نظام السيسي يبدأ عرقلة طريق قافلة الصمود.. وناشطون: مشارك في حصار غزة

منذ يوم واحد

12

طباعة

مشاركة

في مشهد يعكس حجم التواطؤ مع العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة، بدأت مصر في إجهاض محاولات "قافلة الصمود" المغاربية من دخول البلاد ومنع الوصول إلى معبر رفح الحدودي.

وسارعت السلطات المصرية إلى إعلان رفضها مرور أي وفد دون "تنسيق مسبق"، بينما تحتجز عشرات المتضامنين العرب والأجانب القادمين لدعم الشعب الفلسطيني.

قافلة الصمود المغاربية انطلقت في 9 يونيو/حزيران 2025، من تونس العاصمة إلى غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، وذلك بمشاركة مئات الناشطين المغاربة.

وتتكون القافلة من 1500 شخص على الأقل، بينهم ناشطون وداعمون من الجزائر وتونس، مع توقع انضمام المزيد من ليبيا. وتضم قرابة 20 حافلة وزهاء 350 سيارة، ضمن تحرك شعبي تضامني لدعم نحو 2.4 مليون فلسطيني محاصرين في غزة.

وتزامنا مع اقتراب القافلة إلى حدود مصر، أملا في الوصول لمدينة رفح الحدودية مع غزة، أصدرت الخارجية المصرية بيانا أكدت فيه أنه لا يُسمح لأي وفد أو قافلة بعبور الأراضي المصرية نحو رفح، إلا عبر التنسيق المسبق مع الجهات الرسمية.

وقالت في 11 يونيو: إن "تنظيم الدخول إلى أراضي الدولة يتم وفقا لقواعد وضوابط قانونية وأمنية محددة، تشمل الحصول على الموافقات اللازمة عبر القنوات الدبلوماسية المعتمدة".

وأوضحت أن الآلية المتبعة هي "التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات إلى وزارة الخارجية". 

وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من تحريض وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس السلطات المصرية على منع "قافلة الصمود لكسر حصار غزة" من الوصول إلى الحدود بين مصر والكيان، أو الدخول إلى القطاع.

ولم تكتف مصر بذلك، بل احتجزت قوات الأمن فيها عشرات التونسيين والفرنسيين والجزائريين، بمطار القاهرة لمشاركتهم في قافلة الصمود، كما اقتحمت الفنادق التي يقيم بها أعضاء الوفد الفرنسي المشارك بها، قبل أن ينقطع الاتصال بهم.

وقبيل ذلك أوقفت سلطات مطار القاهرة عددا ممن قدموا للمشاركة في المسيرة، بينما جرى ترحيل آخرين كانوا قد وصلوا إلى مصر بالفعل، وأعادت أكثر من عشرة أشخاص من الوفد المغربي، كما رُحِّل مواطنون من تركيا بعدما رُصِدوا وهم يحملون أعلام فلسطين خارج مقر إقامتهم بالقاهرة.

وأفادت المحامية الجزائرية فتيحة رويبي بأن الأمن المصري يحتجز منذ صباح 12 يونيو 40 جزائريا منعهم من دخول مصر عقب وصولهم إلى مطار القاهرة للمشاركة في المسيرة، بينهم ثلاثة محامين.

فيما قالت منصة رصد التونسية: إن أمن مطار القاهرة يحتجز وفدا نسائيا تونسيا قادما للمشاركة في قافلة الصمود.

ومهد إعلاميون وكتاب مقربون من النظام المصري الطريق للسلطات لشن حملة الاعتقالات والتعنت ضد المشاركين في قافلة الصمود، بمهاجمتها والتحذير من فخ يستهدف أمن مصر ويسعى لإحراج السلطات المصرية.

من جانبها، قالت قافلة الصمود لكسر الحصار على غزة، عبر بيان في 12 يونيو أنها بادرت منذ أسابيع إلى الاتصال بطرق مختلفة مع السلطات المصرية.

