يزعمون أنها معبد الإله رام منذ 8 آلاف عام.. لهذا يتحرش الهندوس بالكعبة

"الكعبة هي معبد الإله الهندوسي رام، وبئر زمزم ليس إلا نهر هندوسي مقدس، والأصنام كانت لآلهة الهندوس"
بالتزامن مع سلسلة خطوات لقمع المسلمين في الهند، والاستيلاء على أوقافهم التي تُقدر بـ 14 مليار دولار، ومحو التاريخ الإسلامي من المناهج.
وبجانب الاستيلاء على عشرات المساجد التاريخية أو هدمها بحجة أنها أقيمت فوق معابد هندوسية، بدأ الهندوس التحرش بالكعبة، قدس أقداس المسلمين في مكة المكرمة.
زعموا العثور على معبد هندوسي عمره 8000 سنة في جنوب غرب العاصمة السعودية الرياض، وأنه كان مزارا للهندوس مختفيا تحت الرمال، وهناك أدلة على وجود مكان العبادة الهندوسية هناك.
وبالتزامن، نشرت عدة تقارير هندية تساؤلات خبيثة مفادها: هل الكعبة هي مقر معبد "شيفا" المقدس الهندوسي؟ وهل كان الهندوس يتعبدون هناك قبل المسلمين؟
ويزعم الهندوس أن الكثير من مساجد الهند والعالم كانت في السابق معابد أقيمت فوقها مساجد، ويدعون أن الكعبة في مكة كانت لكهنة قبل الإسلام يعتنقون الهندوسية ويصلون فيها.
كما يزعمون، وفق تقارير وتغريدات على مواقع التواصل، أن "الكعبة هي معبد الإله الهندوسي رام، وأن بئر زمزم ليس إلا نهرا هندوسيا مقدسا، والأصنام التي حطمها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم كانت أصناما لآلهة الهندوس".
"مكة معبد هندوسي"
يزعم بعض علماء الهندوس أن مكة المُكرمة كانت تُعرف في الأصل باسم "ماكيشوار"، وهو اسم مشتق من ماهاديف (اسم آخر للإله المزعوم شيفا).
ووفقا لهذا الزعم، كانت الكعبة في الأصل معبدًا هندوسيًا مخصصًا لشيفا، وكان الحجر الأسود أحد معابد شيفا، وكانت طقوس الطواف مقتبسة من الممارسة الهندوسية المعروفة باسم براداكشينا .
حتى ارتداء المسلمين ملابس الإحرام البيضاء أثناء الحج، يزعمون إنها تشبه العادات الهندوسية المتمثلة في ارتداء اللون الأبيض أثناء زيارة المعابد وهم ذاهبون إلى الحج في مدينة كاشي وكيدارناث.
ويذهب هؤلاء الهندوس لحد زعم أن تدمير الأصنام ومنها صنم "هبل"، وهو إله القمر ويشبه شيفا، بعد ظهور الإسلام وانتشار التوحيد، "تسبب في محو آثار الماضي الهندوسي في مكة".
كما يزعم بعض المؤرخين والباحثين الهندوس أن السجلات القديمة تصف مكة بأنها مركز لعبادة شيفا.
ويزعمون أن إحدى المخطوطات التاميلية تشير إلى مكة باسم ماكشوار ماهاديف، مما يشير إلى أن التجار والمستوطنين الهنود الأوائل ربما أثروا على الممارسات الدينية في المنطقة.
ودفع هذا الكاهن الهندوسي "باجرانج موني أوداسين" لرفع دعوى يوم 9 يناير/ كانون الثاني 2025، أمام المحكمة العليا الهندية للمطالبة بالتحقيق بأن "مكة المكرمة هي في الأصل معبد هندوسي".
كما طالب الكاهن الهندوسي الأكبر "ياتي" العالم كله للاتحاد لمواجهة الإسلام، قائلا: "إن لم نستعد مكة، فليس هناك طاقة على الأرض يمكن لها أن تضعف الإسلام".
وفي أغسطس/ آب 2022 زعمت عدة صحف ودوريات هندية أنه تم اكتشاف مستوطنة دينية عمرها 8000 عام في السعودية، وأنها معبد هندوسي قديم.
موقع "إيه أر تي. نيوز" الهندي، قال في 9 أغسطس: إن فريقا من علماء الآثار السعوديين والفرنسيين اكتشفوا في موقع جنوب غرب الرياض مستوطنة عمرها 8 آلاف عام تعود إلى العصر الحجري.
