"ترامب مستهدف"...لهذه الأسباب سمح بايدن لأوكرانيا بضرب العمق الروسي

in 17 minutes

12

طباعة

مشاركة

في الأيام الأخيرة، كشفت وسائل إعلام أميركية أن الرئيس جو بايدن سمح لأوكرانيا، لأول مرة باستخدام صواريخ "أكاتمز" الأميركية بعيدة المدى، لشن ضربات في العمق الروسي. 

ورغم ما أحدثه هذا التطور المفاجئ من ضجة عالمية، ترى صحيفة إيطالية أن هذه الأنظمة الصاروخية لن تكون قادرة على تغيير مسار الحرب.

وإنما الغاية الحقيقية من وراء إجازة استخدامها وضع عقبات أمام محاولات الإدارة الأميركية الجديدة لإيجاد حل تفاوضي للصراع المستمر منذ فبراير 2022. 

تعقيد ولاية ترامب

وقالت صحيفة "لانووفا بوصولا كوتيديانا" إن "إدارة بايدن تبذل كل ما في وسعها لتعقيد ولاية الرئيس الجديد وخطته للسلام لإنهاء الصراع في أوكرانيا قبيل شهرين من عودته إلى البيت الأبيض". 

فيما يرى بعض المراقبين أن قرار البيت الأبيض يأتي ردا على تجدد القصف الروسي بطائرات بدون طيار وصواريخ على مناطق مختلفة من الأراضي الأوكرانية مثل كييف وسومي وأوديسا.

 إلا أنهم أكدوا أيضا أن صواريخ أكاتمز، التي يصل مداها الأقصى إلى 300 كيلومتر، لن تكون قادرة على ترجيح كفة الحرب التي تميل منذ فترة طويلة لصالح الروس.

في الأثناء، تحرز قوات موسكو تقدما سريعا في أوكرانيا، وفي دونباس وفي مناطق خاركيف وزابوريزهيا.

كما تتوقع الصحيفة الإيطالية أن يهدف الروس الى كسب مزيد من التفوق خاصة من الناحية العسكرية قبل تسلم ترامب السلطة.

ويرى مراقبون آخرون أن هدف الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها من التفويض باستخدام هذه الأنظمة، السماح لأوكرانيا بالاحتفاظ بالقدرة على ضرب العمق الروسي لتعزيز موقفها في ضوء مفاوضات السلام التي قال ترامب إنه يريد إطلاقها من خلال فتح قنوات حوار مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 إلا أن الصحيفة تلفت إلى أن أنظمة أتاكمز المقدمة للأوكرانيين قليلة العدد، فيما أوضحت مصادر البنتاغون في الأشهر الأخيرة أن مخزون الجيش الأميركي محدود للغاية بحيث لا يحتمل تسليم المزيد منها.

علاوة على ذلك، تحذر الصحيفة من تداعيات كبيرة في حال تم استخدامها لضرب العمق الروسي. 

وذكرت بأن هذه الأسلحة تم استخدامها في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا، من دونباس إلى شبه جزيرة القرم، محققة نجاحات في بعض الحالات بينما أسقطتها الدفاعات الجوية الروسية في حالات أخرى.

تحركات دعائية

بالإضافة إلى ذلك، عدت الصحيفة وصول جنود كوريين شماليين إلى الجبهة غير المؤكد حتى الآن، بالأمر المبالغ فيه من قبل كييف و واشنطن وسيول لأسباب دعائية.

 وأضافت أن ذلك لا يشكل تصعيدًا حقيقيًا، لا سيما أنهم 10 آلاف جندي يفتقرون إلى الخبرة، كما قللت من حجم العتاد المرسل معهم. 

وقالت إنه عدد ضئيل مقارنة بـ700 ألف جندي مع ما لا يقل عن 2000 قطعة مدفعية نشرها الروس. 

علاوة على ذلك، أشارت إلى أن الأوكرانيين أيضا يعتمدون على عدة آلاف من "المتطوعين" الأجانب، معظمهم من العديد من الدول الأعضاء في حلف الشمال الأطلسي التي زودت كييف بالأسلحة.

كما قللت من أهمية استخدام هذه الأنظمة، بالقول إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن كان قد نفى احتمال أن يؤدي السماح بشن ضربات في عمق روسيا باستخدام أسلحة غربية إلى تغيير قواعد اللعبة مشددا على أنه لا يوجد سلاح محدد قادر على تغيير مسار الحرب لمصلحة كييف.

وبالإضافة إلى صواريخ أكاتمز، ينطبق التقييم نفسه على صواريخ “ستورم شادو” التي قدمها البريطانيون والفرنسيون والتي يقتصر نطاقها على 250 كيلومترًا.

وأشارت إلى أن الأوكرانيين لديهم القدرة على ضرب القواعد الروسية حتى على مسافة ألف كيلومتر باستخدام طائرات بدون طيار محلية الصنع، تم تطويرها بدعم تكنولوجي ومالي غربي. 

وبما أن روسيا أعلنت مرارا وتكرارا أنها ستعد الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ الأميركية أو الأوروبية ضد أراضيها "تصعيدا خطيرا" للصراع.

ترى الصحيفة الإيطالية أن "قرار جو بايدن أو بالأحرى من يقرر بدلاً منه، في جميع الاحتمالات من المؤكد أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ذا الأصول الأوكرانية، ذو قيمة سياسية أكثر منها عسكرية".

متهمة الإدارة المنتهية ولايتها بالعمل على عرقلة ترامب وفريق وزرائه. لا سيما أن الرئيس الجديد أعرب مع العديد من أعضاء فريقه الحكومي عن رغبتهم في إنهاء الصراع ووقف المساعدات لأوكرانيا التي تسلمت ما يقرب من 200 مليار دولار من المساعدات الأميركية منذ فبراير 2022. 

مسار الصراع

تشرح الصحيفة أن أنظمة صواريخ أكاتمز لن تكون قادة على تغيير مسار الصراع إلا أن استخدامها ضد الأراضي الروسية يمكن أن يؤدي إلى تصلب موقف بوتين والروس وتدفعهم إلى الرد الانتقامي أو على أي حال إلى مبادرات يمكن أن تضر بتطلعات ترامب لبدء المفاوضات مع الكرملين.

ونقلت عن شبكة "سي إن إن" قولها إن الرئيس ترامب" سيرث حربا أصبحت المخاطر فيها أعلى بكثير". 

من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن المعلومات بسماح بايدن باستخدام هذه الأنظمة كان التفاعل معها إيجابيا في أوكرانيا ودول أخرى تخشى روسيا. 

من جانبه، قال وزير الخارجية البولندى، رادوسلاف سيكورسكي إن التفويض الذي منحته واشنطن لكييف بضرب الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى هي "اللغة التي يفهمها بوتين".

 من جانبه، أشاد المفوض السامي للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالقرار الأميركي وقال "إن الولايات المتحدة اتخذت قرارا مهما، وأحييهم على ذلك. وهذه أخبار جيدة جدا للأوكرانيين. لقد كانوا يطالبون بذلك، والآن منحتهم الولايات المتحدة هذا الإذن".

فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن استخدام القوات الأوكرانية صواريخ فرنسية لضرب الأراضي الروسية يبقى "خيارا".

وفي روما، جدد وزير الخارجية أنطونيو تاياني رفضه السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الإيطالية لضرب الأراضي الروسية: "الخط الإيطالي فيما يتعلق باستخدام أسلحتنا داخل الأراضي الأوكرانية لا يتغير".

بدوره، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، بأنه متمسك بقرار عدم إرسال صواريخ كروز من طراز تاوروس إلى أوكرانيا.