هجوم باليستي أوكراني على روسيا بصواريخ أميركية.. هل بايدن يورط ترامب؟

15 hours ago

12

طباعة

مشاركة

بعد 48 ساعة من هجوم صاروخي روسي استهدف البُنى التحتية للطاقة وخلف انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف وهز مدنا أوكرانية أخرى، شن الجيش الأوكراني هجوما جويا بستة صواريخ باليستية على منشأة عسكرية في مدينة بريانسك الروسية.

موسكو أعلنت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أن أوكرانيا شنت هجوما على منطقة بريانسك بصواريخ أتاكمز (ATACMS) التكتيكية بعيدة المدى أميركية الصنع، وذلك بعد ساعات على حصولها على ضوء أخضر أميركي باستخدامها في الأراضي الروسية.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن الجيش الأوكراني أطلق 6 صواريخ باليستية على منطقة بريانسك، مؤكدة أن منظومات الدفاع الجوي "إس 400" و"بانتسير" تمكنت من التصدي لها، وأن الهجوم لم يسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.

وجاء ذلك بالتزامن مع مرور 1000 يوم على الحرب الروسية في أوكرانيا، التي تمثل أكبر صراع دموي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 11 ألفا و700 مدني قتلوا، في حين أصيب أكثر من 24 ألفا و600 آخرين منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.

وكانت صحف أميركية ووكالات أنباء عالمية، قد أكدت أن واشنطن أجازت لأوكرانيا استخدام صواريخ بعيدة المدى (ATACMS) لاستهداف الأراضي الروسية، بموافقة مباشرة من الرئيس جو بايدن، على مطلب أوكراني ملح، قبل انتهاء ولايته التي تبقى عليها أسابيع.

وعلى وقع ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن الإدارة الأميركية –المنتهية ولايتها- أجازت استخدام الألغام المضادة للأفراد في أوكرانيا، مبينة أن كييف تعهّدت بعدم استخدامها في مناطق المدنيين.

وفي يوم الهجوم الصاروخي الأوكراني على روسيا، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على مرسوم تغيير العقيدة النووية الروسية يسمح لبلاده بالرد بالأسلحة النووية إذا تعرضت لهجوم بالصواريخ الباليستية. 

فيما رد متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، قائلا إن الولايات المتحدة لم تفاجأ بالتغيير الذي أعلنته روسيا في عقيدتها النووية ولا تعتزم تعديل وضعها النووي ردا على ذلك.

وبدورها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء "التصعيد" و"استمرار النزاع" بين روسيا وأوكرانيا على خلفية استخدام كييف لصواريخ ATACMS الأميركية.

وأثارت التطورات الأخيرة جدلا واسعا بين الناشطين على منصتي "إكس"، و"فيسبوك" حول انعكاساتها وما قد تسفر عنه بشأن نشوب حرب عالمية ثالثة "نووية"، بين مترقب لوقوعها في القريب العاجل، وبين مستبعد لها رغم التهديدات الروسية والتغيير المعلن للعقيدة النووية.

وأكدوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #اوكرانيا، #الحرب_الروسية_الأوكرانية، #بايدن، #زيلينسكي (الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي)، #بوتين، أن بايدن المنتهية ولايته يشعل المنطقة قبل تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني 2025، في تخريب متعمد لإدارته.

واستنكر ناشطون تهديد الرئيس الروسي باستخدام النووي، فيما صب آخرون جام غضبهم على بايدن الذي منح الضوء الأخضر لأوكرانيا لضرب عمق روسيا بصواريخ أميركية الصنع.

تهديدات بوتين

وبدوره، استنكر الضابط المتقاعد علي الغرباوي، التهديد الروسي باستخدام النووي، قائلا إن "الديكتاتورية الطاغية بوتين و وزير خارجيته يهددون العالم بالدمار والموت والفناء".

وأضاف أن "الديكتاتور الطاغية بوتين لا يستقر حتى يشاهد دمار العالم أمام عينيه"، وفق قوله.

وأشار أحد المغردين، إلى أن ملامح استخدام السلاح النووي الروسي أصبحت قريبة جدا، وربما سلاح نووي تكتيكي محدود لكن الأكيد الضربة الروسية النووية قادمة لا محالة.

وقال رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل: يقلّب بوتين "العقيدة النووية" كمن يلعب بالقنابل.

حرب مرتقبة

وتحذيرا من تداعيات الاستخدام النووي، أكد الباحث السياسي جمال رائف، أن موافقة بوتين على تحديث العقيدة النووية بعد يومين من موافقة بايدن على استخدام أوكرانيا للصواريخ الأميركية لضرب العمق الروسي، يؤكد أننا بصدد مرحلة متطورة من الصراع تقترب نحو الصدام النووي.

وأعرب عن خوفه من تحركات بايدن التي تسابق الوقت قبل دخول ترامب البيت الأبيض.

وأشار وليد محمد، إلى أن اوكرانيا انتهكت العقيدة النووية الروسية الجديدة؛ حيث نفذت أول هجوم باستخدام صواريخ ATACMS الأميركية على الأراض الروسية، واستهدفت ترسانه أسلحة المركز اللوجستي رقم 1046 التابعة لوزارة الدفاع الروسية في منطقة كراتشيف في بريانسك.

وأكد أن من المثير للاهتمام أن هجوما كهذا يوفر مبررا للضربة النووية الروسية الانتقامية وفقا للعقيدة النووية الروسية الجديدة، وبهذا تكون أوكرانيا انتهكتها في أول يوم من توقيع بوتين عليها.