وأوضحت أن التواصل كان عبر سفارة مصر في تونس أو عبر وسطاء في القاهرة، "كما راسلنا رسميا وزارة الخارجية المصرية، ووضحنا طبيعة قافلة الصمود البرية وأهدافها".

وتابعت “لا نريد ولا ننوي دخول مصر من دون موافقة السلطات ونريد التفاهم معها حول مختلف إجراءات الدخول”، مبينة أنها لا تسعى لإحراج السلطات أو إدانتها وأن هدفها إنساني.

وأثنى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بقافلة الصمود وأعربوا عن فخرهم واعتزازهم بها وامتنانهم لجميع أفرادها، واحترامهم لرسالتهم وتقديرهم لوقوفهم مع الفلسطينيين، وعزيمتهم على كسر الحصار عن أهل غزة، وإقامتهم الحجة على جميع الصامتين.

وصبوا جام غضبهم على النظام المصري ورئيسه عبدالفتاح السيسي، واتهموه بالمشاركة في حصار غزة وإبادة الفلسطينيين ومنع الدعم الإنساني عنهم، والعمالة للاحتلال والخضوع لرغبته في منع وصول القافلة إلى غزة وإمدادها بجزء ضئيل من احتياجاتهم الأساسية.

واستنكروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قافلة_الصمود، #السيسي_خاين_وعميل، #غزة_تباد، وغيرها، تبني محسوبين على النظام مزاعم بأن هذه المسيرة هي مؤامرة على الأمن القومي المصري وتستهدف إحراجه.

تحية وثناء

وأكد رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ محمد الصغير، أن القائمين على القافلة أدركوا طبيعة المرحلة، فتحركوا تاركين وراءهم أبناءهم وأموالهم وأهليهم لإنقاذ أرواح 2 مليون مسلم يموتون جوعا في غزة، لربما كانت هذه الخطوات والصيحات أملا في تخفيف معاناتهم.

وحثّ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على نصرة إخوانهم في فلسطين بما يستطيعون، وألا يبخلوا عليهم بما في وسعهم.

وأوضح الفنان عبدالمجيد عريقات أن الفائدة الوحيدة من قافلة الصمود، تحريك الرأي العام وإثارة الشعوب العربية النائمة، قائلا: "أما فكرة كسر الحصار فطبعا ما رح تظبط لأنه أكيد مصر رح ترفض إدخالهم للحدود".

وأضاف: "حتى لو ما دخلت القافلة هل اللي شارك فيها يعتبر عمل اللي عليه؟ أكيد مشكور طبعا وفعل جهد مبارك إن شاء الله، لكن حاول مرة واتنين وتلاتة وحفز الشعوب للنهوض".

وقال الصحفي مختار غميض: "يا أحبابنا في قافلة الصمود كم كنتم عظاما ولا تزالون في قلوب أحرار العرب والمسلمين.. لقد مهدتم الطريق للمزيد.. كنتم قافلة وستصبحون قوافل حتى رفح".

وقالت الإعلامية دينا زكريا: “أنا كمصرية أعلن تضامني الكامل مع قافلة الصمود وأرفض كل أشكال الشيطنة والعداء ضدها وأقول كلمة حق مع أبطالها.. أنتم أقمتم الحجة على كل المصريين”.

وواصلت حديثها لأبطال القافلة قائلة: "من استطاع مشاركتكم فسيكون هذا شرف ومن منعه القمع فادعوا لهم أن يحررهم رب العالمين ومن يهينكم فليسوا إلا حثالة لا يمثلون مصر والمصريين على الإطلاق ومن يمنعكم من المرور بحجج واهية ليسوا منا ولسنا منهم".

عمالة السيسي

وعن منعها والتضييق عليها، قال الكاتب رضوان الأخرس: "لا يشارك في حصار غزة إلا صهيوني أو متصهين حقير، ومن يعترض طريق قافلة الصمود فهو خادم رخيص للاحتلال ومتواطئ معه في حرب الإبادة والتجويع".

