وسط توتر متصاعد مع اليونان.. ماذا يعني استضافة تركيا مقاتلات قطرية؟
بالتزامن مع تصاعد توترات لافتة بين أثينا وأنقرة في الشهور الأخيرة، صدقت الأخيرة على اتفاقية تعاون عسكري مع الدوحة، تسمح بنشر مؤقت لطائرات عسكرية قطرية وطواقم لدعمها على الأراضي التركية.
أكثر ما يثير الجدل بشأن الخطوة، توقيتها المتزامن مع زيادة حدة التهديدات من قبل الجانبين التركي واليوناني، فضلا عن تأثيرها على مساعي أثينا منذ شهور لتحقيق تفوق جوي على أنقرة، ومنعها من الحصول على طائرات من الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
مناورة قوية
وفي 15 سبتمبر/أيلول 2022، نشرت الجريدة الرسمية التركية قرارا بتصديق الرئيس رجب طيب أردوغان على تفعيل اتفاقية عسكرية موقعة عام 2021 تنص على النشر المؤقت للمقاتلات القطرية على الأراضي التركية.
وذكر القرار أنه "جرت المصادقة على اللائحة الفنية المرفقة بين حكومتي تركيا وقطر بشأن الانتشار المؤقت للطائرات العسكرية القطرية وأفراد الدعم في الأراضي التركية، والموقعة بالدوحة في الثاني من مارس/آذار 2021".
وأوضحت الجريدة أن "الغرض من هذه اللائحة تحديد القواعد والمبادئ والمسؤوليات والاحتياجات لتنظيم هذا النشر المؤقت للقوات الجوية القطرية، ووضع واستخدام الطائرات العسكرية القطرية والأفراد والمعدات المنتشرة في المناطق التي تسمح بها حكومة تركيا".
وفي ظل حالة الغضب الشعبي مع تواصل التحرشات اليونانية بالطائرات التركية في منطقة بحر إيجة الفاصلة بين البلدين، حظي هذا الخبر بمتابعة كبيرة من قبل الناشطين ووسائل الإعلام في تركيا.
فعلقت صحيفة "ميلييت" التركية على الخطوة بعنوان "أخبار سيئة لأثينا! ستطير طائرات إف 16 التركية إلى يسار رافال القطرية".
وقالت إن اليونان كانت تسعى جاهدة إلى تحقيق تفوق جوي ضد أنقرة على المدى القصير عبر ضم مقاتلات رافال من الجيل الخامس الفرنسية إلى أسطولها الجوي، لكن هذه الحملة ستقضي على هذه الأحلام مع تمركز الطائرات المقاتلة القطرية في تركيا.
وأضافت أن هذه الخطوة ستمكن الطيارين الأتراك من التدرب على مقاتلات الرافال التي تمتلك اليونان مثيلات لها، وستكسبهم خبرة ميدانية كبيرة في التعامل مع مختلف المواقف بشأن هذه الطائرات.
وأوضحت أن القوات الجوية اليونانية تمتلك 6 طائرات من طراز "رافال إف 3 آر"، وأبرمت بالفعل اتفاقية لشراء 18 مقاتلة أخرى من فرنسا. بينما تمثل طائرات الرافال، العدد الأكبر بالقوات الجوية القطرية.
�� Hava filosuna Fransa’dan yeni nesil savaş uçağı Rafale jetlerini katarak kısa vadede Türkiye’ye karşı hava üstünlüğünü kurma çabası içinde olan Yunanistan, bu kez Türkiye’de konuşlanacak Katar uçakları nedeniyle tedirginlik içine girecekhttps://t.co/iz70do30Ny
— milliyet.com.tr (@milliyet) September 16, 2022
وعن تفاصيل القرار الموقع من الرئيس أردوغان، كشفت الصحيفة أن الاتفاقية تسمح لـ36 طائرة كحد أقصى تابعة لسلاح الجو القطري باستخدام قواعد القوات الجوية التركية.
وفي هذا الإطار سترسل قطر إلى تركيا مقاتلات رافال وميراج 2000 الفرنسيتين، بالإضافة إلى طائرات نقل عسكرية من طراز "بوينغ سي 17" و"سوبر هركليز سي 130 جي" أميركية الصنع.
وبناء على الاتفاقية؛ تخضع جميع أنشطة الطائرات العسكرية القطرية لموافقة مسبقة من السلطات التركية، وفي طلعات طائرات النقل، سيكون طيار نقل تركي حاضرا أيضًا كمراقب في قمرة القيادة.
من جانبها، ذكرت قناة "إن تي في" المحلية، أن الاتفاقية التي دخلت بالفعل حيز التنفيذ وستصبح سارية لمدة 5 أعوام تسمح لـ36 طائرة و250 عسكريا من القوات الجوية القطرية بالانتشار في قواعد عسكرية في تركيا تحددها هيئة الأركان العامة.
