كمال الخطيب: الدول العربية خيبت أملنا وهي خناجر في ظهورنا وشريكة بإبادة غزة (خاص)

"آخر شيء يكون في حساباتي أن أخاف من السجن أو أن أقبل أن يكون السجن مساومة لي على مواقفي"
قال نائب رئيس الحركة الإسلامية السابق في فلسطين المحتلة (الفرع الشمالي) الشيخ كمال الخطيب: إن إسرائيل استغلت ما يجري في غزة وسمحت بالصلوات اليهودية وتقديم قرابين داخل المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن المسجد الإبراهيمي أصبح فعليا كنيسا يهوديا.
وخلال حوار اختص به صحيفة "الاستقلال"، أضاف الخطيب أن المسجد الأقصى يعيش غربة شديدة، لكنني واثق بأنه على صخرته ستتحطم مؤامرات الاحتلال وكل مشاريعه الخبيثة.
وشدد على أن الدول العربية شريكة في الجريمة وليست هي من يُنتظر منها موقف إيجابي تجاه قضيتنا بخاصة إغاثة أهل غزة، هؤلاء بمثابة خناجر في ظهورنا، فمن يعول عليهم خيرا فهو على خطأ شديد.
ورغم ذلك، وجه الخطيب رسالة للشعوب العربية والمسلمة مفادها أنه “لا يأس ولا إحباط ولا تشاؤم، الذين يجب أن يشعروا بالقلق هم المحتلون والظالمون والمغتصبون”.
والخطيب (62 عاما) أحد أبرز وجوه العمل السياسي والدعوي والمجتمعي داخل الخط الأخضر، واشتهر بقيادته أنشطة "مرابطو الأقصى" الذين يحيون أولى القبلتين بحلقات علم، ويحمونها من اقتحامات متطرفي اليهود، ويلقبه محبوه بـ"فاتح الجليل".

الداخل الفلسطيني
- برأيكم.. كيف وظّفت إسرائيل إبادة غزة للضغط على الفلسطينيين في الداخل على أصعدة مختلفة؟
بعد عملية طوفان الأقصى مباشرة سعت دولة الكيان المحتل إلى تحييد الفلسطينيين في الداخل وعزلهم تماما عن الأحداث في غزة، أنا شخصيا أرسلوا لي موفدا من المخابرات لديهم برسالة واضحة مفادها أن الدولة لن تحتمل ولن تقبل أي تفاعل مع الحدث في غزة، وكانت رسالة تهديد قوية.
لكنني أكدت لهم أن هذا التهديد لن يحول بيننا وبين أهلنا في غزة، وأن علينا واجبا تجاههم، وأننا شعب واحد.
ولكن يجب أن نذكر أن دولة الكيان هنا عمدت إلى إجراءات عديدة على رأسها الاعتقالات؛ حتى تحول بيننا وبين التفاعل مع شعبنا في غزة، تم اعتقال ما يقارب 60 شخصا من أبناء الداخل الفلسطيني فقط لمجرد الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن أي أحد آخر تحرك على الأرض، فقط نتحدث عن الكتابات على مواقع التواصل.
والإجراء الثاني كان منع أي نشاط عملي من تظاهرات أو تحركات احتجاجية للتضامن مع أهل غزة. وقد تجلى هذا الإجراء ضد أبنائنا في الجامعات خصوصا. هم أرادوا أن يبعثوا رسالة مفادها "مسألة غزة لا تخصكم ولا علاقة لكم بها، أنتم هنا داخل الدولة لا علاقة لكم بهذا الأمر".
وكان الهدف من ذلك أن نشعر بالعزلة وأن نكتفي فقط بأن لدينا جوازات سفر إسرائيلية، إذن علينا أن ننسلخ من هويتنا الأساسية التي يحاولون محوها.
ومن ضمن هذه الوسائل أيضا أنهم أغلقوا أي مؤسسة إغاثية كانت تعمل لصالح غزة ولخدمة أهلها بأي شكل من أشكال الإغاثة.
وكان هناك 14 ألف كافل من أبناء الداخل الفلسطيني يكفلون 22 ألف طفل يتيم في غزة وذلك حتى قبل حظر الحركة الإسلامية في الداخل.
