ما هو "الشرق الأوسط الجديد" الذي يريد نتنياهو فرضه عبر الحروب؟
نتنياهو يسعى لرسم خريطة مستقبلية جديدة لمنطقة الشرق الوسط
في خطابه بالأمم المتحدة يوم 22 سبتمبر/أيلول 2024، قبل اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني نصر الله، أمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخريطتين تقسمان الشرق الأوسط لقسمين.
قسم زعم أنه يمثل دولا تُشكل "لعنة" على إسرائيل، وأخرى عدها "نعمة" على دولة الاحتلال، ليبين رؤيته لما أسماه "الشرق الأوسط الجديد".
كانت الدول التي تشكل لعنة على إسرائيل (بألوان سوداء) هي إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن، وقصد بها "محور الشر".
أما الدول التي تشكل "نعمة" فضمت الخليج خاصة السعودية ومصر (ألوان خضراء).
وزعم نتنياهو أن "نعمة الشرق الأوسط الجديد" مرتبطة بالاتفاقيات الإبراهيمية (التطبيع)، ويقصد بها "محور الخير" لإسرائيل.
ورأى أن هذا الشرق الأوسط سيصبح نعمة كبيرة حين يجري توقيع اتفاقية تاريخية وتطبيع بين إسرائيل والسعودية، مما "سيُساعد في تحويل المنطقة إلى قوة عالمية كبرى".
كان من الواضح في هذا الخطاب، أن نتنياهو يسعى لرسم خريطة مستقبلية جديدة لمنطقة الشرق الوسط.
وغاب عن خرائطه بشكل تام أي إشارة عن قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، مما أثار تساؤلات عن الرسالة التي يسعى لتوصيلها، وأهداف إسرائيل الحقيقية.
لكن خلال مؤتمره الصحفي في 29 سبتمبر 2024 شرح نتنياهو بشكل أوضح خطة "الشرق الأوسط الجديد"، وكيف يمكن لإسرائيل تشكيله، بعدما نجحت في اغتيال أغلب قيادات حزب الله.
الهيمنة بـ "التوراة"
حين طُرح مصطلح "الشرق الأوسط الكبير" ثم "الجديد" في تسعينيات القرن الماضي، كان الهدف منه التذلل للدول العربية والإسلامية في المنطقة لضم إسرائيل ودمجها ضمن دول المنطقة.
وقبل طوفان الأقصى بأسبوعين، وخلال خطابه بالأمم المتحدة في 23 سبتمبر/أيلول 2023، كان نتنياهو يتمنى ويحلم بـ "شرق أوسط جديد"، واستعرض خريطة له تُظهر قسما من المنطقة مظللا باللون الأخضر، ضمن خطط التطبيع مع العالم العربي.
أخرج نتنياهو قلمه الأحمر ورسم خطاً قطرياً من دبي على طول الخليج العربي، عبر إسرائيل وفي اتجاه موانئ جنوب أوروبا ليحدد خريطة "الشرق الأوسط الجديد" الذي يشمل إسرائيل (دون غزة والضفة) ومصر والسعودية والبحرين والإمارات.
لكن في خطاب نتنياهو 29 سبتمبر كان غرور القوة واضحا، حيث تحدث بزهو بعد اغتياله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، عن أن القضاء على قوى المقاومة سيتبعه هيمنة إسرائيلية وشرق أوسط "جديد".
ربط هذا الشرق الجديد بـ "تغيير توازن القوى" في المنطقة (بعد ضرب حزب الله وحماس)، وقيام تحالفات جديدة في المنطقة، أي تطبيع، مع الدول العربية (المترددة)، خاصة السعودية، "لأن إسرائيل حينئذ ستكون منتصرة" وفق زعمه.
أما وسيلة "تغيير توازن القوى" فهي "التوراة"، حيث لجأ نتنياهو من جديد إليها لتبرير وتفسير العدوان الذي تشنه إسرائيل على غزة ولبنان واليمن، متوعدا بتغيير المعادلات بالمنطقة.
قال: "كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي وسأقضي عليهم"، مؤكدا: "نعمل بمنهجية على تغيير الواقع الإستراتيجي في الشرق الأوسط كله".
وكرر نتنياهو الحديث عن "الشرق الأوسط الجديد"، وتغيير المنطقة مستخدما مصطلحات دينية عدة مرات منذ طوفان الأقصى أكتوبر 2023.
وتحدث في 2 سبتمبر 2024، عن أن "زمن المشياح جاء ليقيم مملكة اليهود"، وهو يبشر الإسرائيليين أنهم سينتصرون.
كما تحدث نتنياهو في خطاب تلفزيوني يوم 25 أكتوبر 2023، بأنه سيحقق "نبوءة إشعياء"، في تدمير الفلسطينيين والعرب ووصفهم بأنهم "أبناء الظلام"، والإسرائيليين "أبناء النور".
