المتطرفون منزعجون.. ما سر إقبال الشباب الألماني على الإسلام؟
"بعض المدارس والجامعات يمثل المسلمون فيها ما يقارب 80 بالمئة"
بدأت ظاهرة التحول من المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية وكذلك من الإلحاد والإقبال على الدين الإسلامي في ألمانيا، تثير إزعاج الأوساط المتطرفة في أوروبا.
وانتشرت بعض المظاهر الإسلامية في المدارس والجامعات، وسط حديث عنصري حول ما إذا كان سيؤدي هذا التحول إلى ظهور "مجتمعات متوازية" في المدارس.
معدل يرتفع
واستهل موقع "أتلانتيكو" الفرنسي تقريره بالتأكيد على أنه "من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تحديد عدد الذين اعتنقوا الإسلام في ألمانيا، كما هو الحال في البلدان الأوروبية الأخرى".
ورغم ذلك، أثبتت دراسة أُجريت منذ سنوات عديدة تقدما كبيرا في هذه الأساليب التي ترصد التغير في عدد معتنقي الديانة الإسلامية.
وبالذهاب إلى الوراء قليلا، يشير الموقع إلى أنه في عام 2005، سجلت بعض الاستطلاعات حوالي 4000 تحولا إلى الإسلام، وقد تضاعف هذا العدد أربع مرات منذ ذلك الحين.
وفي هذا السياق، لفت الموقع إلى أن أسباب التحولات “تغيرت بشكل كبير بين الماضي والحاضر”.
واستطرد: "حتى نهاية القرن الماضي، كان التغيير دينيا بشكل رئيس من النساء اللاتي تزوجن من رجل مسلم، ولكن منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فصاعدا، بدت هذه التحولات أكثر أيديولوجية".
وبالتوازي مع ذلك، سلط "أتلانتيكو" الضوء على ظاهرة جديدة في ألمانيا.
وقال: "في حين أن أغلبية الطلاب في المدارس الابتدائية والثانوية في العديد من المدن هم من المسلمين، والذين يمكن أن تصل نسبتهم إلى 80 بالمئة في بعض المدن، فإن البلاد تشهد طلبات تحول للإسلام من طلاب ينتمون لعائلات بروتستانتية أو كاثوليكية أو ملحدة".
ونقلا عن صحيفة "بيلد تسايتونج" اليومية الشهيرة، أفاد مسؤول أمني، بأن "المزيد والمزيد من آباء الأطفال الألمان يتجهون إلى مراكز الاستشارة، لأن الأطفال المسيحيين يريدون التحول للإسلام حتى لا يشعروا بالاغتراب في المدرسة".
وفي هذا الصدد، أوضح الموقع الفرنسي أنه "بسبب الهجرة القوية على مدى السنوات الثماني الماضية، زادت نسبة الشباب والأطفال المسلمين الملتحقين بالمدارس بشكل ملحوظ".
ويُضاف إلى ذلك أن "العديد من الأطفال يأتون من عائلات متدينة للغاية؛ فالمهاجرون من سوريا وأفغانستان والعراق على وجه الخصوص يأتون من ثقافات متدينة".
حركة التحول
وفي سياق ما ذُكر سابقا، قال الموقع إن "هذا التزايد في معدل التحول للإسلام يؤدي إلى ظهور (مجتمعات موازية) في المدارس، حيث يلعب الطلاب المسلمون دورا مهيمنا"، وفق زعمه.
وأضاف زاعما “فعلى سبيل المثال، تشهد البلاد ضغوطا قوية، يمكن أن تصل إلى حد التهديدات أو الانتهاكات ضد الفتيات الصغيرات اللاتي لا يحترمن قواعد اللباس أو السلوك التي يمليها الإسلام”.
وادعى الموقع أن "الحقيقة البسيطة المتمثلة في عدم ارتداء الحجاب، أو ارتداء الملابس الإسلامية، يمكن أن تعرض الفتيات الصغيرات للخطر".
وبهذا الشأن، زعم "وجود بعض البلاغات من المعلمين أو الشرطة أو مسؤولي المخابرات عن سلوك عنيف للغاية من جانب الأولاد المسلمين الصغار، سواء تجاه هؤلاء الفتيات الصغيرات أو تجاه الطلاب الذين لا يشاركونهم عقيدتهم".
وفي ظل هذه التحولات المتعلقة بالدين، تساءل الموقع الفرنسي عما إذا كانت ألمانيا تعد حالة خاصة مقارنة بالدول الغربية الأخرى.
وتفيد الإجابة التي ذكرها بأنه "من المستحيل أن تكون هناك رؤية واضحة ودقيقة بسبب قلة الدراسات، لأن الموضوعات المتعلقة بالدين ممنوعة إلى حد كبير".
فعلى سبيل المثال، في فرنسا، تُحظر الإحصائيات الرسمية المتعلقة بالدين.
ومع ذلك، لفت الموقع إلى أنه قبل حوالي 15 عاما، قدر الباحثون أن حوالي 3500 شخص يختارون تغيير ديانتهم إلى الديانة الإسلامية كل عام.
وبحسب التقديرات، "إذا كان هذا الرقم حقيقيا، ومع الأخذ في الحسبان الفارق بين سكان البلدين، فإن حركة التحول في فرنسا ستكون أعلى بنحو 20 إلى 25 بالمئة مقارنة بألمانيا".
ولكن في غياب أرقام دقيقة ويمكن التحقق منها، لا داعي للخوض في التفاصيل، وفق الموقع.
ولكن الأمر المؤكد -في رأي الموقع- هو أن "الدول الأوروبية تشهد صعودا في الدخول في الإسلام".
وبهذا الشأن، عكس "أتلانتيكو" الوضع في بلجيكا، التي تضم جالية مسلمة كبيرة.
وفي المملكة المتحدة على سبيل المثال، شهدت الانتخابات المحلية انتخاب عدد صغير من الإسلاميين الذين قاموا بحملات حصرية حول موضوعات الطوائف والجاليات أو فيما يخص الوضع في غزة.
وزعم الموقع أن "الحركات الإسلامية، سواء كانت منبثقة عن (الإخوان المسلمين) أو (السلفيين)، تسعى إلى نفس الهدف، وهو فرض الشريعة وإقامة الخلافة، باختلاف وسائل تحقيقها على المدى الطويل".
وتوقع أنه "في غضون ثماني سنوات على الأكثر، سيتمكن الطلاب الذين تتراوح أعمارهم حاليا بين العاشرة والسادسة عشرة من التصويت، ثم في غضون عشرة إلى خمسة عشر عاما سيدخلون الحياة النشطة، وفي غضون عشرين إلى ثلاثين عاما ستكون لهم اليد على السلطة".