بعد انهيار الائتلاف الحكومي وحل الكنيست.. هكذا تدار إسرائيل حتى الانتخابات

محمد عيد | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

لم تدم حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت سوى عام واحد فقط، بسبب الاهتزازات والانسحابات التي أثرت عليها، ما أجبره إلى إعلان التوجه لحل الكنيست (البرلمان)، والذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة.

وبالفعل صدر قرار حل الكنيست في 30 يونيو/حزيران 2022، ومن المقرر إجراء الانتخابات الإسرائيلية الجديدة، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وقبل التصويت على حل الكنيست، أعلن نفتالي بينيت أنه لن يترشح للانتخابات المقبلة، واعتزاله الحياة السياسية، وهو ما يمهد الطريق لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو للعودة إلى الحكم من جديد.

وقال بينيت في خطاب أمام الكنيست: "ليس لدي نية لخوض الانتخابات المقبلة لكنني سأظل جنديا مخلصا لهذا البلد الذي خدمته طوال حياتي جنديا وضابطا ووزيرا ورئيس وزراء"، مؤكدا تسليم قيادة حزب يمينا لوزيرة الداخلية الحالية أيليت شاكيد.

وأضاف في خطابه الأخير: "قريبا لن أكون رئيسا لوزراء إسرائيل وأمرر المسؤولية لصديقي يائير لبيد (وزير الخارجية) الذي سأستمر في مساعدته حسب الحاجة بصفتي رئيس وزراء مناوب".

الائتلاف الحكومي 

تشكل الائتلاف الحكومي، في يونيو 2021، ويضم 8 أحزاب من شتى ألوان الطيف السياسي في إسرائيل، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومنها القائمة العربية الموحدة التي تعد أول حزب عربي ينضم لائتلاف حكومي منذ تأسيس دولة الاحتلال.

وحصل الائتلاف الحكومي على تأييد 60 عضوا، مقابل معارضة 59؛ وهو ما أنهى حقبة حكم نتنياهو التي امتدت 12 عاما متواصلة؛ ليصبح زعيما للمعارضة بالكنيست.

واتفق الائتلاف على إزاحة نتنياهو عن الحكم، وتولي بينيت رئاسة الحكومة أول عامين، على أن يليه في المنصب يائير لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل".

وبعد تشكيل الائتلاف، مر بالعديد من الاهتزازات كان أبرزها جملة الاستقالات التي ضربته وهو ما تسببت في سرعة انهياره.

انسحابات الائتلاف

كانت أولى الضربات التي تلقاها الائتلاف الحكومي، انسحاب عضو الكنيست المنحل، "عيديت سيلمان" عن حزب يمينا الذي كان يقوده بينيت، في أبريل/نيسان 2022، وهو ما جعل الائتلاف متقاربا مع المعارضة برئاسة نتنياهو عند 60 عضوا لكل طرف.

وعقب انسحابها قالت سليمان: "لم أعد أحتمل أكثر بعد الآن (..)، لا أستطيع الاستمرار في إلحاق الضرر بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل".

النائبة العربية في الكنيست عن حزب "ميرتس" اليساري غيداء زعبي أعلنت في مايو/أيار 2022 أيضا عن انسحابها من الائتلاف الحكومي وبالتالي فقد الائتلاف الأغلبية البرلمانية وتراجع عدد نوابه إلى 59 نائبا.

وجاء في كتاب استقالة الزعبي أنها تشعر أن الحكومة منشغلة في تعزيز أقطابها من اليمين على حساب المجتمع العربي الذي يواصل التعرض للظلم والجريمة المنظمة والفوضى.

وأضافت الزعبي "فضَّل قادة الائتلاف الحكومي تعزيز الجانب اليميني من الحكومة واتخذوا مواقف متطرفة ومتصلبة ويمينية في قضايا أساسية وجوهرية للمجتمع العربي وعلى رأسها المسجد الأقصى والشيخ جراح والمستوطنات وهدم المنازل ومصادرة الأراضي في القرى العربية في النقب بالإضافة لقانون المواطنة".

