"معاريف" تزعم وجود رغبة باكستانية في التطبيع مع إسرائيل.. ما الحكاية؟

"باكستان حافظت على موقفها الثابت منذ اليوم الأول"
زعمت صحيفة عبرية وجود تحولات بشأن إمكانية التطبيع مع إسرائيل، خاصة في باكستان؛ ثاني أكبر دولة مسلمة، والدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية.
ورأت صحيفة "معاريف" أن حديث مسؤولين بارزين في باكستان بشكل علني عن اتفاقيات أبراهام التطبيعية (وقعت بين دول عربية وإسرائيل عام 2020)، يعد دليلا على التغير في موقعها.

تحول تدريجي؟
وتدعي أن "هناك توجها سياسيا جديدا يتطور بباكستان، يتمثل في انفتاح حذر تجاه مناقشة اتفاقيات أبراهام، خلافا للموقف الرسمي الذي عُبر عنه مرارا".
وأفادت بأن عددا من كبار المسؤولين في الحكومة، بينهم مستشار سياسي لرئيس الوزراء ووزير الدفاع، أدلوا بتصريحات علنية حول ضرورة النظر في هذه الاتفاقيات ودراسة المصالح الوطنية، داعين إلى التنسيق مع الدول العربية وتركيا في هذا الشأن.
وتزعم أن هذه التصريحات تدل على "تحول تدريجي في النهج المتبع، وربما تمهيد لتغيرات سياسية مستقبلية".
وأشارت إلى أن "هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي تطرح فيها اتفاقيات إبراهام للنقاش في التلفزيون الوطني الباكستاني".
وأضافت: هذه المرة، كان المتحدث هو رانا صنع الله المستشار الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني للشؤون السياسية، الذي أُجري معه حوار في برنامج "نديم مالك لايف" على قناة "سماء TV" الباكستانية، وتحدث فيه عن اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
ومع ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن مستشار رئيس الوزراء الباكستاني أكد خلال المقابلة أن "حديثه معبر عن موقفه الشخصي".
وأضاف: "على باكستان المضي قدما بالتنسيق مع الدول العربية مع الأخذ في الحسبان الدور المحوري لتركيا في بناء السلام في الشرق الأوسط".
كما دعا إيران إلى "إعادة النظر في مواقفها في ضوء التطورات الأخيرة، والانضمام إلى كل من السعودية وباكستان وتركيا، في تحرك مشترك نحو التقدم ضمن نظام عالمي جديد".

مشاورات ونفي
وحسب الصحيفة العبرية، لم ينفرد هذا المسؤول الباكستاني بالحديث عن ملف التطبيع مع إسرائيل.
فقد ذكرت الصحيفة أنه في نفس يوم هذا اللقاء، وخلال مقابلة في ذات البرنامج، طرح على وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن ضغوطا تمارس على باكستان للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام.
وأجاب آصف قائلا: "سندرس الأمر عندما تأتي تلك الضغوط"، مقرا "بوجود مشاورات تجرى بالفعل في هذا الشأن". وأكد قائلا: "سنتعامل مع هذا الأمر فقط إذا طُلب منا أن نكون جزءا من هذه الاتفاقية".
وأردف: “إذا مورست علينا ضغوط بخصوص اتفاقيات أبراهام، فسندرس مصالحنا الوطنية”، مضيفا: "لن نكون جزءا من أي سياسة أميركية تضر بباكستان".
في سياق آخر، كشف آصف أن باكستان "دعمت إيران خلال النزاع الأخير مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن الهند "لم تعد تلقى ترحيبا في طهران بسبب موقفها الإقليمي المتغير".
وكانت باكستان قد أصدرت بيانا أدانت فيه العدوان الإسرائيلي على إيران (13 - 24 يونيو/حزيران)، وأكدت تضامنها الكامل مع الشعب الإيراني، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل لمحاسبة إسرائيل.
وخلال هذه المواجهة، كان لافتا دعوة خواجة آصف في 14 يونيو 2025 جميع الدول الإسلامية إلى التوحد لمواجهة "العدوان الإسرائيلي" ضد إيران.
وحذر الوزير الباكستاني بالقول "إسرائيل تستهدف اليمن وإيران وفلسطين، لذا فإن وحدة العالم الإسلامي أصبحت ضرورة حتمية. إذا بقينا صامتين ومنقسمين اليوم، فسيتم استهداف الجميع في النهاية".
وفيما ينفي إشارات الصحيفة العبرية، شدد على أن "باكستان حافظت على موقفها الثابت منذ اليوم الأول"، وأردف "لم نعترف بإسرائيل قط ولم نُقِم أي علاقات معها".
وحث الوزير الباكستاني جميع الدول الإسلامية على "قطع العلاقات مع إسرائيل"، مضيفا "أيديها ملطخة بدماء المسلمين، ويجب رفض مثل هذه الأيدي".
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الباكستاني إسحاق دار نفى بشكل قاطع أي احتمال لانضمام باكستان إلى اتفاقيات أبراهام".
ورأى أن "مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة تخل عن دعم باكستان التاريخي لحل الدولتين في القضية الفلسطينية".
وخلال مؤتمر صحفي عقد في مقر وزارة الخارجية، أعاد التأكيد على "الدعم الباكستاني المطلق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف، على أساس حدود ما قبل عام 1967".
واختتم دار حديثه قائلا: "ليكن واضحا للجميع أن سياستنا التي استمرت سبعة عقود لم تتغير".