تصاعد الإسلاموفوبيا.. هل تدرج كندا الجماعات اليمينية في "قوائم الإرهاب"؟
.jpg)
في 6 يونيو/حزيران 2021، دهس متطرف كندي، عائلة باكستانية مسلمة بشاحنته الصغيرة في مدينة لندن، جنوب غرب تورنتو الكندية، فيما أكدت السلطات المحلية أن الهجوم يكتسي "صبغة إرهابية وكان بدوافع دينية".
شرطة الخيالة الملكية الكندية وشرطة لندن، أصدرتا بيانا، بشأن الواقعة التي أودت بحياة أربعة أفراد من الأسرة الباكستانية.
والضحايا هم: مديحة سلمان (44 عاما) وزوجها سلمان أفضال (46 عاما)، وابنتاهما يمنى (15 عاما)، والجدة طلعت أفضال (74 عاما).
في المقابل تعرض الناجي الوحيد من الأسرة، الابن فايز (9 أعوام)، إلى جروح خطيرة ولا يزال يرقد بالمستشفى.
طابع إرهابي
قال موقع معهد تحليل العلاقات الدولية الإيطالي إن شرطة المدينة التي وقع فيها الحادث وجهت في 7 يونيو/حزيران 2021، إلى المجرم ناثانيال فيلتمان (20 عاما) أربع تهم بالقتل المتعمد.
وأفاد الموقع بأنه من خلال التحقيقات المشتركة بين دائرة شرطة لندن ودائرة الادعاء العام الكندية ووزارة العدل، ثبت أن الجاني لا يملك أي روابط عائلية مع أفراد الأسرة المغدورة.
وإنما تعمد القيام بجريمته بدافع كراهيته للمسلمين وفي ظل تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في البلاد.
وبالتالي فإن هذا الاعتداء يكتسي طابعا إرهابيا. لذلك سيحاكم فيلتمان، بالإضافة إلى التهم المنسوبة إليه، لارتكابه عملا إرهابيا.
أشار الموقع إلى أن ما جرى يوصف بأنه أخطر هجوم على مسلمين كنديين منذ عام 2017، عندما نفذ المتطرف ألكسندر بيسونيت (27 عاما) والمنحدر من أصول فرنسية - كندية، هجوما إرهابيا على مسجد في كيبيك في يناير/كانون الثاني 2017، مما أسفر عن مقتل ستة مصلين.
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وصف الهجوم بأنه هجوم إرهابي وبأنه عمل جبان وعنف غير مقبول ضد المسلمين.
على إثر هذه الحادثة، ذكر الموقع أن المسلمين في جميع أنحاء كندا كافحوا ولا يزالون من أجل اتخاذ تدابير مناسبة وفعالة في أسرع وقت ممكن لمكافحة الإسلاموفوبيا والتعصب على أساس ديني.
لفت إلى أن الهجوم على عائلة أفضال أثار مجددا مخاوف الجاليات المسلمة الموجودة على الأراضي الكندية وأعاد فتح مسألة حماية الأقليات المسلمة.
وفقا لدراسة أجرتها هيئة الإحصاء الكندية في 29 مارس/آذار 2021، ارتفعت جرائم الكراهية التي سجلتها أجهزة الشرطة عاما بعد عام.
حوادث متعددة
أضاف الموقع الإيطالي أن حادثة خطيرة أخرى وقعت في سبتمبر/أيلول 2020، تمثلت في تعرض حارس مسجد في تورنتو يدعى محمد أسلم زفيس ويبلغ من العمر 58 عاما إلى طعنات حتى الموت أمام المسجد.
وفقا للخبراء، يشكل هذا الحادث دليلا آخر على نمو خطير للجماعات العنيفة اليمينية المتطرفة في كندا.
من جهته، قال مصطفى فاروق، الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للمسلمين الكنديين، وهي منظمة تدافع عن حقوق الإنسان والحريات المدنية للمسلمين الكنديين، إن أكثر من 300 مجموعة من المتعصبين البيض موجودة حاليا ونشطة في جميع أنحاء كندا.
أفاد الموقع الإيطالي بالقول إنه بالنظر إلى العدد الكبير لأنصار هذه الجماعات وزيادة عدد الهجمات المنسوبة إليها، يعتبر عنف اليمين المتطرف بلا شك أحد أكثر التهديدات إثارة للقلق في البلد بأسره.
وتابع بأن هذه الجماعات المتطرفة لا تستهدف الأفراد المسلمين فحسب، بل تتبنى الأيديولوجيات المناهضة لأطياف وجماعات أخرى على غرار ازدراء المرأة وكراهية العديد من الأقليات العرقية والقيام بحملات دعاية ضد اللاجئين والمهاجرين.
في هذا الصدد، ولأول مرة، نظرت الحكومة الكندية ومسؤولو وكالة المخابرات الكندية في اقتراح إدراج الجماعات اليمينية المتطرفة في قائمة المنظمات الإرهابية بكندا.
كما أكد المجلس الوطني للمسلمين الكنديين أن تصنيف دهس الأسرة المسلمة في مدينة لندن بأنها عملية إرهابية يمثل منعطفا مهما.
ومن أجل تعزيز المبادرات الرامية إلى وضع حد لجميع أنواع الإساءة ضد المسلمين، حث المجلس حكومة جاستن ترودو على عقد قمة وطنية للتباحث حول مشكلة الإسلاموفوبيا.
وقد لقي هذا الطلب ترحيب وزير التنوع والشباب بارديس شاغر، بالقول إن الحكومة ستخطط قريبا لعقد قمم لتنسيق سلسلة من الإجراءات ضد ظاهرة الكراهية تجاه الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية.
في الختام، أكد الموقع الإيطالي أن التحقيقات في الاعتداء على عائلة أفضال لا تزال مستمرة.
بينما قالت جميع الجهات المعنية بالقضية إنها ستواصل جهودها بلا هوادة حتى لا تتكرر الممارسات الخطيرة التي تستهدف الفئات الضعيفة من المجتمع.