إقالة أبرز مستشار سياسي لحميدتي.. صراع أجنحة أم دور إماراتي؟

4 months ago

12

طباعة

مشاركة

رغم علاقتهما القوية، قرر قائد مليشيا الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي” بشكل مفاجئ، عزل مستشاره السياسي يوسف إبراهيم عزت.

ويأتي ذلك رغم دفاع عزت المستميت والمستدام عن حميدتي في مختلف لقاءاته الإعلامية خاصة منذ اندلاع الحرب مع الجيش في السودان في أبريل/نيسان 2023.

حميدتي وجَّه في 10 يوليو/تموز 2024، الجهات ذات الصلة باتخاذ ما يلزم لتنفيذ قرار إقالة عزت "الذي يأتي في إطار الترتيبات الداخلية الروتينية"، وفقا لبيان أصدره المتحدث باسم الدعم السريع.

فيما قدم عزت في بيان له عقب قرار إعفائه مباشرة، شكره لحميدتي على ما وصفه بقبوله بإعفائه من مسؤولية المستشار السياسي للترتيبات الداخلية المشار إليها في القرار، والتي قال إنها لا تتوافق مع قبوله العمل مع قائد المليشيا في 2021، بطلب منه.

وكشف عزت أنه جرت هيكلة العمل المدني والسياسي منذ أبريل 2024 بعد ورشة عقدت في أوغندا، ونقلت مسؤولية إدارته للقائد الثاني في قوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو تحت مسمى مجلس التنسيق المدني لقوات الدعم السريع.

وقال عزت إنه لا يمكن أن يعمل تحت قيادة عبدالرحيم دقلو. وفي الأيام الماضية، أثارت تصريحات منسوبة له بالتفاوض مع الحركة الإسلامية السودانية والإسلاميين في السودان، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتقد عزت قبل إقالته في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، غياب الحركة الإسلامية كتنظيم عن مؤتمر القوى السودانية الذي عقد بالقاهرة في 6 يوليو/تموز 2024، قائلا إنه لا يرى مبررا لاستبعادها وأنها طرف أصيل في الحرب، كما أنها تنظيم مدني بأجنحة عسكرية واجتماعية.

وحضر المؤتمر وفد تشادي ترأسه وزير الخارجية محمد شريف زين بينما مثلت الإمارات سفيرتها بالقاهرة وحضر مدير التخطيط بالخارجية الإماراتية محمد المروي، وعدد من الممثلين للدول منهم سفير المملكة المتحدة لدى السودان، والمبعوث الأميركي.

وميدانيا، أفاد مصدر عسكري سوداني، في 11 يوليو 2024، بأن الجيش السوداني صد هجوما لقوات الدعم السريع على مدينة سنار قرب منطقة جبل موية وكبدها خسائر، وقصف تجمعات له غرب وجنوب المدينة.

وفي اليوم السابق أفادت وسائل إعلام سودانية، بأن المضادات الأرضية للفرقة الثالثة مشاة شندي بالجيش السوداني، أسقطت 3 مسيرات لمليشيا الدعم السريع، دون حدوث أي خسائر في الممتلكات أو الأرواح.

وقالت مصادر محلية في مدينة الدندر، إن مئات نزحوا من قرى الشمال إلى مدينة القضارف، بالقوارب النيلية التقليدية لعبور نهر الدندر شرقا بعد دخول الدعم السريع إلى قراهم وإطلاق الرصاص العشوائي وسط الأحياء السكانية وسرقة السيارات وضرب الشباب وتعذيبهم.

وعد ناشطون على منصة إكس إقالة عزت دليل تشرذم المليشيا وانهيارها سياسيا وميدانيا، مرجعين إقالته لانتقاده غياب الحركة الإسلامية عن مؤتمر القاهرة، فيما أرجعه آخرون إلى وجود صراع أجنحة داخل المليشيا عززها غياب حميدتي عن المشهد، ملمحين إلى أنه قُتِل منذ فترة.

وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #يوسف_عزت، #الدعم_السريع، وغيرها وجود دور إماراتي يقف وراء قرار إقالة عزت من منصبه، مذكرين بأنه كان المستشار الأقرب لحميدتي وخازن أسراره ومدبر قراراته.

وسلط ناشطون الضوء على المستجدات الميدانية التي تشهدها السودان، منددين بجرائم الدعم السريع في سنار، وأعربوا عن سعادتهم بصد الجيش السوداني هجوم المليشيا على المدينة وتكبيدها خسائر فادحة.

تشرذم وخلافات

وفي تحليله لخبر إعفاء قائد المليشيا المتمردة لمستشاره السياسى يوسف عزت، دون توضيح الأسباب، قال الصحفي أحمد البلال الطيب، إنها خلافات داخلية غالبا مع إخوان حميدتى، مشيرا إلى أن هذا ما أكد عليه عزت يوسف لاحقا بعد إقالته، حيث ألمح إلى أن الخلاف مع عبدالرحيم دقلو وليس حميدتى.

ولفت إلى أنه حتى خطاب الإعفاء الذى صدر من الناطق باسم المليشيا المتمردة، كتب بلغة هادئة، لم تقطع فيها شعرة معاوية.

واستبعد تأثير القرار  على المليشيا المتمردة  أو إحداثه أي تغيير في مسارها الحالي ومخططها الذي يهدف إلى ابتلاع الوطن كله.

وتوقع الهادي عباس، أن تحدث إقالة يوسف عزت الابن المدلل للهالك حميدتي عاصفة داخل مليشيات الدعم السريع، مؤكدا أن الأسباب كثيرة ومتعددة ومثيرة للجدل وتحمل أسرارا تفضح تورط الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير في حرب الخامس عشر من أبريل.

وأكد عباس، أن عبدالرحيم دقلو إمكانياته في مجال السياسة ضعيفة ووقع رهينة وعبد أسير لدولة الإمارات صاحبة النفوذ الكبير في تشكيلة مليشيات الدعم السريع.

وتساءل الكاتب مصطفى علي الكرادي: “ما الخطوات التي سيتخذها مستشار الدعم السريع المقال يوسف عزت؟ هل ينضم لإحدى الحركات أم يعتزل العمل السياسي؟”

وقالت الصحفية رشان أوشي: "بعد تشرذمها ميدانيا.. مليشيا الدعم السريع تنهار على مستوى القيادة .. إقالة يوسف عزت تشير إلى تصاعد الخلافات بين آل دقلو وحاشيتهم".

ونقل المغرد محمد، عن الصحفي لؤي عبد الرحمن قوله إن إعفاء عزت في هذا التوقيت، يشير إلى أن هناك عملا مخابراتيا خارجيا تم بحقه وإلا فإن قرار إعفائه يمثل ضربة كبيرة للمليشيا ومن اشترتهم عن طريقه.

ورصد تذكير عبدالرحمن بأن عزت ليس مستشارا سياسيا فحسب، بل هو أمين مال لحميدتي والمسؤول الأول عن شراء ذمم الإعلاميين والسياسيين والإدارات الأهلية.

وعد جلال فيصل، إقالة يوسف عزت، وتصريحات الأخير عن سبب الإقالة دليلا على حالة التشظي والاختلاف الداخلي في المليشيا.

صراع داخلي

وفي تأكيد على أن إقالة الدعم السريع لأكبر مستشاريه دليل على وجود صراع داخلي على الكرسي وهشاشة المليشيا، قال أحمد عبدالرحمن، إن بيت الدعامة صار أوهن من بيت العنكبوت.

واختصر الصحفي محمد ود الفول، الإقالة بالقول "عزت وعبدالرحيم دقلو ولعنة التوريث!".

وتوقع أحد المغردين، أن يتبع استقالة عزت استقالات أخرى، قائلا إن صراع الرؤى يبدأ بين تيار انكفائي يريد تأسيس دولة من الصفر أو إعادة بناء السودان بعد عملية سياسية وغالبا لو كنت في موقع القرار لاخترت الانكفاء والتأسيس الجديد لكن دائما الصوت الأعلى بتاع الوطنية هو إللي ينتصر".