وفي خطابه التهديدي لإيران يوم 30 سبتمبر 2024، قال نتنياهو إنه "لا مكان في الشرق الأوسط خارج نطاق سيطرة إسرائيل"".
زعم، في مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق نشره مكتبه، باللغة الإنجليزية أنه “لا يوجد مكان في الشرق الأوسط بعيد عن متناول إسرائيل”.
ولفت إلى أنه بعد القضاء على النظام الإيراني الحالي، الذي أسماه "تحرر إيران" سيصبح الشعب اليهودي والفارسي أصدقاء.
وأثناء إلقائه كلمته أمام الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، 22 سبتمبر، تنبأ نتنياهو بـ "شرق أوسط جديد" وكان كمن يحتفل بتحول تاريخي محتمل بالنسبة لتل أبيب في علاقاتها الإقليمية وأمنها، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
تحدث عن احتمالات تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض و"رفع واستقرار مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط".
وقبل الغزو البري للبنان قال نتنياهو في بيان: "نحن في حالة حرب مصيرية من أجل بقاء دولة إسرائيل ووجودنا ذاته، لذا يجب أن نوحد كل قوانا ونهزم جميع أعدائنا".
ويسعى نتنياهو وأركان حربه لتحقيق شرق أوسط جديد يكون لهم العلو والهيمنة فيه، كأنه في مسار انتصاري، للقضاء على حزب الله، ثم بقية أذرع إيران في سوريا والعراق واليمن.
وذلك صولاً الى استدراج إيران الى احتكاك يسمح لإسرائيل بفتح حرب ضدها بمشاركة الولايات المتحدة ودول غربية، وتدمير قدراتها النووية والعسكرية.
وفي تغطية غالبية الصحف الإسرائيلية وحفاوتها باغتيال "نصر الله"، تحدثت عن "الشرق الأوسط الجديد" الذي بدأت إسرائيل ترسم معالمه وتفرضه على المنطقة العربية.
وكتب المحلل الإسرائيلي "عاموس يادلين" في موقع القناة 12 العبرية في 28 سبتمبر 2024 تحت عنوان "ما بعد نصر الله: إسرائيل تنشئ شرقاً أوسط جديداً"، يقول إن تل أبيب عادت مجدداً “لتظهر كقوة إقليمية كبرى”.
أرجع هذا إلى تصفية قيادة حزب الله وحماس، والهجمات في سوريا، والغارة على مرفأ الحديدة في اليمن، التي زعم أنها تعيد إسرائيل إلى مكانها بصفتها "قوة عظمى" قادرة على التوصل إلى اتفاق يضمن استعادة الأسرى من حماس.
ويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في أميركا خليل العناني، إن مفهوم الشرق الأوسط الجديد "يرتكز على أن تصبح إسرائيل لاعبا مهيمنا على الساحة الإقليمية".
وأوضح في مداخله مع قناة "الجزيرة" القطرية 29 سبتمبر 2024 أن هذا المفهوم (الشرق الأوسط الجديد) يضمن لأميركا إعادة التموضع في المنطقة العربية.
ولفت إلى أن ما يفعله نتنياهو الآن في لحظة انتشاء يشبه إلى حد ما حالة الشعور بالزهو والانتصار في إسرائيل بعد حرب 1976.
"الحرب" لتحقيق الأهداف
ويشير محللون إسرائيليون إلى أن نتنياهو أصيب بالغرور بعدما اغتال نصر الله والعديد من قيادات الحزب وهاجم اليمن وسوريا وهدد إيران، وبات يرى أن تحقيق أهداف حكومته بالحرب لا الاتفاقيات السياسية والصفقات.
المحلل الإسرائيلي عاموس هرئيل أكد في صحيفة "هآرتس" 30 سبتمبر 2024 أن "نتنياهو فقد الاهتمام بالكامل بأي مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة".
ولم يعد يهتم بإعادة المخطوفين، ويركز كل اهتمامه على صراع إقليمي متصاعد مع حزب الله وإيران"، ملمحا لأنه يهدف إلى إعادة تغيير توازن القوى في المنطقة ورسم شرق أوسط جديد تكون لإسرائيل الهيمنة فيه.
ويقول مدير مركز القدس للدراسات السياسية، "عريب الرنتاوي" إن استراتيجية نتنياهو الأوسع، هي "قلب الشرق الأوسط رأساً على عقب"، وجعل فلسطين من النهر للبحر دولة يهودية، وتهجير للفلسطينيين للأردن وضرب إيران.