وقالت إن "مشاهد الاعتداء على جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة لم تدع لها خيارا سوى الاستقالة"، لافتة إلى أنه لا يمكنها مواصلة دعم هذا الائتلاف الذي يتنكر بشكل خطير للمجتمع العربي.

وإلى جانب الاستقالات، فشل الائتلاف الحكومي في تمرير قانون تمديد الإجراءات القضائية في الضفة الغربية (الذي يعامل المستوطنين هناك كالإسرائيليين) بعد انسحاب عدد من أعضاء الائتلاف- بينهم النائب العربية غيداء زعبي- وتصويتهم ضد التمديد الذي يجري كل 5 سنوات.

كما فشل الائتلاف أيضا في تمرير التصويت على تعيين وزير الأديان الجديد "متان كهانا" من حزب "يمينا"؛ وهو ما عجل من انهيار حكومة الاحتلال.

وبعد الاهتزازات التي ضربت الائتلاف، تولى يائير لابيد مهام رئاسة الحكومة الإسرائيلية، تنفيذا لاتفاق التناوب، مع بينيت، حيث سيبقى في منصبه إلى حين إجراء الانتخابات.

الوضع القادم

وعن الوضع القادم في إسرائيل، يؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، أن انهيار الائتلاف برئاسة بينيت، جاء بسبب إخفاقات رئيس الحكومة السابق، ودمار مكتبه، لذلك جرى حل الكنيست والذهاب لانتخابات خامسة.

ويقول بشارات في حديثه لـ"الاستقلال": "خلال الأيام القادمة ستتعمق الأزمة السياسية في إسرائيل، خاصة مع وجود صراع داخلي وشخصي جدا، حول الامتيازات الحكومية، لذلك سيزداد خلل في تركيبة دولة الاحتلال".

ويتوقع بشارات أن تختفي شخصيات وأحزاب إسرائيلية قبل إجراء انتخابات الكنيست القادمة، حيث ستتشكل خارطة سياسية جديدة.

وعن قيادة لابيد للحكومة الإسرائيلية بعد بينيت، يستبعد بشارات وجود تغييرات جذرية في عملها، ولكن ستختلف طريقة الإدارة، حيث يوجد لرئيس الوزراء الحالي قدرة على الضبط وعدم خروج أي تسريبات عن اجتماعات الحكومة.

وستركز الحكومة الإسرائيلية الحالية، وفق الخبير في الشأن الإسرائيلي، على الوضع الاقتصادي وترتيب الملفات الداخلية، وغلاء المعيشة، ولن يكون هناك اختراق بالنسبة للفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة، أو بالتعامل مع ملف إيران.

عودة نتنياهو 

بعد انهيار الائتلاف الحكومي، انتعشت آمال زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، حيث أكد أنه واثق من الفوز في الانتخابات القادمة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو في مايو/أيار 2022 قوله: "حكومة بينيت فشلت بشكل كبير أمنيا وسياسيا واقتصاديا وسأشكل حكومة وحدة وطنية واسعة".

وحول إمكانية عودة نتنياهو، يؤكد بشارات أن ذلك وارد حيث لم يعد يضبط الحالة السياسية غير زعيم المعارضة، ولكن في حالة أثبت لابيد نفسه خلال فترة رئاسته للحكومة ربما ينهي الحياة السياسية لنتنياهو.

وعقب حل الكنيست، قال نتنياهو في تغريدة على تويتر: "هذه أمسية بها أخبار عظيمة لملايين المواطنين في إسرائيل".

وأضاف: "بعد عام من الحملة الحازمة للمعارضة في الكنيست، من الواضح للجميع أن أكثر الحكومات بؤسا في تاريخ البلاد، قد وصلت إلى نهايتها".

وتابع نتنياهو: "حان الوقت لتشكيل حكومة وطنية إسرائيلية، تُخفّض الأسعار والضرائب، وتستعيد كرامتنا الوطنية".