عمليات للقسام تقتل 14 إسرائيليا.. وناشطون: يوم أسود على الاحتلال

منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

"نوعية.. محكمة.. احترافية.. متقنة".. بهذه الكلمات وصف ناشطون على منصة إكس العمليات الأخيرة لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- في خانيونس جنوب قطاع غزة، التي كبدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

القسام أعلنت في 6 أبريل/نيسان 2024، أن مقاتليها قتلوا 9 جنود إسرائيليين، وأصابوا آخرين، في منطقة الزنة شرقي خانيونس، موضحة أنها استهدفت 4 دبابات ميركافا بقذائف "الياسين 105″.

وقالت إنه فور تقدم قوات الإنقاذ إلى المكان ووصولها إلى وسط حقل ألغام أُعد مسبقا، استُهدفت بتفجير 3 عبوات مضادة للأفراد.

وفي بيان آخر، أوضحت القسام أنها قتلت 5 جنود إسرائيليين من مسافة صفر وإصابة آخرين وتدمير ناقلة جند بمنطقة حي الأمل غرب خانيونس، فضلا عن استهداف دبابة إسرائيلية أخرى بقذيفة الياسين 105 وقوة راجلة بعبوة وإيقاعها بين قتيل وجريح.

وجاء ذلك قبل يوم من اتجاه وفد من حماس 7 أبريل إلى القاهرة، برئاسة نائب رئيس الحركة خليل الحية، استجابة لدعوة مصرية لبحث تطورات وقف إطلاق النار، ووصول مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى العاصمة المصرية.

وفي اليوم التالي من عمليات القسام، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي انسحاب جميع الوحدات التابعة للفرقة 98 بألويتها الثلاثة من منطقة خانيونس، مبينة أنه لم يتبق في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.

ونقلت صحيفة إسرائيل هيوم عن مصادر سياسية أن الجيش بخانيونس غير قادر حاليا على تحقيق مزيد من الإنجازات بشأن المختطفين، فيما قالت وسائل إعلام عبرية عديدة إن انسحاب الفرقة 98 يأتي في إطار الاستعدادات لعملية في رفح.

وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد الضغوط الأميركية والغربية على إسرائيل للتوصل لاتفاق هدنة وعقد صفقة تبادل أسرى، بالإضافة إلى الانتفاضات الشعبية المناصرة لغزة والمناهضة للاحتلال الإسرائيلي في مختلف انحاء العالم.

وأعلنت الحركة تمسكها بموقفها الذي قدّمته في 14 مارس/آذار 2024، المتمثل في وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم، وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، إضافة لصفقة تبادل أسرى جادة.

واحتفى الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #كمين_الزنة، #غزة_مقبرة_الغزاة، #خانيونس، وغيرها، بالكمائن المحكمة التي تعدها كتائب القسام لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

ووصفوا وقع عمليات القسام على الاحتلال بالمؤلمة والقاسية خاصة أنها كانت مباغتة، مؤكدين أنها صفعة على وجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومجلس الحرب الإسرائيلي، وحليفة الأميركي جو بايدن.

كمين الزنة

وتحت عنوان "ماذا جرى في الزنة؟" أوضح الباحث سعيد زياد، أن مقاتلي لواء خانيونس تمكنوا بعد 110 أيام من الصمود الأسطوري، من تسجيل ضربتين دقيقتين جعلت هذا اليوم من أشد الأيام قسوة على الفرقة 98.

وأفاد بأنه على صعيد ميدان القتال، دمر العدو وعلى مدار العملية البرية منطقة الزنة تماما، حتى بات من يذهب لبني سهيلا يرى القرارة والحدود الشرقية، وكأنه لم يكن هناك أحياء ولا بيوت.

وأشار سعيد، أن على صعيد التشكيلات القتالية، يدافع عن منطقة الزنة ما قوامه سرية مقاتلين، ويهاجمها ما قوامه تشكيل لواء مختلط من مكونات الفرقة 98 (لواء كوماندوز بشكل أساسي، ولواء جفعاتي مشاة، واللواء السابع المدرع بشكل مساند)

 

 

وتحت عنوان مشابه "ماذا جرى في كمين الزنة؟"، أوضح المحامي الكويتي ناصر الدويلة، أن الزنة هي منطقة حدودية تقع شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، ودمرها الاحتلال بشكل مهول خلال الحرب، وانقطعت بلاغات المعارك منها منذ فترة طويلة.

