أوروبا تصعد ضد إسرائيل وتلوح بمعاقبتها.. وناشطون: ليتعلم قادة العرب

منذ ٧ ساعات

12

طباعة

مشاركة

بعد 48 ساعة من انتهاء القمة العربية الـ34 التي عقدت في بغداد بغياب لافت وحضور باهت لقادة الدول العربية وعجزها عن اتخاذ خطوات عملية بوقف نزيف الدم الفلسطيني وفك حصار غزة، توالت ردود فعل غاضبة من الدول الأوروبية مناهضة بقوة للاحتلال الإسرائيلي.

وفي مؤشر على تصاعد الغضب الأوروبي إزاء استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هدد قادة فرنسا وبريطانيا وكندا في بيان مشترك باتخاذ إجراءات ضد الكيان إذا لم يوقف العدوان.

وقال قادة الدول الثلاث في بيانهم الصادر في 19 مايو/أيار 2025: "سنتخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها على غزة، وترفع القيود عن المساعدات"، مؤكدين معارضتهم لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وأنهم قد يتخذون إجراءات بينها العقوبات.

وأدان قادة بريطانيا وفرنسا وكندا بشدة "اللغة البغيضة لبعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية والتهديد بالترحيل القسري"، الذي يعني انتهاكا للقانون الإنساني الدولي. 

وأكدوا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي "بينما تواصل حكومة بنيامين نتنياهو أفعالها الفاضحة"، معلنين دعمهم للجهود التي تبذلها واشنطن وقطر ومصر لوقف إطلاق النار في غزة. 

وأبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون معارضته الشديدة لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، قائلا: إن مستوى المعاناة الإنسانية لا يحتمل.

وأضاف: "مع اقتراب اجتماعنا في الأمم المتحدة، في 18 يونيو/حزيران في نيويورك، يجب علينا جميعا العمل من أجل تنفيذ حل الدولتين".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي: "إن المملكة المتحدة تحث إسرائيل على السماح بالاستئناف الكامل للمساعدات على الفور، فالإمدادات المحدودة التي يفترض دخولها إلى غزة غير كافية على الإطلاق".

وأضاف: "أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن المقترحات الجديدة توزيع المساعدات. ويتوجب على إسرائيل أن تضمن قدرتها هي والوكالات الدولية على العمل دون عوائق".

وفي سياق متصل، أصدر وزراء خارجية 22 دولة ومسؤولون أوروبيون بيانا، قالوا فيه: إن "سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة بعد منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية".

وأضاف البيان أنه "يجب أن يحصل سكان غزة على المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها بشكل عاجل"، مشددين على ضرورة عدم تسييسها مطلقا.

وتابع: "الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تمتلك القدرة على إيصال المساعدات لجميع أنحاء غزة"، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة عدم تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية أو إخضاعها لأي تغيير ديمغرافي.

وبدورها، رحبت الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس بالبيان الأوروبي المشترك، أما رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد هاجم قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، عبر تغريدة على منصة إكس.

واتهم نتنياهو قادة تلك الدول بـ"تقديم جائزة كبيرة لحماس". وقال: إن الحرب الدائرة في غزة "يمكن أن تنتهي غدا إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين وألقت الحركة أسلحتها وتم نفي قادتها القتلة"، مشيرا إلى ضرورة "جعل غزة منطقة منزوعة السلاح".

 ورحب ناشطون على منصات التواصل ببيان الدول الأوروبية، وعدوه تاريخيا وخطوة مهمة تعكس تزايد الضغط الدولي على الاحتلال، وتحولا ملحوظا في موقف أوروبا، معربين عن سعادتهم بتصاعد غضب كتلة بروكسل تجاه استمرار الحرب، وعدم إدخال المساعدات.

وقارنوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس"، "فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة، #غزة_تباد، #بريطانيا، #فرنسا، #كندا، وغيرها، موقف الدول الأوروبية بموقف البلدان العربية المتخاذل مع غزة، والتي خرجت في قمتها الأخيرة ببيان هزيل دون مستوى الحدث.

وصب ناشطون جام غضبهم على الدول الخليجية التي زارها أخيرا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجلب منها إلى بلاده 5.1 ترليونات دولار، وفق آخر تصريحاته، مشيرين إلى أن هذه الأموال دُفعت له دون مقابل.