تحركت ضدهم دولة الاحتلال وألغت هذه الكفالات بأشكال مختلفة. والآن في ظل الإبادة التي تمارس ضد أهل غزة ممنوع منعا باتا جمع أموال لصالح غزة أو توفير مواد غذائية أو طبية؛ لأن عمل الجمعيات قد تم منعه وإغلاق هذه المؤسسات.
وكانت هذه الإجراءات تمثل الوجع الأصعب علينا في الداخل بأن تستلب منا القدرة على مساعدة أهلنا في غزة نساء ورجالا وأطفالا.
- برأيكم، ما السر وراء اشتداد هجمات المستوطنين وتزايدها سواء في الضفة أو بلدات الداخل الفلسطيني؟
قديما قالوا إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقصُ!! المستوطنون هم نتاج الأحزاب، سواء كان حزب العظمة اليهودية الذي يترأسه بن غفير أو حزب الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش أو حزب الليكود أو غيره.
هؤلاء لهم غطاء سياسي تحت قبة البرلمان، وكذلك أعضاء في أحزاب تمولهم وتوجه محامون للدفاع عنهم بل وتُسلحهم أيضا.
بالتالي لن يترددوا في الاعتداء على البلدات والمواطنين الفلسطينيين في الضفة أو في الداخل من خلال تدمير المحاصيل الزراعية والضرب، بل والقتل كما حصل في أكثر من بلدة، هم أمنوا العقاب بل واطمأنوا لوجود دعم لهم على مستوى رسمي.
والحكومة تعطي المستوطنين ضوءا أخضر قانونيا وسياسيا وعسكريا. أتوقع في ظل هذه الحكومة فإن القادم سيكون أسوأ مع الأسف.

- كيف تصف التعامل القضائي الذي تتعامل به إسرائيل مع النشطاء بالداخل؟ هل بالفعل يتم تطبيق القانون أم أنها مجرد إجراءات شكلية؟ بشكل أدق: هل إسرائيل بالفعل دولة قانون؟
نحن نعيش في ظل حكم بوليسي وليس دولة قانون. هذه قوانين طوارئ فرضها الاحتلال البريطاني في عام 1945 لدينا في الداخل الآن أكثر من 60 شابا، معتقلون تحت أحكام إدارية، بمعنى أنه لا توجد تُهم محددة، بل هو تحفظ عليهم داخل المعتقل وفقط!
بالتالي كل المرافعات القضائية والقانونية هي في النهاية تخضع لإملاءات أجهزة المخابرات، فبالتالي من يظن أن هناك قضاء عادلا فهذا غير حقيقي داخل إسرائيل، القضاء الإسرائيلي مسيس وخاضع للأوامر، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر، كل القضاء مجهز لصالح مشاريع قمع لكل من يريد أن يعبر عن اعتزازه بهويته الإسلامية أو الفلسطينية أو العربية.
المسجد الأقصى
- تستمر مسألة تهويد الأقصى.. أين وصلنا الآن؟ وما المطلوب بالضبط من مسلمي العالم في هذا الإطار؟
لا شك أن إسرائيل استغلت، بشكل وقح، ما يجري في غزة في ظل حالة الضعف التي تعيشها الأمة والحكم العسكري غير المعلن الذي فُرض على أهلنا في الداخل الفلسطيني، فقامت بتنفيذ سياسات لم تكن موجودة قبل طوفان الأقصى، وهذا يتمثل في السماح بالصلوات اليهودية داخل الأقصى، وإقامة حفلات زواج ومحاولات إدخال ما يسمونها القرابين سواء نباتية أو حيوانية.
كذلك الدعوات الواضحة بشدة الآن لهدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث، وتقدير أن الظرف موات لتحقيق أحلامهم.
وأنا في تقديري أن هذا كله بلغ ذروته متمثلا فيما حصل أخيرا في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وانتزاع الحكم العسكري لصلاحيات بلدية الخليل ووزارة الأوقاف، وإعطاء كل هذه الصلاحيات للمجلس الديني في مستوطنة كريات أربع، معنى هذا أنه لم يبقَ سوى الإعلان رسميا عن أن هذا لم يعد هو المسجد الإبراهيمي، وإنما هو كنيس يهودي للأسف الشديد.
والمخيف أكثر أن يُكرر هذا السيناريو مع المسجد الأقصى المبارك. وهناك إجراءات تنبئ عن نوايا خبيثة لإسرائيل، المسجد الأقصى انتزعت بيوت قريبة جدا منه وأعطيت لمستوطنين، بل إن أبواب الأقصى أغلقت بالكامل لعدة أيام إبان الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران.
