لماذا سرب جيش الاحتلال فيديو لانقضاض مقاومين على دبابتين في غزة؟

عمليات القسام وتصعيد الاحتلال يأتيان في خضم جولة مفاوضات حاسمة
في تسارع لوتيرة عملياتها، تواصل المقاومة الفلسطينية من شمال قطاع غزة إلى جنوبه توجيه الضربات والصفعات لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وإيقاعهم بين قتيل وجريح.
وبثت وسائل إعلام عبرية، في 12 يوليو/تموز 2025، مقطعا مصورًا سربه الجيش يوثق لحظات تنفيذ مقاومين فلسطينيين عملية نوعية، استهدفت دبابتين إسرائيليتين من طراز "ميركافا" في شمال قطاع غزة.
وأظهر الفيديو الذي جرى تداوله على نطاق واسع عبر منصة "إكس"، مقاومين على الأقل، يخرجان من بين الأنقاض، يستهدف أحدهما دبابة بصاروخ، فيما يركض الآخر نحو ميركافا أخرى ويلقي عبوة ناسفة بداخلها.
وأفادت وسائل الإعلام العبرية، بأن العملية وقعت في شمال قطاع غزة؛ حيث نصبت المقاومة كمينا محكما لقوة عسكرية إسرائيلية متقدمة، وأسفر الهجوم عن وقوع إصابات في صفوف الجنود، دون الكشف عن أعداد محددة أو تفاصيل حول حالتهم.
وفي اليوم ذاته، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، و"سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، تدمير آليات عسكرية إسرائيلي متوغلة داخل مدينة غزة خلال الأيام الأخيرة.
وقالت القسام، إن مقاتليها دمروا، في 9 يوليو، حفارا عسكريا بعبوة أرضية شرق حي الزيتون بمدينة غزة. وفي المنطقة ذاتها، ذكرت القسام أنها دمرت عبر عبوات شديدة الانفجار آليات عسكرية إسرائيلية بينها دبابة "ميركافا" بتاريخ 6 يوليو، وجرافتين عسكريتين في الثاني من نفس الشهر.
وشهد شمال القطاع، مساء 12 يوليو، عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، بشكل متزامن وغير مسبوق في واحدة من أعنف موجات "الأحزمة النارية" منذ بداية حرب الإبادة على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتحوّلت أرض وسماء المدينة إلى كتل متفرقة من اللهب وأعمدة من الدخان المتصاعد.
وتداول ناشطون مقطع فيديو نقلا عن حسابات عبرية وثق لحظة قصف الجيش الإسرائيلي لبيت حانون؛ حيث كان المشهد أقرب إلى مشاهد نهاية العالم: ضوء أحمر كثيف يبدد الظلام وصدى انفجارات عميقة تهز الأبنية عن بُعد.
وتأتي عمليات القسام وتصعيد الاحتلال غاراته على غزة، في خضم جولة مفاوضات غير مباشرة منعقدة في العاصمة القطرية الدوحة بين وفدي حماس وإسرائيل، بوساطة قطرية ومصرية، وبمشاركة أميركية، بهدف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى.
ويتضمن المقترح المطروح في المفاوضات الحالية وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما، يتخلله الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء على مرحلتين (8 في اليوم الأول، واثنان في اليوم الخمسين).
بالإضافة إلى إعادة جثامين 18 آخرين على ثلاث مراحل، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع؛ كما يقضي المقترح بأن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضامنا لإنهاء الحرب في مراحل لاحقة.
وبحسب القناة 12 العبرية، من المقرر أن يسلم الوفد الإسرائيلي المفاوض في قطر 13 يوليو، خرائط جديدة لنطاق انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع بما فيها السيطرة على محور "موراج" ومحيطه (الفاصل بين مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع).
ونقلت عن مصدر تأكيده أن القطريين أكدوا أن الخرائط القديمة التي قدمها الفريق الإسرائيلي المفاوض من قبل لا تسمح بتقدم المفاوضات مع حماس، فيما لم يصدر تعليق من الطرف القطري عما قاله المصدر الذي نقلت عنه القناة العبرية.
وأعرب ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بتنفيذ المقاومة الفلسطينية بوتيرة يومية عمليات استهداف لعسكريين وآليات إسرائيلية في أنحاء القطاع، دفعت الاحتلال ذاته لتوثيقها وعرضها على ما يبدو للضغط على الجانب السياسي لإنهاء العدوان بسبب إنهاك الجيش بغزة.
وأكدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #خانيونس، #بيت_حانون، #الشجاعية، وغيرها أن الضغوط العسكرية التي يستخدمها الاحتلال في الميدان بهدف إجبار حركة المقاومة الفلسطينية على الرضوخ في المفاوضات لن تجدي نفعا.
