عاش ضيفا وارتقى خالدا.. قائد الطوفان يترك إرثا نضاليا حافلا للمقاومة

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

يزخر تاريخ المقاومة الفلسطينية بأسماء شخصيات تركت بصماتها على مسار الأحداث وغيرت مجرى التفاعل مع القضية الفلسطينية سياسيا وعسكريا، أبرزهم محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وحلت في 13 يوليو/تموز الذكرى الأولى لاستشهاد الضيف، والذي رحل عبر عملية اغتيال نفذها الاحتلال الإسرائيلي في غارة بمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأعلنت كتائب القسام رسميا استشهاد قائدها الضيف نهاية يناير/ كانون الثاني 2025، وذلك بعد مسيرة طويلة توجها بعمليتي سيف القدس 2021 وطوفان الأقصى 2023. 

وتحدث الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة عن الضيف، قائلا: "عقودٌ من الجهاد والمطاردة والتضحية والقيادة والإبداع تكللتْ بالشهادة، ليلتحق قائدنا الكبير بركب شهداء شعبنا وقادته العظام، وتختلط دماؤه وإخوانه القادة بدماء أبناء شعبنا وأمتنا، الذين ضحّوْا بأغلى ما يملكون من أجل الأقصى وفلسطين". 

وأضاف في سلسلة تغريدات عبر قناته بمنصة "تلغرام" في 13 يوليو: "طوفان الأقصى (الذي قاده الضيف) أدى إلى إسقاط الردع الصهيوني إلى الأبد، وتوحيد طاقات الأمة وتوجيه بوصلتها نحو فلسطين، لتكون قضية فلسطين إلى الصدارة من جديد".

وذكر أبو عبيدة أنّ "الضيف أحيا في الأمة جمعاء ذكرى الصحابة والمجاهدين الأوائل؛ كَعَلِيٍّ وخالد والقعقاع والمثنى وغيرهم من القادة الفاتحين، وظلّ لعقود مُلهماً للأجيال التي لم تعرف صورته ولكنها كانت تفخر بفعالِ كتائبه المظفرة، وسيبقى كما غيره من القادة العظام نبراساً لكل أحرار العالم".

وتابع: “لا يزال إخوان الضيف وأبناؤه ومحبوه في كل بقاع العالم يواصلون طريقه، ويكبّدون الاحتلال كل يومٍ مزيداً من الخسائر الإستراتيجية”.

وواصل القول: "وسيبقى طيفه كابوساً يؤرق مجرمي الحرب واللصوص؛ الذين لن يهنؤوا بعيشٍ في أرض فلسطين بعد أن خطّ الضيف وإخوانه بدمهم الفصل الأخير في سِفْر تحريرها".

وتأتي ذكرى استشهاد الضيف، في ظل مواصلة الاحتلال مجازره، وتكثيفه غاراته على مختلف أنحاء القطاع، واستهداف الباحثين عن المساعدات، فيما تتواصل المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، للتوصل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وعمد الاحتلال إلى إحراق خيام النازحين غرب خان يونس، إضافة إلى نسف منازل سكنية في منطقة الكتيبة وحارة البيوك في مدينة خان يونس. 

وقالت مصادر بمستشفيات القطاع: إن 92 مواطنا استشهدوا في غارات إسرائيلية منذ فجر 13 يوليو على القطاع، بينهم 52 شهيدا بمدينة غزة.

وحول مصير مفاوضات وقف إطلاق النار، أعرب ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، عن "تفاؤله" بشأنها، قائلا للصحفيين في نيوجيرسي، إنه يعتزم لقاء مسؤولين قطريين كبار على هامش نهائي كأس العالم للأندية (13 يوليو).

ومن جانبه، عاود الرئيس الأميركي تحديد جدول زمني للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دون تحقيق تقدم ملموس، مجيبا عند سؤاله عن الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق بالقول: "نأمل أن نصل إلى حل لهذه المسألة خلال الأسبوع المقبل". 

فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم الاجتماع بوزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير -الراغبين في استمرار القتال بهدف هزيمة المقاومة- ليؤكد لهما إمكانية استئناف الحرب بغزة، بعد إبرام اتفاق محتمل مع حماس.

وبدورهما، أكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أنّ أي مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في القطاع يجب أن تُفضي لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وتطلعاته، وفي مقدمتها إنهاء الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل، وفتح المعابر، وإعادة الإعمار.

ولفتت حركة حماس خلال بيان في 13 يوليو إلى أن وفدا من قيادتها برئاسة رئيس المجلس القيادي محمد درويش، التقى بوفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة أمينها العام زياد النخالة.

