"أنتم خصومنا أمام الله".. متحدث القسام يعاتب الأنظمة ويتوعد الاحتلال وينذر العملاء

"إطلالة الملثم كانت مرآة لوجع وجوع غزة"
بعدما استنهض الأمة مرارا حتى بح صوته وقوبلت دعواته بمزيد من التخاذل والتراخي، واستصرخ ضميرها تكرارا حتى أضنته الاستغاثة، خرج الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، معاتبا الأمة والأنظمة الحاكمة وشاكيا تواطؤهم وموجها لهم انتقادا حادا ومختصمهم أمام الله.
وقال في كلمة مصورة هي الأولى له منذ مارس/آذار 2025: إن "رقاب قادة الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وعلمائها مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء ممن خذلوا بصمتهم". مؤكدا أن الاحتلال "لم يكن ليرتكب الإبادة إلا وقد أمن العقوبة وضمن الصمت واشترى الخذلان".
وأضاف: "لا نعفي أحدا من مسؤولية الدم النازف، ولا نستثني من يملك التحرك كل حسب قدرته وتأثيره".
ووجَّه أبو عبيدة في كلمته التي ألقاها على الأمة في 18 يوليو/تموز 2025، "التحية لكل أحرار العالم الذين يحاولون التضامن وكسر الحصار ورفع الظلم عن شعبنا بكل السبل رغم المخاطر".
كما وجّه رسائل إلى العملاء في الداخل، داعيا إياهم إلى "التوبة الفورية والعودة إلى أحضان شعبهم قبل فوات الأوان، حين لا ينفع الندم"، مشيدا بمواقف العائلات والعشائر الفلسطينية التي "تبرأت من العملاء المعزولين".
وأكد أبو عبيدة، أن محاولات توظيف مرتزقة وعملاء للاحتلال بأسماء عربية هي دلالة على الفشل ووصفة مضمونة للهزيمة، وأنه "لن يكون عملاء العدو سوى ورقة محروقة في مهبّ وعي شعبنا وكرامته ورفضه للخيانة".
وذكر بأن 4 أشهر مضت على استئناف الاحتلال عدوانه بعد أن "نقض العهود وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة"، مشيرا إلى أن المقاومة أوقعت في هذه الفترة "مئات الجنود قتلى وجرحى، وآلاف المصابين بأمراض نفسية وصدمات".
وأضاف أبو عبيدة، أن المقاومة ومجاهدي القسام "يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة"، بعد استخلاصهم العبر من أطول مواجهة في تاريخ الشعب الفلسطيني، كاشفا محاولات متكررة في الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عمليات أسر جنود الاحتلال.
وأكد أبو عبيدة أن قيادة القسام تعتمد في هذه المرحلة على إستراتيجية تقوم على "إيقاع مقتلة بالعدو، وتنفيذ عمليات نوعية، والسعي لأسر جنوده". مضيفا أن "مقاومة غزة هي أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر".
وحذَّر من أن استمرار حكومة الاحتلال في حرب الإبادة يعني "استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط"، مستنكرا أن العدو يتلقى دعما غير محدود من "أقوى القوى الظالمة في العالم"، بينما "أنظمة وقوى أمتنا تتفرج على أشقائها يقتلون ويجوعون ويمنعون من الماء والدواء".
وعن المفاوضات غير المباشرة الجارية الحالية بين المقاومة وإسرائيل، أكد أبو عبيدة دعم المقاومة الكامل للوفد التفاوضي.
وكشف أن المقاومة عرضت "مرارا خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة نسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة"؛ لكن "مجرم الحرب نتنياهو ووزراءه رفضوا العرض؛ حيث هيّأوا الجمهور في الكيان لتقبل فكرة مقتلهم جميعا".
وقال: إن المقاومة ترقب ما يجرى من مفاوضات وتأمل أن تسفر عن صفقة تضمن وقف حرب الإبادة وانسحاب الاحتلال وإغاثة أهل غزة، ولكن "إذا تعنت العدو بجولة المفاوضات فلن نضمن العودة مجددا لصيغة الصفقات الجزئية ولا لمقترح الأسرى الـ10".
وجاءت كلمة أبو عبيدة، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه وحرب الإبادة الجماعية على القطاع بأشكال القتل والتجويع والتدمير والتهجير كافة، ويمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووصل الجوع مراحل متقدمة بفعل اشتداد الحصار.
بدورها، حذرت وزارة الصحة بغزة من خطورة انتشار المجاعة وقالت في بيان: إن "أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من الأعمار كافة تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين، ونحذر بأن المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع وتخطي قدرة اجسادهم على الصمود".