إشادة وترحيب

وإشادة بالموقف الأوروبي، قال عبدالله فيصل: "هذه الدول النصرانية التي كانت شريكة في الإبادة بدأت تأخذ مواقف واضحة، فيما العربي المسلم المغربي لا يزال شعاره “تازة قبل غزة”، وذلك في تعليقه على مشاركة جنود إسرائيليين في مناورات بالمغرب.

واستنكر أن آخر لا يزال يحتفي بمواقف بسيطة هامشية تجاه فلسطين، فيما سفن الكيان تقف في موانئ البلاد، ووزراء الإبادة يحضرون مؤتمرات ويشاركون في مناورات مع الجنود المغاربة.

وأكد فيصل، أن غزة فاضحة وكاشفة لكل المنافقين، ولكل المجرمين المؤيدين، ولكل الأغبياء المهللين لتوافه الأمور وصغيرها.

ورأى الصحفي عامر خطاطبة، أن أهمية بيان قادة الدول الأوروبية هو أنهم بدأوا يفكرون جديا بالإطاحة بنتنياهو قبل أن يطيح تعنته هو بكل إسرائيل.

ورأى بلال اللحام، أن بيان قادة بريطانيا وفرنسا وكندا فضح خيانة قادة العرب ومواقفهم الضعيفة تجاه الإبادة في غزة.

وأشارت عبير حمدي شريف إلى أن الغضب الأوروبي يتزايد إزاء استمرار الحرب على غزة.

وبدوره، تحدث الصحفي عمرو حسين، عن دعوة رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز لاستبعاد "إسرائيل" من الفعاليات الثقافية الدولية، قائلا: "أوروبا ترتدي نظارة العدل".

وعرضت الناشطة الحقوقية دوجي غدير، صورة لنتنياهو مدونا عليها عبارة مجرم حرب، قائلا: "هذا البلطجي المجرم ما زال يجوع ويضرب غزة بالسيف الأميركي، لكنه أصبح في عزلة دولية متسعة".

‏وتساءلت: “من كان سيصدق أن الضمير الإنساني في أوروبا يصحو مهددا إسرائيل بفرض عقوبات عليها إن لم يوقف هذا المجرم الحرب على غزة؟”

وعلقت الصحفية إسراء الشيخ، على البيان البريطاني الفرنسي الكندي، قائلة: "أخيرا قادة أوروبا بدأوا بالتلويح بفرض العقوبات على الاحتلال.. وبالطبع من الواضح أنهم خرجوا من عباءة أميركا".

ووجه محمد شكري، رسالة للشعوب الحرة في أوروبا، قائلا: “لست من أنصار الرأي القائل إن التظاهرات الشعبية لم تحقق نتائج طيلة 600 يوم، لأني أؤمن بتراكمية الفعل المؤثر، لكني أخبركم أن التظاهرات خلال الأيام القادمة تحديدا قد تحقق نتائج مذهلة”.

ضعف عربي

واستنكارا لضعف الموقف العربي المناهض للاحتلال الإسرائيلي، قال رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي: "لم نر تهديدا أو موقفاً عمليا من العرب في قمتهم الأخيرة، أو غير قمتهم، يوازي مواقف الدول الأوروبية تجاه جرائم نتنياهو وحرب الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني".

وتساءل: "ألهذه الدرجة من الهوان وصل إليها العرب ..؟!"، واصفا ذلك بأنه "أمر مخزٍ".

وانتقد أحمد منصور موقف الأنظمة العربية في مقابل تصريحات الدول الأوربية، قائلا: "كانت عيوننا متجهة نحو جامعة العرب في دورتها الـ 34، علّها تنفث شيئا من غضب، أو تشعل قنديل أمل في ظلام الذبح اليومي، لكنهم خرجوا علينا ببيان كأنما صيغ في غرفة النوم، لا في محراب الكرامة".

ووصف بيان الجامعة العربية بأنه "بلا لون ولا لهب، لا يُغني عن الدم، ولا يردع مغتصباً، ولا يُواسي ثكلى".

ودعا علي أشيب، قادة الأنظمة العربية للنظر إلى موقف الخارج كيف يخزيهم ويعريهم ويظهر قبحهم وإهانتهم لأنفسهم ولشعوبهم.

وأشار يحيى دياب إلى مطالبة زعماء الدول الأوربية الكيان الصهيوني بإدخال المساعدات وتهديده بفرض عقوبات عليه.

وتساءل: “أين أنتم يا نعاج العرب والمسلمين من شعب عربي مسلم يباد ويقتل ويموت جوعا”، وفق تعبيره.