وأضاف البيان أن "الوفدين توقفا أمام التضحيات الهائلة لشعبنا والمعاناة الإنسانية جراء حرب الإبادة والتجويع ومشاهد المجازر اليومية على يد العدو الصهيوني بهدف تمرير مخططاته الخبيثة والخطيرة على شعبنا ومستقبله".

قائد الطوفان

ومحمد دياب إبراهيم المصري الشهير بـ"الضيف" ولد في 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها "القبيبة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948، واستقرت في أحد مخيمات اللاجئين، قبل أن تقيم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.

أسهم الضيف بتأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين تسمى "العائدون"، قبل أن يصبح أحد أهم المطاردين للاحتلال الإسرائيلي، ثم عين قائدا عاما لأركان كتائب القسام.

وقيل إنه لقب بـ"الضيف" لأنه حل ضيفا على الضفة الغربية، وأسهم في بناء كتائب القسام فيها، ويتسم بشخصية غامضة، وارتبط اسمه دائما بالحذر والحيطة وسرعة البديهة.

ولم يظهر الضيف منذ تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة -من بين محاولات كثيرة- أواخر سبتمبر/أيلول 2002، إلا في تصريحات ترتبط بعمليات عسكرية للمقاومة، آخرها عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولدى الضيف 7 أطفال هم خالد وبهاء وعمر وخديجة وحليمة، إضافة إلى اثنين آخرين استشهدا عام 2014 مع والدتهما وداد عصفور التي تزوجها عام 2007، وأوصى أبناءه قبل انطلاق طوفان الأقصى بحفظ القرآن الكريم، والتعمق في علومه، وتحصيل العلم النافع. 

وكشفت تحقيقات أمنية إسرائيلية سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشرها، ملامح التفوق الاستخباراتي لدى الضيف، موضحة أنه أخّر انطلاق هجوم 7 أكتوبر لمدة نصف ساعة عن موعدها، بعدما خطط لبدايتها الساعة 6 صباحا، وذلك عقب ملاحظته غيابا واضحا للقوات الإسرائيلية في المنطقة.

وأحيا ناشطون على منصات التواصل ذكرى استشهاد الضيف بالحديث عنه، واستحضار مواقفه، والتذكير بدوره في المقاومة وتأديب الاحتلال وقضائه عقودا من الجهاد والمطاردة والتضحية والقيادة والإبداع تكللتْ بالشهادة.

ونددوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #محمد_الضيف، #غزة_تباد، #طوفان_الأقصى، وغيرها بتصعيد الاحتلال مجازره على القطاع واستمراره في حصد أرواح الفلسطينيين في ظل صمت مطبق، ومفاوضات مستمرة منذ أسبوع لم تؤت ثمارها.

فخر ورثاء

وفي رثاء الضيف، قال الصحفي فايد أبو شمالة عنه إنه كان قليل الكلام كثير الأفعال، كان واثقا مما يفعل لدرجة اليقين.

وأردف: “كان طوفانا صامتا وعزما هادرا، كان مؤمنا صادقا وقلبا خاشعا”، مضيفا أنه "عاش كالضيف مع أنه كان يملأ المكان والزمان".

وأكد أن من ترك زرعا عظيما يزرع الحقول بالبنادق والألغام ويتقن صنع الكمائن، لا يموت، بل ارتقى حاملا لقب الشهيد.

فيما قال الصحفي محمد هنية: "محمد الضيف.. اسمٌ لا يُقال، بل يُرهَب.. رجلٌ ظنّوه ضيفا، فإذا به ربّ البيت الذي لا يُغادره، وصاحب السيف الذي لا يغمده".

وأكد أن الضيف كان في زمان الهزائم، هو "الدهشة الثابتة"، وفي زمن المطاردات صار هو "الظلّ الذي لا يُمسك"، وفي زمن القتل بالجملة كان هو "الحياة التي تأبى أن تنكسر".

وأضاف هنية: "الضيف لم يزر أرض المعركة، بل سكنها.. لم يعبر من التاريخ، بل نحته.. كان غائبًا عن الصورة، حاضرًا في كل تفجير، وكل كمين، وكل صرخة حرّة".

وأشار إلى أن في دلالة اسمه نداء لكل عابر: قد يكون الضيف في العرف زائرًا، لكن محمدًا كان في الوعي الفلسطيني "المضيف"، مضيفُ الكرامة، ومضيف النار، ومضيف طريقٍ لا يسلكه إلا الأحرار، مؤكدا أن جسده رحل، لكنّ أثره خالد، كما تُخلّد الشُهبُ التي تمرّ، فتترك وهجًا لا ينطفئ.

