1200 مظاهرة ضد سياسات ترامب ودعمه إبادة غزة.. وناشطون: الشعب ينتفض

“مظاهرة واشنطن من أجل غزة أكبر من المظاهرات التي نُظمت في رام الله”
الأرعن.. المجنون.. المختل.. الديكتاتور.. المغرور.. ألقاب عدة نعت بها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ رفضا لسياساته وتأييدا للمظاهرات التي جابت أنحاء الولايات المتحدة. مؤكدين أن "الربيع الأميركي" بدأ يشرق وينطلق.
وفي 5 أبريل/نيسان 2025، خرجت 1200 مظاهرة في واشنطن ونيويورك ومختلف المدن الرئيسة بالولايات المتحدة، شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين المنتقدين لسياسات ترامب ومستشاره إيلون ماسك، والرافضين لدعم الرئيس الأميركي للهجمات الإسرائيلية في غزة.
وانطلقت المظاهرات تحت شعار "ارفعوا أيديكم"، وردَّد المتظاهرون شعارات "اعزلوا ترامب"، "رحّلوا الكراهية"، و"إيلون ماسك.. أنت خائن". ورفعوا لافتات ولوحات تتضمن عبارات رافضة لسياسات إدارة ترامب، وبرز رفع الأعلام الفلسطينية والهتافات المطالبة بوقف الإبادة.
وتأتي المظاهرات نتيجة إثارة ترامب غضب الأميركيين من خلال التحرك بشكل عدواني لتقليص حجم الإدارات الحكومية وتخفيض الميزانيات العامة، والضغط بشكل حادّ حتى على الدول الصديقة بشأن شروط التجارة، ما تسبب في هبوط أسواق الأسهم.
كما تعد المظاهرات هي أكبر احتجاجات ضد ترامب منذ عودته إلى الرئاسة، وذلك لعدة أسباب منها، سياساته الاقتصادية وارتفاع الأسعار وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين ورفع الرسوم الجمركية وخسارة أغلب الشركات، بالإضافة إلى سياساته الخارجية ودعمه الاحتلال الإسرائيلي.
وبالتوازي مع ذلك وللأسباب ذاتها وعقب أسبوع عصيب على الأسواق المالية عقب قرار ترامب فرض رسوم جمركية عالمية شاملة، تظاهر مئات المحتجين في مدن أوروبية ضد ترامب وماسك، مطالبين باستقالتهما وعودة الديمقراطية لأميركا وإنهاء الفوضى.
ومن بين المدن الأوروبية التي شهدت مظاهرات، مدينة فرانكفورت الألمانية؛ حيث خرجت مظاهرة تحت شعار "ارفعوا أيديكم" بترتيب من منظمة "الديمقراطيون في الخارج"، وهي المنظمة الرسمية للحزب الديمقراطي للأميركيين المقيمين في الخارج.
وفي برلين، تجمع المتظاهرون أمام معرض لسيارات شركة تسلا المملوكة لماسك، وهتف المشاركون بشعارات ضده منها "اسكت يا إيلون، لم يصوت لك أحد"، كما ألبسوا كلبا لافتة كُتِب عليها "الكلاب ضد إدارة الكفاءة الحكومية".
وتجمع في العاصمة الفرنسية باريس نحو 200 شخص، معظمهم أميركيون في ساحة الجمهورية في احتجاج مناهض لترامب، رافعين لافتات كُتبت عليها شعارات مثل "قاوموا الطاغية، سيادة القانون، لا للفاشية وأنقذوا الديمقراطية".
وفي العاصمة البريطانية، تجمع بضع مئات من الأشخاص في ميدان ترافالغار، وهتف المشاركون "ارفعوا أيديكم عن كندا" و"ارفعوا أيديكم عن غرينلاند" و"ارفعوا أيديكم عن أوكرانيا"، بينما استمعوا إلى خطابات تنتقد ترامب.
وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #ارفعوا_أيديكم، #الربيع_الأميركي، #دونالد_ترامب، #سياسات_ترامب، وغيرهم عن سعادتهم بانتفاضة الأميركيين في وجه ترامب وتدفقهم إلى الشوارع.
وبرز الحديث عن التطورات السياسية–الاجتماعية الحالية في الولايات المتحدة، وتسليط الضوء على الاحتجاجات الشعبية ضد ترامب، ووقع الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وما سببه من تمرد شعبي اقتصادي، وتأثيراتها المحتملة على الأسواق المحلية والعالمية وانعكاساتها الدولية.
وسلط ناشطون الضوء على حضور القضية الفلسطينية في المظاهرات المناهضة لترامب، مشيرين إلى حالة الغضب الأميركي ضد سياسات ترامب الخارجية خاصة الداعمة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة.