وأكد أسامة فيصل، أن منع قافلة فك الحصار على غزة من الوصول إلى معبر رفح عمل يتنافى مع الدين والقيم العربية والإنسانية.

وعدّ المغرد رمسيس منع قافلة الصمود من دخول مصر مشاركة مباشرة في خنق غزة، وليس قرارا سياديا.

وأكد أن السيسي ليس محايدا وإنما شريك في الإبادة الجماعية، ولا بد أن يحاكم مثل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يمنع الغذاء والمساعدات ويشارك في القتل.

وسخر الممثل أحمد الرصد من بيان الخارجية المصرية لوقف واعتراض قافلة الصمود المتجهة لمعبر رفح بأمر رئيس النظام المصري، قائلا: "شكرا يا سيسي مكدبتش ظننا فيك يا شقيق نتنياهو".

ورأى ياسين أميري، أن قافلة واحدة من دول المغرب العربي كانت كافية لفضح نظام السيسي في مصر، مؤكدا أن الخيانة لفلسطين عربية، والعالم كله يعرف الآن من يحاصر غزة ويمنع دخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح بأوامر من تل أبيب.

اعتقالات تعسفية

وتعليقا على خبر احتجاز قوات الأمن المصرية عشرات التونسيين والفرنسيين والجزائريين بمطار القاهرة، ومداهمتها عدة فنادق واعتقالها عشرات المشاركين في القافلة، ذكرت الناشطة غادة نجيب بأن المحتجزين والمعتقلين حاصلون على تأشيرات.

وأكدت أن الموقوفين متّبعون للقواعد التي ذكرتها الخارجية المصرية في بيانها، وتساءلت: ليه تعتقلوهم.. اثبتوا للعالم كله أنكم شركاء في حرب الإبادة وهتتحاكموا إن شاء الله كمجرمي حرب.. كلاب حراسة الصهاينة".

وأعاد الإعلامي عبدالرحمن مطر، صياغة الخبر قائلا: نظام السيسي الذي اشترط "تأشيرات دخول مسبقة " لوفود قافلة الصمود يرحل وفودا مغاربية قدموا إلى مصر عبر مطار القاهرة بشكل رسمي وبأوراق ثبوتية لدخول الأراضي المصرية بشكل رسمي. 

وقال: "يعني حجة المعيز الجربانة في الأمن القومي مسحها لهم حميدتي اليوم في الجنوب المصري!! ويعني حجة نظام العار في حكاية التأشيرات/ مسحها لهم المغاربة منذ قليل!!". 

وأضاف: "لم يبق إلا حجة واحدة وهي الحقيقة الدامغة أن نظام السيسي نظام عميل من الدرجة الأولى وساند نتنياهو في حصار غزة وتجويع شعبها، وأن إيدي كوهين لم يكن يهذي حين قال: "حدود نفوذ إسرائيل تنتهي حين تتوقف القافلة!!".

وعرض المغرد سند مقطع فيديو لناشط مغربي يكشف تعامل السلطات المصرية معه وترحيله بعد قدومه للمشاركة في قافلة الصمود، واصفا ما حدث بأنه "تعامل مخزٍ  من مصر تجاه داعمي القضية الفلسطينية".

واستنكر استمرار مسلسل الخيانات لغزة من أقرب بقاع الأرض لها، وعد ما كشفه الناشط المغربي شهادة من ضمن آلاف الشهادات على إجرام السيسي وعصابة العسكر التي تمسك زمام الأمور في مصر.

أكاذيب النظام

واستهجانا للهجوم على القافلة والتعامل معها على أنها تهديد أمني أو محاولة لإحراج النظام، استنكرت ماهينور المصري، الحملة المضادة التي تتعامل على أن قوافل المساعدات لغزة "مصيبة كبيرة".