وكتب الصحفي يوسف الدموكي عن الضيف: "سمّوك ضيفًا، لأنك حللت ضيفًا على المكان، لستَ ابن غزة وإن كنت أبًا لها، ولست من سكانها وإن كانت هي من سكانك، لكني على غير قصدهم أراك ضيفًا لعلوّك فوق قوانين الإقامة".

وأردف: "فلا شيء تملكه ليملكك، ولا منبتًا واحدًا تعود إليه لينتفي عنك غيره، خاصةً وأن لك في الأرض آلاف البذور".

وتابع: “أنت إن انتميت لبقعة صرت أسيرًا لها، وإن لم تنتمِ لمكان فبوسعك الانتماء للكون كله، ولذلك كنت ضيفًا، تملك من كل متر شبرًا، وفي كل بدن صدرا، وبكل روح أمرا".

وواصل القول: "تسكن ولا تسكن، تقطن وفيك حركة دائمة، تلائم إسراءك الدائم، بين المنشأ والموطن والميلاد، ومعراجك الخالد بين عتمة الأرض ونور السماء".

وعلق أحد المغردين على صورة للضيف قائلا: "أول معرفتنا عن الحب في الله كانت الرابطة التي جمعتنا بك، لم نملك منك رسمًا إلا صورة وأنت في عمر أهل الجنة حملتها إسرائيل في كل مكان بحثًا عنك، وسيرة عظيمة من رعب إسرائيل منك، وعيون الشهداء ترمقنا في وداعاتها توصينا بك".

واكتفى عبدالله الأسطل بالتعليق على صورة الضيف بالتذكير بقول رسول الله ﷺ: "يذهبُ الصالحونَ الأوَّلَ فالأوَّلَ، وتَبقى حُفالةٌ كحُفالةِ الشَّعيرِ أوِ التَّمرِ، لا يُباليهِمُ اللهُ بالةً".

كلمات أبو عبيدة

وتعقيبا على كلمات أبو عبيدة عن الضيف، رأى المغرد إياد أن آخر سطر في رثاء القسام لقائدها "لافت"، متوقعا أنه يؤسس لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة، حيث ذكر اللصوص والمجرمين وأنهم لن يهنؤوا بعيش في أرض فلسطين، وأن موعدهم قريب.

وقال عبدالرحمن الكسار: "طلَّ الناطقُ باسمِ أحرار الأمة مُغرِّدًا لا ليرثي قائد الأركان ويبكيه في ذكراهُ كما نفعل، بل ليذكِّر العالم أنَّ ظلَّه ما زال مُخيِّمًا على الساحة، وورثته وإخوانه وحملة لوائه ما زالوا أسيادَ هذا الكوكب!"، مضيفا: "للهِ درُّك كم اشتقنا إلى صوتك يا حبيب الملايين.. بل المليارات".

وعلق أحد المغردين على كلمات الناطق باسم كتائب القسام عن الضيف قائلا: "صدق أبو عبيدة، سنوات لا نعرف شكله أو نراه، لكن نرى ظله نرى أثره نرى جنوده نرى تلاميذه نرى حسن صنيعه في الأعداء".

تنديد واستنكار

وتنديدا بتصعيد الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، قال أحمد مأمون: غرقنا في الإبادة للحد الذي وصل بنا إلى الظن أنها هي الحدث الأساسي في العالم، وأن هناك شعوبا ودولا ليس لها شأن آخر غير ما يجري في غزة". 

وأضاف: "الحقيقة، باستثناء بعض الدول هنا وهناك لا وزن لها، وبعض الجماعات التي تخرج في مظاهرات، أغلبها من العرب والفلسطينيين في الدول الغربية، فإن باقي العالم تقريبًا خارج المشهد".

واستنكر مأمون، أن هناك دولا وازنة ومتضامنة خطابيًا، كان يمكن لموقف حازم منها أن يُلقي بظلاله على مجريات المقتلة، لكنها لا تفضّل استنزاف أوراقها مع الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل في ملفات تعدها ثانوية كالذي يجري في غزة.

وأكد: "نحن في مسلخ بشري مغلق والناس تمشي بجانبه لكن لا أحد يسمع أصوات القتل ولا يشم رائحة الدم، عدا عن طرق باب المسلخ".

ودعا كرم صافي، لتخيل أن 10 بالمئة من الناس حواليك اختفوا (في قطاع غزة جراء الإبادة)، مؤكدا أن هذا ليس خيالا.

