لماذا تقلق المعارضة التركية من حزب داوود أوغلو وباباجان؟

12

طباعة

مشاركة

يعتبر حزب "الجيد" التركي المعارض، أن الحزب القادم الذي سيقوده علي باباجان أو أحمد داود أوغلو يمثل حالة "حراك" تُشعر بالقلق. 

وتظهر مخاوف الحزب بشكل كبير من خلال التعليقات والمقالات التي ينشرها كتاب الرأي على صحيفة "يني تشاغ" التي تعود ملكيتها لأحد مؤسسي حزب "الجيد". 

أفاد الكاتب التركي حسين "جوليرجي"، في مقال له نشرته صحيفة "ستار" التركية، بأن بعض الصحف ذهبت إلى حد اتهام علي باباجان وأحمد داوود أوغلو بـ"الخيانة"، خصوصا الصحيفة التي تعود لأحمد تشيلك وهو أحد مؤسسي حزب "الجيد". 

وزاد الكاتب مستدركا، ربما هذه المقالات لا تعبر عن الحزب، لكنها لا يمكن أن تنشر بدون إذن منه، كما أن الصحيفة لا تنشر أبدًا أي مقال يدعم حزب "العدالة والتنمية"، خصوصا وأن التحليلات الموضوعية مطلوبة وبشدة، بحسب المقال.

قلق واضح

واستعرض "جوليرجي" في مقاله ما نشره الكاتبان أورهان أوروغلو وأحمد تاكان، محاولا تحليل الأسباب التي أدت إلى الانزعاج من الحزب المزمع إنشاؤه. 

وفي مقال بعنوان "ماذا قال غول عن باباجان؟" قال أحمد تاكان، إن عبدالله غول اتصل به قبل فترة وجيزة من انتخابات 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002، وأخبره بأنه أرسل علي باباجان إلى إنجلترا. وأوضح غول لتاكان الذي لم يسمع بباباجان من قبل، بأنه نشأ في "روود سكول"، وهي منظمة أمريكية -مقرها بوسطن- غير ربحية توفر رحلات سفر تعليمية موجهة لكبار السن. 

وقال غول طالبا من الصحفي "تاكان" البدء بالترويج لباباجان: هو شاب سيكون الوزير المسؤول عن الاقتصاد، وبعد مدة سوف يسطع نجمه. 

وتابع "تاكان" مقاله قائلا: لقد شاهدت علي باباجان أيضًا، خلال مشاركته في اجتماعات بيلدربيرج ودافوس، ورأيت كيف أثنى على ممثلي الإمبريالية العالمية والنظام الرأسمالي.

وانتقل "جوليرجي" إلى مقال نشره أورهان أوروغلو، تحت عنوان "أن تكون قائدًا" خاطب فيه داود أوغلو قائلا: "قلت أنا رئيس الوزراء لكن ليست لدي أي سلطة، وهذا ما أراده رئيس الجمهورية. لو استقلتَ في ذلك اليوم، لما وافقت أن تكون رئيسا للوزراء على شكل دمية، لكنت قائدًا حقيقيا". 

وزاد "أوروغلو" في حديثه مع داود أوغلو عبر مقاله: "في ذلك اليوم قلتَ إنك تركت وظيفتك حتى لا ينقسم حزب العدالة والتنمية. واليوم، تريد إنشاء حزب جديد لتقسيم الحزب الذي خشيت عليه سابقا من الانقسام! إنها نقطة قد تجعل المستقبل السياسي ينهار".

لم يتوقف "أوروغلو" عند هذا الحد، وقال موجها كلامه لداود أوغلو: "في المؤتمر الاستثنائي للحزب لو رشحت نفسك لتكون رئيسًا له، لكنت قائدًا الآن". 

في نفس المربع

وعلّق حسين جوليرجي، في مقاله الذي ترجمته صحيفة "الاستقلال"، قائلا: لقد كسر الكاتب قلب داود أوغلو بهذه الكلمات، ولكن عقب ذلك، تواصلت الدائرة المحيطة بأوغلو مع "أوروغلو" فنشر مقالا آخر.

وبحسب الكاتب التركي، قال "أوروغلو" في مقاله الثاني: "بعد التحدث مع الدائرة القريبة من أحمد داود أوغلو، يمكن استنتاج أن البعض لا يريد البروفيسور -عن داود أوغلو".

وتابع مشيرا إلى أن الصحافة الأجنبية تُظهر اهتمامًا كبيرا جدًا بأوغلو، كما أنها تدعم عبدالله غول وعلي باباجان.

وتراجع "أوروغلو" عن موقفه في المقال الأول، ليقول: "السيد داود أوغلو هو فتى تركيا".  

وذهب "جوليرجي" إلى الإشارة أن "العدالة والتنمية" لا يعبّر عن رأيه في حزب "الجيد" بكلمات ثقيلة، في حين لم تجد زعيمته، ميرال أكشنار، أي حرج في القول إن "لدينا صعوبات في نقل أصوات الناخبين من حزب العدالة والتنمية إلى حزب الجيد".

وبحسب تحليل "جوليرجي" فإن هذه الأصوات قد تكون أقرب لعلي بابا جان وأحمد داود أوغلو. 

وعلّق صاحب مقال صحيفة "ستار" على آراء الكاتبين التركيين الداعمين للحزب المعارض، بالقول: "حتى لو كان ذلك مفهومًا من الناحية السياسية، فإن الكتّاب يعكسون عدم الارتياح والاندفاع ومعنويات حزب الجيد". 

وعلّل رأيه بالقول، إن الأحزاب المزمع إنشاؤها سواء حزب عبدالله غول أو علي باباجان، ستلعب أساسًا في مربع حزب "الجيد" إذ يهدف كل من داود أوغلو وباباجان إلى تأسيس حزب يمين الوسط. 

أما حزب "العدالة والتنمية" فمن المتوقع أن يخسر من 3 إلى 4 بالمئة من القاعدة؛ فيما سيكون التأثير أشد على حزب "الشعب الجمهوري" وحزب "الجيد". واعتبر الكاتب في آخر مقاله أن، "الساحة السياسية ستختلط أكثر وأكثر".