتر.
في المقابل، لا تملك أقمار المراقبة الحالية من نوع الثريا محمد السادس أو محمد السادس ب، الموجودة في الخدمة منذ سنتي 2017 و2018 على التوالي، والذي بنته المجموعتان الفرنسيتان تاليس وإيرباص بحوالي 500 مليون يورو؛ هذه الدقة.
حيث تقتصر قدراتها القصوى على الكشف عن الأشخاص أو الأجسام على ما يقل عن متر واحد. فضلا عن ذلك، يدمج أوفك-13 نظام تتبع راداري أرضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب يعيش على وقع تناقض داخلي، فيما يتعلق بتحالفه العسكري مع إسرائيل في وقت قتل فيه أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، أرواحهم في العدوان المستمر على غزة.
وفي هذا السياق لفتت إلى توقف سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة المتوسط في أوائل يونيو/ حزيران 2024، ما أثار اتهامات "بالمشاركة في إبادة جماعية" من قبل الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع مع الكيان.
وأعربت هذه المنظمة بعد ذلك عن أسفها لأن سلطات الرباط التزمت الصمت إزاء هذا الشأن، دون أن تحذو حذو الحكومة الإسبانية، في مارس/ آذار 2024، التي منعت سفينة تجارية تحمل علما دنماركيا قادمة من الهند ومحملة بـ27 طنا من المتفجرات كانت متجهة إلى إسرائيل.
وبعد أن منعت من دخول ميناء قرطاجنة الإسباني، أوقفت السفينة الحربية الإسرائيلية جهاز الإرسال والاستقبال لتحديد الموقع الجغرافي قبل وصولها إلى ميناء طنجة المتوسط.