"يجب القضاء على الوحش".. جنرال إسرائيلي يكشف مخططات إسرائيل بشأن لبنان
"خيار الحرب المفتوحة والشاملة مع إيران محتمل"
منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كان “حزب الله” اللبناني يتبادل مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الحدود “إسنادا لغزة”، لكن في الأسابيع الأخيرة قررت إسرائيل نقل ثقل عدوانها من غزة إلى لبنان ما أسفر عما لا يقل عن ألف قتيل و9 آلاف جريح، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وقبل الهجوم الصاروخي الإيراني مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أجرت صحيفة “الإندبندينتي” الإسبانية حوارا عن مخططات إسرائيل بشأن المنطقة، مع ياكوف أميدرور، وهو جنرال متقاعد في الجيش الإسرائيلي، وشغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بين سنتي 2011 و2013.
وقالت الصحيفة إن ياكوف أميدرور شغل طوال حياته المهنية التي استمرت 36 سنة في الجيش الإسرائيلي، سلسلة طويلة من المناصب. ومن أهمها: قائد المدارس العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي، والسكرتير العسكري لوزير الدفاع، ومدير شعبة تحليل الاستخبارات وضابط استخبارات القيادة الشمالية. حاصل على إجازة في العلوم السياسية من جامعة حيفا ومؤلف العديد من الكتب حول الاستخبارات والإستراتيجية العسكرية.
وهو الآن أحد المستشارين الذين يصممون الإستراتيجية العسكرية التي تعوّل عليها إسرائيل للبقاء على قيد الحياة في منطقة معادية لها.
عمّا تبحث إسرائيل عبر الغزو البري للبنان؟
في هذا السياق، أشار مستشار الأمن القومي السابق إلى أن “هناك هدفان وراء هذه العملية. يتمثل الأول في التأكد من أن حزب الله لن يكون قادرا على تنفيذ النسخة الخاصة به من هجوم السابع من أكتوبر”.
ولتنفيذ هذه المهمة، “يجب تطهير منطقة من حزب الله، بدءا من نهر الليطاني إلى الجنوب، وعلى بعد 10 كيلومترات على الأقل من الحدود الإسرائيلية”.
و"إذا نجحنا في هذه العملية، فسنكون على يقين بأن حزب الله لن ينفذ الهجوم الخاص به على خطى حماس. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاق أو من خلال القوات البرية؛ ونفضل أن يتم ذلك من خلال اتفاق".
وأضاف: "يتمثل الهدف الثاني في تقليص قدرات حزب الله لتصل إلى مستوى تجعل منه غير قادر على ردع إسرائيل. لهذا السبب، يجب تدمير القوة الدفاعية لحزب الله، وتدمير العديد من الصواريخ والقذائف الصاروخية وقادة النظام".
وأردف قائلا: “لأنه بعد الحرب، لا يمكننا أن نسمح للوحش بالنمو مرة أخرى. لقد ارتكبنا خطأً منذ سنة 2006. لقد سمحنا لحزب الله بالنمو إلى درجة أنه أصبح يشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل. ويجب ألا نرتكب نفس الخطأ مرة أخرى”.
و"للقيام بذلك، علينا أن نقلل من قدرة هذه المنظمة. ستكون الحرب معقدة للغاية. وستكون النتائج إيجابية بالنسبة لإسرائيل"، يضيف الجنرال.
ما نوع الضرر الذي ألحقه القصف الإسرائيلي بقدرات حزب الله في الأسابيع الأخيرة؟
ردا على هذا السؤال، أورد ياكوف أميدرور أن "من الممكن أن هذه العملية قد قضت على 40 بالمائة من الصواريخ.
ولكن “الأمر المهم يختزل في نوع الصواريخ التي دمرت. إذا كان لهذا الضرر أثر على المدى الطويل والمتوسط أكبر، فسيكون ذلك خبرا جيدا”، يستدرك الجنرال.
هل تستطيع إسرائيل الاستمرار في حروب على جبهات متعددة؟
ونقلت الإندبندينتي عن الخبير العسكري قوله في هذا الإطار إن “إسرائيل غير قادرة على استدامة حروب مفتوحة على جبهات مختلفة”.
لهذا السبب، “نحن نشعر بأننا في وضع أحسن مقارنة بالعام الماضي. وفي غزة، لم نعد بحاجة إلى هذه القوات. الوضع في غزة مختلف تماما اليوم عما كان عليه قبل سنة. غالبية القوات حرة في القتال في الشمال”.
