"يشجع إسرائيل".. إدانة واسعة لصمت المجتمع الدولي على اغتيال شيرين أبو عاقلة

12

طباعة

مشاركة

مر أسبوعان على اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلة قناة الجزيرة القطرية الصحفية شيرين أبو عاقلة، وما زال الموقف الدولي ضعيفا، ما شجع الكيان على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.

كان آخر تلك الجرائم، اغتيال الفتى غيث رفيق يامين (16 عاما) فجر 25 مايو/أيار 2022 في رأسه، خلال مواجهات واشتباكات عنيفة شهدتها مدينة نابلس، إثر التصدي لاقتحام مئات المستوطنين وجنود الاحتلال لمنطقة قبر يوسف بحجة أداء طقوس دينية.

ولحق يامن بالفتى أمجد وليد فايد (17 سنة) الذي قتلته قوات الاحتلال فجر 21 مايو، بعدة رصاصات، وأصابت اثنين آخرين بجروح متفاوتة خلال اقتحامها أطراف المدينة شمالي الضفة الغربية.

تواصل جرائم الاحتلال واستفزازات المستوطنين بحماية الشرطة الإسرائيلية والتركيز على استهداف الصحفيين والأطفال لم يحرك ساكنا لدي دول العالم ومنظماته، التي اكتفت بإطلاق عبارات التنديد والمطالبة بفتح التحقيق مع استمرار العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية. 

وهو ما قابله الاحتلال بالتأكيد عبر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، بأنه "لا مجال في الوقت الراهن لفتح تحقيق بشأن ظروف مقتل شيرين"، مؤكدا أن قرارا نهائيا سيتخذ بهذا بعد انتهاء التحقيق العملياتي؛ وذلك رغم أن فحوصها الأولية أثبتت تورط جنودها.

كما خلصت تحقيقات صحفية إلى أن كل المعلومات والدلائل وشهود العيان تؤكد أن شيرين قُتلت برصاصة جندي إسرائيلي؛ ومن بين ذلك ما نشرته وكالة أسوشيتد برس وشبكة سي إن إن الأميركيتين في تحقيقين منفصلين.

وعبر تغريداتهم على وسم #شيرين_أبو_عاقلة، المستمر في التفاعل منذ اغتيالها وحتى اليوم، استبعد ناشطون أن يعترف الكيان بالجريمة أو أن تؤثر التحقيقات الإعلامية الجديدة على المشهد والتطورات المتعلقة باغتيال شيرين. 

صمت وتورط

وهاجم ناشطون الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ تحمل شيرين الجنسية الأميركية إلى جانب جنسيتها الفلسطينية، مستنكرين عدم إعلانه عن موقف حاسم تجاه الاحتلال الإسرائيلي ردا على اغتيال أحد مواطني بلاده.

الإعلامية سمر جراح، قالت: "أربعة تحقيقات تثبت أن الكيان الصهيوني قتل #شيرين_ابو_عاقلة قاصدا متعمدا، ولا حياة لمن تنادي لإدارة #بايدن".

وانتقد محمد جعفر، تجديد واشنطن مطالبتها لتحقيق شامل وشفاف في اغتيال شيرين، متسائلا: "وماذا عن اغتيال الشعب الفلسطيني بأسره؟"

وتساءلت الصحفية أميرة أبو شهية: "إيه نتيجة اغتيال #إسرائيل ل #شيرين_أبوعاقلة؟ عمل إيه الغرب ال مصدعنا عن إدانة جرائم الاستبداد وانتهاك معايير القانون الدولي.. إلخ.. حججهم المزدوجة".

وتابعت: "عملت إيه أمريكا بتاعت ابتزاز حقوق الإنسان ال مسلطاه على رقبة من يخالفها فقط؟ عملت إيه قطر ال بتشتغل في إعلامها شيرين؟"

وقالت الإعلامية غادة عويس: "لم يعد هناك أدنى شك أن الجيش الإسرائيلي اغتال #شيرين_ابو_عاقلة عمدا مع سبق الإصرار والترصّد".

وأضافت: "العالم إذا لم يعاقب حكومة الاحتلال فإن ذلك يعني شيئا واحدا  ترخيص وضوء أخضر من المجتمع الدولي لاغتيال أي صحفية أو صحفي يقوم بعمله.. وسلّموا لي على الديمقراطية وحقوق الإنسان".

