فلسطيني واحد يدهس عشرات الإسرائيليين.. عرب 48 قنبلة موقوتة تفتك بالاحتلال

25 days ago

12

طباعة

مشاركة

#عملية_تل_أبيب، #غليلوت، #رامي_ناطور، #تل_أبيب، #منفذ_عملية_الدهس.. هذه الوسوم وغيرها تصدرت منصات التواصل الاجتماعي حفاوة بتنفيذ عملية دهس قرب قاعدة شمال "تل أبيب" المحتلة.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2024، قُتل إسرائيلي وأصيب 36 آخرون، في عملية دهس شاحنة لعشرات الأشخاص، بينهم جنود، بمحطة حافلات قرب قاعدة غليلوت العسكرية.

فيما قالت الشرطة بعد تحييدها السائق إنه هجوم ذو “خلفية قومية”، وهو مصطلح تستخدمه أجهزة الأمن الإسرائيلية للإشارة إلى أنه عملية نفذها فلسطينيون. 

وتضم القاعدة مقرا للموساد والاستخبارات الإسرائيلية، والوحدة 8200، الخاصة بجمع المعلومات الاستخبارية التابعة لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي (أمان)، كما تضم مدرسة استخبارات تابعة للشعبة ذاتها.

والوحدة 8200 هي وحدة إسرائيلية يتحدث معظم مجنديها اللغة العربية والفارسية، ويغزون شبكات التواصل الاجتماعي، ويستهدفون الجمهور العربي بأسماء وحسابات مزيفة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية ومراسلون لمواقع عربية بسقوط عدد كبير من القتلى، لكن الرقابة العسكرية الصارمة لم تكشف سوى عن قتيل واحد.

من جانبها أكدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن عددا كبيرا من المصابين جنود، وإنهم كانوا في طريقهم إلى قواعدهم العسكرية.

وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن منفذ عملية الدهس فلسطيني من عرب 48 يحمل الجنسية الإسرائيلية، ويدعى رامي ناطور من بلدة قلنسوة، قرب مدينة نتانيا، شمالي تل أبيب.

بدورها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عملية الدهس، بـ"البطولية" وعدتها "ردا طبيعيا على جرائم إسرائيل ومجازرها الوحشية المتواصلة" بحق الشعب الفلسطيني، خاصة شمال قطاع غزة. 

ودعت إلى مزيد من التصدي والاشتباك مع جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وإعلاء صوت الشعب المرابط الصامد، وحقّه في الحرّية وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وخلال كلمته بمراسم رسمية لما يعرف بـ"يوم الحداد الوطني" بجبل هرتسل بالقدس، لإحياء ذكرى القتلى الذين سقطوا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، علق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على عملية الدهس، قائلا إن الحرب تكبد تل أبيب "ثمنًا مؤلمًا".

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيسبوك" عن سعادتهم بعملية الدهس، متداولين صورا لمنفذها ومقاطع فيديو توثقها وترصد حالة الرعب التي انتابت جنود الاحتلال والمستوطنين.

لعنة الطوفان

وتفاعلا مع التطورات، كتب المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن ما لا يعرفه البعض أن اليوم هو ذكرى "الطوفان" بحسب التقويم العبري.

وأكد أنه كان يوما كابوسيا بامتياز على الاحتلال الإسرائيلي، حيث قتل 5 عسكريين في جنوب لبنان، وسادس في غزة، وإصابة العشرات، وفوق ذلك عملية الدهس في تل أبيب، والتي قتلت وأصابت العشرات، وزادت أهميتها أن بطلها من مناطق 48.

وأشار الزعاترة إلى أن الاحتلال قال إنه الشهر الأسوأ منذ بدأت الحرب، مبشرا بأن "مع التطورات الأخيرة، وما بقي من أيام، ستتعزّز كابوسيته.. كوابيسهم لن تتوقف حتى الرحيل".

من جانبه، ذكر الناشط أدهم أبو سلمية، أن طوفان الأقصى لا يزال يضرب بعنف في القدس وجنوب لبنان والضفة وغزة، بين دهس وقنص وتفجير، يسقط الصهاينة قتلى وجرحى. 

وأضاف أن هذه العمليات تؤكد قدرة المقاومة على زعزعة أمن الاحتلال واستمرار ضرباته في كل الساحات واستنزافه.