وبين أنه من أصل 2 مليون إنسان، تقريبا 10 بالمئة بين شهيد ومفقود ومصاب، بفعل آلة الحرب الصهيونية التي لا تميّز بين أحد، ولا تعرف إلا سياسة الأرض المحروقة.

وقال: "احنا بنحكي عن مجزرة بشرية ممنهجة، عن إبادة وتطهير عرقي على المباشر من سنتين.. الرقم ليس للإحصاء، وإنما كل رقم هو اسم، وحلم، وبيت اختفى"، مطالبا بعدم التوقف عن الحديث عن غزة.

وقال الكاتب محمد حامد العيلة: "ملعون هذا العالم الظالم.. مجزرة تلو المجزرة.. والصمت هو السائد.. يقتل العدو أطفالا عند نقطة المياه، ثم يقول خلل فني!!.. وكأن الصاروخ انزلق بالخطأ!.. والعالم الظالم صامت صمتا مخزيا.. نحن في زمن الرداءة".

مصير المفاوضات

وتحليلا لمسار محادثات الدوحة، رأى المحلل السياسي إياد القرا، أن المفاوضات لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، وهناك فسحة أمل للوصول إلى صفقة تبادل، رغم ما يبدو من تعقيدات.

وأشار إلى أن الاحتلال يختلق خلافات في ملفات يفترض أنها محسومة، مثل الانسحاب من القطاع، وقضية إدخال المساعدات، وملف الأسرى، وجميعها ملفات يمكن التعامل معها بسهولة، وسبق أن خضعت لتجارب تفاوضية مماثلة.

وقال القرا: "يبدو أن نتنياهو يستخدم هذه الملفات كورقة ضغط داخلية، فهو عالق بين خيارين: إنجاز الصفقة وتحمل كلفة سياسية داخليًا، أو إفشال المفاوضات للحفاظ على تماسك ائتلافه الهش".

وأوضح أن استدعاء نتنياهو لكل من بن غفير وسموتريتش في هذا التوقيت، يهدف لامتصاص غضبهما وضمان عدم تفجير الحكومة، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يناور بين صفقة قد تطيح به سياسيًا، أو استمرار التفاوض حتى دخول الكنيست إجازته الصيفية في 27 يوليو 2025.

ورأى القرا، أن اللافت أن هناك توافقًا أميركيًا ضمنيًا مع هذا النهج، عبر تجنب ممارسة أي ضغط حقيقي على "إسرائيل"، والسماح لنتنياهو بإدارة الملف بطريقته، وهو ما يُعد غطاء سياسيًا للمماطلة والمراوغة.

وأكد أنه رغم كل ذلك، لا تزال فرص النجاح قائمة، لأن الانسحاب ممكن فنيًا وميدانيًا، وإدخال المساعدات بات تحت ضغط أممي، ومعايير الصفقة معلومة ومجربة.

وخلص إلى أن الاحتلال لا يعاني من صعوبة في التفاوض، بل من أزمة داخلية يحاول نتنياهو احتواءها بالمراوغة، والكرة الآن في ملعب الإرادة السياسية وإن وُجدت، فإن الصفقة ممكنة.

فيما نقل أحد المغردين، عن الإعلام الفلسطيني إعلانه ارتقاء 95 شهيدا في غارات للاحتلال على مناطق متفرقة بالقطاع خلال يوم، قائلا: "مفاوضات ومراوغات وتضييع وقت بينما الكيان يقتل أهل غزة يوميا، وبدأ في تجريف المناطق بعد أن دمر البيوت".

وأكد أن الكيان يتحجج بالمحتجزين وينفذ خطة احتلال وضم غزة، وأنه سيظل يراوغ إلى أن لا يتبقى شعب في القطاع، عندها ستنتهي المفاوضات التي لا تنتهي.

واستنكر محمد عبدالقادر كثرة التصريحات الأميركية بتفاؤلها في مفاوضات وقف إطلاق النار دون رؤية أي تقدم أو خطوات تبشر بحلحلة العقبات، مؤكدا أن هذا كله لتخدير شعوب العالم الغربي الذي استفاق من كذبة اليهود.

وأكد الباحث لقاء مكي أن نتنياهو لن يغامر بإنهاء الحرب على غزة ما لم يتلق وعودا من ترامب بدعم بقائه في منصبه، مشيرا إلى أن إنهاء الحرب يترافق عند رئيس وزراء الاحتلال مع انتخابات مبكرة، يضمن فيها الفوز بولاية جديدة، فضلا عن عفو عام، أو إنهاء محاكمته. 

وتساءل: “هل حصل -نتنياهو- على ذلك خلال زيارته الأخيرة لواشنطن؟” مضيفا أن ذلك ما يحدد مصير مفاوضات غزة.