"تجاوز الخطوط الحمراء".. إعلام عبري: رئيس وزراء الأردن أغضب إسرائيل

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

دعت وسائل إعلام عبرية إلى وقف تدهور العلاقات بين الأردن وإسرائيل في أعقاب التوتر المستمر في الحرم القدسي والمسجد الأقصى.

وأشار "يتسحاق ليفانون" المحلل السياسي في صحيفة معاريف العبرية قائلا: "كنت وما زلت من أتباع علاقات ثنائية جيدة ووثيقة مع المملكة الأردنية".

الخطوط الحمراء

لكن حتى هذه الرغبة الحقيقية لها خطوط حمراء لا يجب تجاوزها، والأردن قد تجاوزها في حديث رئيس الوزراء "بشر الخصاونة" لأعضاء مجلس النواب "فهو تحدث بكلام مسيء وفاضح ومهين، واستخدم مصطلحات متطرفة بشكل لا يطاق"، وفق وصف الصحيفة.

ففي جلسة 18 أبريل، قال الخصاونة: “أحيي راشقي الحجارة في الأقصى الذي يدنسه اليهود”.

وقبلها بيوم، تطرق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى ما يحدث في القدس، ودعا إسرائيل إلى احترام الوضع القائم في الأقصى و”وقف جميع الخطوات غير القانونية والاستفزازية التي تخرق هذا الوضع وتؤدي إلى التصعيد”.

وردا على تصريحات الخصاونة، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت: “أنظر بخطورة إلى هذه التصريحات… هناك من يشجع رشق الحجارة وممارسة العنف ضد مواطني دولة إسرائيل".

 وتابعت الصحيفة: هذا مصطلح حاد، وفي أعقاب الاشتباكات في الحرم القدسي، جرى (استدعاء السفير الإسرائيلي في عمان لكنه لم يكن موجودا)، فاستدعي نائبه لتوبيخه".

ويرى المحلل السياسي ليفانون، أنه "يتعين على إسرائيل دعوة السفير الأردني إلى وزارة الخارجية دون تأخير لتوبيخه، ويجب أن نوضح له أننا دولة مستقلة وذات سيادة وهي المسؤولة عن النظام العام والهدوء"، وفق تعبيره.

ولفت إلى أنه دائما ما يواجه البيت الملكي صعوبات، لكن إسرائيل لن تكون كبش فداء للتغلب عليها، فالملك السابق "حسين" والد عبد الله، واجه أيضا صعوبات مماثلة، وتولى الأمر بحكمة سياسية نادرة، فلقد فهم أن العلاقات الوثيقة معنا كانت في مصلحة المملكة.

وأشار ليفانون إلى أنه في العام 2021، بذلت إسرائيل جهودا لإعادة العلاقات مع عمان، ويبدو أنها نجحت، ولكن تأتي تصريحات رئيس الوزراء الأردني ضد هذا التوجه نحو التحسن.

وأردف: "إذا أجري استفتاء حول مشاعر الجمهور الإسرائيلي تجاه سلوك الأردن، فلست متأكدا من أن الملك سيكون سعيدا بالنتائج".

وواصل بالقول: "إذا كان هذا هو موقف المملكة، وهذه هي كلمات الدعم للفلسطينيين من شخصية كرئيس للوزراء، فلا تعجب المملكة أن هناك في إسرائيل من يؤمن بأن الأردن هي فلسطين".

ويرى ليفانون أنه يجب على البلدين الآن أن يوقفا بكل قوتهما تدهور العلاقات الذي تسبب فيه رئيس الوزراء الأردني، ويجب ألا تتوقف عملية الانتعاش في العلاقات، التي بدأتها إسرائيل والأردن قبل نحو عام.

وتابع: "ينبغي التنديد بتصريحات رئيس الوزراء في حديث توبيخي مع سفيرهم في إسرائيل، كما يجب على الملك كبح جماح الحماسة السلبية لرئيس وزرائه والعودة بسرعة إلى التعاون لما فيه مصلحة البلدين".

وأنهى المحلل ليفانون مقالته بالقول: "إذا لم يجر توبيخ السفير الأردني، فعلينا إعادة سفيرنا إلى عمان للتشاور، فبهذه الطريقة فقط يمكننا أن ننقل للمملكة أنهم قد تجاوزوا الخط الأحمر، وأن الأشياء التي قيلت مرفوضة بشدة".

خلق أفق سياسي

وفي سياق متصل، أشار موقع "مكور ريشون" العبري إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، واصل خلال اتصال عبر الفيديو مع وزراء حكومته، اتصالاته الإقليمية والدولية وجهوده لوقف الخطوات الإسرائيلية المتصاعدة.

وأعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 17 أبريل، أن حماية القدس وقدسيتها ستظل على رأس أولويات الأردن.

وتطرق إلى ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى، ووقف كافة الإجراءات غير القانونية والاستفزازية التي تنتهك هذا الوضع وتدفع إلى تفاقمه.

واطلع الملك، في الاجتماع الحكومي على آخر المستجدات في القدس، ودعا إلى مواصلة الاتصالات الإقليمية والدولية والجهود لوقف الخطوات الإسرائيلية المتصاعدة، وصياغة موقف دولي عاجل يحمي الحرم القدسي.

وفي المكالمة الجماعية المسجلة بالفيديو، شارك خلالها الاجتماع بشر الخصاونة ووزير الخارجية أيمن الصفدي، إضافة إلى جعفر حسن مدير مكتب الملك، وأيضا مدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني.

وشدد الملك الأردني على أن الحفاظ على السلام الكامل يتطلب خلق أفق سياسي حقيقي يضمن تحقيق جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين.

وفي نفس السياق، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى أن نفتالي بينيت والملك عبد الله تحدثا عبر الهاتف عن شهر رمضان وبحثا التعاون بين البلدين.

وبعد أسبوع من الاقتحامات والهجمات في وضح النهار على المدن الفلسطينية، أشاروا في عمان إلى أن الملك أكد لبينيت أهمية الحفاظ على الهدوء الأمني ​​وتجنب التصعيد في الأراضي الفلسطينية.

وجاء من القصر الملكي أن الملك عبد الله حذر من مسيرات قد تؤدي إلى أعمال عنف أو تصعيد للأوضاع الأمنية أو تأتي ضد جهود السلام.

وفي الأردن أيضا، أفادت الأنباء أن الملك طلب من بينيت عدم فرض قيود على المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وقال مكتب بينيت إن رئيس الوزراء هنأ ملك الأردن وأسرته والشعب الأردني بحلول رمضان، وشكر عبد الله على تصريحاته الواضحة ضد الهجمات الأخيرة التي وقعت في إسرائيل.

كما جرت الإشارة إلى أن الجانبين ناقشا أهمية التعاون بين البلدين واستمرار العلاقة والخطاب الجاريين.

ولفتت الصحيفة إلى أن وزراء خارجية أربع دول عربية حضروا مؤخرا قمة النقب، لكن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تغيب عنها.

وخلال اللقاء زار الصفدي والملك عبدالله رام الله والتقيا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.