وتابع أنه رغم الألم والدمار، إلا أن العدو يذوق من نفس الكأس، وأيامه أصبحت مليئة بالرعب والاضطراب، مع عشرات القتلى والجرحى يوميا.

عملية بطولية

من جانبه، عرض المحامي الكويتي ناصر الدويلة، مقطع فيديو يوثق حادث الدهس، موضحا أن سائق الشاحنة دهس جنودا نازلين من باص واستدار عليهم ورجع يكمل على الباقين.

ودعا إلى ملاحظة هروب الجنود الباقين حتى الذين كانوا بعيدين عن الحادث وهم يحملون أسلحتهم.

وقال سلامة عبدالقوي إن "الداهس عربي مسلم غيور علي دينة أسقط فريضة الجهاد عن نفسه بنفسه، والمدهوس محتل نجس يجب أن نظهر بلادنا منهم".

ورأى المحلل السياسي هاني الدالي، أن عملية الدهس البطولية في تل أبيب أسقطت ذرائع التخاذل، وأثبتت أن النضال لا يعرف حدودا، مؤكدا أن في كل شجاعة، هناك أبطال مثل ماهر الجازي ورامي الناطور يصنعون الفرق في معادلة المقاومة.

وعرض غالب الخالدي، مشاهد للعشرات من الإسرائيليين وهم تحت الحافلة عالقين ومصابين.

قنبلة موقوتة

بدوره، أشار السياسي فايز أبو شمالة إلى أن رامي الناطور سائق الشاحنة، فلسطيني من قلنسوة، داخل أراضي 48 المغتصبة، وأعطوه الهوية الإسرائيلية، وظنوا أنه قد صار إسرائيليا بعد 75 سنة.

وأضاف أن رامي الناطور انقض على جنود الصهاينة بحافلة، فجرح من جرح، وقتل من قتل، وترك الرعب يقيم مستوطنة في أوساط الصهاينة.

ودعت سارة العجمي الله أن يغفر لمنفذ العملية ويرحمه، مبشرة بأن عرب 48 القنبلة الموقوتة التي ستفتك بإسرائيل من الداخل.

وأشار أحمد الجاسم، إلى أن بطل عملية الدهس اليوم من عرب 48، مؤكدا أن هذا يعني أن حمل الفلسطيني للهوية الإسرائيلية لا يعني بأنه قد تنازل عن حقه في أرضه، وتخلى عن نصرة شعبه المقاوم.

ونشرت وفاء محمد، صورة منفذ العملية، قائلة: "اللهم أكثر من أمثاله دهس 50 صهيونيا في عقر دارهم".

دلالات ورسائل

وعن دلالات عملية الدهس في المناطق المحتلة عام 48، قال أحد المغردين، إنها تؤكد انتقال المقاومة إلى العمق الإسرائيلي المحتل بمعدلات نوعية متصاعدة واتساعا لوحدة الساحات.

وأكد آخر، أن العمليات الفلسطينية البطولية في قلب الكيان كما جرى في عمليات الدهس في تل أبيب والقدس تؤكد أن الخطر الحقيقي الذي يهدد وجود دولة إسرائيل هو الشعب الفلسطيني داخل وطنهم.

وأضاف: وبالتالي لن تشعر إسرائيل بالأمن والسلام إلا بوقف حربها في غزة وكل فلسطين والاعتراف بحق الفلسطينين بدولة مستقلة كما تطالب غالبية دول العالم.

وقالت مغردة أخرى، إن عملية الدهس التي جرت في تل أبيب تؤكد أن إسرائيل لن تعيش في سلام بعد جرائمها في غزة ولبنان، والحل الوحيد كي يأمن الصهاينة أن يغادروا ويعودوا لأوطانهم.

وحذرت قائلة: "مهما تحالف معهم القادة العرب، ومهما وقعوا من اتفاقيات تطبيع، ومهما حاولت أميركا حمايتهم لن ينعموا بالأمان".

وعدد عبدالعزيز حامد قرله، الرسائل التي تحملها عملية تل أبيب، ومنها أنها تثبت أن روح الجهاد والاستشهاد لن تموت في هذه الأمة العظيمة، وأن أهل فلسطين كلَّهم لحمة واحدة، سواء من يعيش منهم في غزة والضفة، أو من إخوانهم بالداخل الذين هم من الناحية الرسمية يحملون الهوية الإسرائيلية، لكنهم لا يمكن أن ينسوا آلام أمتهم وقضية بلادهم.