نتنياهو يخرق الاتفاقية ويمنع فتح معبر رفح.. وناشطون: ألاعيب الاختلال لن تتوقف

شدوى الصلاح | منذ ساعتين

12

طباعة

مشاركة

في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وانعكاسا لحالة الإفلاس السياسي التي يعيشها الكيان المحتل والإصرار على استمرار الاحتلال والتهجير، أصدر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليمات بعدم فتح معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر "حتى إشعار آخر".

وقال مكتب نتنياهو في بيان، نشر عبر منصة “إكس”: إن رئيس الوزراء وجّه بعدم فتح معبر رفح “حتى إشعار آخر”. مضيفا أن "إعادة فتح المعبر ستُدرس فقط وفقا للطريقة التي ستنفذ بها حركة حماس التزاماتها في ما يتعلق بإعادة جثامين المحتجزين وتنفيذ بنود الاتفاق المتفق عليه".

وكان من المقرر أن يُفتح معبر رفح في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2025، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 10 أكتوبر.

ومنذ مايو/ أيار 2024، تحتل إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ودمرت وأحرقت مبانيه، ومنعت الفلسطينيين من السفر، ما أدخلهم، خاصة المرضى، في أزمة إنسانية كبيرة.

وتوصلت حركة حماس وإسرائيل، في 9 أكتوبر، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفق خطة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفي اليوم التالي دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ، وتم توقيع الاتفاق رسميا في قمة شرم الشيخ في 13 أكتوبر بمشاركة تركيا وقطر ومصر.

وأنهى هذا الاتفاق حرب إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 على مدى عامين، بدعم أميركي، وأسفرت عن استشهاد 68 ألفا و116 فلسطينيا وإصابة 170 ألفا و200 آخرين، وتدمير 90 بالمئة من البُنى التحتية في القطاع.

بدورها، قالت حركة حماس، في 18 أكتوبر: إن قرار نتنياهو، منع فتح معبر رفح البري يمثل خرقا فاضحا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتنكرا للالتزامات التي تعهّد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة".

وأضافت: "استمرار إغلاق معبر رفح، ومنع خروج الجرحى والمرضى وحركة المواطنين في الاتجاهين، ومنع إدخال المعدات الخاصة اللازمة في عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض، ومنع دخول التجهيزات والفرق المختصة بفحص الجثث والتأكد من هويتها، سيؤدّي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث".

وتابعت حماس: "استمرار الاحتلال في ارتكاب التجاوزات والاعتداءات، والتي بلغت حتى الآن أكثر من 47 خرقا موثقا خلفت 38 شهيدا و143 مصابا، يثبت مجددا نواياه العدوانية ومواصلة سياسة الحصار بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة".

وأردفت أن "نتنياهو يواصل اختلاق الذرائع الواهية لتعطيل تنفيذ الاتفاق والتنصّل من التزاماته"، مطالبة "الوسطاء والجهات الضامنة للاتفاق بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال لفتح معبر رفح فورا، وإلزامه ببنود الاتفاق كافة، ووقف جرائمه المستمرة بغزة".

وقالت قناة 12 العبرية: إن الولايات المتحدة غير راضية عن قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، إبقاء معبر رفح مغلقا حتى إشعار آخر، وسط استمرار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في غزة.

ونقلت القناة عن مسؤول أميركي رفيع، لم تسمه، قوله: إن "واشنطن غير راضية عن قرار نتنياهو إبقاء معبر رفح مغلقا، وإدارة الرئيس ترامب مستاءة من قرار تل أبيب".

وأضاف أن "الولايات المتحدة ستتولى القيادة واتخاذ القرارات المتعلقة بكل ما يجري في غزة"، في إشارة إلى نية واشنطن إدارة مراحل تنفيذ الاتفاق بشكل مباشر.

وبالتوازي مع ذلك، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حملة اقتحامات على مدن وبلدات عدة في الضفة الغربية المحتلة، نفذ خلالها مداهمات وتفتيشات لمنازل، واعتقل فلسطينيين اثنين.