واستنكروا الهجمات العنيفة على بيت حانون، وحالة الصمت والتجاهل والخذلان التي تنتهجها الأنظمة العربية والغربية، في وقت تواجه فيه مفاوضات وقف إطلاق النار صعوبات نتيجة إصرار الاحتلال على خريطة لإعادة تموضع قواتها، يحتل فيها أكثر من نصف مساحة القطاع.
رجال الميدان
وتفاعلا مع مقطع الفيديو الذي عرضه الاحتلال، علق الطبيب المصري يحيى غنيم، قائلا: "هؤلاء هم رجال الله فى الميدان، لو كانوا شياطين لعجزوا عن فعل هذا".
وسخر الخبير العسكري محمد علاء العناسوه، من نشر العدو الإسرائيلي للمقطع ونعت الاحتلال بالغبي، مشيرا إلى أنه يظهر بسالة المقاومين في غزة.
ووصف المجاهد بأنه "شجاع ذو إقدام يركض نحو دبابة ميركافاه صهيونية ويرمي عبوة ناسفه عليها ويفجرها ثم يعود أدراجه".
وأثنى على أفعال المقاومين، قائلا: "لله دركم وعلى الله أجركم، فمن مثلكم ويشبهكم في زمن الخنوع والانكسار والانهزام الذي نمر فيه، لا أحد إلا واحد من غزة الأبية".
وعلق الباحث المتخصص في النزاعات والاقتصاد السياسي محمود العيلة، على التوثيق الحصري الذي قدمه الاحتلال لفعل المقاتل في غزة، قائلا: "هذه العزيمة لن تُنتزع ولو اجتمعت قوى الكون على اجتثاثها، فلن تقدر؛ لأنها مستمدة من طُهر هذه الأرض".
دوافع الاحتلال
وفي محاولة لتفسير دوافع الاحتلال من وراء نشر المقطع، أشار المحلل السياسي ياسين عزالدين، إلى أن هذه أول مرة ينشر فيها الإعلام الإسرائيلي فيديو يظهر جسارة المقاومة الفلسطينية في غزة وزرعهم الانفكاعات فوق الآليات وانسحابهم بسلام، لافتا إلى أن العملية تم تصويرها بطائرة درون عسكرية.
وقال: "لاحظت أن هنالك تخفيفا للرقابة العسكرية في الأيام الأخيرة بعد أن أصيبت مصداقيتهم في مقتل بعد نشر عدة فيديوهات للقسام فضحت كذبهم وزيف الصورة الوردية التي يرسمها لهم إعلامهم".
وأضاف عزالدين: "يبدو أن مثل هذه الفيديوهات يريدون من خلالها استعادة مصداقيتهم في نظر جمهورهم، وطبعًا بموافقة الجيش"، مؤكدا أن الإعلام الإسرائيلي يمارس الكذب بطريقة خبيثة لهذا هو حريص أن يكون كذبه مقنعًا فهو مضطر للحفاظ على مستوى معين من المصداقية.
وأشارت الصحفية المتخصصة في الشأن الإسرائيلي منى العمري، إلى أن الصحفي إيتاي بلومنتال المراسل العسكري الأول في هيئة البث الإسرائيلية، نشر فيديو مصورا من الجو، في ليلة مفاوضات قد تكون حاسمة، ومن الواضح أنه مسرب من الجيش بشكل مباشر.
ولفتت إلى أن الفيديو يُظهر مقاوما فلسطينيا يخرج من بين الأنقاض، ينطلق باتجاه دبابةٍ إسرائيلية ويرمي عبوة ناسفة، بعد أن تم استهداف أخرى بصاروخ مضاد للدروع.
وقالت العمري: “بعيدا عن مصطلحات الشجاعة التي لا يتردد الإعلام الإسرائيلي باستخدامها أخيرا في وصف عمليات المقاومة، خاصة أننا نتحدث عن أحداث يومية متواصلة منذ أسبوعين تقريبا.. نشر فيديو كهذا يطرح تساؤلات كبيرة في ليلة تسبق تقديم خرائط إسرائيلية جديدة على طاولة المفاوضات".
خاصة أن الأولى التي وصفت على أنها خرائط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لم تحظ بدعم الجيش الإسرائيلي، الذي يفضل ترتيبات أمنية محدودة ولا يدعم سياسات الضم أو الإدارة المباشرة.
وتساءلت العمري: "هل نشر هذا الفيديو الآن يقول إن خرائط الغد لا تتماشى وتطلعات الجيش الإسرائيلي في غزة؟! في ظل التباين السياسي والعسكري في إسرائيل حول مستقبل غزة؟! ".
