ترامب يطالب إيران بالإذعان ويهدد باغتيال خامنئي.. هل اقتربت لحظة الاشتباك؟

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

تزايدت التكهنات خلال الساعات الأخيرة بإمكانية انخراط الولايات المتحدة رسميا بالحرب الإسرائيلية ضد إيران، وسط رسائل أميركية تدعو طهران للاستسلام دون شروط.

وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بالانصياع دون أي شروط، مهددا بأنه يعرف بالضبط أين يختبئ المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وأنه هدف سهل ولكنه “لن يقصيه من المشهد على الأقل في الوقت الحالي”.

ترامب أكد في 17 يونيو/حزيران 2025، السيطرة "الكاملة والشاملة" على المجال الجوي الإيراني، مع تزايد التكهنات باحتمال تدخل الولايات المتحدة إلى جانب "إسرائيل" في الضربات التي تشنّها على إيران، لكنه قال: إن بلاده لن تقتل المرشد الأعلى.

وأضاف ترامب في منشورات دونها على منصته تروث سوشيال: “نحن نحظى الآن بالسيطرة الكاملة والشاملة على أجواء إيران”. مشيدا باستخدام الأسلحة الأميركية، دون أن يأتي على ذكر إسرائيل بشكل مباشر. وأضاف "لا أحد يفعل ذلك أفضل من الولايات المتحدة".

وبعد ساعات من تصريحاته، نشر خامنئي تغريدة قال: "باسم حيدر الجبار تبدأ المعركة"، مضيفا: “علي يعود إلى خيبر مع ذي الفقار”. وفق تعبيره.

وجاءت منشورات ترامب في أعقاب تنفيذ الجيش الإيراني أطول سلسلة ضربات متتالية على الاحتلال الإسرائيلي، في المواجهة التي بدأت منذ 13 يونيو/حزيران بقصف تل أبيب عدة أهداف في إيران.

وفي الساعات الأولى من صباح 18 يونيو، شنت إيران هجمات صاروخية جديدة على الأراضي المحتلة، فيما استهدفت إسرائيل العاصمة الإيرانية طهران، وتبادل الطرفان تحذيرات لسكان منطقتين في طهران وتل أبيب.

وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأن قواته استخدمت الجيل الأول من صواريخ فتاح من الجيل الأول في الموجة الـ11 من عملية الوعد الصادق 3.

وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية بأن الحرس الثوري بدأ في استخدام المزيد من الصواريخ الباليستية فرط الصوتية عند توجيه ضربات إلى إسرائيل.

وأثار التصعيد والقصف المتبادل بين طهران وتل أبيب، قلقا متزايدًا لدى دول الجوار الواقعة في مرمى التداعيات المحتملة للصراع الإقليمي المفتوح، خاصة دول الخليج التي تواصل التحذير من تبعات الحرب.

وتابع ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مستجدات المعركة، وأبدوا تضامنهم مع إيران وتأييدهم لتحركاتها كافة منذ بداية المعركة وصولا لإعلان خامنئي الأخير، مشيدين بقدرتها على توجيه ضربات عسكرية قاسية تدك معاقل الاحتلال الإسرائيلي وتستهدف مقراته الحيوية.

واستنكروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس"، "فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #تل_ابيب_تحترق، #ترامب، #إيران، #الحرب_بدأت_الآن، #حيدر، وغيرها حديث الرئيس الأميركي عن استسلام طهران وتهديده بأنه يعرف مكان خامنئي.

ورأى ناشطون أن ترامب يطالب إيران بالإذعان والانهزام والتراجع حتى يتم التفاوض، وأن تصريحاته ذات السقف المرتفع تعكس جهله الواضح بتاريخ وثقافة المنطقة، لأن الاستسلام ليس من سمات شعوبها، داعين الدول العربية، خاصة الخليجية لتقديم الدعم والإسناد لطهران.

سخرية واستهزاء

وعن مطالبة الرئيس الأميركي إيران بالاستسلام غير المشروط وقوله "صبرنا ينفد"، قالت الناشطة السياسية زينة المشهداني: إن تصريحات ترامب الأخيرة تكشف بوضوح معادلة الردع الأميركية: "نعرف أين المرشد، ولن نغتاله الآن، لكننا قادرون".

وأكدت أن الرسالة ليست لإيران فقط، بل للعالم: واشنطن تملك القرار والقدرة، وتعرض القوة دون أن تستخدمها بعد، مضيفة أن عبارة "الاستسلام غير المشروط" هي سقف تفاوضي صادم، أقرب للحرب النفسية منه لإعلان حرب.

