السيسي يبكي مجددا وسط حاشيته.. وناشطون: دموع التماسيح

a few seconds ago

12

طباعة

مشاركة

“البكاء الخادع" أو ”دموع التماسيح".. حيلة يواصل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي استخدامها لمحاولة ادعاء إخلاصه لمصر وخدمتها، مع مواصلته قمع كل أشكال أنواع المعارضة في البلاد.

آخر استخدام لهذه الوسيلة، جاء خلال سرد السيسي لموعظة خلال اجتماع لقادة القوات المسلحة عقد بمقر القيادة الإستراتيجية في العاصمة الإدارية الجديدة، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وطلب السيسي الذي تولى الحكم عبر انقلاب عسكري عام 2013، من المتحدث باسم الجيش العقيد غريب عبد الحافظ، أن يقدم له نصيحة، ليرد الأخير "هون على نفسك يا فندم".

ورد رئيس النظام حابسا دموعه: "شوف واسمع.. هما يومين على وش الدنيا، وبعد كده هنموت، وتحت بقى ربنا يقبلني".

وأضاف: “عارف يا غريب لما تعرف وتفهم الحكاية اللي موجودين عليها على وش الأرض، مش هتهون عليك أبدا”.

وتابع: "عندما جاءت السيدة فاطمة أثناء وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، قالت له واكرباه.. فقال لها وهو ينتقل إلى الرفيق الأعلى: لا كرب بعد اليوم على أبيكِ".

ويرى كثيرون أن دموع التماسيح مصطلح يلخص حال السيسي الذي يُظهِر حزنا مزيفا على الدوام. وجاء هذا المصطلح من أسطورة تقول إن التماسيح تبكي وهي تأكل فريستها لأنها حزينة عليها، لكن هذا الحزن مزيّف.

وهي حالة تشبه السيسي الذي يدعي البكاء ويذرف الدموع للتلاعب بمشاعر الآخرين، ولتحقيق ما ينصب في مصلحته من مجريات الأمور، وفي الحقيقة يدمر البلاد عبر منع أي صوت مخالف ومن خلال قرارات اقتصادية كارثية عمقت الفقر في مصر.

وتفاعل ناشطون مع الفيديو الأخير لرئيس النظام المصري على منصات التواصل الاجتماعي. وعبر وسوم عدة أبرزها #السيسي، #لازم_يمشي، #هون_على_نفسك_ياريس، استهزأوا خلالها بدموعه المزيفة وطريقته في جذب التعاطف معه.

وذكروا بأن السيسي جاء للسلطة بانقلاب عسكري دموي، وارتكب جرائم إبادة ومجازر جماعية مازالت آثارها حاضرة إلى اليوم، حيث غيب آلاف المصريين بالسجون، وحظر الحياة السياسية، ودمر الاقتصاد، وفرط في مقدرات مصر ومياهها، ولديه سجل جرائم وفضائح لا حصر لها.

واستحضر الناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس"، "وفيسبوك" مواقف كثيرة، استدعى فيها السيسي البكاء خلال حديثه في مناسبات عامة، وأمام كاميرات التلفزيون، حتى أصبح بكاؤه أمرا معتادا في المناسبات المختلفة.

السيسي البكّاء

وكانت بداية السيسي مع البكاء عام 2014 خلال الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة يناير/ كانون الثاني 2011، قبل توليه الرئاسة عبر الانقلاب، عند سماعه أغنية "ابن الشهيد" التي غناها أحد الأطفال.

وفي مارس/آذار 2015؛ بكى السيسي أثناء الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ، عندما نعى العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وذكر مساعدته لمصر.

وبكى أيضا في ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة، في يناير/كانون الثاني 2016، أثناء إلقاء والد أحد شهداء الشرطة كلمة كشف فيها عن استشهاد ثلاثة من أسرته في سيناء خلال محاربة ما يسمى بـ"الإرهاب"، وكذلك عندما ألقى أحد الأطفال قصيدة شعرية عن "فضل الشهيد".

وذرف السيسي الدموع خلال إلقاء كلمته في احتفالية الإعلان إستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، في فبراير/شباط 2016؛ أثناء تناوله الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد المصري، وقال جملته الشهيرة: "والله العظيم أنا لو ينفع أتباع لأتباع عشان خاطر مصر".

وفي الشهر ذاته، بكى أثناء إلقاء خطاب أمام مجلس النواب وحديثه عن شهداء الجيش والشرطة.

كما ظهر متأثرا بكلمات أهالي الجيش والشرطة في الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر/تشرين الأول، وأعرب عن تقديره "لشهداء مصر ودمائهم التي قدموها فداء للوطن". 

وبكى أثناء افتتاح مشروعات للبتروكمياويات بالجيزة، في ديسمبر 2016، عندما قال له أحد المواطنين "بنحبك يا ريس".

ووقتها، قطع حديثه باكيا من التأثر، وأكد بعدها أنه يحب الشعب المصري بأطيافه كافة، ويحرص على تحقيق أمنيات المصريين.