وأضاف أن بعد نصف عام على الحرب.. وفي كمين نوعي مركب، كتائب القسام تعلن قتلها 9 جنود وإصابة آخرين، واستهداف 3 دبابات ميركافاه، وتفجير عبوات بقوات النجدة المتتالية، في الزنة شرق خانيونس.

وأشار الدويلة، إلى أن الكمين بدأ بإطلاق قذائف "الياسين 105" تجاه دبابات ميركافاه، ثم إيقاع قوة الإنقاذ في كمين آخر وتفجير حقل ألغام بهم، قائلا: "مجددا، فجر القسام عبوة مضادة للأفراد بقوات الإنقاذ والنجدة والجنود الذين فرّوا من المكان وتحصنوا داخل منزل قرب المكان، وأكد أن 9 جنود تحولوا لأشلاء خلال كمين الزنة.

 

 

وفصل الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، الحدث، موضحا أن عناصر القسام قامت بعمل كمين محكم، وتم تحويل أراضٍ على خطوط إمداد العدو لمنطقة ألغام، ثم تم استهداف ثلاث مدرعات في الخطوط الأمامية للقتال في عملية متزامنة.

وأضاف أن "عند تحرك قوات إنقاذ -إسرائيلية- وإمداد باتجاه المدرعات المستهدفة وقعت في منطقة الألغام، وبمجرد حصول ذلك.. تم تفجيرها بجنود الإنقاذ والإمداد".

 

 

ليلة سوداء

وعن وقع عمليات القسام على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي وحليفه الأميركي، قال الكاتب ووزير خارجية تونس الأسبق رفيق عبدالسلام: "يبدو أن الزنة الصامدة ستترك (زنة) كبيرة في رأس نتنياهو ومنه إلى بايدن".

وأشار إلى أن الاحتلال يقتل منذ ستة أشهر كاملة بأيامها ولياليها النساء والأطفال ويخربون البيوت، ولكنهم يغرقون في دمائهم ويقعون في شر أعمالهم، وترتد أسلحتهم إلى صدورهم، مؤكدا أن هناك فرقا كبيرا بين من يقف على أرضه مسلحا بإيمانه ويدافع عن شرفه وشرف شعبه وأمته الأوسع وبين من يدافع عن لصوصيته وإجرامه.

وأضاف عبدالسلام، أن "هناك مسافة كبيرة بين من تمتد عروقه في غزة والقدس والخليل وحيفا ويافا والناقورة ومن تعود جذوره إلى آلاف الأميال في وبودابست وكييف وستالين غراد وبرلين ونيويورك، قائلا: "الأرض تتكلم فلسطيني وكل ما فيها وعليها ينطق عربي ولا تتكلم عبري أصلا".

 

 

وأكد الإعلامي أحمد منصور، أن "هذا يوم عصيب وليلة ليلاء سوداء على نتنياهو وجنوده في غزة فالناطق باسم الجيش الإسرائيلي أعلن أن قوات الاحتلال تخوض معارك صعبة في حي الأمل في خانيونس، وقد أكدت كتائب القسام أنها دمرت في هذه المعارك 4 دبابات ميركافا في الزنة.

وأضاف أن القسام أعلنت أيضا تدمير ناقلة جند بحي الأمل في خانيونس وتم قتل 9 جنود صهاينة في منطقة الزنة شرق مدينة خانيونس و5 آخرين في حي الأمل غرب المدينة، قائلا إنه حتى الآن مؤكد 14 جندي وضابط قتلى بخلاف الجرحى وقد تم إجلاؤهم في عدد من طائرات الهليكوبتر .

 

 

وأشار الصحفي إسماعيل الثوابتة، إلى اعتراف الاحتلال "الإسرائيلي" بمقتل ضباط وجنود، ويذكر بضع القتلى على يد المقاومة وهم "النقيب عيدو باروخ 21 سنة من تلموند، قائد فرقة في مدرسة المغوار، خدم في وحدة أغوز، تشكيل الكوماندوز، قُتل في معركة جنوب قطاع غزة".