واستطرد المشهداني: "هنا تُحسَم المعركة إعلاميًا قبل أن تُحسم ميدانيًا، وتُستخدم الكلمات كقذائف دبلوماسية، في عالم ما بعد الدبلوماسية.. تُطلق الحروب أولًا من المنصات، قبل أن تُطلق من الطائرات".

وكتب مخيمر: "لو إيران النهاردة ما ردتش رد قوي بقصف الكيان الإسرائيلي قصف يخليهم ينسوا كل اللي حصل الأيام اللي فاتت يبقى ده قبول بالاستسلام".

 وأكد إسلام عبد الفاضل، أن ترامب يريد الاستسلام وليس السلام، وذلك على عكس ما يصرح به على الدوام.

ووصف نواف حاكم دعوة ترامب إيران إلى الاستسلام دون شروط، بأنها "من أغبى السلوكيات السياسية مع شعوب الشرق الأوسط العنيدة، التي تفضّل الهزيمة الساحقة على اتخاذ مثل هذه الخطوة. 

وسخر بلال عبدالرحمن، من طلب الرئيس الأميركي، قائلا: "والله يعم ترامب أنت فاشل وبتاع كلام وبق كبير من يوم ما جيت وأنت ولا عملت حاجة في أي حاجة غير بس ضحكت على بتوع الخليج وقلبتهم في قرشين".

واستنكر الصحفي نظام المهداوي، حديث ترامب عن استسلام إيران من غير شروط، قائلا عنه: "يتحدّث كإلهٍ متوّج على الأرض. تُعجبه الأضواء حين تتسلّط عليه، ويغمره شعور بأنه قادر على تغيير الأنظمة، ورسم الجغرافيا، وإعادة تشكيل العالم كما يشاء".

وأضاف: "يفترض ألا (هناك) آدمي على الأرض سوى الأميركي والإسرائيلي، وأن ما دونهم دوابٌ تُسلّم أوطانها، وتستسلم، وتعيش تحت المحتلّ، لكنّه لا يعلم أن الإمبراطوريات العظمى كثيرًا ما انهزمت على يد أضعف أعدائها".

وفسر الأكاديمي إسماعيل المدني، أسباب تهديد أميركا لإيران وتوعدها بمهاجمتها رغم أن الحرب اليوم مع الكيان الصهيوني، بأنها العلاقة العضوية الوجودية بين الأب وابنه.

وقال: إن الكيان الصهيوني ولادة غربية أميركية ولا يمكن التخلي عنه، أما نحن العرب فيقولون لنا لا صديق دائم ولا عدو دائم، أي يمكن أن يتخلوا عنا في أي وقت مهما فعلنا لهم.

تضامن وتأييد

وتضامنا مع طهران وتأييدا لطريقة إدارتها المعركة، أشار المحامي الكويتي ناصر الدويلة، إلى أن إسرائيل أرادت تركيع إيران بضربة مفاجئة واغتيال كل قيادات الصف الأول لتحقق سيادة واقعية على مجرى الحوادث، لكن صمودها وشعبها أدى إلى امتصاص الضربة رغم فداحتها.

ورأى أن إيران استعادت توازنها بسرعة وانكشفت تل أبيب تماما أمام العالم وشعبها الذي يحاول الهرب خارج الدولة وتمنعه السلطات من ذلك، فيتجه للبحر ويترك إسرائيل خلفه.

وأكد الدويلة، أن الصراع تحول الآن من هجوم إسرائيلي تكتيكي إلى آخر إيراني إستراتيجي انكشفت أمامه إسرائيل الهشة وبدأت دول مؤيدة للعدوان تصرح بأن إسرائيل ستنهار خلال عشرة أيام إذا لم تتدخل أميركا.

وأشار إلى أن تصريحات ترامب صارت منفلتة أولا نحو ضرب إيران ثم اتجهت نحو اغتيال المرشد الإيراني ثم طاشت بين الإقدام والإحجام، مبينا أنه “لا يعرف كيف ينقذ إسرائيل التي تعيش آخر أسبوع لها، وستبدأ مرحله جديدة في التاريخ وهو بداية سقوط دولة الهيكل الثالث”.

وقال الدويلة، إن القوة الإسرائيلية مصطنعة تعتمد على الدعم الأميركي والغربي وهو دعم رغم قوته لن يستمر.

وقال الباحث محمد جمال: إن ما تواجهه إيران اليوم من الأميركيين والصهاينة ليس ضغطا بغرض التفاوض، بل فرض الاستسلام وتفكيك الإرادة السيادية والعسكرية.

ورأى أن الرد المناسب الوحيد من قبل إيران الآن هو التصعيد الإستراتيجي الشامل الذي يُحوّل الضغط إلى كلفة ويحول دون تحقق أهداف الكيان وأميركا.