تعاون واسع
ويرجع تاريخ توقيع هذه الاتفاقية إلى الثاني من مارس 2021، خلال زيارة رئيس هيئة الأركان التركية يشار غولر إلى الدوحة، ولقائه نظيره القطري غانم بن شاهين الغانم، على هامش اجتماع اللجنة العليا العسكرية المشتركة القطرية التركية.
وشهد ذلك الاجتماع توقيع اتفاقية تعاون ثنائي، بحضور عدد من كبار الضباط في القوات المسلحة من الجانبين، لكن دون الكشف عن تفاصيل آنذاك.
رئيس أركان القوات المسلحة يوقع اتفاقية تعاون ثنائي مع رئيس هيئة الأركان المشتركة التركية pic.twitter.com/iinHyKZKgh
— وزارة الدفاع - دولة قطر (@MOD_Qatar) March 2, 2021
وتعد الدوحة من أقرب الحلفاء لأنقرة في المنطقة العربية، ودعمتها أثناء الانقلاب الفاشل عام 2016، وتأتي في مقدمة المستثمرين العرب لديها، في المقابل وقفت تركيا بجانب قطر أثناء الأزمة الخليجية.
وتوجد في قطر قاعدة عسكرية تركية شيدت أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بموجب اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعها الطرفان في ديسمبر/كانون الأول 2014.
وصدق عليها في مارس من العام التالي البرلمان التركي، ثم في يونيو/حزيران 2017 سارع البرلمان في إقرارها والسماح بنشر وحدات من القوات المسلحة في الأراضي القطرية مع اندلاع الأزمة الخليجية.
وتتمتع تركيا وقطر بقوات مسلحة متقدمة، وتسعى كل منهما إلى تطويرها بأحدث التقنيات عبر قدرات محلية أو الاستعانة بتقنيات أجنبية.
ووفق تصنيف “غلوبال فاير باور” لأقوى جيوش العالم لعام 2022، يحل الجيش التركي في المرتبة الـ12، بينما يحل نظيره القطري في المرتبة الـ77.
وفيما يتعلق بالقوات الجوية، يمتلك الجيش التركي 1053 طائرة حربية متنوعة، بينها 205 طائرات مقاتلة، و81 طائرة شحن، و270 طائرة تدريب، و20 طائرة مهام خاصة، و474 مروحية عسكرية منها 107 مروحيات هجومية.
بينما يمتلك الجيش القطري 165 طائرة حربية متنوعة، بينها 40 طائرة مقاتلة، و12 طائرة شحن، و41 طائرة تدريب، و66 مروحية عسكرية منها 24 مروحية هجومية.
فيما يمتلك الجيش اليوناني الذي يحل في المرتبة الـ27 عالميا، 633 طائرة حربية متنوعة، بينها 188 طائرة مقاتلة، و17 طائرة شحن، و144 طائرة تدريب، و270 مروحية عسكرية منها 29 مروحية هجومية.
تعزيز القوة
وفي إطار مساعيها لتطوير قواتها الجوية، انضمت تركيا إلى برنامج إنتاج مقاتلات "إف 35" الأميركية المتطورة في يناير/كانون الثاني 2007، ودفعت في هذا الإطار نحو مليار دولار، وكانت تأمل بالحصول على 100 طائرة من البرنامج.
لكن واشنطن أخرجت أنقرة من البرنامج في 2019، على خلفية شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400"، للدفاع عن مصالحها في ظل رفض أميركا إمدادها بمنظومة باترويت الدفاعية، رغم ما تتعرض له من تهديدات على حدودها من سوريا واليونان.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، قدمت تركيا طلبا للولايات المتحدة لشراء 40 مقاتلة من طراز إف-16، وما يقرب من 80 من معدات التحديث لطائراتها الحربية الحالية.
وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن أولوية بلاده مع الولايات المتحدة هي البقاء في مشروع مقاتلات إف-35، لكنها قد تعوضها بخيار آخر إذا لم تتمكن من حل الخلاف الراهن.
وأوضح أنه في حال عدم حل مشكلة استعادة مساهمة تركيا في مشروع إف-35، فإنه يمكنها الاستعاضة عن ذلك بشراء مقاتلات إف-16 وتحديث ما تملكه تركيا أصلا من هذا الطراز.
لكن حتى رغم ذلك، توجه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في 16 مايو/أيار 2022، إلى واشنطن، وعقد عدة لقاءات مع مسؤولين أميركيين، في مقدمتهم الرئيس جو بايدن، لم تخل مما عدته تركيا "تحريضا" ضدها و"استهدافا" لمصالحها.