وقالت: "بغضّ النظر عن أبواق النظام دول ملناش دعوة بهم، الواحد بيحاول يفكر مع مصريين ممكن يبقوا مع القضية الفلسطينية بس خايفين على مصر برضه لأنهم سمعوا أن القوافل دي هدفها توريط البلد وأن ما يروحوا بالبحر".

وأشارت المصري إلى إخفاء معلومات منها أن كل منسقي القوافل أعلنوا أنهم حاولوا التنسيق مع الحكومة وأرسلوا للسفارات المصرية في بلادهم المختلفة ولم يحصلوا على أي رد رسمي بالرفض أو بالقبول، قائلة: "مفهوم أن السكوت علامة الرضا أو التشاور".

ولفتت إلى أن المشاركين في القافلة أعلنوا بدل المرة ألفا على مواقعهم أنهم تحت أمر الأمن المصري في أي إجراءات أمنية يطلبونها وأن هدفهم الوصول لمعبر رفح لإيصال رسالة للعالم أن إسرائيل هي من يغلق المعبر.

وأكدت المصري، أن فكرة القوافل أنها تأتي من أماكن مختلفة هي "رسالة سياسية عالمية مهمة لدعم الشعب الفلسطيني، مذكرة بأن سفينة مادلين ليست أول ولا آخر سفينة وكده طريق البحر وصّل الرسالة، والآن دور طريق البر (واللجوء لأقرب نقطة ممكنة)".

وتساءلت: "هل منطقي مصر تتحجج في أنها خايفة أن حد يندسّ أو حد يخرب أو حد يقرر يتسلل، يعني هل ده كلام يدخل عقل أي حد مصري شايف أن الحاجة الأساسية اللي بيتباهي بيها النظام هو القدرة على السيطرة".

وقالت: الواحد الحقيقة نفسه يقول لناس كتير مش أي مساعدة لفلسطين تبقى الهدف تخريب مصر، ده كلام الحقيقة مش بس بيصب في خانة الصهاينة بس ده بقى اللي بجد بيضعف البلد ويخليها محتلة.

ورد أحمد جاد، على من تقول إن “مصر مش زريبة أي حد يدخلها”: "أحب أقولكم إن قافلة الصمود لها أكثر من أربع أيام بتتواصل مع الخارجية المصرية عشان تاخد الإذن بالسماح للدخول ومحدش رد عليهم من الخارجية لليوم".

ونقل عن قافلة الصمود، قولها: "نُقدّر سيادة مصر ولم ولن ندخل أراضيها دون موافقتها وتواصلنا رسميًا مع الجهات المصرية آملين التفاهم ودعم الشعب المصري لهذه اللحظة التاريخية في مسار القضية الفلسطينية".

للإسرائيليين فقط

وتنديدا بتذرع السلطات المصرية منع القافلة لعدم حصولهم على موافقات، ذكر الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل بأنه يُسمح للإسرائيليين بدخول مناطق في جنوب سيناء تشمل طابا وشرم الشيخ ودير سانت كاترين دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.

وأوضح أن النظام يسمح للإسرائيليين بالبقاء في مصر لمدة تصل إلى 14 يومًا، مقابل رسوم رمزية تُقدّر بـ 113 شيكل، مذكرا بأن جيش الاحتلال احتل محور فيلاديفيا دون تأشيرة أو إذن مسبق!.

وقالت ليلى بن ساسي: "السيسي خاين وعميل فاتح أبواب مصر لأسياده الصهاينة الوسخين ويغلقه أمام وجه العرب في القاهرة ويرحلهم إلى بلدانهم بعد منحهم التأشيرة للدخول، الله ينتقم منك".

واستنكر محمد سيف الدولة، أن الدولة المصرية تستقبل مئات الآلاف من السياح (الإسرائيليين) سنويا ليعربدوا في سيناء لمدة أسبوعين بدون تأشيرة، لكنها تغلق حدودها وأبوابها في وجه مئات أو آلاف قليلة من الإخوة العرب من قافلة الصمود بذريعة أنهم لم يحصلوا على تأشيرة.