وتابع: "وفي اليمن، لا يكون الرد بالقوات البرية، بل بالقوات الجوية. وهنا، يمكن الحديث عن عامل المرونة، حيث يمكن نقل الحرب من مكان إلى آخر: ابدأ في الصباح في بيروت واستمر لاحقا في الحديدة".
ومضى في جوابه قائلا: "نعم، ترغب إسرائيل في تطبيق نفس الإستراتيجية التي طبقتها في غزة على الأراضي اللبنانية. لا يمكننا أن نسمح لحزب الله بالنموّ مثلما فعلنا مع حماس".
ماذا يعني اغتيال نصر الله؟
وأوضح ياكوف أميدرور أن “الأمر لا يتعلق بنصر الله فقط؛ بل يتعلق بقضاء إسرائيل على القيادة العسكرية برمتها، التي تلاشت تماما”.
وأضاف: "لقد مكث هؤلاء الأشخاص في مناصبهم لمدة 20 أو 30 أو 40 عاما. أعرف بعضهم منذ سنة 1989، عندما كنت ضابط مخابرات. لهذا السبب، فإن حقيقة أننا أزحنا كل القيادات تقريبا يعد أمرا مهما للغاية. في الواقع، لقد اختفى وزن هائل من الخبرة والعلاقات. كما تلاشت الثقة الداخلية".
وعلق قائلا: “يتمثل السؤال الذي يطرح نفسه في هذه المرحلة في من هو الجاسوس الذي لا يزال مزروعا بين ما تبقى من حزب الله. من الواضح جدا أن إسرائيل تملك عنصرا لديه دراية كبيرة بحزب الله. ربما هو الشخص الذي يرشحونه الآن لخلافة نصر الله، هاشم صفي الدين”.
وتابع: "إن حقيقة أننا تمكنا من اختراق النظام بطريقة كشفتهم وسمحت لنا بقتل كل هؤلاء الأعضاء في القيادة ونصر الله نفسه، هي حقيقة ذات أهمية كبيرة".
وحول الخليفة المحتمل لحزب الله، أورد المستشار السابق أن “هاشم صفي الدين عمل لسنوات طويلة مع حزب الله، لكنه ليس مثل نصر الله. لكن، من يعلم، عندما تصبح رقم واحد، فإنك تغير موقفك في بعض الحالات وتصبح الرقم واحد الحقيقي، وفي بعض الأحيان تبقى ظلا لمن تمت تصفيته".
وقال: "نصر الله وصل بعد أن تمكنا من قتل سلفه. ولم نكن نعلم أن نصرالله سيصبح رجل المقاومة الأعظم، ورمز المقاومة الكبير. إنها حقيقة ينتهي بك الأمر إلى معرفتها مع مرور الوقت. لا يمكن أبدا معرفة كيف سيكون صفي الدين في المستقبل".
ما التحدي الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي في غزة؟
وعن الوضع بغزة، قال أميدرور إن “المهمة الآن تتمثل في تطهير غزة من كل بقايا حماس. أعتقد أننا قتلنا وتسببنا في إصابات بليغة لما بين 60 إلى 70 بالمئة من أعضاء الحركة الأصليين”.
“لكنهم يقومون بتجنيد أعضاء جدد دون تدريب ودون خبرة. وعلى الرغم من أن قدراتها تتضاءل باستمرار، إلا أن حماس لن تختفي. إنها جزء من المجتمع الفلسطيني” يستدرك الجنرال.
وحول شبكة الأنفاق في غزة، أشار إلى أنه "من الصعب معرفة ما إذا دمرت شبكة الأنفاق بالكامل أم لا. ربما تم اكتشافها، ولكن لم يتم تدميرها. كما لا يوجد في إسرائيل ما يكفي من مادة تي إن تي لتدمير جميع الأنفاق، حيث إنه هناك أكثر من 500 كيلومتر من الأنفاق".
كيف ترى خيار الحرب المفتوحة مع إيران؟
وأوضح أميدرور أن "خيار الحرب المفتوحة والشاملة مع إيران محتمل".
وحول العواقب على المنطقة والعالم، أشار إلى أن "إسرائيل ليست مسؤولة عن الأمن الإقليمي. نحن مسؤولون عن أمن دولة إسرائيل. إذا هاجمنا الإيرانيون فلن نفكر في المنطقة. سوف نفكر في الأمن الإسرائيلي".
وأكد أن إسرائيل "تستعد للحرب مع لبنان ويتعين علينا أن نكون مستعدين بشكل أفضل للحرب ضد إيران".