تصفية واضطهاد.. صحيفة إيطالية ترصد معاناة الروهينغا بمخيمات بنغلاديش

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

استنكرت صحيفة إيطالية اكتساب جماعة مسلحة في بنغلاديش، تعرف باسم "جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان" (ARSA)، مزيدا من النفوذ، ما جعلها تحكم سيطرتها على مخيمات اللاجئين، حيث يعيش مئات الآلاف من الروهينغا الفارين من الاضطهاد في ميانمار منذ عام 2017.

وقالت صحيفة "إيل بوست" إن "هذه الجماعة، التي تصنفها السلطات إرهابية، جعلت من الروهينغا في بنغلاديش مركز التجنيد الرئيس، كما أنها ترتكب عنفا شديدا ضدهم".

وأفادت بأنها "قتلت أو قامت باختطاف لاجئين من الأقلية المسلمة؛ لرفضهم الانضمام إليها أو الاعتراف بسلطتها، وبذلك تصاعد العنف ضد الروهينغا، أكثر الأقليات اضطهادا في العالم".

وضع سيء

وذكرت الصحيفة الإيطالية أن "الروهينغا أقلية عرقية مسلمة تنحدر بشكل رئيس من ميانمار، فر أكثر من 700 ألف من أفرادها عام 2017 إلى بنغلاديش المجاورة، هربا من الاضطهاد العرقي لحكومة ميانمار وبذلك بلغ عددهم أكثر من مليون لاجئ".

وتابعت بالقول إن "المطاف انتهى بهذه الأقلية في مخيمات مؤقتة للاجئين، تعرف اكتظاظا كبيرا وتسوء داخلها الظروف الصحية، وغالبا ما تكون عرضة للحرائق أو الفيضانات".

وأضافت بأن "عصابات إجرامية تشكلت في السنوات الأخيرة داخل هذه المخيمات تتكون من اللاجئين أنفسهم، ترتكز نشاطاتها على تهريب المخدرات وتنفيذ عمليات الاختطاف والاغتصاب وارتكاب العنف". 

ويعد مخيم "كوتوبالونغ" أحد أشهر مخيمات اللاجئين، ويقع جنوب بنغلاديش قرب الحدود مع ميانمار، ويعيش فيه حوالي 600 ألف لاجئ روهينغي في مساحة لا تتجاوز 13 كيلومترا مربعا، وهو ما يعني أن معدل الكثافة السكانية أعلى بتسعة أضعاف من مثيلتها في قطاع غزة، تلاحظ الصحيفة.

وأشارت "إيل بوست" إلى أن "الوضع ساء أكثر في الأشهر الأخيرة، وذلك بانضمام جماعات مسلحة ترتبط بجيش إنقاذ الروهينغا في أراكان إلى العصابات الإجرامية الموجودة في مخيمات اللاجئين".

وتاريخيا، تشكلت هذه الجماعة المسلحة للدفاع عن أقلية الروهينغا في إقليم أراكان، إلا أنها "استبدلت في العقود الأخيرة هجماتها ضد الجيش البورمي بأنشطة إجرامية"، وفق الصحيفة. 

وذكرت أنها "حاولت تجنيد عناصر جديدة في مخيمات الروهينغا للاجئين في بنغلاديش، كما أنها قامت بالسيطرة على بعض المدارس وغيرها من الأماكن بالقوة لتدريب أتباعها، بالإضافة إلى دخولها في تجارة المخدرات غير المشروعة التي تسيطر عليها عصابات إجرامية أخرى".

واستنكرت الصحيفة أن "هذه الجماعة رغم أنها تشكلت بهدف الدفاع عن حقوق الروهينغا، تورطت في قتل لاجئي هذه الأقلية كلما ثاروا على العنف الذي ترتكبه، أو قاموا بإبلاغ  الشرطة البنغالية التي تتكفل بالأمن داخل المخيمات، أو ببساطة رفضوا الانضمام إليها والاعتراف بسلطتها". 