ورأت مايا رحال، أن موقف أميركا تجاه قضية اغتيال #شيرين_ابو_عاقلة ضعيف وغير كاف، لأنها تعلم أن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار علي شيرين ومع ذلك لم تضغط بشدة على إسرائيل بفتح تحقيق مع العلم أن الأخيرة ترفض فتح تحقيق في القضية، قائلة: "إذا أمريكا مشاركة بشكل غير مباشر في اغتيال شيربن".

تخليد شيرين

وتناقل ناشطون أخبارا تبرز الآليات التي حاولت بعض المؤسسات والأفراد استخدامها لإحياء اسم شيرين وتخليده مكافأة لها على ما قدمته للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

وقال حسين الضمور: "شيرين أبو عاقلة شهيدة الكلمة الحرة عن وطنها المحتل من البحر إلى النهر، دمكِ لن يذهب هدرا".

وأردف: "رجال المقاومة في غزة ومخيم جنين وكل فلسطين سيخذون ثأرك بالصاع الوافي، وأما المطالبة بتشيكل لجان تحقيق في استشهادك والطلب من الصهاينة فهذه كلام العاجزين من الحكام العرب".

سيدي أبو مدين، أشار إلى أن أطفالا من تونس مثلوا مسرحية تحاكي اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي ترقد في سلام، وختموها بمقولتها الشهيرة: "لكنني على الاقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم.. أنا #شيرين_أبوعاقلة".

ولفتت أصيل، إلى أن الرياضي الفلسطيني ثائر شناعة رفع صور الصحفية شيرين وعلم فلسطين بعد فوزه بماراثون في أميركا.

وأوضح الصحفي رأفت درويش، أن الجامعة العربية الأميركية في جنين قررت تقديم منحة سنوية تحمل اسم “شيرين أبو عاقلة في الإعلام الرقمي”.

ازدواجية الغرب

واتهم ناشطون الغرب بازدواجية المعايير، وحماية الكيان الإسرائيلي من المساءلة، ضاربين أمثلة أخرى انتفض من أجلها الغرب وصعدها على المستويات كافة.

واستنكروا صمت المنظمات الحقوقية عن اغتيال شيرين وعدم اتخاذ موقف مماثل لما حدث في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في تركيا في أكتوبر/تشرين الأول 2018، فيما رأى آخرون أن وعود الغرب بالتحقيق ستنتهي كما انتهت قضية خاشقجي.

الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي، سخر من إعلان أميركا بذل جهودها لتحقيق شفاف بمقتل الصحفية #شيرين_أبوعاقلة للوصول إلى الحقيقة.

وأشار إلى أن أميركا سبق لها بذل جهودها للتحقيق بمقتل الصحفي #جمال_خاشقجي الذي قتل داخل القنصلية السعودية باسطنبول وبعلم أميركا، مؤكدا أن ما يحدث تضليل متعمد للحقيقة.

ولفت محمد الشهران، إلى أن شيرين الإعلامية قُتلت على يد الجيش الإسرائيلي برصاصة في نص عينها ومر مرور الكرام، قائلا: "حدثني عن ازدواجية المعايير أحدثك عن أمريكا".

وكتب نور هزاع: "أما كان في شبهة لتدخل قيادات بارزة من المملكة في مقتل خاشقجي الدول الغربية قلبوا الدنيا على السعودية هما وكل أكشاك حقوق الإنسان النصابة، عملوا إيه كل دول أما الكيان الصهيوني المغتصب اغتال #شيرين_ابو_عاقلة، غطوا على الموضوع وكأن محصلش حاجة!!! ازدواجية الغرب مستمرة".

وقال سيلياك الدزير بعدما ترحم على الطفل الفلسطيني: "قتل الطفل #غيث برصاصة في الرأس، وليست رصاصة طائشة.. تماما كما قتلت #شيرين_ابو_عاقلة".

وقال محمود العايد: "يبدو أن الصهاينة قتلوا شيرين أبو عاقلة لإلصاق التهمة بالمقاومة الفلسطينية في جنين حتى يكون هناك مسوغ لهم لاقتحام المخيم بالطائرات والدبابات وحتى يؤيد العالم الغربي اقتحاماتهم، لكن روايتهم لم تقنع أحدا من المارة، ولم تقنع الغرب، ولم تقنع الصهاينة أنفسهم".