"غزة بحاجة إلى الغذاء".. حملة لإغاثة القطاع الذي تخلى عنه العرب والمسلمون

"لن يدخل إلى غزة حتى حبة قمح واحدة"
ندد ناشطون على منصات التواصل باستمرار الكيان الإسرائيلي في استخدام سلاح التجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، بإغلاق المعابر منذ أكثر من 50 يوما أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية، ما تسبب في تفاقم المجاعة بالقطاع.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عبر “إكس” في 20 أبريل/نيسان 2025: إن "العائلات في قطاع غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتهم التالية". في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الكيان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أسابيع.
وأرفق برنامج الأغذية العالمي منشوره بمقطع مصور يظهر لافتة كُتِب عليها "المخبز مغلق حتى إشعار آخر"، وأخرى تقول: "غزة بحاجة إلى الغذاء".
وعقب التحذير الذي أصدره البرنامج الأممي، طالبت فلسطين بتحرك عربي وإسلامي ودولي لفتح معابر قطاع غزة، والتعامل بجدية مع تحذير برنامج الأغذية العالمي بشأن خطر المجاعة بالقطاع، في ظل الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي.
ودعت في بيان لوزارة الخارجية إلى "إجبار إسرائيل على فتح المعابر فورا"، مطالبة جميع الأطراف بالتعامل بجدية قصوى مع تحذير برنامج الأغذية العالمي بشأن المجاعة في قطاع غزة.
وأكد ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها " #غزه_تموت_جوعا، #غزة_تباد، #غزة_الفاضحة"، وغيرها، أن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لسلاح التجويع جريمة حرب تستوجب محاسبته.
وأعربوا عن غضبهم إزاء تجاهل الأنظمة العربية والإسلامية فرض الكيان الإسرائيلي الحصار عن غزة، مع اكتفاء الشعوب بالتنديد والاستنكار وإخوانهم يموتون في غزة جوعى.
ويفرض الاحتلال حصارا شاملا على قطاع غزة منذ 2 مارس/آذار 2025، بررته حكومته بأنه محاولة للضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لقبول شروطها في المفاوضات، في خطوة وصفتها منظمات دولية بأنها تمثل "عقابا جماعيا" ينتهك القانون الدولي الإنساني.
وسبق أن اعترف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل موتريتش، صراحةً في تصريحات صحفية في 7 أبريل، باستخدام سياسة التجويع كأداة حرب ضد غزة؛ حيث قال: "لن يدخل إلى غزة حتى حبة قمح واحدة".
نتاج الحصار
وتفاعلا مع هذا المشهد المؤلم، روى الصحفي أنس الشريف، أنه يعاني منذ أشهر من التهابات شديدة في الكلى والجهاز الهضمي بسبب المياه الملوثة والطعام المعلب، نتيجة الحصار ومنع إدخال المواد الغذائية إلى غزة.
وأوضح أن آلاف الجرحى والمرضى يواجهون ظروفا إنسانية قاسية، نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك في ظل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الطبية إلى القطاع.
من جانبه، أكد الناشط أدهم أبو سلمية، أن الجوع يفتك بأهل غزة فتكا، مشيرا إلى أن أطنان المساعدات الغذائية تنتظر في مصر والأردن مع عجز عربي وإسلامي كبير عن وقف الإبادة الجماعية ووقف التجويع لمليوني إنسان في غزة.
وقال: إن العدو الصهيوني يراهن على كسر إرادة الناس في غزة عبر التجويع لتمرير مخطط التهجير، وفي وقت تعلن فيه الدول العربية رفضها القاطع للتهجير تعجز عن تقديم مقومات الصمود للناس، وتعجز عن تطبيق رفضها للتهجير بوقف الإبادة والتجويع.
بدوره، قال سعد السعيدي: إن المجاعة في غزة ليست نتيجةً لأسباب طبيعية، وإنما "إسرائيل" تتعمد تجويع الفلسطينيين كسلاح حرب، وهو عقاب جماعي وجريمة حرب.
وأوضح المغرد محمود، أن سياسة إسرائيل في التجويع بدأت في 2006 بإحصاء سكان غزة وتحديد كمية السعرات الحرارية المسموح إدخالها لهم، تصل اليوم ذروتها بما يزيد عن مليوني إنسان لا يتناول أيٍ منهم كمية طعام كافية تسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة.
وأشار إلى مرور قرابة العشرين عام من التهديد بالجوع وانعدام الأمن الغذائي في غزة.
وقالت فاطمة السقا، إن مجرم الحرب "رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين" نتنياهو لا يريد وقف آلة القتل، مشيرة إلى أنه مستمر في استخدام التجويع وحروب الإبادة بحق أهالي غزة.