أشار، عبر حسابه على إكس، إلى أن هدف نتنياهو في نهاية المطاف هو "استتباع المنطقة واستعبادها، واستئناف مسارات التطبيع الإبراهيمية، وتصفية "محور النقمة" وإنعاش "محور النعمة".
وضمن هذه الرؤية الحربية لفرض وتغيير توازن القوى، وواقع الشرق الأوسط، كما قال نتنياهو، استغلال زخم الأرباح التي حققها، واستهداف كل أطراف محور المقاومة.
ويرى المحلل السياسي “لقاء مكي” أن توقع نتنياهو ألا تدعم إيران أذرعها بعدما فرطت حتى الآن بذراعها الأساسي وهو حزب الله، سيجعل إسرائيل تطمع في المضي بالحرب ضد القوى المؤيدة لطهران.
توقع أن تمضي إلى ما يتجاوز لبنان بكثير، لتصل لجميع أطراف المحور بلا استثناء، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن، دون رادع إقليمي أو دولي.
بل أن تركز إسرائيل على مصدر التهديد التاريخي لها، ليس في إيران، ولكن في الدول العربية المركزية، وأبرزها العراق وسوريا، بعد تحييد مصر بمعاهدة السلام، والمطروح هنا تقسيم العراق وسوريا، وفق لقاء مكي.
ويقول إن هذا الواقع الجديد سيجعل عملية التطبيع سياقا طبيعيا يمضي بسلاسة ودون قيود أو روادع.
وحينها تطمح إسرائيل أن تكون الدولة المهيمنة في الشرق الأوسط الجديد، وتتسابق الدول المهزومة على التعامل معها بحثا عن الحماية والأمن.
لكن الباحث بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "جوليان بارنز ديسي" حذر في تصريح لموقع "بوليتيكو" 30 سبتمبر 2024، من المزيد من التصعيد الإسرائيلي ووصف فكرة إنشاء نظام إقليمي جديد بأنها "وهم خطير".
قال إن "الهجوم الإسرائيلي في لبنان يمثل إنجازا تكتيكيا كبيرا "لكنه يظل منفصلا عن المسار الإستراتيجي القابل للتطبيق لمعالجة الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية بشكل مستدام وإنهاء سلسلة الصراعات الإقليمية المترابطة".
إسرائيل ترسم المنطقة
وحين طُرح مصطلح "الشرق الأوسط" الكبير والجديد لأول مرة كانت الإدارات الأميركية هي التي تقف وراءه من أجل إعادة رسم المنطقة ودمج إسرائيل فيها.
لكن هذه المرة، وعقب الغرور الإسرائيلي بمهاجمة غزة ولبنان وسوريا وإيران واليمن في وقت واحد، ظهر نتنياهو وهو يرسم المنطقة لا أميركا، ويهدد مناطق الهيمنة الإسرائيلية.
تحرك نتنياهو لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط الجديد بالدم والتوراة دفع شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية للسخرية ضمنا في 29 سبتمبر من توليه، رسم أجندة المنطقة، أي قيادة إسرائيل لأميركا لا العكس.
أرجعت هذا لما عدته ظهور الولايات المتحدة "عاجزة ولا نفوذ لها في الأيام الأخيرة" إلى حد تجاهل نتنياهو نداءات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن هدنة في لبنان واستمراره في العدوان واغتيال نصر الله.
وحذرت الصحيفة من مخاطر هذا التحرك الإسرائيلي دون فرملة أميركية وعدته "مخاطرة قد تُدخل المنطقة حرب شاملة تجر أقدام أميركا".
ومع هذا ألمحت الإدارة الأميركية إلى أنها ستقف إلى جانب إسرائيل في حرب واسعة في المنطقة، رغم ما ينشر من مزاعم أن بايدن تحدث لنتنياهو، ونصحه بعدم توسيع المواجهة إلى حرب شاملة تشمل عدة جبهات منها إيران.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان، 29 سبتمبر 2024 إنه "إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو وكلاؤها هذه اللحظة لاستهداف أفراد أو مصالح أميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا".
وادعى مسؤول أميركي، في تصريح لشبكة سي إن إن يوم 29 سبتمبر أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من تخطيط إيران للانتقام من اغتيال إسرائيل لحسن نصر الله.
ولهذا "تعمل مع إسرائيل على وضع خطط "دفاعات مشتركة" لصد أي هجوم ضدها، وفق قوله.
بل، وحذرت الولايات المتحدة إيران من أنه إذا هاجمت إسرائيل بشكل مباشر خلال الأيام المقبلة، فإن الرد الإسرائيلي هذه المرة سيكون أكثر شدة واتساعا مما كان في شهر أبريل/نيسان، وفق صحيفة "هآرتس" 30 سبتمبر.