وواصل تساؤلاته للعرب والمسلمين: "أليس بقلوبكم أي رحمة ولا شفقة؟"، قائلا: "لن نسامحكم أمام الله وسنأخذ حقنا منكم في محكمة السماء عند أعدل العادلين وأرحم الراحمين ".

ورأى محمود خليل، أن بيان بريطانيا وفرنسا وكندا أقوى وأشرف من بيانات القمة العربية التي وصفها بـ"قمة الجرب".

وقال حمدي صلاح: "أوروبا تهدد دولة الكيان العنصري باتخاذ خطوات إذا استمرت في الإبادة في غزة و54 دولة إسلامية بهم 22 دولة عربية ما زالوا فقط ينددون!!".

انتصار لغزة

وتعقيبا على نقل صحيفة يسرائيل هوم عن مصدر أوروبي قوله: إن وزراء خارجية كتلة بروكسل سيبحثون تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، قالت الإعلامية مايا رحال: "مشهد أكثر من محزن أن تحرك أشلاء أطفال غزة الاتحاد الأوروبي وزراء أوروبا والصمت العربي لازال مطبق".

وأكدت أنه أكثر من مؤلم أن ترى أوروبا تنتصر للقطاع المحاصر بوقت لا يزال الانبطاح العربي مستمرا، مضيفة: "ها هي أوروبا تنتفض لأجل غزة وشعبها مع أن بالإمكان للعالم العربي أن يكون له تأثير كبير على الحرب فيها".

وأشار الصحفي محمد أمين إلى قول رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان، إن الدول الطبيعية لا تخوض حربا ضد مدنيين ولا تقتل الأطفال كهواية ولا تضع لنفسها هدف تهجير سكان، وعدها بالغة الأهمية، لافتا إلى وقوع زلزال داخل الكيان جراء ذلك.

واوضح أن تصريحات غولان في 20 مايو، تتزامن مع دعم فرنسي وتوجه أوروبي لإعادة النظر في اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، قائلا: "رغم كل الأثمان إلا أن هذه الجرائم البشعة عرت إسرائيل".

وأضاف أمين أن الحرب كشفت توحش مشروع إسرائيل، وبات حتى شركاؤها في حرج شديد من مستوى الدموية والإرهاب الذي تمارسه.

ووصف أبو أرسلان العباسي، قرارات الدول الأوروبية بأنها قوية، قائلا: "هذه هي  القرارات الي لازم العرب والمسلمون من تجمعهم مع غزه روابط الدين والأرض واللغة كانوا المفروض يسووها، الآن يسووها من قالوا إن الله ثالث ثلاثة". 

وعلق محمد المقدسي، على تصريحات المصدر بالاتحاد الأوروبي، متسائلا: "وين العرب من هيك خطوات؟! لا شيء يمسح عاركم أيها المتخاذلون الجبناء".

وقال إدريس عبدالله العبسي: "يا صديقي الدول الاوربية ستلغي اتفاق الشراكة مع العدو بسبب أحداث غزة والعرب لم يهددوا حتى بإيقاف التعامل ووقف التطبيع وهنا تكمن الكارثة".

جزية لترامب

وهاجم ناشطون الدول الخليجية التي منحت ترامب حوالي 5.1 تريليونات دولار، وذلك خلال زيارته إلى السعودية وقطر والإمارات.

واستنكر محمد أبو عاصم، إعطاء الخليج العربي أمواله للإدارة الأميركية ومد إسرائيل بجسر بري لكي لا تتأذى بفعل الموقف اليمني، حيث يحاصر الحوثيون البحر الأحمر إسنادا لغزة.

وأوضح أن ذلك يأتي بينما يعلن (يلوح) الاتحاد الأوروبي أنه سيوقف اتفاقية الشراكة مع إسرائيل نصرة لغزة، وفق قوله.

وأعلن سيراج محمد المصري، تبرؤه من الدول الخليجية، قائلا: "لقد جعلوا منا ومن إسلامنا أضحوكة للغرب وللدول الأوروبية". 

واستنكر أن حكام الخليج يدفعون جزية لترامب ولكن بتسمية مختلفة، حتى يبقيهم بوهم الأمان الذي يعيشون به.

ورأت سوسن الخطيب، أنه كان الأجدر بزعماء الخليج أن يستغلوا وجود ترامب عندهم كورقة للضغط عليه لإيقاف الحرب على غزه بدل التريليونات التي أخذها على البارد المستريح.