ورصد المكتب الإعلامي الحكومي، ارتفاع أعداد شهداء الجوع وسوء التغذية إلى 690 شهيدا بينهم 69 طفلا، توفوا بسبب سوء التغذية جراء استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل وغياب أي تدخل فعّال لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
فيما خلفت الإبادة الإسرائيلية التي ينفذها الاحتلال بدعم أميركي، أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وأشاد ناشطون على منصات التواصل بكلمات أبو عبيدة، مشيرين إلى أنه ظهر بخطاب معاتبة وبنفس الوقت "استجداء" للضمير العربي الإنساني الميت، واستخدم لغة تنوء بثقل الجراح وتقطر مرارة لم يعهدها خطابه من قبل على أشقاء تحولوا لشهود على مجزرة العصر في غزة.
وتحدثوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أبو_عبيدة، #افتحوا_معبر_رفح، #غزه_تموت_جوعا، وغيرها، عن الهيئة التي ظهر بها المتحدث باسم القسام، صابين جام غضبهم على الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي.
وأكدوا أن أبو عبيدة ظهر ليسقط أقنعة ويجلد ضمائر الأنظمة الحاكمة المتواطئة مع الاحتلال والمتخاذلة مع الفلسطينيين ووجه عتبا لا يحتمل التأويل لهم وللنخب والعلماء التي طبعت وصمتت على المجازر وشكى خيانتهم حيال الإبادة الجماعية وتجويع أهل غزة.
إشادة وثناء
وإشادة بكلمات أبو عبيدة، أكد الصحفي أبو البراء الشريف، أن إطلالة الملثم "كانت مرآة لوجع وجوع غزة".
وقال الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق: إنه "خطاب من شأنه أن يشعل ثورة في وجه الاحتلال وأذنابه والمتواطئين معه"، مضيفا: "لو كانت قوى الأمة حية، ونخبها مستعدة للبذل والفداء والتضحية".
وعطفا على ذلك، أكد أن الأمة ليست جبانة، وشبابها في معظمهم ليسوا غوغاء ولا جبناء، بل الأمة مقموعة وأسيرة، ومحكومة بالحديد والنار من قبل ثلاثة أو أربعة حكام خونة، باعوا غزة وقضيتها وشعبها، وقامروا في جوعهم ودمائهم وأشلائهم مقابل بضعة مليارات، ومقابل عشرين عاما إضافية في الكرسي اللعين.
وشدد على أن "غزة ليست مخذولة فقط، فالخاذل هو الذي يستطيع ويمتنع عن النصرة بمحض إرادته، غزة تم التواطؤ عليها من قادة الطرف الثاني والثالث من الوطن، غزة تم بيعها من الجوار، وبثمن رخيص، رخيص جدا".
ووصف سامح بوستة، خطاب أبو عبيدة بأنه "كلمة تُدمي قلوب الشرفاء، وتفضح تقاعس المتفرجين، وتُسقط الأقنعة عن وجوه تزيّنت بالخطابات الفارغة والبيانات الباردة".
وتساءل: "أيّ عار هذا الذي بلغناه؟!، أيّ خذلان أقبح من هذا الذي نراه؟!"، مشيرا إلى أن أطفالا تحت الركام، أمهات يُنتزعن من بين أذرع أولادهن، جرحى يتلوّون بلا دواء، جائعون يتوسلون كسرة خبز".
وأضاف بوستة مخاطبا الأنظمة الحاكمة: "أنتم صامتون، متواطئون بصمتكم، مشغولون بالحسابات والمصالح، وكأن الدم الفلسطيني ليس منكم، وكأن غزة ليست من جسد هذه الأمة.. نحن خصومكم أمام الله، لا أمام الشعوب، ولا أمام التاريخ، بل أمام من لا يُهمل سبحانه الجبار".
وتابع: "نحن خصومكم أمام الله، خصومة لا تُطفئها تبريرات السياسة، ولا يُغسل عارها ببيان إدانة، نحن خصومكم أمام الله خصومة سيُسأل فيها كل ساكت، وكل قادر لم ينصر، وكل من امتنع عن إدخال دواء أو رغيف".
وكتب محمود هنية: "لأول مرة يذرف الملثم الدموع من مقلنا قهرا.. حجم الوجع والخذلان في صوتك يحاكي ألمنا وجوعنا وحرماننا.. متعبا مثلنا موجوع يا ملثمنا.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. خرجت جائعا مثلنا.. الجوع نحت من جسدك ما نحته من أجسادنا.. رسول الضيف الأمين سلام عليك بحجم خذلاننا وجراحنا".