وخلال منتدى شباب العالم الذي عقد في شرم الشيخ، في نوفمبر 2017، ظهر السيسي باكيا على الهواء، أثناء كلمة الفتاة العراقية لمياء حجي بشار، (19 سنة) وهي تحكي كيف تعرضت للاغتصاب والبيع على يد تنظيم الدولة من سنجار بالعراق إلى الرقة بسوريا.

وقوبلت دموع السيسي حينها بسخرية وغضب شديد كونه ونظامه متورطين بالاعتداء على فتيات في عمر الزهور بالقتل والسجن والتحرش والاغتصاب والحرمان من العائل أو الزوج والابن لتمرير انقلابه العسكري على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي.

فقد سقطت فتيات برصاص البلطجية وقوات البلاك بلوك الذين أحدثوا فوضى في عهد مرسي، وكانت بينهن الفتاة هالة أبو شعيشع، في 19 يوليو/تموز 2013، بالمنصورة وسط الدلتا.

وإثر فض اعتصام رابعة 14 أغسطس/آب 2013، سقطت عشرات النساء برصاص القناصة، بينهن الفتاة أسماء ابنة القيادي في الإخوان المسلمين والمعتقل محمد البلتاجي.

وبكى السيسي متأثرا بكلمة ألقاها أمامه الفنان أشرف عبد الباقي، ووصفه فيها بأنه "أحسن صاحب لمشاورته على القادرين باختلاف"، وذلك خلال حفل "قادرون باختلاف" في نسخته الرابعة تحت شعار "لينا مكان" في ديسمبر 2022.

ومع كل مرة يبكي فيها السيسي، تتوالى تحليلات للغة الجسد التي يظهر بها وطريقته في التفاعل مع الأحداث، يخلص فيها مراقبون ومختصون في علم النفس وخبراء في الإعلام إلى أنه يحاول التأثير عاطفيا على المصريين، ويشحنهم عاطفيا.

وأكدوا أن “السيسي متميز في خلق حالة عاطفية مصاحبة لقراراته أمام الشعب، لكن هذه الحالة لا تدوم طويلا، وسرعان ما تنكشف؛ لأنها ليست شخصيته الحقيقية”. بحسب تصريحات سابقة لأستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس، هبة عيسوي.

جدل وانقسام

وبرزت حالة من الجدل والانقسام بين الناشطين خلال تفسيراتهم لبكاء السيسي بين من رآها مسرحية مفضوحة وتمثيلا، وآخرين رفضوا استخدام هذا التعبير وفسروا دموعه بحالة من الرعب والهلع.

المعارض خالد الصراطي، أشار إلى أن الحبكة الدرامية أهم حاجة في المشاهد التمثيلية التي يقدمها السيسي، مؤكدا أن إهمالها هو ما يتسبب له في التهزيئ كل مرة.  

وقال إنه كان هناك خطأ كبير في بناء المشهد الأخير لبناء السيسي وهو غياب المبرر الدرامي، لافتا إلى أن رئيس النظام من غير أي سبب قال للضابط: تنصحنى بإيه؟

ووصف الصراطي، سؤال السيسي بأنه "حاجة غير منطقية"، مؤكدا أنه كان يحتاجه لكي يرد الضابط كما هو متفق عليه ويقوله: "هون عليك يا فندم.. فهو يبدأ يطرش المشهد المبتذل".

وسخرت الإعلامية سمية الجنايني، من طريقة السيسي وأدائه أمام حاشيته، وطالبته بالنزول من على المسرح.

وأرجعت سبب بكائه إلى شعوره بغضب الشارع من سياسته وبدء الانتفاضات بالفعل وظهورها في جزيرة الوراق والمطرية وغيرها.

ومساء 19 نوفمبر، اندلعت اشتباكات ليلية بين قوات الأمن في مصر وأهالي جزيرة الوراق الواقعة في نهر النيل، إثر اعتقال عدد من الأهالي لاحتجاجهم على الحصار المفروض منذ أشهر على المعدية التي تربط الجزيرة بضاحية شبرا، وذلك في إطار محاولات التضييق المستمرّة على سكان الجزيرة لدفعهم إلى مغادرتها.

وتزامنا مع ذلك، شارك مئات من أهالي المطرية في محافظة الدقهلية المصرية في مسيرة حاشدة، احتجاجا على تكرار حوادث السير، وهما حدثان يرى مغردون أنهما ربما يجرّان المزيد من الغضب تجاه النظام.

ووصف الكاتب يحيى القزاز، بكاء السيسي، بأنه "مشهد درامي في الحقل الرئاسي مبلل بالدموع"، مخاطبا رئيس النظام بالقول: "اتق الله ورد المظالم لأهلها فى أواخر أيامك".

وتهكم قائلا: بدأنا بـ"الطبيب الرئيس" المداوي وانتهينا بـ"الشيخ الرئيس" الواعظ. لا أعرف إلى أين يأخذنا الرئيس؟!