وحين ادعت مواقع هندية ومتطرفون هندوس أن الموقع المُكتشف هو معبد للهندوس، أكد تقرير لموقع "فاكتلي" لكشف الحقائق، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أن "تقرير هيئة التراث السعودي لا يربط المعبد بالهندوسية".
وأكد أن "المعبد المنحوت في الحجر، والذي كان أهالي الفاو يقيمون فيه طقوسهم الدينية، لا يرتبط بالهندوسية، بل يعكس الحياة الروحية للمجتمع منذ آلاف السنين".
وذكر الموقع أن النقوش المخصصة للإله المحلي "كاهال"، تشير إلى أن المعبد كان مركزًا للعبادة الدينية في المنطقة، خدم السكان المحليين والتجار العابرين على حد سواء، وبالتالي فإن الزعم الذي نشرته حسابات هندية "مضلل".
أكد أنه خلال أعمال تنقيب في يوليو 2022 في منطقة "الفاو" على جبل طويق جنوب غرب السعودية، اكتشفت هيئة الآثار معبدًا حجريًا ومذبحًا يعود تاريخهما إلى 8000 عام، ألقى الضوء على الحياة اليومية للقبائل البدوية.
وكان فيديو انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في الهند يزعم اكتشاف بقايا معبد وحضارة "ساناتان دارما" الهندوسية، وعمرها 8000 عام في السعودية، وهو ما فنده موقع "فاكتلي"، وذكر فيس بوك أنه "معلومات زائفة".
وقبل هذا أصدرت جمعية "هندو ماهاسابها"، في مارس/ آذ 2018، تقويمًا مثيرًا للجدل لرأس السنة الهندوسية، يُشير إلى سبعة مساجد ومعالم أثرية من العصر المغولي، بما في ذلك تاج محل، ومكة المكرمة، باسم "معابد هندوسية"!
وبينما أطلقوا على تاج محل اسم "معبد تيجو ماهالايا"، أسموا مكة "معبد ماكيشوار ماهاديف" بحسب صحيفة تايمز أوف إنديا
وبررت الجمعية ذلك بأن المسلمين نهبوا مواقع التراث الديني الهندوسي وحولوها إلى مساجد بتغيير أسمائها وعلينا الآن إعادة هذه المواقع إلى الهندوس، ووضع أسمائها الأصلية في التقويم الجديد".

“الكعبة معبدنا”
وتحت عنوان "المعابد الهندوسية المفقودة في مكة والمدينة: هل محا الإسلام إرث شيفا؟"، نشرت مجلة "تايمز لايف" الهندية تقريرا يوم 12 مارس/آذار 2025، حول ما أسمته "النظرية المثيرة للجدل".
وهي أن "مكة والمدينة ربما كانتا في السابق موطنًا لمعابد هندوسية مخصصة للإله شيفا"، ورصدت الروايات التاريخية والرمزية الروحية وممارسات العرب قبل الإسلام التي يُزعم أنها تكشف عن صلة خفية بين الكعبة وعبادة شيفا.
وتساءلت: "هل يُمكن أن تكون الكعبة، أقدس بقاع الإسلام، معبدًا هندوسيًا مُخصصًا للإله شيفا؟ وهل يكون الحجر الأسود الذي يقع في مركزها هو في الواقع حجر "شيفا لينغام"؟
ويزعم الهندوس أن الإله شيفا، (الذي هو أحد الثالوث الهندوسي الذي يضم براهما وفيشنو)، هو إله الدمار في الهند، ووظيفته هي تدمير الكون لإعادة إنشائه.
أما "حجر شيفا لينجام"، فهو حجر مقدس عند الهندوس، يُعتقد أنه يمثل الإله شيفا، وله طاقة إيجابية ويرمز للخصوبة، وهو حجر بيضاوي، وغالبًا ما يكون من الكوارتز البلوري المشفر، ويوجد بشكل رئيس في نهر نارمادا بالهند.
وفي 4 يوليو/تموز 2025، نشر الصحفي والمذيع الهندوسي "شوبانكار ميشرا"، الذي يملك أكثر من 12 مليون متابع على إنستغرام و6 ملايين على يوتيوب، بودكاست زعم فيه أن النبي محمد صلي الله عليه وسلم كان يصاحب هندوسا.