وهو ما تجلى بصورة واضحة في الخطاب الذي ألقاه ميتسوتاكيس أمام أعضاء الكونغرس، وأشار فيه إلى صفقة بيع مقاتلات "إف 16" المتواصلة بين تركيا وأميركا التي لم يصدق الكونغرس عليها بعد.
وطالب بعدم إتمام الصفقة، قائلا: "يجب أن تأخذوا في الحسبان الوضع في شرق المتوسط، بشأن مبيعات الأسلحة المحتملة إلى أنقرة".
كما حث الكونغرس على عدم إسقاط الحظر المفروض على عضوية تركيا في برنامج مقاتلات "إف 35".
وأشاد في الوقت ذاته بالوجود العسكري الأميركي المتزايد في الجزر اليونانية المتاخمة لتركيا، مؤكدا انفتاحه على تأسيس المزيد من القواعد الأميركية ببلاده، وهو أمر يثير غضب أنقرة.
وهكذا يبدو أن تركيا ترد على استعراض اليونان بالمقاتلات الفرنسية الحديثة، بالتعاون مع قطر التي تمتلك مثيلاتها.
وهو ما أكدته خبيرة العلاقات الدولية التركية أوزنور سيراني في تغريدة عبر تويتر في 16 سبتمبر، بالقول: " الطائرات الحربية القطرية قادمة إلى تركيا، فلتفكر اليونان في الباقي!".
Katar savaş uçakları Türkiye'ye geliyor.
— Öznur Küçüker Sirene (@SireneOznur) September 16, 2022
Fransız basını Katar'ın Rafale savaş uçaklarının Türkiye tarafından inceleneceğini yazmıştı. Gerisini Yunanistan düşünsün ��
وكان لافتا رد أحد المغردين عليها قائلا: يُفرض علينا حظر (عسكري) مرة أخرى. لم تعطنا أميركا أيضا قطع غيار لطائرات إف 16 (إبان عملية السلام التركية في قبرص عام 1974)، ووفرها لنا (الرئيس الليبي السابق معمر) القذافي.
وأضاف: "ها نحن الآن نعلم جيدا مع من يجب أن نكون أصدقاء وأعداء!".
فيما علّق الناشط سرقان ماشاجي بالقول: هذه هي الطائرات التي كانت تتعالى بها اليونان علينا وتردد "نملك ما لا تملكون"، مضيفا: "أهنئ الحكومة على هذا القرار الصائب".
Katar Hava Kuvvetleri'ne ait 36 jet Türkiye'deki üslerde konuşlanacak.
— Serkan MEŞECİ (@SerkanMeseci) September 16, 2022
Aralarında Rafale uçakları var.
Hani şu Yunanistan'ın "Bizde var, sizde yok" diye bize hava attığı uçaklar.
Bu doğru karar için iktidarı tebrik ediyorum.
Yunanistan'a karşı hazırlıklı olmamız lazım. pic.twitter.com/X2GZCEkyMt
كذلك أشاد الناشط علي شيمشك بالخطوة قائلا: "حكومتنا لا تقف مكتوفة الأيدي على طاولة شطرنج الشرق الأوسط والبحر المتوسط، هذه تحركات جيدة جدا".
Katar'ın Rafael Savaş uçakları Türkiye'de konuşlandırılıyor.
— Ali Şimşek �������� (@AliSimsek571) September 17, 2022
Ortadoğu ve Akdeniz Satrancında Hükümetimiz boş durmuyor.
Çok güzel hareketler bunlar. pic.twitter.com/qWqCNcGMNE
مشهد متوتر
وتشهد تركيا واليونان خلافات قائمة منذ عقود تزايدت أخيرا، بشأن جملة من القضايا بينها حدود الجرف القاري لكل منهما، والتحليق الجوي في منطقة بحر إيجة، ووضع الجزر، فضلا عن جزيرة قبرص المقسمة إلى شطرين، تركي ورومي.
وفي أحدث صور هذا التوتر، كشفت وزارة الدفاع التركية، في 28 أغسطس/آب 2022، عن تعرض مقاتلات تابعة لها للتحرش من جانب منظومة دفاع جوي "إس 300" تابعة لليونان، أثناء تنفيذها مهام في بحر إيجة وشرقي البحر المتوسط.
ولم يقتصر رد تركيا على التنديد، بل قاد وزير الدفاع خلوصي أكار في الثاني من سبتمبر 2022، طائرة حربية بنفسه وتوجه نحو بحر إيجة متحديا الرادارات ومنظومة الدفاع اليونانية.
فيما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة بتاريخ 3 سبتمبر 2022 اليونان بهزيمة كما جرى خلال الحرب اليونانية التركية (1919-1922).