وأعاد الكاتب يحيى بشير، نشر تغريدة العمري، وعدها "ملاحظات مهمة لمن يقرأ الأحداث من منظور آخر، ولمن يحاول فهم الخلاف بين المستوى السياسي وقيادة الجيش،
مع ضرورة قراءة الإعلام الإسرائيلي المُوجه وربطه بتصريحات القيادة العسكرية والسياسية من جهة أخرى".
وأكد أن الجيش الإسرائيلي مستنزف جدا بغزة، وما تعرض له يفوق ما جرى في حرب لبنان بـ100 مرة.
بيت حانون
وعن مجازر الاحتلال في بيت حانون، تساءل مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف: “هل سبق لكم أن شاهدتم كيف تنهال الصواريخ على رؤوس أهالي غزة؟”
وأكد أن ما يجرى في مدينة بيت حانون من قصف إسرائيلي هو إبادة جماعية مكتملة الأركان، لا يمكن وصف بشاعتها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بأي حدث في التاريخ الحديث.
وقال الناشط خالد صافي: "كأنّ الاحتلال ينفّذ خطة تدمير شامل، يطبقها بمنهجية وسرعة، وكأن الزمن يداهمه والهدف: محو كل ما تبقّى من ملامح الحياة".
وأشار إلى أن "بيوت تُسوى بالأرض، عائلات تُباد، والأدخنة ترتفع من كل الجهات، بينما العالم يشاهد.. ويصمت".
وتساءل أحمد الشعيفان العنزي: “إلى متى مجازر غزه أمام أعين العالم دون تحرك دولي لمنع الإبادة”. مشيرا إلى أن بيت حانون شهدت أكثر من أربعين غارة بينما ترامب يسعى لجائزه نوبل بتصدير القنابل التي تدمر مدينة هدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرم الحرب.
ووصف نتنياهو بأنه "مدلل أميركا الحامية له من المحكمة الدولية"، متسائلا: “أين ضمير العالم وأهل غزة تموت جوعا وقتلا وإبادة؟”
ووصف الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق، يوم أمس بأنه "دموي"، مشيرا إلى وقوع عشرون مجزرة ولا يوجد حي في القطاع إلا وارتكب الاحتلال به مجزرة أو مجزرتين، مؤكدا أن الرقم هذه المرة تجاوز المائة شهيد بكثير.
وأرجع سبب تصاعد هذه الجرائم إلى أن الكيان لا يشعر بالضغط، لا على الصعيد الداخلي ولا الخارجي، فلا مسيرات ولا احتجاجات ولا عصيان مدني ولا ضغط حقيقي أمام المقرات الدولية ولا السفارات، ناهيك عن قراءة الاحتلال لبيانات الإدانة والرفض أنها لا تعدو كونها "كلاما فارغا" لا يقدم ولا يؤخر.
واستنكر أبو رزق، الصمت على جرائم الاحتلال وتجاهل تصعيده اليومي على مختلف أنحاء القطاع، قائلا: "حرام كل هذا التجاهل، وظلم كل هذا الصمت والعجز والخذلان، حرام والله حرام".
قراءات وتحليلات
وتحليلا للتطورات الميدانية والسياسية، قدم المؤرخ نورالدين المغربي، قراءة للأحداث في القطاع، مشيرا إلى أن العدو أعلن عن هجوم بري على بيت حانون لكنه لم يحدث، واكتفى بالتمركز حول البلدة وقصفها دون توغل، ويبدو أن التجارب السيئة هناك جعلت القوات تحجم عن التوغل.
وقال: إن هذا يخبرنا أن قوات العدو تقصف بعشوائية ولا تدرك نتائج قصفها من الأساس، لافتا إلى وجود معركة حقيقية بجبهة بطول شرق مدينة غزة، في شرق مخيم جباليا وجباليا البلد والتفاح والشجاعية والزيتون.
وأضاف المغربي: "تهاجم قوات المقاومة العدو الذي يتوغل ويتراجع ونشهد ضربات متواصلة في صفوف قوات العدو يقابلها العدو بقصف لا ينم إلا عن حالة عجز تامة، لافتا إلى أن قوات تتمركز وتتلقي الضربات بدون أن تعرف مصدرها.
وأشار إلى أن المقاومة في خان يونس تواصل ضرباتها بقوة كبيرة، قائلا: "بالأمس كانت القرارة واليوم جنوب شرق خان يونس، أما في معن أو في الفخاري".