ونشر صورة للكعبة المشرفة بجوار حجر هندوسي مدعيًا أن "الحجر الأسود" هو حجرهم المقدس!
وتزعم المجلة الهندية "تايمز لايف" أن هناك قصة تُشير إلى روابط روحية وتاريخية عميقة تربط الجزيرة العربية بالهندوسية، قبل ظهور الإسلام في القرن السابع، منها تبجيل آلهة تُشبه الآلهة الهندوسية بشكل لافت.
وزعمت أن "فكرة أن الكعبة ربما كانت في الأصل معبدًا للإله شيفا - المعروف باسم مكيشوار ماهاديف - هي نظرية تُشكك في المنظورين التاريخي والديني".
وأن “التشابه في الطقوس والرمزية بالغ الأهمية، ولا يُمكن تجاهله، ويُثير تساؤلا: هل دفن ظهور الإسلام بقايا الماضي الهندوسي في مكة والمدينة؟”
ولكي تثبت مجلة "تايمز لايف" وجهة نظرها، قالت إنه قبل بعثة النبي محمد، كانت شبه الجزيرة العربية بوتقة للمعتقدات الدينية، وكانت الكعبة مكانا مركزيا للعبادة، تضم أكثر من 360 صنمًا تمثل آلهة مختلفة تعبدها قبائل مختلفة.
ومن بين هذه الآلهة، كان هبل، إله القمر، من أكثر الشخصيات تبجيلًا، "ومن المثير للاهتمام أن الإله شيفا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقمر، وغالبًا ما يُصور بهلال على رأسه"، وفق زعمها.
أضافت: وقد دفع هذا التداخل الرمزي بعض العلماء إلى التساؤل عما إذا كانت الممارسات الدينية العربية المبكرة قد تأثرت بالتقاليد الهندوسية القديمة.
وشملت الطقوس المحيطة بالكعبة قبل الإسلام تقديم القرابين والطواف والصلاة - وهي ممارسات تُشبه إلى حد كبير عادات المعابد الهندوسية، فهل يمكن أن تكون هذه التشابهات أكثر من مجرد مصادفة؟ وفق المجلة.

الحجر الأسود و"شيفا لينغام"
في قلب الكعبة يقع الحجر الأسود، الذي نزل من السماء، ويُقبله المسلمون خلال مناسك الحج كعمل من أعمال العبادة، مثلما فعل النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
ولأن شكل الحجر الأسود "بيضاوي"، يزعم الهندوس أنه يُشبه إلى حد كبير حجر "شيفا لينغام"، الذي هو رمز مقدس للطاقة الإلهية للإله المزعوم "شيفا" في الهندوسية.
أيضا لأنهم في المعابد الهندوسية يؤدي المتعبدون البراداكشينا (الطواف) حول شيفا لينجام كنوع من أنواع العبادة، على غرار طواف المسلمين حول الكعبة، كما يُقبلون الحجر الأسود مثل الممارسة الهندوسية المتمثلة في تبجيل حجر شيفا، فهم يزعمون أن كل هذه طقوس هندوسية، ويطرحون فكرة أن الحجر الأسود "قد يكون بقايا معبد شيفا القديم"!
أو أن "الحجر الأسود شيفا لينجام القديم تم دمجه لاحقا في العبادة الإسلامية عندما أصبحت الكعبة مركز الإيمان الإسلامي"، عندما فتح النبي محمد مكة عام 630 ميلاديًا، ودمر الأصنام، وفق مزاعمهم.
وكرر هذه المزاعم الكاتب الهندوسي "بي إن أوك" في موقع " original Christianity original yoga"، 5 يناير/كانون ثان 2024، متسائلا: “هل كانت الكعبة في الأصل معبدًا هندوسيًا؟”
زعم أنه تم اكتشاف أثري حديث في الكويت، عبارة عن تمثال مطلي بالذهب للإله الهندوسي "غانيشا"، وقدم هنود مواد بحثية تاريخية تساعد في توضيح العلاقة بين الحضارة الهندوسية وشبه الجزيرة العربية.
وادعى الموقع أن بعض المواد البحثية عثرت على إشارة إلى نقش للملك "فيكراماديتيا"، الهندوسي، في الكعبة في مكة المكرمة، "وهو ما يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن شبه الجزيرة العربية شكلت جزءاً من إمبراطوريته الهندية"، وفق زعم كاتب المقال.
