ليست أوروبية.. ما أول دولة ستهاجمها روسيا حال اندلاع حرب شاملة مع الناتو؟

منذ ١٦ ساعة

12

طباعة

مشاركة

كشفت تقارير غربية أخيرا عن وثيقة روسية سرية غير مؤكدة تتضمن خطة عمليات حال اندلاع حرب شاملة مع حلف شمال الأطلسي “ناتو”.

وفي تقريرها عن الوثيقة، عبرت صحيفة "سوهو" الصينية عن اندهاشها من أن روسيا لا تنوي مهاجمة الدول الأوروبية أولا، بل تخطط لاستهداف دولتين مجاورتين للصين؛ هما اليابان وكوريا الجنوبية.

وتتساءل: “ما السبب وراء هذا التوجه؟ وما الخلفيات الكامنة وراءه؟”

160 هدفا

وحسب الصحيفة، تشير الوثيقة إلى أن "روسيا حددت ما يصل إلى 160 هدفا رئيسا داخل اليابان وكوريا الجنوبية". وتشمل هذه الأهداف القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في البلدين. 

ولفتت إلى أن "من أبرز هذه القواعد قاعدة (ميساوا) في اليابان، والتي تعدّ نقطة ارتكاز مهمة للقوات الأميركية وتضم طائرات وتجهيزات عسكرية متقدمة، وتشكّل تهديدا واضحا لأمن منطقة الشرق الأقصى الروسي". 

وأضافت: "وكذلك قاعدة (أوسان) الجوية في كوريا الجنوبية، وهي منشأة حيوية تجمع بين المهام الاستخباراتية والقيادة العملياتية".

وإلى جانب القواعد العسكرية، تتضمن قائمة الأهداف محطات الرادار، مثل محطة "أوشيري" اليابانية التي تراقب أنشطة الجيش الروسي في الشرق الأقصى، وتعد هدفا أساسيا في حال نشوب الحرب، وفق التقرير. 

أما محطات الرادار في كوريا الجنوبية، فهي تُعد بمنزلة "عيون العدو"، حسب وصف التقرير. مؤكدا أنها "ستصعب على الجيش الروسي تنفيذ تحركاته بسرية إذا لم تدمر فورا".

ووفق الصحيفة، تشمل الأهداف أيضا مراكز النقل الإستراتيجي، مثل الميناء العسكري في بوسان، والذي يعد مركزا رئيسا لنقل المعدات والإمدادات الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأشارت إلى أن "ضرب هذا الميناء سيؤدي إلى شل خط الإمداد الأميركي ويضعف قدرته القتالية في المنطقة".

وعزت سبب التركيز الروسي على هذه الأهداف إلى أن "القواعد الأميركية في اليابان وكوريا الجنوبية تُعدّ بمنزلة (أذرع الناتو) الممتدة في منطقة آسيا، وتشكّل تهديدا مباشرا لأمن روسيا في الشرق الأقصى". 

وتابع موضحا: "وفي حال اندلاع حرب مع الناتو، فإن هذه القواعد قد تتحول إلى قواعد متقدمة للهجوم على روسيا". 

وأردف: "لذلك، تسعى موسكو إلى توجيه ضربة استباقية لتدمير هذه الأهداف وعزل الناتو عن نقاط ارتكازه في المنطقة، لتفادي خوض حرب على جبهتين".

علاقات متوترة

ومن الناحية التاريخية، وصفت الصحيفة الصينية العلاقة بين روسيا (والاتحاد السوفيتي سابقا) واليابان بأنها "اتسمت دوما بالتوتر". 

وخصَّت بالذكر العلاقات الثنائية خلال الحرب العالمية الثانية، عندما شكلت قوات (الجيش الياباني في منشوريا) تهديدا كبيرا للاتحاد السوفيتي في الشرق الأقصى، ما اضطر ستالين حينها إلى طلب الدعم من الصين لتخفيف الضغط العسكري الياباني.

وتابعت: "ورغم تغير الزمان، فإن طموحات اليابان تجاه (جزر الكوريل) الروسية لا تزال قائمة، وهو ما يبقي التوتر قائما بين الطرفين". 

أما كوريا الجنوبية، فمع تزايد تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة واليابان، وتصاعد المناورات المشتركة، والتي تحاكي في كثير من الأحيان سيناريوهات مثل (حصار أسطول روسيا في المحيط الهادئ)، فقد ازدادت حدة التوتر بينها وبين موسكو.

وفي المقابل، تعد روسيا هذه الأنشطة بمثابة استفزاز علني وضغط عسكري مباشر من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفق التقرير.

من زاوية أخرى، تبرز كوريا الشمالية كعنصر محوري في الحسابات الروسية؛ حيث أفادت الصحيفة بأن "موسكو وبيونغ يانغ وقعتا على (معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة)، التي تنص على تقديم الدعم في حال تعرض أحد الطرفين لهجوم". 

وأوضح: "هذا يعني أنه إذا شنت روسيا هجوما على اليابان أو كوريا الجنوبية في سياق حرب مع الناتو، فإن كوريا الشمالية قد تدخل المعركة بناء على المعاهدة".

غطاء كوريا الشمالية

جدير بالذكر أن الجيش الكوري الشمالي يمتلك ترسانة هائلة من المدفعية قادرة على ضرب العاصمة الكورية الجنوبية سيول. 

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ "هذا التهديد بحد ذاته يعدّ عامل ردع مهما يمنع الجيش الأميركي في كوريا الجنوبية من تقديم دعم فعال في جبهات أخرى". 

وأضافت: "ومع وجود هذا الغطاء الكوري الشمالي، تستطيع روسيا تركيز قوتها العسكرية في الجبهة الأوروبية".

في المقابل، لفتت الصحيفة الصينية إلى أن "اليابان وكوريا الجنوبية شرعتا في اتخاذ إجراءات لمواجهة التهديد الروسي المحتمل".

وتابعت: "فقد عملت اليابان على تعزيز قدراتها الهجومية على (قواعد العدو)، بينما سارعت كوريا الجنوبية إلى تسريع نشر منظومة الدفاع الصاروخي (ثاد)، والتي تعد تهديدا مباشرا لتوازن القوى في المنطقة وتضر بأمن روسيا".

ورغم أن الكرملين لم يؤكد صحة الوثيقة المسربة ولم ينفها، يرى بعض المحللين أنها "قد تكون ورقة ضغط متعمدة من جانب موسكو لردع الناتو، وإظهار استعداد روسيا العسكري وجديتها في حماية مصالحها الإستراتيجية".

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن "الوثيقة السرية الروسية تبرز خطورة الوضع الجيوسياسي الحالي، وتعقد العلاقات بين روسيا والناتو"، وهو ما يشي أنه "بإمكان أي شرارة صغيرة أن تشعل حربا واسعة". 

وفي هذا السياق، تلفت الصحيفة إلى أن "اليابان وكوريا الجنوبية، كحلفاء للناتو في آسيا، قد يجدان نفسيهما وسط العاصفة القادمة". 

وختمت بالسؤال: “هل سيتجه العالم نحو الاستقرار، أم سيدخل مرحلة جديدة من الأزمات؟” وأجابت بالقول: إن "المستقبل يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات، والزمن وحده كفيل بالإجابة على هذا التساؤل".