وتابع: "ضربة القرارة جعلتنا اليوم نري منطقة الكتيبة خالية من قوات العدو التي انسحبت لمنطقة قريبة، وكما يحدث في بيت حانون نرى الأمر يتكرر في خان يونس قوات تطوق المدينة لكن لا تهاجم".
وأكد المغربي أن الأمر يبدو أشبه بالتهديد أكثر منه هجوم فعلي، لكن بالرغم من ذلك يجب الاستمرار في الضربات للحد الأقصي، قائلا "إذا صح ظني ومع تلك الضربات فسيتراجع العدو في المفاوضات عن الكثير من المواقف المتشددة".
وأعرب أنس خالد عن كراهيته للمفاوضات، مشيرا إلى أن الاحتلال يستخدم أثناءها أعنف الهجمات العسكرية، للضغط على المقاومة.
ولفت إلى أن غزة شهدت غارات عسكرية عنيفة، أصبح معها الليل وكأنه نهار، مستنكرا أن الاحتلال لم يبحث عن حل آخر سوى القصف العشوائي واغتيال قيادات من المقاومة رغم أن هذه الهجمات لم تنقذ 1 بالمئة من الأسرى طوال 22 شهرا.
وأكد خالد، أن الهدف ليس الأسرى وليس سلاح المقاومة وليس التهجير، بل ربما احتلال جزء من غزة؛ لأن الهدف هو الخروج منها بشكل يرضي غرورهم ويبرر فشلهم أمام شعبهم.
ورأى الباحث في الشأن السياسي مأمون أبو عامر، أن التوصل إلى صفقة أمر ليس بعيد بالرغم من تعقيدات التفاوض، خاصة بعد طلب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأجيل التفاوض على الخرائط، وتقديم إسرائيل خرائط جديدة، بعد أن أبلغها الوسطاء بأن القديمة لا يمكن نقلها لحماس.
فيما رأى أيمن زين الدين، أن نتنياهو حريص على وقف إطلاق النار من غير أي ضغط أميركي، ليس بهدف تبادل الأسرى فى المقام الأول (فهذا موضوع يهمه طبعا، لكنه ليس أولويته)، وإنما لأن استمرار الحرب أصبح ضرره أكبر من نفعه له.
وأشار إلى أن استمرار الحرب يهدد بتراجعات متزايدة، سواء بسبب استمرار نزيف الخسائر البشرية، أو التكلفة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الباهظة والمتصاعدة.
وأكد أن خطة نتنياهو هي أن يوقف حرب غزة ويستعيد من يستطيع استعادته من أسرى ثم يدعو إلى انتخابات عامة (مبكرة) وهو في قمة نجاحه.
ولفت زين الدين إلى أن نتنياهو يسعى لفعل ذلك على خلفية مشهد النصر العظيم الذى تحقق في إيران (على الأقل فى عيون الإسرائيليين)، وقبل أن يؤدي استمرار القتال إلى تلاشي هذه الصورة، ليطغى عليها مجددا مشهد الفشل في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى خسائر بيت لاهيا وخان يونس.
وقال: إن نتنياهو يحاول أن يكون وقف إطلاق النار بشروطه هو، ليمكنه ادعاء النصر وكسب شعبية وسط قواعد اليمين، وذلك بتغيير جغرافيا قطاع غزة بشكل جذري، وفرض وجود إسرائيلي طويل الأجل في مناطق كبيرة منه، وإنهاء حركة حماس عسكريا وسياسيا.
وأضاف زين الدين، أنه لتحقيق ذلك يعبئ نتنياهو أكبر قدر من الضغوط الأميركية على حماس لتسقط مطالبها بأن يشمل وقف إطلاق النار انسحاب القوات الإسرائيلية، كما يزيد من كثافة ووحشية القصف على القطاع، أملاً في إضعاف موقف الحركة بالمفاوضات.
وأشار إلى أن مشكلة نتنياهو أن حماس تفهم ذلك تماما، لكنها ترفض هذه الشروط، وبوجه خاص ما يتعلق ببقاء الاحتلال في غزة، حتى لو ترتب على رفضها هذا تأخير وقف إطلاق النار.
لا سيما أنها مقتنعة أن الوقت لم يعد يلعب فى صالح حكومة إسرائيل، فالخسائر الفلسطينية لن تزيد عما خسرته بالفعل، بينما تتزايد الضغوط على تل أبيب، داخليا وخارجيا.
ورأى زين الدين، أن هذه المواقف، واستمرار نزيف الخسائر الإسرائيلية، هي التي تفسر استمرار المفاوضات حتى الآن، وتصاعد شدة القصف في غزة، والضغط الأميركي على حماس لتأجيل المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي، وتمسك الحركة بموقفها.