أسوشيتد برس: لهذه الأسباب اعتقلت السعودية ناشطين بينهم سيدة حامل

12

طباعة

مشاركة

نشرت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس" تقريرا عن اعتقال السلطات في المملكة العربية السعودية لثمانية أشخاص، بينهم مواطنون سعوديون يحملون الجنسية الأمريكية، في جولة جديدة من الاعتقالات بالمملكة استهدفت الأفراد الداعمين لحقوق المرأة الذين تربطهم صلات بالناشطين المسجونين، وفق ما قاله مصدر مطلع على الاعتقالات للوكالة.

وذكرت "أسوشيتد برس" أن الحملة هي الأولى في استهدافها الأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم منتقدون لولي العهد محمد بن سلمان منذ مقتل الكاتب جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في  أكتوبر/ تشرين الأول 2018. و"تأتي هذه الاعتقالات وسط جو من الاحتجاج العالمي على مقتل الصحفي السعودي المروع على أيدي عملاء سعوديين في عملية تورط فيها كبار المساعدين السابقين لولي العهد"، بحسب المصدر ذاته.

ولاحظت الوكالة أن المعتقلين لا يعتبرون من ناشطي الصف الأول؛ فهم مجموعة من الكتّاب والمناصرين الذين ساندوا بهدوء إصلاحات اجتماعية وكان معظمهم على صلة بمجموعة من الناشطات في مجال حقوق المرأة التي تجري محاكمتهن حالياً.

وشملت الحملة اعتقال امرأة حامل وسبعة رجال، من بينهم مواطنان سعوديان أمريكيان: بدر الإبراهيم، كاتب وطبيب، وصلاح الحيدر، نجل الناشطة البارزة في مجال حقوق المرأة عزيزة اليوسف التي تم إطلاق سراحها مؤقتا مؤخرا. وأشارت الوكالة إلى أن الحيدر لديه منزل عائلي في فيينا، وآخر في فرجينيا، ويعيش مع زوجته وطفله في السعودية.

وبحسب الوكالة، لا يزال مواطن أمريكي سعودي ثالث، هو وليد فتيحي، مسجونا في المملكة منذ أواخر عام 2017 ، عندما احتجز ولي العهد أكثر من 100 شخصية من رجال أعمال وأمراء ومسؤولين في حملة مزعومة لمكافحة الفساد. وكان فتيحي، الذي تفيد أسرته أنه تعرض للتعذيب في السجن، يعمل كطبيب في منطقة بوسطن قبل عودته في عام 2006 إلى مسقط رأسه، السعودية، حيث ساهم في تأسيس مستشفى أقامته عائلته.

معارفهم معارضون

وقال التقرير، إن حملة الاعتقالات تمت يوم الخميس الماضي، وأُخذ المعتقلون من منازلهم في العاصمة الرياض. كما قُبض على شخص واحد في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، وفقًا لما ذكره مصدر الوكالة، الذي كان على علم بالاعتقالات، وتحدث إلى "أسوشيتيد برس" شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا من العقاب.

لم يكن المعتقلون ناشطين سياسيا على تويتر ولم تتم الإشارة إليهم على نطاق واسع في وسائل الإعلام الأجنبية، بحسب الوكالة، لكن علاقاتهم مشتركة ومتنوعة، ومن بينها ناشطون سعوديون يعيشون في الخارج.

وذكر التقرير أنه من بين المعتقلين؛ خديجة الحربي، كاتبة نسوية حامل وزوجها ثمر المرزوقي كاتب أيضا، ومحمد الصادق وعبدالله الدحيلان كلاهما كاتبان؛ وفهد أبا الخيل، ناشط دعم حق المرأة في القيادة.

تعذيب الهذلول

وأشارت الصحيفة إلى اعتقال  أنس المزروع، وهو محاضر بجامعة الملك سعود، احتُجز في مارس/ آذار المنقضي، ولم يكن معروفا بنشاطه الحقوقي، إلا أنه احتُجز بعد فترة وجيزة من ذكره لأسماء بعض الناشطات في مجال حقوق المرأة اللاتي اعتقلن مؤخرا خلال ندوة نقاشية عن حقوق الإنسان في معرض للكتاب في السعودية.

وذكر مصدر للوكالة أن المجموعة المعتقلة كانت ضمن 13 شخصا تم وضعهم على قائمة الحظر من السفر في شهر فبراير/ شباط.

وفي الوقت نفسه ذكر إخوة لجين الهذلول، الناشطة المحتجزة منذ مايو/ أيار، على تويتر هذا الأسبوع أنها تتعرض للضغوط لتظل صامتة بشأن اعتقالها وذكرها لتعرضها للتعذيب. ويعيش الأشقاء خارج المملكة، لكن والدهم المقيم داخلها احتجز لفترة وجيزة في السابق بعد تغريدة عن سجن ابنته.

وكانت الهذلول وعزيزة اليوسف من بين ما يقرب من اثنتي عشرة امرأة اعتقلن بتهم تتعلق بنشاطهن، بما في ذلك تنظيم حملات من أجل السماح للمرأة بقيادة السيارة قبل رفع الحظر العام الماضي والدعوة إلى وضع حد لقوانين الولاية في المملكة.

تم إطلاق سراح اليوسف، من السجن الأسبوع الماضي مع ناشطتين، ولا تزال الهذلول وعشرة ناشطات أخريات على الأقل في السجن.

وقد ذكرت النساء -اللائي احتُجزن في الحبس الانفرادي منذ شهور- المحكمة بأنهن تعرضن للاعتداء أثناء الاستجواب، بما في ذلك الإغراق بالمياه، والجلد، والصعق بالكهرباء، والاعتداء الجنسي، والتهديد بالاغتصاب والقتل.