باختصار دولة الاحتلال استغلت جيدا الأحداث في غزة وشددت الأمر على المسجد الأقصى، وجعلت الأقصى في حالة غير مسبوقة من الاعتداء والتخريب.

- على المستوى الشخصي.. كيف ترى إصرار إسرائيل على توجيه تهم لشخصكم بخصوص تشجيع العنف؟ وما أثر ذلك في جهودكم من أجل الأقصى؟
يعود ملفي الأمني مع دولة الاحتلال إلى يوم 14 مايو 2021 في ذروة أحداث هَبة الكرامة، وما حصل من اعتداء على المسجد الأقصى في يوم 28 رمضان عام 2021، واستمرت ملاحقتي أربع سنوات خلال 44 جلسة محكمة بعد إطلاق سراحي بكفالة بعد أن قضيت 39 يوما في زنازين المخابرات.
وخلال هذا كله مرت علي فترة منعت فيها من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، فضلا عن المنع من السفر عموما لمدة ستة أشهر، ثم تمت إضافة سنة أخرى من المنع.
وأخيرا وخلال الأيام الماضية تم إصدار إدانتي بتهمتين هما الدعوة إلى الإرهاب والدعوة إلى العنف، وسنقوم بالاستئناف على هذا القرار أمام المحكمة المركزية؛ لأنها اتهامات باطلة وقرار سياسي أصلا؛ لأن الاعتقال نفسه كان سياسيا، لأن اعتقالي وقع بعد جلسة للمجلس الأمني المصغر الكابينت، وفيه أعلن نتنياهو بشكل واضح أنه يجب اعتقالي فورا قبل مرور يومين على الاجتماع.
وهذا ما كشف عنه الإعلام الإسرائيلي فيما بعد، بالتالي الاعتقال أصلا كان سياسيا وسندفع بهذا. والدليل الأقوى أن القوات التي أتت لاعتقالي لم تكن تحمل إذنا قضائيا بالاعتقال.
على كل حال نحن الآن في جولة جديدة من المرافعات بعد انتهاء العطلة في منتصف سبتمبر/ أيلول. وآخر شيء يكون في حساباتي أن أخاف من السجن، أو أن أقبل أن يكون السجن مساومة لي على مواقفي وإيماني بقضيتي.
- صرحتم من قبل بأن التطبيع شجّع هجمات واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى.. هل من توضيح لهذا الأمر؟
دولة الاحتلال عندما تقدِم على أي اعتداء على المسجد الأقصى تنتظر ردة الفعل لتحديد خطوتها التالية، فعندما تجد ردة فعل العرب والمسلمين باهتة وتافهة ولا تساوي شيئا، وهي تعلم طبعا أن الشعوب مقموعة ومقهورة، فهذا يحفزها للخطوة التالية، بالتالي ما نراه سواء من إسرائيل أو المستوطنين تجاه الأقصى هو نتاج طبيعي لتحركات الوفاق والتطبيع التي يتخذها هؤلاء المطبعون مع عدونا.
فضلا عن غياب أي فعل شعبي مؤثر. هذا الواقع وحالة اللامبالاة من الدول العربية بل الهرولة للتطبيع تشجع دولة الاحتلال على سحب الخطط من دواليبها وتنفيذها واحدة تلو الأخرى. وما أقوله أنا في هذا الإطار يقوله غيري، فهذا أمر طبيعي مع الأسف.

- كيف تصفون ثقافة الرباط نحو القدس والأقصى لدى الشعب الفلسطيني حاليا؟ إلى أين وصلنا بخصوص هذا الشأن؟
القادرون من الشعب الفلسطيني على الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك هم أهلنا في القدس الشريف وأهلنا في الضفة وأهلنا في الداخل الفلسطيني.
أهلنا في الداخل رغم ما ذكرته من تضييقات عليهم، لكن الحمد لله ما زال الرحال يُشد إلى الأقصى، الحافلات كل يوم تصل إلى المسجد الأقصى صباحا وظهرا وليلا أيضا.