نحيل هزيل
وعن الهيئة التي ظهر بها الملثم، أشار الصحفي فايد أبو شمالة، إلى أنه بدا نحيلا هزيلا، مهموما حزينا، مبتئسا مخذولا، ولكنه ليس يائسا، ولا عاجزا، ولا مهزوما، وبقي واثقا بربه، مقتنعا بدربه، وملتصقا بشعبه، وأكد استعداده، وحذر عدوه، وبشر أهله، وقال بكل الرضا واليقين: المقاومة أعدت تكتيكات جديدة، وتواصل معركة الاستنزاف!
وأشار الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إلى أن أبو عبيدة، الذي وصفه بـ"سيد الأمة" ظهر نحيفا صائما جائعا، متسائلا: “منذ متى لم تطعم طعاما يا أبا عبيدة ؟!”
وأعربت إيمان علي، عن حزنها على ظهور الملثم وقد بدا عليه النحافة عما كان عليه سابقا، متسائلة: "أهذا حقا أبو عبيدة الذي كان يخرج علينا يبدو عليه فتوة الرجال يحدثنا اليوم رجل كما عهدناه لكن هزيلا ضعيفا أعياه خذلانا وجبنا فمن نحن حقا من نحن حتى نخذلهم هكذا".
تحليلات وقراءات
وتحليلا لخطاب الناطق باسم القسام، أشار الكاتب إبراهيم المدهون، إلى أنه أطل بعد ما يقارب العامين من حرب الإبادة التي لا تزال مستعرة في غزة، وبعد أربعة أشهر من التجويع المتعمد والقصف الوحشي والاستهداف المنهجي لكل ما هو حي، من القادة إلى الأطفال، ومن النساء إلى الشباب.
ولفت إلى أن أبو عبيدة ظهر في ظل نزوح جماعي وانتشار الجوع والمرض والإنهاك، يطل علينا الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، مؤكدا أنه جاء بخطاب يمكن وصفه بأنه خطاب تاريخي بكل المقاييس.
وأوضح المدهون، أن أبو عبيدة حمل في خطابه الأمة العربية والإسلامية، مسؤولية ما يجري في غزة، وساءل قادتها وعلماءها أمام الله وأمام ضمائرهم، في لحظة مصيرية عظيمة، لم يتردد خلالها في توجيه العتاب واللوم، دون أن يغادر مربع القوة والثبات.
ورأى أن خطاب أبو عبيدة رغم كل هذا العتب، ورغم مشاعر الخذلان، جاء ليؤكد أن كتائب القسام لا تزال واقفة على أرض صلبة، وأنها تمتلك رؤية وإستراتيجية واضحة، هدفها إيقاع خسائر فادحة في صفوف الجنود الإسرائيليين، وأن الدبابات التي يظن العدو أنها تحميه، لن تنقذه من المصير المحتوم في غزة.
وأكد المدهون، أن ما قاله أبو عبيدة لم يكن مجرد تحد، بل إعلان لمرحلة جديدة، قائلا إن من يتابع المشهد يدرك أن القسام اليوم في أفضل حالاتها منذ أكثر من عام، وأنها أعادت ترتيب أوراقها بهدوء، وأعدت العدة لمفاجآت قادمة.
ورأى أن ظهور أبو عبيدة بهذا التوقيت بحد ذاته رسالة بأن القسام لا تزال حاضرة، قوية، وفاعلة، وأن يدها على الزناد، وعقلها على التخطيط، وجهازها العسكري العملياتي لا يزال ممسكا بزمام المبادرة.
وشدد المدهون على أن "هذا وحده كفيل بإعلان فشل الحرب على غزة، وفشل رهان الاحتلال على الجوع والتدمير كوسيلة لحسم المعركة".
وقال: "يبدو أن هذا الخطاب هو تمهيد لما هو آت.. فالمقاومة ترفض الخرائط التي طرحت عليها، وتدرك خطورتها.. ومعها ترفضها الفصائل وكل من يفاوض باسم الشعب الفلسطيني"، متوقعا أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا في العمليات، وعودة لعمليات الأسر والقتل في صفوف جنود الاحتلال.
ورفض استبعاد أن يشهد الشارع العربي والإسلامي حالة صحوة جديدة، يقودها العلماء والرموز، إذ لم يترك أبو عبيدة مجالا للغموض، وحث على التحرك قبل فوات الأوان.
وذكر المدهون، بأن غزة تعيش واقعا بائسا، قاسيا، كارثيا بكل معنى الكلمة، وأن الشعب يتعرض لحصار وتجويع وقتل وتدمير غير مسبوق في تاريخ البشرية، ومع ذلك، لا تزال هذه الأرض تقاوم، ولا تزال كتائبها ترسم ملامح المرحلة القادمة.