ورأى مغرد آخر، أن صراع الكرسي داخل منظمة الجنجويد ومن يخلف الغطيس -في إشارة إلى حميدتي- في كرسي القيادة طلع للمكشوف، بين عبدالرحيم دقلو ومجموعة عزت يوسف مع بعض الأشقاء.

قرار إماراتي

وفي اتهامات بوجود دور خارجي وراء قرار إقالته خاصة بعد انتقاده استبعاد الحركة الإسلامية من مؤتمر القاهرة، كتبت السياسية رشا فاروق: “الإمارات تقيل يوسف عزت مستشار الدعم السريع من منصبة بعد تصريحاته الأخيرة”.

ورأى محمد إبراهيم، أن الطرد المهين للمتمرد يوسف عزت يؤكد أن الإمارات هي صاحبة القرار وأنها لا تسمح بأي بادرة ولو بكلمة طيبة واحدة للتصالح مع الإسلاميين!.

وتساءل: "كيف يتعايش الإسلاميون السودانيون مع هذا العداء في الإمارات؟ هل هم إسلاميون حقيقيون أم هم عملاء للإمارات داخل منظومات الحركة الإسلامية؟ ".

وغرد بابكر إسماعيل، قائلا: "المتمرد المجرم يوسف عزّت الماهري يخرج من سفينة مليشيا الحرامية الغارقة بدبل كِك في اللحظات الأخيرة".

وأضاف: "تحرش -عزت- في تصريحه بالكفيل عندما دعا لضم الحركة الإسلامية للحوار ففصله الكفيل"، مؤكدا أن هذا الخروج لن يعفيه من المحاسبة على جرائمه التي ارتكبتها في الـ 15 شهرا الماضية.

وعد الناشط الاجتماعي مسعد عبدالله، إقالة عزت دليلا على تنازل قوات الدعم السريع عن موقفها فى الحوار مع الحركة الإسلامية (المؤتمر الوطنى)، قائلا: "يتبقى الآن تغيير موقف تنسيقية #تقدم فى ذات السياق لتكتمل الصورة وتضع الحرب أوزارها خلال وقت قصير".

وقال الناشط عطاف محمد، إن تغريدة يوسف عزت، حول غياب الحركة الإسلامية من مؤتمر القاهرة، وقوله (لا أرى مبررا له)، تطيح به من منصب المستشار السياسي لحميدتي، بأمر عبد الرحيم دقلو.

وأرجع نور الدين عمر، إعفاء عزت من منصبه كمستشار لضغوطات خارجية بالنسبة لطرفي الصراع.

تطورات ميدانية

وعن الوضع الميداني، أوضح الصحفي كمال الشريف، أن اشتباكات وقعت صباح 11 يوليو بين الجيش والدعم السريع في محور سنار.

ونجح الجيش في تكبيد المليشيا خسائر في الأرواح والعتاد وتسلم عدد من السيارات القتالية، وفق قوله.

وأشار إلى أن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان بيير دوربس، كشف عن خروج 75 بالمئة من المؤسسات الصحية في السودان عن العمل، مؤكدا أن الوضع الإنساني حرج جدا، وأن البلاد تواجه أسوأ أزمة نزوح في العالم بسبب الحرب.

وأكد الناشط الحقوقي النذير ابوسيل، أن الأبطال يسطرون أروع الملاحم ويدحرون المليشيات ويكبدونها خسائر في الأرواح والعتاد ولوا هاربين، لافتا إلى تسلم (4) ثنائي و(3) دوشكا، تسلم حي، وتدمير عدد (9) عربات تدمير كامل.

وقال المغرد شكري، إنه بتاريخ 11 يوليو ومنذ الصباح الباكر هاجمت قوات التمرد المدعومة إماراتيا، الدفاعات المتقدمة في مدينة سنار.

وتابع: “صدت القوات المسلحة الهجوم وأحدثت فيهم خسائر تتمثل في تسلم 4 ثنائي و3 عربات دوشكا تسلم حي وتدمير عدد 9 عربات قتالية والعديد من القتلى”.