نعم يواجهون تضييقا، فمنهم من يُمنع من الدخول ومنهم من يزاحَم ويلاحق داخل المسجد الأقصى، وحدث هذا معي شخصيا حيث يرافقني شرطيان من باب الأسباط حتى الباب القبلي للأقصى وينتظرانني حتى أصلي وأخرج حتى إنهم يلاحقونني حيث مكان الوضوء نفسه، وهذا يشير إلى الوقاحة والصلف اللذين تتعامل بهما السلطات الإسرائيلية مع الفلسطينيين عند زيارتهم المسجد الأقصى.
أما أهلنا في الضفة للأسف فضلا عن منع الاحتلال لهم والتضييق عليهم في مسألة زيارتهم للأقصى نجد تضييقا من سلطة رام الله التي كانت تدعي يوما أنها ستحرر الأقصى وتقول: "القدس على مرمى حجر"، هم اليوم يضيقون على أهلنا هناك، أهلنا في الضفة الذين حاصرتهم السلطة بالديون من خلال الإقراض الربوي لتأمين لقمة العيش للأبناء جعلتهم السلطة منشغلين بسداد تلك الديون، وضيقوا عليهم عيشتهم وصرفوهم عن التفكير في الأقصى وقضيته مع الأسف.
في ظل هذا الوضع فالأقصى يعيش غربة شديدة، لكنني واثق بأنه على صخرته ستتحطم مؤامرات الاحتلال وكل مشاريعه الخبيثة.
- في ظل وجود القدس والأقصى تحت الوصاية الهاشمية.. ما الذي ترونه ضروريا في هذه المرحلة أن يقوم به الأردن؟
الحقيقة الحديث عن هذا الأمر أصبح كلاما ممجوجا، قلنا من قبل إننا مع أن يأخذ الأردن حقه في ذلك وأن يمارس الدور المنتظر منه، ونحن مع هذه الوصاية، نحن معهم بأن يتحركوا بالنيابة عن كل العرب والمسلمين في تثبيت هوية القدس والمسجد الأقصى المبارك، لكن ما يجري الآن لا يعكس سوى حالة تراخٍ وضعف، الأمر الذي يستدعي أن نرفع أصواتنا بأن المسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم ليس لهم فيه شركاء لا اليهود ولا غيرهم، ليس لهم حق في ذرة تراب فيه.
المسجد الأقصى حيطانه وجدرانه من أرضه إلى السماء السابعة ومن أرضه إلى الأرض السابعة بهوائه ومحيطه وترابه هو ملك للمسلمين، وأنا على يقين أن المسجد الأقصى الذي صمد أمام مشروع الاحتلال الصليبي سيصمد إن شاء الله أمام مشروع الاحتلال الصهيوني.
وأقول وهذا يقين ليس مجرد عاطفة أن الأقصى سيجتمع شمله مع شقيقيه المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، سواء قام أهل الوصاية بدورهم أو لم يقوموا به.
أقول: إن ما يجري الآن هي حالة مرضية سنتعافى منها وكبوة سننهض من بعدها وسحابة صيف ستنقشع إن شاء الله.

أمتنا مرت بمثل هذا من قبل وستتعافى منه إن شاء الله وبالتالي رسالتي إلى الشعوب المسلمة أنه لا يأس ولا إحباط ولا تشاؤم. الذين يجب أن يشعروا بالقلق هم قادة الأنظمة الفاسدة التي تعاكس مسيرة الشعوب، الذين يجب أن يشعروا بالقلق هم المحتلون والظالمون والمغتصبون، شعوبنا التي رفعت صوتها في الربيع العربي رغم كل ما وقع عليها من ظلم هي مهيأة إن شاء الله لربيع إسلامي قادم أنا على يقين أن ملامحه بدأت بالظهور، وبالتالي نحن على العهد إن شاء الله، هذه أرضنا ولدنا عليها وسنحررها ونموت عليها وكل من يظن أنه سيردعنا فهو الخاسر.
- كيف يمكن استغلال تنامي الاعتداء الإسرائيلي على الأقصى والقدس من أجل توحيد صفوف المسلمين قدر المستطاع؟ هل من وسائل لذلك؟
ليس يأسا لا سمح الله.. لكن آسف أن أقول إذا كان ستون ألف شهيد في غزة لم يكونوا سببا في توحيد صفوف المسلمين فلا أظن أن ما يجري في الأقصى المبارك يمكن أن يكون سببا لهذه الوحدة التي نتمناها.