ورأى المحلل السياسي ياسين عزالدين، أن كلمة الناطق باسم القسام تلخص المطلوب بوضوح؛ فقد أكد على صمود المقاومة واستعدادهم لحرب استنزاف طويلة، والمطلوب من الأمة أن تنجد المدنيين الذين تجوعهم إسرائيل وهو أمر مقدور عليه لولا التخاذل.
وأشار إلى أن الملثم حمل مسؤولية التخاذل على الأنظمة والقادة والأحزاب العربية والإسلامية التي وصفها بأنها أصبحت "واجهات للظلم ومسكنات للشعوب وشبابها الحر".
ولفت عزالدين إلى أن أبو عبيدة وجه التحية لكل الذين يبذلون جهودهم للتضامن مع شعبنا ورفع الظلم عنه، سواء نجحت جهودهم أم تم إفشالها، وتطرق لتعرض جهودهم لهجمات المنافقين، في إشارة لحملة التشويه التي تعرضت لها قافلة الصمود لرفع الحصار.
وقال: إن كلام الملثم واضح سواء نجحت جهودكم أم لم تنجح فهي "محط فخر واعتزاز من شعبنا" ودعا لتعزيزها وتصعيدها، فكل إنسان مكلف بنصرة شعبنا في غزة حتى لو قدم الشيء البسيط، فلا تسمحوا للشيطان بتخذيلكم ودفعكم للجلوس، إن كان باستطاعكم تقديم القليل فقدموه ولا تستقلوه.
وأضاف: "هذا طلب من الملثم والقسام أنفسهم وليس رأيي ولا أي كلام يقال، فتراكم الجهود الصغيرة سيؤدي للنتيجة المطلوبة بإذن الله".
وأكد أن أبو عبيدة لم يطلب المساعدة العسكرية، بل إدخال الطعام والماء للمدنيين في غزة، قائلا: "تحركوا ولو كانت كرتونة ترفعونها أمام السفارة الأميركية، ولا تلتفوا لشياطين الإنس والجن ممن يسخرون من جهودكم ويقللون من شأنها، فيكفيكم فخر الـ(ق) بكم وتقديرهم لجهودكم".
وخاطب الأحزاب الإسلامية ممن رفعت شعارات الجهاد والتحرير طوال عقود، قائلا: "إن كنتم عاجزين عن تقديم شيء فلا تمنعوا أبناءكم وأنصاركم من التحرك بحجج عدم الاستعداد وسحب الذرائع من الأنظمة القمعية، فلكم مما يحصل في الأردن أكبر مثال، تخاذلوا وسحبوا كل الذرائع فجاءتهم الضربات تلو الضربات وما زالت مستمرة".
وأوضح عبدالناصر عيسى، أن خطاب أبوعبيدة رسالة قوة من بين الركام للأمة الساكنة، وللعلماء المقصرين، ولأهل غزة الصابرين وتحد للعدو الصهيو أميركي.
واقع غزة
وفي أعقاب كلمة أبو عبيدة سلط ناشطون الضوء على الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع، وأرفقوا صورا ومقاطع فيديو توثق حالات المجاعة، كما برزت الأصوات المناشدة للشعوب العربية والإسلامية والداعية لها للنفير والمستنهضة للهمم لدعم غزة.
وخاطب الباحث في الشأن الفلسطيني هاني الدالي، أحرار الأمة وشبابها قائلا: "اتقوا الله في غزة.. شعب بأطفاله ونسائه وشيبه، يُحاصر ويُجَوَّع حتى الموت، تحت أنظار عالم جبان متواطئ.. العدو الصهيوني يقتل أهل غزة جوعا، وهم من أشرف وأكرم الناس".
وتابع: "قوموا، تحرّكوا، انصروا إخوانكم.. فإن لم يكن بالسيف، فبالكلمة، بالدعاء، بالضغط، بأي وسيلة".
وقال الصحفي فراس أبو هلال: "من نام ولم يقدم لغزة شيئا أو يفكر ماذا سيقدم لأهلها الكرام المجوعين، فليراجع دينه وقوميته وإنسانيته.. وأنا أول المراجعين".
وحذر قائلا: "سندفع جميعا ثمن جوع غزة اليوم أو غدا، هذه حقيقة نراها في عربدة المستعمرة الصهيونية في أي بلد تريده"، متسائلا: "هل ستقف المستعمرة عند حد لبنان وسوريا وإيران؟ لا، فهذا الوحش الذي صنعه الغرب وتجنبه العرب كما تتجنب حارة بلطجيا، لن يشبع من البطش".