جريمة حرب
بدوره، قال مدير عام مكتب حقوق الإنسان بصعدة أحمد حيدر العزيزي، إن ممارسة التجويع من جرائم الإبادة الجماعية، وأن الذي يستخدم هذه الجريمة لإخضاع طرف على ما يريد يعد مجرم حرب كما نصت عليه اتفاقية منع الإبادة الجماعية.
وأضاف أن ما تمارسه إسرائيل على أهل غزة جريمة إبادة جماعية، داعيا المعنين في الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها أو أن تعمل على حل نفسها.
وأكد كامل الهيقي، أن ملامح المجاعة بدأت تظهر بشكلٍ حاد على مدينة غزة، وعلى رجالها وأطفالها ونسائها وشيوخها، وتساقطٌ للشعر غير مُبرر، شحوبٌ في الوجه، تشققٌ في اليدين والأقدام، تقشفٌ مبالغٌ فيه في الجلود، دوارٌ مستمر لا يتوقف، عدم قدرةٍ على الحركةِ أو التحرك بصعوبة كبيرة.
وقال: "ستسمعون كثيرا من الأخبار أن كثيرا من الناس قد ماتوا جوعًا"، مستنكرا أن غزة باتت مدينة كاملة ينخرها الجوع مرة واحدة بينما العالم على صمتِ أصم واحد.
وأعاد الباحث جلال الورغي، نشر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية نقلت فيه عن عاملين في المجال الإنساني قولهم، إن المجاعة في غزة باتت أشد وطأة على السكان من الغارات الجوية. مؤكدا أن "التجويع جريمة حرب، ونتنياهو مجرم حرب".
وأشارت المغردة صفاء إلى مرور 51 يوما ولم يدخل إلى غزة أي شربة ماء أو لقمة طعام أو حبة دواء، واصفة ذلك بأنها " "أكبر عملية تجويع في التاريخ، وأكبر جريمة بحق الإنسانية".
وأوضح أحد المدونين أن سلاح التجويع يفتك بأهل غزة فتكا، أطنان المساعدات الغذائية تنتظر في مصر والأردن مع عجز عربي وإسلامي كبير عن وقف الإبادة الجماعية ووقف التجويع لمليوني إنسان في غزة.
خذلان عربي
واستنكارا للخذلان العربي، تساءل الكاتب محمد حامد العيلة: “هل تذكرون عمليات إنزال المساعدات جوًا في غزة خلال إدارة بايدن؟! وكيف روّجت لها عدة دول على أنها إنجاز يُثبت مساعيها الحميدة وقدرتها على كسر المجاعة؟”
وأشار إلى أن غزة تقترب اليوم من إتمام خمسين يوما على إغلاق المعابر بشكل تام — وهو أطول انقطاع للمساعدات منذ بدء الحرب — ومع ذلك، لم تقم أي دولة بأي عملية إنزال جوي، ولم تُعلن عن أي مساعٍ حقيقية بهذا الاتجاه، متسائلا: “أتدرون لماذا؟”
وأجاب بأن هناك ثلاثة احتمالات هي: "لأنهم لا يريدون، لأن عمليات الإنزال السابقة كانت بتوجيه أميركي، في ظل موقف إدارة بايدن التي كانت تراعي هذه المسألة إلى حدٍّ ما؛ لأن هذه الدول لا تملك الوزن الكافي للتأثير على إدارة ترامب في هذه القضية"، مرجحا مزيجًا من الاحتمالين الثاني والثالث.
وقال الناشط حمزة عبدالمغني، إن الدول العربية التي تطبع مع الاحتلال تُشارك ضمنيا في سياسة التجويع؛ لأنها بذلك ترسل رسالة واضحة: أن قضية فلسطين لم تعد أولوية ولو كان الثمن موت أهل غزة جوعا، مضيفا: “لك الله ياغزة في زمن البيع والتطبيع والخذلان.”
واستهجن يحيى حلس، صمت العالم العربي والإسلامي والغربي وعدم قدرته على فعل شيء!، مشيرا إلى مرور 50 يوما كاملة دون دخول حبة قمح أو غرام من الطحين أو شحنة دواء إلى قطاع غزّة.
وذكر بأن إسرائيل أقرّت بنفسها أن هذه الإجراءات "ضغط سياسي" - تجويع من أجل مكاسب سياسية.