والرقيب أميتاي إيفين شوشان (أميتاي إيفين شوشان) 20 عاما من عزرائيل، جندي يتدرب في مدرسة المغوار، تشكيل المغوار، قُتل في معركة جنوب قطاع غزة، والرقيب ريف هاروش 20 عاما من كيبوتس رمات دافيد، جندي يتدرب في مدرسة المغوار تشكيل المغوار، قُتل في معركة جنوب قطاع غزة.

ورقيب أول شاب (إيلاي زعير) 20 عاما من كيدار، مقاتل يتدرب في مدرسة المغوار تشكيل المغوار، قُتل في معركة جنوب قطاع غزة.

 

 

وقال الطبيب المصري الدكتور يحيى غنيم، إن بعد 183 يوما من حرب ضروس تقودها أميركا، وتشارك فيها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، مجزرة مروعة لجنود الاحتلال بالزنة شرق بخانيونس يذهب فيها 14 من الجنود والضباط قتلى غير الجرحى!

وأضاف: "المهم أن نتنياهو لايزال يبحث عن النصر المطلق، وأن صهاينة العرب يتبنون الرواية الإسرائيلية عن انتصار جيش الحفاضات، وأن قادة العربان يرون السلامة لكراسيهم في الاحتماء بإسرائيل والعمالة لأميركا".

 

 

مفاوضات القاهرة

وعن مفاوضات القاهرة، قال الكاتب إبراهيم المدهون، إن وفدا من حماس يتوجه للقاهرة بعد دعوة مصرية لبحث تطورات اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن اتصالات مكثفة جرت بين رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية والوسطاء خلال الساعات الأخيرة لاستئناف التفاوض بالقاهرة.

وأضاف أن هنية أكد للوسطاء أن أي جولة تفاوض يجب أن تبدأ على قاعدة وقف إطلاق النار الدائم، موضحا أن هذه المرة يذهب وفد حماس بقوة ولن يتنازل عن عودة النازحين لمناطقهم وإغاثتهم وتعويضهم.

وأكد المدهون، في تغريدة أخرى، أن وفد حماس يذهب إلى القاهرة هذه المرة بمجموعة نقاط قوة تتجاوز العشرة.

 

 

ونقل سالم ربيح، عن عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال، قوله إن القاهرة دعتنا لجولة جديدة من المفاوضات المباشرة بحضور رئيس المخابرات الأميركية، ومطالبنا ثابتة ولا تنازل عنها وأهمها وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين وعقد صفقة تبادل جيدة.

 

 

وتساءل أبو أحمد جبران: "مقتل 14 جنديا إسرائيليا قبيل انطلاق جولة مفاوضات جديدة في القاهرة.. هل يجعل حماس في موقف تفاوضي أفضل؟".

 

 

وقال محمد صادق الحسيني: "بالوقائع الملموسة نحن منتصرون، عندما يضطر العدو للذهاب إلى القاهرة للمرة الألف ليفاوض حماس تحديداً رغم مرور أكثر من ٦ أشهر على ترهاته في القضاء على حماس، يعني أنه فشل فشلا ذريعا في كل أهدافه المعلنة".

وأكد أن موازين القوى في الميدان أيضا تفضح سرهم، مضيفا: "تبا لجيوش لا روح فيها مجندلة بحديد الخردة".

 

 

ورأى الباحث الدكتور لقاء مكي، أن الآن، صار ممكنا أن تنتهي هذه الحرب قريبا بصيغة تهدئة طويلة نسبيا. لكنها ستعود من جديد، لأن كل أسباب الحرب ستبقى قائمة، ولأن غرف التفاوض ستكتفي بالهدنة وتبقي القضايا المفصلية دون حسم.

وأضاف أن انتقادات نائب الوزير في مكتب نتنياهو لرئيس الأركان، واتهامه بالتسبب بخسارة الحرب، بداية مباشرة لاختيار كبش فداء، يقع عليه لوم الفشل، مؤكدا أن نتنياهو بدأ التحضير للقبول بهدنة طالما رفضها من قبل.