تحليلات نفسية

في المقابل، بيّن المستشار القانوني بمركز مونتجمري للدراسات السياسية سعيد عفيفي، أن تفسير بكاء السيسي الأخير وانفعاله طبقا لعلم النفس، يوضح أنه كان صادقا في تعبيره الحسي والشعوري ولكن ليس بالكلمات التي نطقها عن لحظة احتضار النبي صلى الله عليه و سلم.

وقال إن السيسي قبل أن يتحدث كانت لديه غصة في قلبه ويريد أن يخرجها أمام قادة الجيش لأنهم الوحيدون الذين يمكن أن يزهقوا روحه في أي وقت.

وأكد عفيفي أن السيسي، أراد استدرار العطف لدى البعض فاستحضر في مكنون شخصيته شعورا بالخوف والندم ووضعها مع كلمات جهزها مسبقا وتحمل مدلول أن كل شيء سيكون على ما يرام، مستحضرا كلمات النبي الأخيرة كي يصبغ على بكائه صبغة دينية تظهر الورع لديه.

وأضاف أن "السيسي كان وقت بكائه في أشد الأوقات خوفا وخشية من الذين يحيطون به"، رافضا ما خلص له ناشطون بأن بكاءه "تمثيل".

وتحت عنوان “بكاء السيسي” دموع التماسيح، قال محمود علي إبراهيم: "أصبحت على يقين أنه مصاب بجنون العظمة تجاوزت مرحلة المرض النفسي إلى مرحلة الاضطراب العقلي فهو مريض سيكوباتي، تارة يكلم ربنا ويقوله حضرتك وتارة أخرى ربنا يقول له هأعطيك البركة".

وذكر بأن السيسي يحاصر غزة ويقتل ويسجن ويبني معتقلات ويفقر الناس ويأخذ أرضهم وبعدين يطلع يبكي ويقول هما يومين هنعشهم على وش الدنيا، متسائلا: "طب القصور اللي شيدتها والعاصمة الإدارية وطائرة ملكة السماء 400 مليون دولار والسرقة والنهب والفساد؟".

وسخر الكاتب رفيق عبدالسلام، من خطاب رئيس النظام المصري، قائلا: "السيسي الزاهد العابد انقبض وجهه وخنقته عبرات البكاء لشدة تقواه وعظم ورعه وخوفه من الله، وفعلا يبدو أن رجلا مثله هو من أهل الآخرة لغة وخطابا ومظهرا، ولا يصلح لهذه الدنيا الفانية، ولذلك الأفضل له أن يتفرغ فيما تبقى له من عمر للعبادة والتنسك في مساجد مصر وخلواتها، استعدادا ليوم الحساب".

وأضاف أن على السيسي أن "يترك هذا الكرسي الفاني الذي يجلس عليه والمنحدر من عالم الكون والفساد لأهل الدنيا المتقلبة والزائلة لإدارة الشؤون الدنيوية لعامة المصريين فيريح ويستريح".

وأوضح رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أن تعليقات المصريين على بكاء السيسي وإظهاره زهده في الحياة، انحصرت في عدة ردود.

ومنها أن “تقمص دور الزاهد لا يناسب الفخفخة التي تعيش فيها والقصور والطائرات والمنتجعات والاحتفالات ونعيم الأباطرة والملوك، وأن الذي يخشى الله واليوم الآخر لا يرتكب كل تلك المذابح ويقتل آلاف المواطنين”.

ورصد من بين ردود الفعل على بكاء السيسي التأكيد على أن دموعه حركات تمثيل متكررة ومعتادة، وأنه أدرك أن المركب تغرق في مصر وأن الخراب وصل وكل طرق الإنقاذ أو الإصلاح أصبحت مسدودة، لافتا إلى أنه لاحظ عدم التعاطف معه أو تصديق دموعه.

وقال وائل البهي عن السيسي: "أقسم بالله أن هذا الكائن انفصل تماما عن الواقع واختل ادراكه بكل المعاني وكل الحقائق وأصبح كالقنبلة الموقوتة والتي لا علم لأحد متى تنفجر فتدمر نفسها ومعها كل الشعب الذي يشاهد عجيبة من عجائب الحياة ولا قدرة لأي أحد بإسكاته وإخراسه ليصمت عن نطق الترهات".

وأضاف: "أصبح لزاما على من له سبيل بالإمساك به والزج به في مستشفى ليتم الكشف عن بقايا قوى عقلية لا نراها ومجموعة من الأمراض لا يجوز تركه بها طليقا وإلا كان انتحارا بالتأكيد سيحاسبنا عليه الله جميعا".

وتعجب أحد المغردين، من أن "السيسي مصدق تماما أنه نبي مرسل لإصلاح حال المصريين ومصلح اجتماعي جاي لتعليمهم التقشف بعد التبذير اللي كانوا فيه وأنه خلص على الإخوان بمدد من الله وأنه أنقذ مصر وصعبان عليه إن عمره ممكن يخلص فى أي وقت لأنه فى الغالب مريض مرض عضال".