من التجميع إلى التصنيع.. هل يغير المغرب قواعد اللعبة في صناعة الطيران؟

منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

بعد الريادة المغربية في قطاع صناعة السيارات، يبدو أن المملكة تشق طريقها في صناعة الطائرات، في محاولة لإنجاز نجاح آخر في مجال التصنيع.

وتوقفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية عند خطوة جديدة أدخلت المغرب إلى نادي الدول القادرة على تجميع محركات الطائرات، بفضل مشروع صناعي جديد أطلقته مجموعة "سافران" الفرنسية في منطقة النواصر قرب مدينة الدار البيضاء.

مجمع جديد

وقالت المجلة: إن مجموعة "سافران" شرعت في أعمال إنشاء مجمع صناعي جديد مخصص لصناعة الطيران قرب الدار البيضاء.

وبحسبها، تتضمن هذه الأعمال إنشاء وحدة للتجميع النهائي لمحركات طائرات النقل التجاري، مشيرا إلى أن هذه الوحدة ستكون "الأولى من نوعها خارج فرنسا بالنسبة للمجموعة".

وأضافت أن مشروعين متوازيين سينفذان إلى جانب المشروع سالف الذكر. 

المشروع الأول، يتمثل في إنشاء مصنع لصيانة وإصلاح محركات الطائرات باستثمار يبلغ 200 مليون يورو، ومن المقرر افتتاحه بعد نحو عامين، وتحديدا في نهاية عام 2027.

وفي هذا الصدد، وبناء على تصريحات أطلقها وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور، ونقلتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، قالت "جون أفريك" إن "هذا المصنع، المقرر إنشاؤه في منطقة النواصر، من المتوقع أن يتيح صيانة 150 محركا سنويا وتوفير 600 وظيفة مباشرة بحلول عام 2030".

أما المشروع الثاني، فيتمثل في تركيب وحدة للتجميع النهائي لمحركات طائرات الركاب من طراز LEAP-1A، المقرر أن تكون جاهزة بحلول عام 2028، باستثمار قدره 120 مليون يورو، ومن المتوقع أن يوفر المشروع نحو 300 فرصة عمل بحلول عام 2029.

وحسب تصريحات لرئيس مجلس إدارة الشركة الفرنسية المصنعة للمحركات والمعدات الجوية، روس ماكينس، سيكون هذا الموقع الوحيد الذي يُجمع فيه هذا المحرك خارج الحدود الفرنسية.

بدوره، أوضح وزير الصناعة المغربي أن هذه الوحدة ستملك قدرة تجميع تصل إلى 350 محركا سنويا.

ولفت إلى أن هذا المشروع "يُدخل المغرب في دائرة الدول القليلة التي يتم فيها التجميع النهائي لمحركات الطائرات التجارية".

وأشار إلى أن هذا المشروع "سيسمح لنا بمضاعفة صادراتنا الجوية"، لترتفع قيمتها من 2.36 إلى 4.72 مليار يورو، حسب تصريحات نقلتها عنه وكالة "فرانس برس".

جدير بالذكر أن محرك "LEAP-1A" يعد محركا من الجيل الجديد، ومخصصا للطائرات المدنية قصيرة ومتوسطة المدى، ويُستخدم بشكل رئيس في عائلة طائرات إيرباص "A320neo".

طموح مستقبلي

ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن "أعمال مجموعة سافران في المغرب تشغل أكثر من 4800 موظف موزعين على 10 مواقع صناعية بعد 26 سنة من الوجود في المملكة، وهي أكبر مشغل في قطاع الطيران، وتنجز سنويا 145 ألف عملية تجميع في مجال الطيران".

وذكرت  أن مكتب الصرف المغربي، في تقرير أصدره حول التجارة الخارجية عام 2024، أفاد بأن الصادرات المغربية سجلت ارتفاعا بنسبة 4.4 بالمئة خلال عام واحد. 

وارتفعت الصادرات من 183.7 مليار درهم في مايو/ أيار 2023 إلى 191.7 مليار درهم (حوالي 17.9 مليار يورو) في مايو/ أيار 2024.

وأوضح أن هذه الزيادة مدفوعة بشكل خاص بقطاعي السيارات والطيران، اللذين حققا أقوى نمو خلال عام واحد بين جميع القطاعات مجتمعة.

ووفق بيانات وزارة الصناعة والتجارة المغربية، سجل قطاع الطيران في المملكة نموا بنسبة 18 بالمئة عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، ويعزى ذلك بشكل رئيس إلى ارتفاع المبيعات في قطاع التجميع.

واستطاع المغرب خلال السنوات القليلة الماضية، استقطاب العديد من الشركات الدولية للاستثمار في صناعة الطائرات، ليصل عددها اليوم في المغرب إلى 150 شركة عاملة في قطاع الطيران، توفر نحو 20 ألف فرصة عمل.

ويطمح المغرب لصناعة طائرة كاملة تقلع من المغرب، خاصة أن البلاد ضمن لائحة الدول العشرين المصنعة لأجزاء الطائرات حول العالم.