ونقلت عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "بعض اللاجئين الذين قتلتهم الجماعة رفضوا التنازل عن المساحة التي بحوزتهم للسماح بتدريب مجندين جدد".

اضطهاد وتصفية

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، قتلت الجماعة المسلحة أيضا محب الله، ناشط حقوقي معروف من الروهينغا، رميا بالرصاص في مخيم كوتوبالونغ للاجئين.

وذكرت الصحيفة الإيطالية أن "الناشط الحقوقي كان قد ندد في الشهر الذي سبق مقتله بالانتهاكات التي ارتكبها جيش الإنقاذ في عدة مناسبات، ليتلقى تهديدات بالتصفية بينما تجاهلت الشرطة المحلية مطالباته بتوفير الحماية". 

وبحسب ما أوردته بعض الصحف العالمية، بناء على مقابلات مع لاجئي المخيم ومع شقيق الضحية الذي شهد عملية الاغتيال، قتل الناشط لرفضه الانضمام إلى الجماعة والاعتراف بسلتطها على المخيم.

وأردفت الصحيفة أن "هذه الجماعة تعد الأخطر بين كل العصابات الإجرامية التي توجد في مخيمات اللاجئين، وذلك بسبب عنفها ولأنها أفضل تسليحا وتنظيما من غيرها". 

وبحسب "إيل بوست"، أعطت بعض الهجمات التي شنتها جماعة "جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان" عام 2017 ذريعة لجيش ميانمار لبدء ارتكاب اضطهاد عرقي كارثي لأقلية الروهينغا، ما أجبر مئات الآلاف منهم على اللجوء.

وظهرت هذه الجماعة، التي شكلها أحد أبناء الروهينغا المولودين في باكستان، لأول مرة عام 2012  وازدادت قوة، خاصة في السنوات الأخيرة، تفيد الصحيفة. 

ولفتت إلى أنه "لا يوجد دليل واضح على وجود صلات بينها وبين المنظمات الإرهابية الأخرى، رغم أن العديد من مراكز البحوث تزعم وجود بعض الاتصالات على الأقل".

غير آمنة

وقالت الصحيفة الإيطالية إن "تجاوزات هذه الجماعة داخل مخيمات اللاجئين دفعت السلطات البنغالية إلى معاملة جميع لاجئي الروهينغا كإرهابيين محتملين". 

وفي الأسابيع الأخيرة نفذت الشرطة عمليات تفتيش عقابية واستجوابات واعتقالات وعنف جسدي ضد العديد من اللاجئين، على خلفية مزاعم بالتعاون مع هذه الجماعة.

كما تجاهلت حكومة بنغلاديش، التي يتعين عليها وفقا للأمم المتحدة ضمان الأمن في المخيمات، حتى الآن الوضع السائد وأيضا طلبات المساعدة من اللاجئين. 

وأفادت "إيل بوست" بأنه على إثر مقتل الناشط محب الله، المعروف أيضا في الخارج، قررت حكومة بنغلاديش والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مؤخرا نقل حوالي 80 ألف لاجئ من الروهينغا إلى جزيرة بهاسان شار، الواقعة قبالة سواحل البلاد في خليج البنغال، حيث يتمتع "جيش أراكان" بنفوذ أقل بكثير.

وحذرت الصحيفة الإيطالية من أن هذه الخطوة "من شأنها أن تتسبب في تفاقم وضعية الروهينغا، خصوصا وأن حوالي 20 ألف لاجئ كانوا قد نقلوا إلى تلك الجزيرة، التي تعتبرها العديد من المنظمات الإنسانية غير آمنة". 

وتبلغ مساحة الجزيرة حوالي 40 كيلومترا مربعا، وقد تشكلت من الرمال عام 2006، ولم تكن مأهولة بالسكان مطلقا، كما أنها عرضة للأعاصير والفيضانات المتكررة.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "اللاجئين الذين تم نقلهم إلى تلك الجزيرة قد حاولوا الهروب بالقوارب ودخلوا في إضرابات عن الطعام، احتجاجا على نقلهم".