عكس المتوقع.. لماذا يعارض رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي إزالة اللافتات العربية؟
هناك حاجة إلى وجود آلية رقابة تضمن عدم استمرار ظاهرة تعيين الأقارب
أشادت صحيفة تركية بـ"معركة" زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل ضد الأخطاء داخل الحزب ضمن قضيتين مهمتين.
القضية الأولى هي تعيين الأقارب في المناصب المهمة في بلديات حزب الشعب الجمهوري. والثانية وهي الأكثر أهمية وتتمثل بمسألة إنزال اللافتات العربية.
وبينت صحيفة “حرييت” في مقال للكاتب التركي عبد القادر سيلفي أن كلا من رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ونظيره في أنقرة منصور يافاش يدركان هذا الخطر أيضا.
فلم ترد أنباء عن تعيين أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش لأقاربهما في منصب خلال فترتي رئاستيهما، وهذا يشير إلى أنهما يتصرفان بعناية في هذا الصدد.
وذلك لأن لدى الاثنين طموحات كبيرة، مثل الترشح للرئاسة، ولهذا لن يسمحا بوضع العقبات في طريقهما.
تعيين الأقارب
ومع ذلك، برز بعض رؤساء البلديات من حزب الشعب الجمهوري في الواجهة بخبر أنهم عينوا أقاربهم في المناصب.
وعلق الكاتب: "فاجأني عمدة بورصة مصطفى بوزبي وعمدة باليكيسير أحمد أكين في هذا الصدد، وكنت أتوقع أن يكونا ذوي خبرة وأكثر حذرا".
وكان من المتوقع أن يصدر رد فعل من قاعدة حزب العدالة والتنمية على تعيين الأقارب من قبل بلديات “الشعب الجمهوري”.
لكن ما أعطاني الأمل حقا هو رد فعل قاعدة حزب الشعب الجمهوري ووسائل الإعلام المعارضة. فأوزغور أوزيل اتخذ موقفا بشأن هذه القضية دون تأخير، وفق الكاتب.
وتصدرت مقالات على صحف المعارضة بعناوين "هل كنا نخوض هذا النضال منذ سنوات لتتمكن من تعيين أقاربك بمناصب عليا في البلديات؟".
بينما صرح أوزيل بأنه بعد 47 عاما أصبح حزبه هو الأول وفاز برئاسة البلديات الكبيرة، وأشار إلى أن هناك انتخابات رئاسية ستجرى بعد 4 سنوات.
وأكد الكاتب أنه إذا "عملوا على ملء البلديات بالأزواج والأصدقاء والأقارب فسيكونون قد ارتكبوا خطأً من اليوم الأول".
وأشار إلى أنهم يشبهون بذلك حزب الشعب الديمقراطي الاجتماعي الذي فاز في الانتخابات المحلية عام 1989 وتراجع إلى 20 بالمئة عام 1991.
وفي عام 1994 فقد حزب الشعب الديمقراطي الاجتماعي الانتخابات التي فاز بها عام 1989.
ومن خلال هذه التصريحات يعبر أوزيل عن قلقه إزاء تعيين الأقارب والأصدقاء في المناصب الحكومية، ويحذر من أن هذا الأمر قد يؤدي إلى تراجع الدعم الشعبي في المستقبل. ويعد ذلك خطأً يجب تجنبه من البداية لضمان استمرارية النجاح السياسي للحزب.
وأضاف الكاتب: بعد هذه الادعاءات صرح أوزغور أوزيل أنهم ألغوا هذه التعيينات. وبرأيي فهم يفعلون الشيء الصحيح، ومع ذلك لا يمكننا أن نتأكد من مدى فعالية ذلك وما إذا كانوا سيلغون التعيينات اليوم ثمّ يعيدون الكرة غدا؟
لذلك هناك حاجة إلى وجود آلية رقابة تضمن عدم استمرار ظاهرة تعيين الأقارب في بلديات الولايات والمقاطعات التي ليست في الصدارة.
وأشار إلى وجود أخبار تشير إلى استمرار هذه الظاهرة، ولذلك يجب وجود نظام رقابة يضمن الشفافية والمساءلة في عملية التعيينات.
إنزال اللافتات العربية
ولفت الكاتب التركي إلى أن قضية اللافتات العربية تشكل نقطة ضعف في حزب الشعب الجمهوري، حيث يعمد بعض رؤساء البلديات التابعين للحزب إلى إزالتها.
ويثير هذا الأمر تساؤلات حول سبب إزالة اللافتات العربية بشكل خاص بينما يتم السماح للافتات المكتوبة باللغة الإنجليزية أو الروسية.
وبين الكاتب أن هذا الأمر يسبب عدم الارتياح في القطاع الديني ويستحضر ذكريات سابقة لحزب الشعب الجمهوري، مثل ترجمة الأذان من العربية إلى التركية وحظر تعليم القرآن في بعض الأوقات.
ولفت إلى أن رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل قد قام بتدخل صحيح في هذا الصدد.
ففي تصريح له قال إن "العربية هي لغة الدين التي كتب فيها القرآن الكريم، ورؤية رئيس بلدية يمزقها يعد أمرا مهينا وينقل رسالة خاطئة، وقمنا بتحذير زملائنا".
وعلق الكاتب على ذلك بالقول: "إذا وجد الشعب التركي قطعة ورق مكتوبا عليها بالعربية على الأرض، فإنه سيعمل على التقاطها ووضعها في مكان مرتفع، لأنه يعتقد أنها جزء من القرآن الكريم".
بالإضافة إلى ذلك، فإن حزب الشعب الجمهوري يعاني بالفعل منذ سنوات من اتهامات "معاداته للدين".
وتابع: "إذا أزلتم اللافتات العربية فستعيدون ذكرى الفترات الماضية التي كان فيها حزب الشعب الجمهوري معاديا للغة العربية والحجاب وتدريس القرآن".
ولفت إلى أن أوزغور أوزيل يحاول بتصرفاته هذه أن يمنع تدهور حزب الشعب الجمهوري وتعرضه لتهمة عداء الدين، إنه يفعل الشيء الصحيح.