صحيفة فرنسية تهاجم الجزائر.. ما علاقة المغرب وإسرائيل والبوليساريو؟

"ترتكز دعاية النظام الجزائري على كراهية فرنسا وكراهية المغرب، وكراهية إسرائيل"
في تقرير يهاجم الجزائر وسياستها بكل قسوة، سلطت صحيفة "أتلانتيكو" الفرنسية الضوء على علاقات الجزائر مع ملف جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال إقليم الصحراء عن المغرب، والتي تتهمها إسرائيل بالتعاون مع إيران.
ويضع التقرير جبهة البوليساريو في خانة الوكلاء الإقليميين لإيران، ويرى أن دعم طهران لها ليس مجرد تضامن سياسي، بل جزء من إستراتيجية أوسع لخلق محاور نفوذ خارج المشرق العربي، مما يُعيد تشكيل التوازنات في شمال إفريقيا ويعمّق المواجهة مع المغرب وحلفائه الغربيين.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975 بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى صراع مسلح استمر حتى 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويقترح المغرب حكما ذاتيا موسعا في إقليم الصحراء تحت سيادته، بينما تدعو جبهة "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم
وتسعى الأمم المتحدة إلى تفاهمات بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة "البوليساريو" بحثا عن حل نهائي للنزاع بشأن الإقليم، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

هجوم على البوليساريو
وفي مستهل التقرير، قالت الصحيفة: إنه على بُعْد بضعة أشهر من الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء التي استعاد فيها المغرب سيادته الكاملة على “الصحراء، يعرب بعض البرلمانيين الأميركيين، مثل النائب الجمهوري جو ويلسون، عن رغبتهم في تصنيف البوليساريو قريبا كـ”منظمة إرهابية".
ولفتت إلى أن "الجبهة تتمركز في الجزائر، داخل مخيمات اللاجئين بتندوف، وتحظى بتمويل كبير من الجزائر".
وتكمن مصلحة الجزائر، حسب زعم الصحيفة الفرنسية، في أنها "تحلم بالوصول المباشر إلى المحيط الأطلسي من خلال دولة وهمية تديرها جبهة البوليساريو".
يشار إلى أن فرنسا اعترفت في صيف عام 2024 بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وقد شكل ذلك السبب الرئيس لتدهور العلاقات أخيرا بين باريس والجزائر.
وتابع التقرير موضحا: "فبالنسبة للنظام الجزائري، ترتكز دعاية النظام الداخلية على أربعة أركان: كراهية فرنسا، وكراهية المغرب، وكراهية إسرائيل، وكراهية الهوية القبلية".
كما تحدثت "أتلانتيكو" عن أبرز داعمي جبهة البوليساريو في فرنسا، مشيرة إلى أنهم يتمركزون داخل التيار اليساري، لا سيما داخل الحزب الشيوعي الفرنسي وحركة "فرنسا الأبية" (LFI).
وفي إسبانيا، التي اعترفت بدورها بسيادة المغرب على الصحراء، أفادت الصحيفة أن "الوضع معاكس".
وأوضحت: "حيث يدعم الموقف الإسباني الرسمي سيادة المغرب على الصحراء، بينما يبدي اليمين هناك حنينا للاستعمار القديم ويظهر تحفظات على مغربية الصحراء".

مزاعم بشأن دعم إيراني
من أحدث التطورات في ملف الصحراء، حسب زعم التقرير، هو ما كُشف أخيرا عن "وجود مقاتلين من جبهة البوليساريو في السجون السورية، خدموا كمرتزقة لدى بشار الأسد من خلال الوساطة الإيرانية".
وذكرت الصحيفة أن هذه المعلومة الجديدة كشفتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ذات التوجه اليميني الوسطي، في 12 أبريل/ نيسان 2025.
وعقبت الصحيفة الفرنسية قائلة: "بالنسبة للقوميين الجدد الأميركيين (مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات) وللصحافة المغربية، تُعد هذه المعلومة دليلا جديدا على تورط إيران في دعم جبهة البوليساريو".
وأضافت: "وكانت قناة (i24News) الإسرائيلية قد بثّت في خريف 2023 تسجيلا لمكالمة هاتفية بين ممثل للبوليساريو في الشرق الأوسط، يُثبت الروابط المالية بين الحرس الثوري الإيراني والبوليساريو عبر حزب الله اللبناني".
وتابع التقرير: "ومن وجهة النظر المغربية، من الواضح أن طهران أسهمت في تسليح البوليساريو".
يُذكر أن "إيران قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب عام 1981، إثر منح الملك المغربي الأسبق الحسن الثاني اللجوء للشاه محمد رضا بهلوي، الذي أُجبر على المنفى قبل ذلك بعامين".
وقد حذر ألكسندر دو مارينش، رئيس الاستخبارات الفرنسية آنذاك، الملك الحسن الثاني شخصيا من التهديدات الإيرانية التي تستهدف العائلة الملكية الشريفة، وفق التقرير.
وفي عام 2009 وحتى عام 2014، كان المغرب هو من بادر بقطع العلاقات مع طهران بسبب التدخل الإيراني في البحرين والتبشير الشيعي داخل المغرب، على حد الصحيفة.
ثم في عام 2018 قطعت الرباط مجددا علاقاتها مع طهران بسبب الدعم المالي واللوجستي الذي قدَّمته طهران لجبهة البوليساريو.