رصد وتوثيق
وفي رصد وتوثيق لانتفاضة الأميركيين، وتوضيحا لتسلسل الأحداث وتفاصيل ما يحدث، قالت الصحفية عائشة السيد: إن جماعات حقوقية بدأت الإعداد لنحو 1200 مظاهرة في أنحاء الولايات المتحدة ضد ترامب، في حين اتهمه الديمقراطيون بخيانة الشعب، وسط موجة غضب من سياساته الداخلية والخارجية.
وانطلق احتجاج حاشد وسط مدينة شيكاغو دعما لحركة باسم "ابتعدوا!" ضد إيلون ماسك وترامب، وتدفق الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع بوسطن في تظاهرة ضد ترامب، وهي واحدة من 1200 تظاهرة أخرى في جميع الولايات الأميركية الخمسين.
وأشارت السيد إلى أن البورصة شهدت خسائر كبيرة نتيجة للإجراءات الأخيرة التي اتخذها ترامب، بفرض رسوم جمركية على جميع الدول بنسبة من 10 بالمئة إلى 50 بالمئة وأكثر وتصدرت الصين القائمة بنسبة 67 بالمئة.
ولفتت إلى أن الجميع ذكر عدة أسباب للإعلان منها محاولة خلق فرص عمل في مجال الصناعة، إظهار قوة سياسية، تحسين الصفقات التجارية، قائلة: إن العديد من الاقتصاديين حذروا من أضرار هذا القرار أكبر من نفعه.
وأوضحت السيد، أنه إلى جانب السبب السابق ذكره الذي أدى لأزمة اقتصادية يوجد أسباب أخرى له، مشيرة إلى أن 150 جهة من منظمات حقوقية قادت التظاهرات إلى جانب نقابات ومحاربين قدامى وركزت على تقليص حجم الحكومة وتسريح الموظفين وإغلاق وكالات حكومية وترحيل المهاجرين، وخفض الرعاية الصحية.
وأضافت: "كان لعلم فلسطين الحبيبة ظهور في واشنطن العاصمة؛ حيث طالبوا بإنهاء الحرب على غزة، وضد حرب ترامب على حرية التعبير".
وعرض الصحفي نور الدين اليزيد مقطعي فيديو يوثقان خروج آلاف المتظاهرين إلى شوارع بوسطن وشيكاغو ومدن أخرى؛ احتجاجا على إدارة ترامب الحمائية التي يرى خبراء اقتصاديون أنها "ستثقل كاهل المستهلك الأميركي".
وأوضح أن المتظاهرين حملوا عدة لافتات أبرزها تحمل عبارة "ارفعوا أيديكم!". لافتا إلى أن الأخبار تفيد بأن مثل مسيرتي بوسطن وشيكاغو الاحتجاجيتين هناك العشرات الأخريات في عدة مدن وولايات أميركية خرجت.
وأشار اليزيد إلى أن "المظاهرات خرجت تنديدا بإدارة الجمهوريين التي أحدثت رجّة اقتصادية في أميركا والعالم وستكون لها عواقب وخيمة على مختلف دول العالم كما يقول خبراء".
وأوضح المدون سعيد، أن الهدف من المظاهرات كان الاحتجاج على ترامب وماسك، وتحدث المتظاهرون عن سياسات تخدم الأغنياء وتضر بالديمقراطية. مشيرا إلى أن المنظمين قالوا إن أكثر من 500 ألف شخص نزلوا إلى الشوارع.
وأشار أحمد مزغل إلى أن "التظاهرات في أميركا تتصاعد بسرعة فائقة والريف الأميركي لأول مرة يخرج في مظاهرات". موضحا أن "الريف من المناصرين للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة".
ربيع أميركي
وتحت عنوان "ربيع أميركا بدأ اليوم لإسقاط ترامب"، لفت الكاتب السياسي وحيد الطوالبة إلى أن الأميركيين انتفضوا في وجه ترامب، وتدفق آلاف المتظاهرين إلى شوارع بوسطن؛ احتجاجا على ترامب في مسيرة "ارفعوا أيديكم!".
وأوضح أن مظاهرة بوسطن هي واحدة من 1200 احتجاج آخر تشهدها جميع الولايات الخمسين.
وعرض الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، مقاطع فيديو توثق ضخامة المظاهرات المناهضة لسياسات ترامب، قائلا: "يبدو أن موجة الربيع ضربت أميركا وبقوة، وها هو الشعب الأميركي ينتفض في وجه ترامب".
وأوضح أن عشرات الآلاف من المتظاهرين تدفقوا إلى شوارع بوسطن والعديد من الولايات والمدن؛ احتجاجا على سياسات ترامب.
وأشارت بدور أحمد السامي إلى "اشتعال ألف ومئتين مظاهرة في وجه ترامب وماسك داخل 50 ولاية"، مؤكدة أن "هذا ليس مشهد احتجاج، وإنما إعلان انهيار إمبراطورية كانت تتوهم الخلود".
وقالت: إن الاقتصاد الأميركي ينزف، والدولار يرتجف، ومازلنا في "بداية" الحرب التجارية، داعية للنظر إلى أميركا وهي تُبتلع من الداخل، ببطء، وترقب سقوطها الذي بدأ.
