لإنهاء عزلته دوليا.. هل يتجه بشار الأسد نحو التطبيع مع إسرائيل؟

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، نقلا عن دبلوماسيين عرب: إن هناك اعتقادات بأن دمشق معنية باستئناف المفاوضات مع "إسرائيل"، رغم أن القرار لم يتخذ بعد.

وذكرت القناة العبرية الثالثة عشر أن عدم إدانة النظام السوري لاتفاق السلام بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين -كما فعلت إيران-، يؤشر إلى احتمالية وجود مفاوضات بين الطرفين خاصة وأن "دمشق تسعى للخروج من العزلة السياسية".

المزيد من الدول

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة "كيلي كرافت"، نهاية سبتمبر/أيلول في مقابلة مع قناة العربية: إن "دولة عربية أخرى ستوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل خلال يوم أو يومين"، مضيفة أن خطتنا هي جلب المزيد من الدول، وهو ما سنكشف عنه قريبا. 

بالإضافة إلى ذلك، أعربت كرافت عن أمل واشنطن في أن توقع المملكة العربية السعودية أيضا اتفاقية سلام مع إسرائيل بالقول: "نريد انضمامهم جميعا، على أمل أن يسمح ذلك للمواطنين الإيرانيين برؤية أن الناس يريدون حقا السلام في الشرق الأوسط".

كما أفادت الأنباء مؤخرا أن المغرب وعُمان والسودان من بين الدول التي ترغب في إقامة علاقات مع إسرائيل، على خلفية الجهود التي يبذلها البيت الأبيض بشأن الدول العربية لتوطيد العلاقات مع تل أبيب.

حتى أن مصادر في السودان أخبرت القناة 13 أن نتائج المحادثات الأخيرة بين السودان والوفد الأميركي في أبوظبي كانت "إيجابية للغاية"، وأن هناك فرصة كبيرة "في القريب العاجل" لإعلان تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال الكاتب بالقناة العبرية أوري شابي: إن هذا حدث بعد أن غادر رئيس المجلس السيادي السوداني "عبد الفتاح البرهان" أبو ظبي عائدا إلى الخرطوم. 

وأشار شابي إلى أنه بحسب المصادر، فإن الاتفاق المستقبلي يعتمد على امتثال الولايات المتحدة لمطالب السودان، والتي تشمل بشكل أساسي المساعدة الاقتصادية المكثفة وإزالتها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب.

 أزمة دبلوماسية

وفي ذات السياق قالت صحيفة معاريف العبرية: إن رئيس النظام السوري بشار الأسد في أزمة دبلوماسية كبيرة، وفجأة يتذكر أن "الطريق إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب". 

ويتساءل الكاتب "أساف روزنتسويغ": هل هذا يعني أننا أمام اتفاقية سلام تاريخية أخرى؟ لست متأكدا على الإطلاق، مشيرا إلى الوضع الدبلوماسي الرهيب الذي وجدت دمشق نفسها فيه في السنوات الأخيرة. 

وتحدث عن الرعاية التي يتلقاها الأسد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي "هي في الواقع السبب شبه الحصري لاستمرار حكمه في البلاد، بعد حرب دامية استمرت قرابة عشر سنوات في الوقت الذي ينهار فيه الاقتصاد السوري وتستمر الليرة في خسارة معركة يومية".

وتابع: "عندما يفعل مقاتلون من جيوش العديد من البلدان كل ما يحلو لهم في سوريا، يشعر الأسد أنه يجب عليه تغيير الاتجاه".

وحول التطبيع مع سوريا، يتساءل الكاتب: "هل هذا يعني أننا في طريقنا لاتفاقية أخرى، حتى أكثر تاريخية من اتفاقيات السلام مع الإمارات والبحرين؟ هل سيتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه المرة من إظهار سلام حقيقي مع دولة معادية سقط معها الآلاف من أبنائنا في المعارك؟ الاحتمالات هي لا". 

 عقبات جمة

وأشار روزنتسويغ إلى أنه على الرغم من الدعاية المشجعة، هناك العديد من العقبات المهمة بين إسرائيل وسوريا، ويجب الافتراض أن هذا تمرين دبلوماسي من قبل الأسد.

ولفت إلى أنه حتى بعد تسعة أشهر من اغتيال الجنرال العسكري الإيراني قاسم سليماني، لا يزال الحرس الثوري وحزب الله اللبناني يعملان بحرية كبيرة في مرتفعات الجولان السورية المحتلة. 

وتابع: أنه قبل أقل من شهرين فقط، في أوائل أغسطس/آب، تم القضاء على مجموعة من "الإرهابيين" الذين حاولوا وضع متفجرات في الجانب السوري من هضبة الجولان وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يدرس إمكانية أن يكون هؤلاء من مقاتلي حزب الله، وفق رواية الاحتلال.

ويشير الكاتب إلى أنه في السابق بين الدول، كانت المنطقة إحدى صخور الجدل المهمة، والآن يُتوقع عودة الأمر بقوة أكبر، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بالمنطقة كسيادة إسرائيلية. 

وخلص الكاتب إلى أنه "من المهم أن نأخذ بضمان محدود قوة الأسد وقدرته على القيام بخطوات دبلوماسية كبيرة".

 في سوريا لعام 2020، لا تتخذ قرارات حصرية، ويجب أن تأخذ بعين الاعتبار الاعتبارات في موسكو وطهران وأنقرة. على أي حال، يجب أن نتذكر أن الأسد ربما لا يكون مهتما باتفاقية سلام مع إسرائيل، وأي خطوة يختارها تهدف إلى خدمة استمرار حكمه في البلاد، يقول الكاتب.