وأشاد عمار حسن، بعناد الإيرانيين وصلابتهم التاريخية المعروفة ورأى أنها تظهر الآن، مشيرا إلى أن خامنئي أطلق معركة جديدة تبدو مختلفة باسم "حيدر" في وقت يطالبهم ترامب بالاستسلام، فيما يقول الإعلام الإيراني إننا دخلنا المعركة الحقيقية الآن.

وقال: "تبدو طهران معنية بإرسال رسالة إلى ترامب الذي صور له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الأمور قد حسمت، ولم يبق سوى تدمير مفاعل "فرودو" وأن عليه أن يتدخل، ليجني الثمار".

تفوق عسكري

وإشادة بالتفوق الإيراني العسكري وحفاوة بإعلان الحرس الثوري عن استخدامه أسلحة متطورة، عرض الباحث في القضايا العسكرية والأمنية ضياء قدور، مقطع فيديو للحظة عبور الصواريخ الإيرانية إلى الكيان.

وأوضح أن الانفجار الكبير (في الفيديو المرفق) أثناء التصدي يدل على الحمولة الثقيلة التي يحملها الصاروخ الباليستي الإيراني، مشيرا إلى أنه ربما من طراز عماد أو خرمشهر أثقل الصواريخ الإيرانية.

وأشار المحلل السياسي ياسين عزالدين، إلى أن إيران وجهت ضربة كبيرة نسبية أصابت مناطق في تل أبيب والشمال، لافتا إلى أن هنالك تعتيما إعلاميا على أماكن سقوطها مما يرجح أنها نزلت في مواقع أمنية وعسكرية.

وعد الحجم الكبير للضربة يدحض مخاوف البعض بأن إيران انخفضت إمكانياتها العسكرية بفعل الغارات الجوية.

ولفت الصحفي مختار الرحبي، إلى أن صاروخ فتاح الذي أعلن الحرس الثوري الإيراني استخدامه وزلزل به ملاجئ الصهاينة، يمكنه المناورة أثناء الطيران بسرعات فرط صوتية، مما يجعل اعتراضه شديد الصعوبة.

ولفت إلى أن الصاروخ مزود برأس حربي يمكنه تغيير الاتجاه والارتفاع أثناء التحليق، وقادر على اختراق كل أنظمة الدفاع الجوي المعروفة بحسب التصريحات الإيرانية.

وأكد أن الصاروخ يضع إيران ضمن عدد قليل من الدول (مثل روسيا والصين) التي تمتلك تكنولوجيا الصواريخ الفرط صوتية.

دعوات للتحرك

وفي حث للدول العربية، خاصة الخليجية، للوقوف إلى جانب طهران، تأسف رئيس وزراء قطر الأسبق، حمد بن جاسم بن جبر، على أن المنطقة تدفع ثمنا باهظا للتصعيد الراهن، بينما كانت هناك محادثات بين الولايات المتحدة وإيران لإيجاد حل تفاوضي سلمي لقضية الملف النووي الإيراني.

وقال: "من هنا فلا بد لدول الخليج العربية، بصفتها معرضة لمخاطر التصعيد مباشرة قبل غيرها، أن تتخذ موقفا واضحا وأن تتدخل لدى الحليف الأميركي لوقف الحرب تجنبا لتبعاتها المباشرة وغير المباشرة في المدى القصير والبعيد".

وأكد بن جبر، أنه “ليس من مصلحة دول الخليج أن ترى إيران الجارة الكبيرة تنهار، فمثل هذا الأمر سيؤدي حتما إلى فلتان مدمر للأوضاع في منطقتنا، ستكون عواقبه شديدة على الجميع”.

ورأى أنه “لتجنب ذلك فلا بد لدول الخليج أن تعلن موقفا واضحا وصريحا عبر مراكز القرار لوقف فوري لهذا الجنون الذي بدأته إسرائيل”.

وقال رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إنه “لا يجوز للعالم العربي والإسلامي السماح بانتصار إسرائيل في تلك المواجهة، تحت أي تبرير”.

وأوضح أن “كسر العصابة المتطرفة في تل أبيب ضرورة قصوى لأمن وأمان دول المنطقة بكاملها، وشرط أساس للسلام في الشرق الأوسط كله”.

وحذر الأكاديمي حمود النوفلي، من أن إيران لو سقطت فإن الكارثة لن تصيبها (وحدها)، بل ستنال الوطن العربي أجمع.

وأوضح المفكر محمد الأحمري، أن هدف الإرهاب الصهيوني استعباد حكام وشعوب المنطقة العربية والإسلامية كاملة كالخليج وتركيا وإيران.

وحذر من أنه إذا “لم يدافع هؤلاء عن أنفسهم فلن يقبل الإرهاب إلا بعبودية تامة واستسلام غير مشروط”.