ويشير تقرير لموقع "بوليتيكو" 30 سبتمبر 2024 إلى أن الخطاب الذي يستخدمه القادة الإسرائيليون لا يتطابق مع التصريحات الأكثر محدودية التي يدلي بها المسؤولون الأميركيون حول أهداف إسرائيل الحقيقية في المنطقة.
وأكد أن المسؤولين الإسرائيليين يتحدثون بعبارات أكثر طموحاً من "هدف الحرب الأكثر محدودية" الذي يتحدث عنه الأميركيون والمتمثل في جعل حزب الله يوقف هجماته الصاروخية عبر الحدود المستمرة منذ أشهر للسماح لـ 80 ألف نازح إسرائيلي بالعودة إلى منازلهم.
ويقول "ديميتري بريجع"، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن مصطلح الشرق الأوسط الجديد برز في وسائل الإعلام الغربية والمنابر الدولية عقب الصراعات الدموية التي شهدتها غزة ومناطق أخرى في المنطقة.
أكد في مقال نشره موقع المركز 30 أبريل 2024 أن هذا المصطلح لا يقتصر على توصيف جغرافي أو سياسي فحسب.
بل يعكس حقبة جديدة من العلاقات الدولية والنظام الإقليمي الذي يشهد إعادة تشكيل لموازين القوى، وتحالفات جديدة قد تعيد رسم خريطة النفوذ والسلطة في الشرق الأوسط.
"الجديد" و"الكبير"
يختلف مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" الذي يدعو له نتنياهو عن "الشرق الأوسط الكبير" الذي دعت له إسرائيل أيضا عقب إبرام اتفاقيات سلام مع مصر والأردن.
هدف "الكبير" كان دمج إسرائيل في المنطقة العربية لأنها كانت منبوذة، أما "الجديد" فيقصد به هيمنة تل أبيب على المنطقة، وسعيها – بدعم أميركي-لإعادة رسمها وتغييرها وفق مصالحها هي والغرب، ومحاربة أي مقاومة للمشروع الصهيوني.
وبدأ الحديث عن الشرق الأوسط "الكبير" ثم "الجديد" في حقبة التسعينيات، من جانب الإسرائيليين والأميركيين.
لكن لوحظ أنه بينما كان الأميركيين يصفون بـ "الكبير"، كان الإسرائيليون يركزون على وصفه بـ "الجديد".
بدأ الحديث عنه "شيمون بيريز" وزير خارجية ثم رئيس الدولة الصهيونية في تسعينيات القرن الماضي، وأصدر كتابا يحمل العنوان نفسه: "الشرق الأوسط الجديد"، صدر في 1996.
وفي عام 2002، أطلق الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن فكرة “الشرق الأوسط الكبير”.
ثم تبنت أميركا مصطلح "الشرق الأوسط الموسع" عام 2004 بفعل الضغوط الأوروبية، لكن مع الوقت أصبح هناك تطابق أميركي إسرائيلي بوصفه بـ "الجديد".
وقد طرح مصطلح "الشرق الأوسط الكبير" في مارس/آذار 2004 في بحث نشرته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي كجزء من الأعمال التحضيرية الأميركية لقمة مجموعة الثماني في يونيو/حزيران من نفس العام.
وكان المصطلح يشير إلى منطقة محددة بشكل غامض تسمى منطقة الشرق الأوسط الكبير، وتضم كامل البلدان العربية إضافة إلى تركيا، فلسطين، إيران، أفغانستان وباكستان.
وجاء مع توقع ضم دول أخرى ذات أغلبية مسلمة مثل إندونيسيا وبنغلاديش ودول آسيا الوسطى مثل أوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وتركمانستان وطاجيكستان، والتخلي عن الوهم القائل بقدرة واشنطن على إعادة رسم خريطة المنطقة بصورة أحادية وبما يناسب مصالحها فقط.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، وهي تعرض رؤية إدارة بوش لمستقبل المنطقة في فترة رئاسته الثانية في يونيو/حزيران 2006 في محاضرة بدبي، إن هذا "الشرق الأوسط الجديد" سيتم من خلال "الفوضى الخلاقة".
وهي العبارة التي كررتها بعد بضعة أسابيع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت عندما اندلعت حرب لبنان عام 2006.
وقد أعاد تقرير آخر صادر عن مؤسسة كارنيغي، في 12 أغسطس/آب 2009 طرح المصطلح باسم "الجديد" لا "الكبير".
وكان هدف هذا التقرير هو التأكيد أن السياسة الأميركية التي حاولت إقامة "شرق أوسط جديد" متجاهلة وقائع المنطقة، أدت الى مجموعة نتائج لم تكن في الحسبان، وتقديم نصائح للإدارة الأميركية بضرورة إعادة النظر في سياستها.