واستنكر الباحث محمد الرحبي، أن تموت غزة جوعا ويحاصر أهلها جوعا وقهرا، بينما في جزيرة العرب، مهد الرسالة المُحمدية، هنالك المواسم الفنية والرقص، وبطولات كرة القدم وسباقات الخيول، ومن ذات الأرض، ينطلق طريق العار البري يحمل المؤن والطعام لدعم الكيان الصهيوني.
وتعجب الناشط السعودي ناصر بن عوض القرني، أن ولا دولة عربية استطاعت إلزام إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات، قائلا: "ليس نصرة غزة أو إيقاف الإبادة، تخيل حتى حليب الأطفال وماء صالح للشرب عاجزين عن إدخاله!!".
وأكد أن حكام الدول العربية "متواطئون في الإبادة والكل سيدفع الثمن".
عالم أصم
وتحت عنوان "إسرائيل لا تريد نزع سلاح حماس بل تريد اذلال الفلسطينيين"، أكد رفعت خطاب أن اسرائيل دولة معتدية وتستخدم أحدث الأسلحة الأميركية الفتاكة ضد أهل غزة من المدنيين العزل.
وأضاف أن إسرائيل تستخدم سلاح التجويع ومنع المياه الصالحة للشرب عنهم وتمنع عنهم المساعدات دون رادع من أحد، بل بمعدات وأسلحة أميركية وبدعم سياسي وعسكري غير محدود من الولايات المتحدة، وسكوت عالمي غير مسبوق ولا أحد يحميهم من العدوان.
من جهته، قال الباحث علي أبو رزق: "خليكوا فاكرين، أن كل هذا العالم، بأنظمته وقوانينه ومؤسساته ومحاكمه ومحاميه ولجانه وشرائعه واتفاقاته ومنظماته الدولية والإقليمية العابرة للحدود وغير العابرة للحدود، غير قادرة أو امتنعت طوعا عن الضغط على إسرائيل لإدخال لتر حليب واحد أو بيضة واحدة لطفل صغير أطبق جلده على عظمه في غزة".
وأضاف: "تذكروا هذا جيدا، واكفروا بالنظام الدولي ومؤسساته وقوانينه وداعميه، وسجلوه على إسرائيل وحلفائها وأذنابها، حتى يأتي اليوم الذي يدفع فيه الجميع الثمن، وأي ثمن".
واستنكر محمد غزة، أن سلاح التجويع يُستخدم لإبادة شعب بأكمله، بينما "العالم يصمت". مشيرا إلى أن الاحتلال الفاشي يفرض الغثاء والمجاعة على غزة، يمنع الغذاء والدواء، ويترك الأجساد النحيلة تنهار بصمت.
وأكد أن غزة اليوم "أكبر مقبرة جماعية، وأكبر سجن مفتوح في التاريخ"، قائلا: إن صمت العالم ليس مجرد تقصير، بل تواطؤ متعمّد.
نداءات واستغاثات
فيما كتب الأكاديمي عماد يعقوب حمتو، رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاء فيها: "أنا واحد من بقايا شعبي المعذب في غزة لقد دمرت الحرب كل شيء في حياتنا لا ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا مستشفيات ولا مدارس حتى الأسواق خلت من كل شيء إلا الأكفان".
وأوضح أن القرآن الكريم دعا إلى الرحمة بالأسرى وإطعامهم فقال ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وأن من هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن قال وفكوا العاني يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض.
وذكّر حمتو ترامب، بأن في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، نُقل هذا التعليم بشكل عملي: “فإن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه، لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير”. مشيرا إلى أن هذا يعكس جوهر تعاليم المسيح التي تدعو إلى الرحمة والعدالة والمغفرة، وليس إلى العقاب الجماعي أو الانتقام أو تجويع الأبرياء مثل الأطفال.
ودعا أستاذ التفسير وعلوم القرآن، ترامب إلى إيقاف هذه الحرب وفرض هدنة عاجلة وفتح المعابر لإدخال الطعام واستبقاء شريان الحياة للأبرياء.
من جانبه، قال أحد المغردين: "إن واجبنا هو التصعيد المسلح ضد أميركا وضد الاحتلال الصهيوني وضد مصالح الأنظمة العميلة لإنهاء الإبادة والتجويع في غزة وسوف نفعل ذلك حتى لو عارضنا كل شياطين الأرض فالله أهم منهم ولا يسكت على الإبادة والتجويع إلا مجرم منافق خائن".
وعرض الناشط خالد صافي مقطع فيديو لشاب فلسطيني يستصرخ فيه 2 مليار مسلم بأن يفتحوا المعابر ويدخلوا الماء والطعام لأهل غزة ويستنكر خذلانهم وخشيتهم من أميركا وإسرائيل، داعيا للاستماع لنداء الشاب.