وهذا ليس بسبب أن شعوبنا وأمتنا الإسلامية قد أدارت ظهرها للمسجد الأقصى، أو أنها نقضت عهدها معه، إنما الشعوب المسلمة اليوم تعيش حالة قهر وقمع وأنظمة بوليسية ديكتاتورية، إذا كانت الشوارع الأوروبية في لندن وإسبانيا والدنمارك تزدحم بمئات آلاف المتضامنين مع غزة بينما القاهرة مثلا على بعد كيلومترات من غزة أو بغداد أو عمان يُمنع منعا باتا الخروج في مظاهرة من أجل غزة أو حتى المسجد الأقصى المبارك، بالتالي هي شعوب مقهورة مقموعة.
لذلك للأسف مسألة توحيد صفوف المسلمين يحول بينها وبين التحقق مجموعة من المستبدين القامعين لشعوبهم وهم مسؤولون أمام الله عن هذا كله.
مستقبل المقاومة
- ما تصوركم لمستقبل المقاومة ضد الاحتلال في ظل التغيرات الجذرية الواقعة بعد السابع من أكتوبر؟
القضية الفلسطينية دخلت في انعطافات غير عادية في ظل الهجمة الدموية التي تنفذها إسرائيل وفي ظل الإبادة الشاملة التي تقع في غزة، وفي ظل حالة الخذلان من قبل الأنظمة العربية بدون استثناء، وفي ظل الطعن في الخاصرة الذي تنفذه سلطة رام الله ضد القضية الفلسطينية.
هذا كله لن يغير من قناعة شعبنا بأن هذا الوطن وطنه وأن هذه الأرض أرضه، الأجيال تتعاقب والظروف تتغير والثوابت لا يمكن لأحد أن يغيرها.
صحيح الخذلان كبير وخيبة الأمل غير متوقعة لكن شعبنا يشعر بقوة أن الشعوب معه، شعوب العرب والمسلمين وحتى شعوب العالم منها الكثير من أدرك أن قضيتنا عادلة بعد ما رأوه من تضحيات تقترب من الخيال، أدركوا أننا أصحاب حق. صحيح أن التغيرات لدى الشعوب الغربية لم تفرز حتى الآن قيادات تدعمنا ومعظمها تدعم إسرائيل.
لكن هذا التغيير الذي يحدث الآن سيرسم معالم جديدة بين هذه الحكومات وشعوبها كذلك بين تلك الحكومات ودولة الاحتلال.

الأنظمة العربية والقضية الفلسطينية
- كيف ترون دور الدول العربية والإسلامية على المستوى الرسمي تجاه القضية الفلسطينية عموما وحرب الإبادة على غزة خصوصا؟
هذا سؤال على المستوى الإنساني مؤلم جدا، الدول العربية لعبت دورا سلبيا مُخذلا تجاه إخواننا في غزة، من ناحية مصر فالنظام يمنع دخول حبة دواء أو شربة ماء لأهلنا في غزة وهو يستطيع، فهو يتشارك مع إسرائيل في نفس الفعل، بل نجد الإمارات والسعودية والأردن تفتح خطا بريا لنقل البضائع إلى إسرائيل، هل كان أحد يحلم حتى أن يفعل ذلك عربي أو مسلم؟ عشرات بل مئات الشاحنات تنقل ما تحتاج إليه إسرائيل، في الوقت نفسه هذه الأنظمة تشارك في حصار غزة، بل تعتقل من يجمع مواد غذائية أو أموالا لمساعدة أهلنا في غزة!
الدول العربية شريكة في الجريمة وليست هي من يُنتظر منها موقف إيجابي تجاه قضيتنا بخاصة إغاثة أهل غزة، هؤلاء بمثابة خناجر في ظهورنا، فمن يعول عليهم خيرا فهو على خطأ شديد.
بعض هؤلاء الحكام كان يقوم بحركات بهلوانية بأن يلقي بعض المساعدات من الطائرات لأهلنا في غزة بتنسيق مع إسرائيل، الآن حرب التجويع على أشدها، لماذا لا يعود هؤلاء إلى أعمالهم البهلوانية مرة أخرى؟! لأن إسرائيل لا تريد ذلك وهم يطيعونها. لأن إسرائيل الآن تريد أن تستمر حرب التجويع بكل وضوح.
لذا أقول هذه الأنظمة بقياداتها شريكة في الحرب على أهلنا في غزة وحصارهم.