وعرض الناشط الحقوقي أسامة علي صورة الطفلة سناء اللحام صاحبة العام ونصف التي لقيت الله جوعا على مرأى من أمة الـ2 مليار والتي عجزت عن إدخال الغذاء والدواء لشعب يباد، والمرضى والضعفاء يتساقطون في الطرقات من الجوع وانخفاض مستويات السكر في دمائهم.
وتساءل: "أي عار سيذكره التاريخ عن النظام الرسمي العربي وعن مصر التي يجري المجاعة على بعد مرمى حجر من حدودها"، قائلا: "اللهم إنا نبرأ إليك من هذه الأنظمة التي شلت الأمة وأخضعتها للذل".
مصر مدانة
وإدانة لدول الجوار وتوجيه أصابع الاتهام مباشرة للنظام المصري بخذلان غزة والتورط بدماء الفلسطينيين، تساءل مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بالمسجد الأقصى سابقا عبدالله معروف: "لماذا نخدع أنفسنا؟!"، قائلا: "من يملك مفاتيح معبر رفح ويمكنه بكلمة واحدة إدخال مئات الشاحنات المكدسة بالطعام والعلاج منذ شهور هو مصر..! افتحوا معبر رفح الآن يا مصر..!".
وعد عبد الرحمن فارس، أي حديث عن أي دور مصري عربي بعد كلمة أبو عبيدة "محض عبث"، مؤكدا أن هذه أمة من الصغار.
ورأى أن كل مدافع عن مصر الرسمية في الموقف من غزة، هو شخص حقير وضيع منحط، مؤكدا أن مصر الرسمية شريكة في القتل والتجويع والحصار.
وقال فارس: "أصبحت أخجل من دولتي المجرمة، أهلنا وجيراننا يموتون من أجل لقمة وشربة ماء ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وأضاف أن كل من سيسأل ما هو المطلوب من مصر الرسمية، أو أن إسرائيل هي من تغلق المعبر، أو أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تقف في وجه الاحتلال ..إلخ، بعد 21 شهرا من الحرب هو شخص مختل وعليه البحث عن علاج لنفسه، لأنه معدوم الشرف ولا يعرف معاني النخوة.
وأكد فارس، أن "مصر الرسمية دولة وضيعة لا أتمنى لمسؤوليها إلا مزيدا من الذل والهوان.. وأتمنى لكل مدافع عن المجموعة المجرمة التي تحكمنا تحت أي دعوة، أن يلاقي الهوان".
وتساءل الناشط أحمد البقري: "أي عجز الذي يجعل مصر تصمت وجدارها مع غزة يفصل بين الحياة والموت؟!"، قائلا: "إخوة لنا يحتضرون جوعًا ونحن نغلق المعابر، بل ونغلق القلوب، لم تعد المسألة سياسة، بل إنسانية تحتضر وأطفال يموتون جوعاً!!".
وتمنى عبدالرحمن الأهنومي، أن يعي الشعب المصري مسؤوليته في هذه اللحظة المصيرية، أنتم الشعب الوحيد القادر على إيصال الطعام بشكل عاجل إلى الأطفال الجوعى والملهوفين في غزة.
وخاطب المصريين قائلا: "سمعتم نداء أبو عبيدة، تسمعون استصراخات أهل غزة الذين يبيتون بلا طعام، ويصبحون بلا طحين، سمعتم نداء أبو عبيدة إنه يقول لكم.. نريد طحينا وخبزا فالمسألة صارت لا تحتمل".
وقال الكاتب رفيق عبدالسلام: "لا شك أن مسؤولية حرب الإبادة الجماعية المفتوحة في غزة تطال الأمة العربية/الإسلامية قاطبة بشرقها وغربها، ولكن هناك مسؤوليات عينية بحسب الموقع الجغرافي والوزن السياسي".
وأضاف: "هنا يأتي في الترتيب الأول حاكم مصر عبد الفتاح السيسي سجين تخاذله وجبنه الذي امتنع عن مجرد إدخال المساعدات، ثم بدرجة ثانية حكام الخليج الذين يمتلكون المال والنفوذ، ولكنهم لم يكتفوا بخذلان غزة".
وأشار عبدالسلام إلى أن حكام الخليج زادوا على خذلانهم لغزة بإطلاق ألسنة مستخدميهم سبا وشتما وترذيلا لمن يدافع عن الأرض والعرض نيابة عن كل الأمة، بل نيابة عن المقصرين والمتخاذلين والمتواطئين من أمثالهم.