وعرض طلعت صالح، صورة ترصد المدن التي انتفضت ضد سياسات ترامب، قائلا: "الربيع الأميركي ونهاية البلطجة العالمية وكما تدين تدان".
سعادة وارتياح
وإعرابا عن السعادة من الانتفاضات الشعبية ضد سياسات ترامب، قال أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي: "وأخيرا اندلعت مظاهرات الغضب والاحتجاجات ضد سياسات ترامب وماسك في أكثر من 1000 مدينة -خاصة في العاصمة واشنطن ونيويورك وبوسطن وشيكاغو ولوس أنجلوس وغيرها من المدن الكبرى".
وأضاف أن "بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار وطرد وتسريح عشرات آلاف موظفي الحكومة الفيدرالية ورفع الرسوم الجمركية بدأ بركان الغضب الشعبي الأميركي بالتحرك"، وبشّر بأن "أول الغيث قطرة!!"، مؤكدا أن ترامب وحزبه "في ورطة مبكرة!!".
وقالت إيمان الخلف: "وأخيرا الشعب الأميركي نزل يقول لترامب: رجّع العفريت اللي طلعته!.. كل اللي عملته فينا مش هيعدي كده، فاللهم اضرب الظالمين بالظالمين".
فيما قال ياسر شلبي: "الشعب الأميركي لم يصبر على سياسات حاكم فائز في انتخابات نزيهة بعد 3 أشهر فقط من توليه منصبه لمجرد شعورهم بالقلق من المساس بحريتهم".
وتهكم قائلا: "أنا أعرف ناس نزلت الشارع بعد 30 سنة فساد.. ورجعوا أسوأ مما كانوا عليه"- في إشارة إلى المصريين وإسقاطهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وخضوعهم اليوم لنظام عسكري انقلابي برئاسة عبدالفتاح السيسي-.
وأوضح أحمد السلامي، أن "حصاد سياسات ترامب حتى الآن مظاهرات عاصفة ضد قراراته الاقتصادية المتهورة".
وأشار إلى أن الرسوم الجمركية التي أقرها ترامب تزيد التوتر التجاري في العالم وتهز أسواق البورصة، وأولى ثمارها تناقص مدخرات المتقاعدين الأميركيين المستثمرة في البورصة وتزايد الشعور بعدم الأمان الاقتصادي لدى قطاع واسع من مختلف الفئات الاجتماعية.
وقال السلامي: "نشهد بعض ما تحدث عنه عمنا كارل ماركس عن التحديات الحتمية التي ستواجه الرأسمالية وتقلباتها".
وعدّ تنوع فئات المتظاهرين في 1200 موقع احتجاج "رسالة واضحة من العامة إلى حفنة التجار الكبار الذين يحكمون أميركا اليوم، وعلى رأسهم ترامب وحليفه الملياردير ماسك".
وأكد السلامي، أن "العبث في الاستقرار الاقتصادي الهش والمهدد من قبل ومن بعد بالحروب التجارية الخفية والمعلنة، سيقود في النهاية إلى المزيد من الاستياء والقلق العالمي".
وتابع: "قد ينتج عنه نظام اقتصادي جديد وتحالفات هدفها التخلص من الثقل الأميركي وتأثيراته السلبية المتعالية على اقتصاد ومصالح العالم، أو أن هذا ما ينبغي أن يحدث للتخلص من جنون ترامب الحالي وأي ترامب آخر قادم ليكرر الابتزاز".
غزة حاضرة
وعن رفع المتظاهرين الأميركيين العلم الفلسطيني تضامنا مع غزة ورفضا لدعم واشنطن حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، عرضت الإعلامية سمر جراح، مقطع فيديو يوثق الحدث ويبرز الحشود المهولة الرافضة لسياسات ترامب الخارجية، قائلة: "عقبال عواصمنا العربية".
كما عرضت مقطع فيديو يظهر عرض المتظاهرين في واشنطن أسماء ضحايا الإبادة الجماعية في غزة.
وأشار الأكاديمي أسعد أبو خليل إلى أن المظاهرة في واشنطن من أجل غزة أكبر من المظاهرات التي نُظِّمت حتى الساعة في رام الله، قائلا: "هناك خلل ما".
ونشر أحمد محمد، مقطع فيديو يوثق خروج مظاهرة ضخمة في نيويورك ضد ترامب، قائلا: "هذه انتفاضة دماء أهل غزة لعنة على ترامب".
وأوضح الصحفي تركي الشلهوب، أن في مظاهرات غاضبة شهدتها ستوكهولم نصرة لغزة، جسّد المتظاهرون مشهدا رمزيا يُدين محور الإجرام العالمي؛ حيث ظهر مشهد تمثيلي يجمع بين نتنياهو وترامب وأموال الخليج، في إشارة واضحة إلى التحالف الداعم للمجازر بحق الفلسطينيين.