موجة ثانية من التطبيع.. رفض شعبي فلسطيني وبحريني لزيارة غانتس للمنامة

12

طباعة

مشاركة

أثارت زيارة رسمية لم يعلن عنها مسبقا لوزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى البحرين، في 2 فبراير/ شباط 2022، غضب ناشطين على تويتر، وعدوها استمرارا لاختراق الكيان الإسرائيلي لدول الخليج.

وهذه الزيارة هي الأولى لوزير الحرب الإسرائيلي إلى دولة خليجية، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، كما أنها الثانية لغانتس عقب زيارته المغرب في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم في وسوم عدة أبرزها #غانتس، و#بحرينيون_ضد التطبيع، عن استيائهم من بسط الأراضي الخليجية لممثل الاحتلال المتورط في سفك دماء الفلسطينيين وهدم منازلهم وتهجيرهم قسريا من أرضهم. 

وأشاروا إلى دلالة ورمزية ذهاب غانتس إلى البحرين على متن الطائرة التي نقلت الرئيس المصري الأسبق أنور السادات إلى الكيان الإسرائيل عام 1977، التي اشتراها الكيان من شركة خاصة عام 2001، وألحقها بسلاح الجو لاحقا.

واستنكروا مرور طائرة الكيان الإسرائيلي فوق الأراضي السعودية والأردنية، للوصول إلى البحرين في زيارة من المقرر أن يوقَّع خلالها عدد من الاتفاقات الأمنية، مستهجنين حفاوة الجانب البحريني بالزيارة والاستقبال الكبير الذي حظي به غانتس. 

من جانبها، أكدت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن غانتس سيوقع خلال الزيارة مذكرة تفاهم مهمة مع نظيره البحريني الفريق عبد الله بن حسن النعيمي وكذلك رئيس الأركان ذياب بن صقر النعيمي.

وأضافت أن المذكرة ستضع "إطارا متينا للتعاون الأمني يضفي الطابع الرسمي على العلاقات الدفاعية بين البلدين، ما يسمح بزيادة التعاون في مختلف المجالات، وستشمل عددا من اتفاقيات الأسلحة والمبيعات الأخرى المتعلقة بالدفاع".

وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقات العسكرية تأتي في ظل استمرار التوترات مع إيران، ومشاركة البحرية الإسرائيلية في تدريبات بحرية تقودها القيادة المركزية الأميركية والأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين.

وفي عام 2020، أعلنت أربع دول عربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، هي الإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب، ما أحدث صدمة لدى الشارع العربي.

زيارة مرفوضة

وأعرب ناشطون فلسطينيون وبحرينيون عن رفضهم واستنكارهم استقبال غانتس، مؤكدين أن يديه ملطختان بدماء الفلسطينيين؛ أطفال ونساء وشيوخ وشباب.

وقال المتحدث باسم حركة حماس الفلسطينية حازم قاسم: "نستنكر هبوط طائرة سلاح الجو الصهيوني في العاصمة البحرينية المنامة، وعلى متنها وزير الحرب بيني غانتس وعدد من قادة جيش العدو".

من جانبها، اعتبرت المغردة ليالي استقبال نظام البحرين للإرهابي والمجرم قاتل الأطفال والنساء غانتس انحدار قيمي وأخلاقي ومواصلة في السقوط بمستنقع التطبيع المهين.

وأضافت أن ذلك يمثل طعنة غادرة للشعب الفلسطيني ويشجع العدو الصهيوني على ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم بحق الفلسطينيين.

وحذر الباحث الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي من أن "إسرائيل ستستغل الاتفاق لصالحها ولن تقف مع البحرين وغيرها في حال جبت إيران ثمن منها وغيرها، تماما كما تخلت عن حلفائها أكراد العراق وموارنة لبنان وغيرهم".  فيما أكد المستشار القانوني البحريني علي يحيى أن "البحرين لا يشرفها استقبال قتلة الأطفال وغاصبي الأرض المقدسة بفلسطين".

حفاوة بقاتل

وأعرب ناشطون عن استيائهم من الاستقبال البحريني الرسمي والحفاوة الواسعة التي تم بها معاملة وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى دلالة وصوله على متن الطائرة التي أقلت السادات.

ويبدو أن هذا الاستقبال أصبح بروتوكولا دأبت عليه الدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي، إذ سبق واستقبل المغرب غانتس بحفاوة مشابهة ووجهت له التحية العسكرية الرسمية ضمن مراسم الاستقبال.

ونشر الناشط الفلسطيني محمد سعيد نشوان، مقطع فيديو يوثق الاستقبال البحريني لوزير حرب الكيان الصهيوني، قائلا: "يقفون احتراما وتقديرا لمن يقتل إخوانهم في الدين واللغة ويحتل قبلتهم ومسرى نبيهم، ماتت قلوبكم من النخوة".

 ونشرت مغردة أخرى المقطع ذاته، قائلة: "هكذا استقبل النظام البحريني المتصهين عدو غزة القاتل وزير جيش الاحتلال غانتس".

وقال عضو جمعية العمل الوطني الديمقراطي البحرينية علي بن جواد: "لا مرحبا بمجرم الحرب في بلادنا الحبيبة، مجرمو الحرب والإرهاب مكانهم الحقيقي السجون ويجب ألا يفلتوا من العقاب".

وأكد الباحث الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، أن البعد الرمزي عند الاحتلال جاهز وحاضر دائما، لذلك اختار وزير الحرب غانتس أن يصل البحرين على متن طائرة تابعة لسلاح الجو.

وأضاف أن الطائرة كانت مستخدمة في الأساس من القوات الجوية المصرية، وهبطت لأول مرة في فلسطين المحتلة عام 1977 وعلى متنها السادات، لكن الاحتلال اشتراها في 2011 من شركة مدنية.

موجة تطبيع

واستنكر ناشطون فتح السعودية والأردن أجواءهما لطائرات الاحتلال لتمر خلالها، وعدوها موجة ثانية من التطبيع مع الكيان.

وأشار الخبير العسكري الأردني محمد علاء الدين العناسوه إلى فشل محاولاته المستميتة الابتعاد عن السياسة لعدم تقبله واقع مرور طائرة وزير دفاع الكيان المحتل الصهيوني من خلال أجواء الأردن والسعودية فوق مآذن الحرم المكي لتوقيع اتفاقية للتعاون الأمني بين إسرائيل والبحرين.

وتساءل: "بالله عليكم يا مسلمين ما الذي حلَّ بنا؟"

وقال المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة إن ما لا يقل سوء عن وجود وزير حرب الاحتلال بالبحرين في زيارة هي الأولى لشخص بمنصبه لدولة خليجية هو عبور طائرته فوق أجواء بلاد الحرمين.

وأضاف أنها موجة ثانية من التطبيع بعد هرولة ما بعد "أوسلو"، لكنها أسوأ إذ تأتي في ظل غطرسة غير مسبوقة للغزاة ووضع عربي رسمي متدهور وقيادة بائسة في رام الله.

 وعلى نفس الوتيرة، لفت الكاتب الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة إلى أن "رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في الإمارات، وغانتس في البحرين، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في تل أبيب".

وتساءل: "ما هذه المسخرة والمهانة السياسية؟ وهل صارت القيادة الإسرائيلية هي الأم الرؤوم للقيادات العربية؟".

ورأى المغرد حسن حجازي أن دول التطبيع تتحول إلى ثكنات صهيونية يجب التعامل معها كأهداف لا تختلف عن المواقع العسكرية في الكيان الصهيوني.