وحذر أردوغان اليونان من أنها ستدفع "ثمنا باهظا" في حال تمادت أكثر وواصلت انتهاك المجال الجوي التركي و"مضايقة" الطائرات التركية فوق بحر إيجة.
وقال: "أيتها اليونان عودي إلى التاريخ، ولا تنسوا إزمير"، في إشارة إلى المدينة المطلة على بحر إيجة والتي يسميها اليونانيون "سميرنا" واحتلتها أثينا، عقب معاهدة نهاية الحرب العالمية الأولى ثم استعادها الأتراك عام 1922.
وأضاف أن "احتلالكم للجزر (ببحر إيجة) لا يلزمنا.. حين تأتي اللحظة، سنفعل ما يلزم .. قد نأتي ليلا على حين غرة".
ويبدو أن اليونان تستخف بهذه التهديدات التركية، إذ تهكم رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد 10 أيام بتصريحات أردوغان قائلا: "على الذين يخططون للقدوم إلى جزرنا ليلا أن يأتون في عز النهار، لا ليلا، حتى يتضح لصالح أي جانب تقف العدالة والقوة الحقيقية".
وزعم وهو يقف إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمؤتمر صحفي في 13 سبتمبر: "القانون يقف في صفنا ونثق بصحة حججنا".
فيما أعلن ماكرون بالمؤتمر الصحفي دعمه الكامل لليونان ضد ما وصفه ب "الاستفزاز والتشكيك المتكرر في سيادتها".
وفي إطار هذه المعطيات، قال أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة مالتبه التركية حسن أونال، إنه رغم أن احتمالات اندلاع الحرب تبقى ضعيفة، فإن الساسة اليونانيين قد يتسببون في مثل هذا الصراع نتيجة مبالغتهم في الدعم الذي تلقوه ويتلقونه من دول الغرب.
وأضاف في مقال بالنسخة التركية من صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أنه في الواقع، يمكن النظر إلى التوتر الذي تخلقه اليونان في بحر إيجة بأنه يصب في مصلحة تركيا، لتغيير الواقع الجيوسياسي الظالم الناجم عن الحرب العالمية الأولى، في إشارة إلى تسليم الجزر المتاخمة أنقرة إلى أثينا.
وأكد أن "الجانب اليوناني خسر بالفعل صراعه ضد تركيا للسيطرة على منطقة إيجة وشرق المتوسط، فأنقرة أصلحت ولا تزال تصلح علاقتها مع دول المنطقة، والتوازن السكاني لصالحنا (نحو سبع أضعاف)، واقتصادنا ضعف اقتصاد اليونان في أسوأ أوقاتنا".
وخلص الخبير التركي للقول: "طالما أن أثينا هي من بدأت هذا التوتر، فالظروف مواتية جدا الآن للتحرك وتحقيق نتائج مرضية".
من جانبه، قال الكاتب اليوناني باناجيوتيس ناستوس، إن تركيا واجهت عبر طائرات قطر تهديدات أسطول رافال بسلاح الجو اليوناني، ما جعل تفوق أثينا بعد حصولها على 6 طائرات رافال قبل أشهر يتلاشى.
وأضاف في مقال بصحيفة "بينتابوستاجما" في 16 سبتمبر، أن قطر تعمل كحصان طروادة لصالح تركيا، سواء فيما يتعلق بتحسين علاقاتها مع دول المنطقة كالسعودية، أو حتى في ملف شرق المتوسط.
وأوضح ناستوس أن تركيا تنشط تحالفاتها، خاصة مع أذربيجان وقطر كقوة موازنة للتحالفات الأميركية والفرنسية مع اليونان، من أجل تنفيذ خططها في بحر إيجة وشرق المتوسط، مستغلة حاجة أوروبا الماسة لهما حاليا في إمدادات الطاقة.
وعليه يريد أردوغان عزل اليونان وفرنسا عن أوروبا، حال أقدم – كما هو مرجح بشدة - على بدء حملة تجاه جزر بحر إيجة، مستندا إلى دعم عسكري قطري وأذربيجاني، يختم المحلل اليوناني.
المصادر
- Atina'ya kötü haber! Türk F-16’ları Rafale’nin solunda uçacak
- Katar ile askeri anlaşma yürürlükte
- قطر وتركيا توقعان اتفاقيات للتعاون العسكري في ختام اجتماعات اللجنة المشتركة
- 2022 Turkey Military Strength
- 2022 Qatar Military Strength
- Miçotakis Türkiye'yi hedef aldı: Bir gece değil, gündüz gelin
- Yunanistan gerginliği: 'Babadan kalma sorunlar'
- Μαχητικά του Κατάρ στην Τουρκία-Ανάμεσά τους και Rafale-Γιατί αναμένουμε κλιμάκωση στα Ελληνοτουρκικά