وسخر الصحفي رضوان الهمداني قائلا: "أوكرانيا أطلقت صواريخ على العمق الروسي، يبدو أننا على بعد ساعات أو أيام من الحرب العالمية الثالثة.. لنتبادل اللعنات يا أصدقائي، فقد تكون أيامنا الأخيرة على الكوكب".

حرب مستبعدة

وفي المقابل، استبعد آخرون وقوع حرب نووية، حيث رأى مصطفى بخوش، أنها الحرب الوحيدة المستبعدة كخيار عقلاني.

أما ما دون ذلك فهي حروب ممكنة ومحتملة وقد تكون مطلوبة عند بعض المغامرين ومحترفي السياسة وتجار الحروب، لكنها تبقى واردة وتكفي شرارة صغيرة ليتورط الجميع فيها، وفق تعبيره.

وأكد خالد إيسليني، أن إشعال حرب نووية عالمية شبه مستحيل، حتى ولو حدث صدام مباشر بين قوتين نوويتين.

وذكر بأنه في الحرب العالمية الثانية، اتفقت دول المحور مع دول الحلفاء على عدم استخدام السلاح الكيمياوي بينهما، والاقتصار فقط على السلاح التقليدي، وبالفعل التزما بذلك حتى نهاية الحرب.

كما ذكر بأنه في الحرب العالمية الأولى، جرى استخدام الكيماوي بالفعل لأن الطرفين كانا حديثي عهد بهذا الاختراع الفتاك، واعتقد كلاهما أنه يملك فارق قوة باستخدامه.

لكن حجم المأساة التي تجاوزت إيذاء الخصم إلى إيذاء أنفسهم جعلته لاحقا خيارا غير مطروح، وهذا ما حدث في الحرب العالمية الثانية حين اتفق المتحاربان على عدم استخدامه في أرض المعركة.

وعد المدوّن سمير، التصريحات المستمرة من بوتين باستخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا لا تأتي بمثابة قوة أو عنصر ضغط سياسي، بل "كلام فاضي" لأن التأثير سيطال المدن الروسية المجاورة إلى أوكرانيا وقد يصل إلى بيلاروسيا أيضا.

وقال: "إذا جن جنونه -بوتين- وفعلها فسوف ينقسم الجيش الروسي بين مؤيد ومعارض حتى لا يتحمل بعض الجنرالات عواقب المحاكم الدولية".

وأضاف: "الجيش الروسي لم يضرب أفغانستان بالسلاح النووي وهي دولة مسلمة ومتشددة فما بالكم بدولة مجاورة سكانها من نفس العرق السلافي والديانة والتقاليد والعادات ويربط الشعبين الكثير من الأقرباء". 

وأكد أن عدة بلدان ستجد نفسها مضطرة لقطع العلاقات مع روسيا لعدم المساس بمصالحها الاقتصادية، مثل الصين والهند ومعظم الدول العربية، كما أن فاتورة التعويض ستصل الى مئات المليارات لتستطيع العودة الى المجتمع الدولي.

تخريب لفترة ترامب

وفي قراءات لقرار بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز الأميركية لاستهداف العمق الروسي، أكد الباحث في الأمن الدولي والإرهاب جاسم محمد، أن التوقيت تعقيد لمهام إدارة ترامب المقبلة.

وعد إقرار روسيا عقيدتها النووية خطوة استباقية ووقائية لحماية الأمن القومي، داعيا حلف شمال الأطلسي “الناتو” لأخذ مخاوف روسيا في مجالات الأمن القومي.

وقال الإعلامي أنيس منصور، إن الولايات المتحدة تدفع روسيا لاستخدام أي قنبلة نووية حتى لو كانت تكتيكية كي يتم تشكيل تحالف دولي ضد روسيا، مؤكدا أن أميركا تضغط على أوكرانيا لتنفيذ هجمات جريئة ضد الروس.

وأشار أمير أحمد، إلى أن بايدن استبق تولي ترامب الرئاسة الأميركية وأراد أن يشعل الحرب لتكون أربع سنوات ساخنة للرئيس المنتخب الجديد.

وقال الكاتب إيهاب عمر، إن إدارة جو بايدن التي سوق الإعلام الدولي أنها جاءت لإنقاذ العالم من جنون ترامب، هي التي أشعلت كل هذا الجنون حول العالم وصولا إلى محاولة إشعال حرب عالمية ثالثة.

واستنكر تحريك قطعة الشطرنج التي تسمى "أوكرانيا" لإطلاق صواريخ أميركية بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية، رغم تحذير موسكو سلفا بأن هذا الإجراء سيعقبه تحرك نووي روسي. 

وأشار عمر إلى أن قواعد اشتباك بين روسيا والغرب في أوكرانيا متفق عليها وجرى تنفيذها منذ فبراير 2022 حتى اليوم.

ولكن الجديد أن أميركا خرجت من يد شبكات المصالح بداية من يناير/كانون الثاني 2025 والمسألة هذه المرة أعقد من تجربة ولاية ترامب الأولى لذا يجب إشعال العالم.

وعد كمال حميدة، استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى الآن في الحرب مع روسيا تطورا خطيرا جدا، متهما الحزب الديمقراطي بمحاولة تعقيد المشهد قبل تسليم السلطة إلى ترامب بعد السماح لأوكرانيا باستخدام تلك الصواريخ.