حيث زعم أنه "وُجد نص نقش فيكراماديتيا على طبق ذهبي معلق داخل مقام الكعبة المشرفة في مكة، مسجلاً في الصفحة 315 من مجلد يُعرف باسم "كلمات لا تُنسى" (Sayar-ul-Okul ) محفوظ في مكتبة المخطوط السلطانية في إسطنبول، تركيا.
وأنه "ربما امتدت الإمبراطوريات الهندية القديمة إلى الحدود الشرقية لشبه الجزيرة العربية حتى عهد فيكراماديتيا، وهو أول من فتح شبه الجزيرة العربية.
إذ يذكر النقش أن "الملك فيكرام هو من بدد ظلمة الجهل عن شبه الجزيرة العربية"!!
ولمزيد من زعم أن كل طقوس الإسلام مأخوذة من الهندوسية، مثل الحج وملابس الحجاج وغيرها، زعم كاتب التقرير أنه حتى مصطلح "عيد الفطر" الإسلامي مُشتق من "عيد البتريس"، أي عبادة الأجداد في التراث السنسكريتي في الهند!

ما الهدف؟
شارك كثير من الهندوس والمسلمين في نقاشات عبر مواقع عدة حول هذه الزعمات الهندوسية، واهتموا بدحض الأكاذيب الهندوسية وتأكيد أنها محاولات لتبرير هدمهم مساجد المسلمين في الهند والعالم بحجة أنها بُنيت على أنقاض معابد هندوسية قديمة.
وكتب المسلم الهندي "مشترى خان" عبر موقع "QUORA"، يقول إن هدفهم هو هدم مساجد المسلمين وأنهم يستهدفون الكعبة بصفتها أقدم مسجد في العالم كي يكون عبرة ومبررا لمطالبتهم بهدم مساجد المسلمين.
قال: "لقد تم بناء الكعبة منذ قرون من قبل نبي الله إبراهيم للصلاة لإله واحد فقط وهو الله، وبعد آلاف السنين بدأت الحضارة الجديدة في العرب بالصلاة للأصنام هبل ومناة وما إلى ذلك، وبعد الإسلام تم إعادة بناء الكعبة مرة أخرى واستخدامها لعبادة الله فكيف كانت معبدا هندوسيا؟
ويرى الصحفي والباحث الفلسطيني عبد الغني الشامي، أن مزاعم الهندوس بوجود معبد شيفا في مكة، يستهدف ربط مقدساتنا الإسلامية بالهندوسية لمآرب معينة، مثلما يزعم الصهاينة وجود هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى.
وأوضح لـ "الاستقلال" أن الهندوس المتطرفين يعتنقون نفس مبادئ الصهاينة المتطرفين دينيا بشأن محاولة محو كل ما له علاقة بالإسلام وآثاره ومقدساته ومحاولة الاستيلاء عليها أو نسبها للهندوس أو اليهود.
وهو ما يفسر نسبيا، وجود تحالف وثيق بين الحكومات الهندوسية والصهيونية المتطرفة.
ويقول "الشامي": إن نفس المبررات الهندوسية والصهيونية في العداء للإسلام والمساجد التاريخية واحدة، وتستهدف النيل من الرموز الإسلامية، مثل الكعبة والمسجد الأقصى، كي يسهل تبرير النيل من أي مسجد في الهند أو إسرائيل.
وفي كتابه "الهندوتفا وكيف غيّرت السياسة الهندية وهمشت المسلمين الهنود"، أوضح الصحفي الهندي، الدكتور ظفر الإسلام خان أن القومية الهندوسية تؤمن بالتفوق المطلق للهندوس، على غرار اليهود.
قال: يرون في الإسلام التهديد الأكبر، ومن أبرز برامجهم "التطهير"، أو ما يسمونه "الشودي"، أي عودة ملايين المسلمين إلى الهندوسية، دين أجدادهم، وعودة المساجد لسيرتها الأولي، أي كمعابد، وفق زعمهم.
المصادر
- The Lost Hindu Temples of Mecca and Madina: Did Islam Erase Shiva’s Legacy?
- Let The Truth Be Told
- 8,000-Year-Old Settlement Found in Saudi Arabia Offers Rare View of Prehistoric Religion
- Is Kaaba Related to Hinduism?
- The 8,000 year old temple found in Saudi Arabia in 2022 is associated with the local belief system of Al-Faw’s inhabitants
- Hindu Mahasabha's calendar refers to Mecca as Macceshwar Mahadev temple