وتأتي هذه الاعتداءات في إطار تصاعد الهجمات الإسرائيلية في الضفة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ألف و54 فلسطينيا، وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، فضلا عن اعتقال أكثر من 20 ألفا بينهم 1600 طفل.

وأثار قرار نتنياهو بمنع فتح معبر رفح استياء وغضب واسع بين الناشطين على منصات التواصل، وعدوه استمرارا للعربدة الإسرائيلية في القطاع واستمرارا لسياسة المماطلة والابتزاز التي ينتهجها العدو وتهديدا بتعميق أزمة التجويع، مستنكرين صمت الضامنين.

ورأوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #نتنياهو، #معبر_رفح، #الضفة_الغربية، وغيرها، أن موقف نتنياهو انقلابا على ما يسمى "اتفاق السلام" الموقع أخيرا في شرم الشيخ لإنهاء الحرب، وتعمد لخرقه واستخفافا بالوسطاء والمجتمع الدولي.

وقارن ناشطون بين التزام المقاومة الفلسطينية العملي ببنود الاتفاق واحترامها لبنوده كافة، مستنكرين على الوسطاء صمتهم على تجاوزات نتنياهو وخروقاته المستمرة من إعلان الاتفاق، وحذروا من الآثار المترتبة على استمرار إغلاق معبر رفح.

ألاعيب وخروقات

وتحت عنوان "نتنياهو ينكث مجددا بالاتفاقية"، قال المحلل السياسي ياسين عز الدين: كان يفترض فتح معبر رفح بالاتجاهين في 15 أكتوبر لكن الاحتلال تذرع بأن المكان بحاجة لترتيبات وإصلاحات.

وأضاف أنه "تم الاتفاق على فتحه في 20 أكتوبر إلا أن نتنياهو أصدر قرارا بعدم فتحه، لهذا نقول لكم الحرب مستمرة لكن بأشكال مختلفة، لا يوجد خروج لعلاج الجرحى في مستشفيات الخارج ولا عودة الراغبين إلى قطاع غزة".

وأكد الباحث مأمون أبو عامر، أن "وقف الحرب ثابت ومستقر ولا داعي للقلق من تهديدات نتنياهو".

وأوضح أن تهديدات نتنياهو بإغلاق معبر رفح هي جزء من مناوراته التي لم ولن تتوقف، لكنها لن تنجح في قلب الطاولة، لأنه ليس صاحب القرار في الموضوع، ومن جهة ثانية هي ألاعيب موجهة للجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وأشار أبو عامر إلى أن تهديدات نتنياهو حول معبر رفح وتسليم الجثث يختصرها العنوان في صحيفة معاريف: "رسالة للجمهور الإسرائيلي: نحن نفرض على حماس شروطنا" عليكم أن تثقوا بنا.

وعدد الناشط تامر قديح، الخروقات التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال أسبوع من "صفقة السلام" المزعومة ووقف إطلاق النار في مقابل التزامات المقاومة، مشيرا إلى ارتقاء  أكثر من 20 شهيدا في قطاع غزة، ولم تدخل الآليات الهندسية المتفق عليها لإزالة الركام والبحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد.

ولفت إلى أن عملية إعادة الإعمار لم تبدأ ولم تدخل المساعدات كما تم الاتفاق، ولم تُرمم المستشفيات أو المخابز، كما لم تُوسّع المخيمات أو تُدخل الخيام، وفي المقابل، أعلن مكتب نتنياهو عدم السماح بفتح معبر رفح حتى إشعار آخر. 

وأوضح قديح، أنه في الجهة الأخرى، سلّمت حماس جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء كما نص الاتفاق، إضافة إلى عدد من جثث الجنود، وتبذل جهودا في البحث عن جثامين الجنود المتبقين، مشيرا إلى أن "إسرائيل" والولايات المتحدة أبلغت أن هذا يتطلب وقتا ومعدات للعثور عليهم قبل الاتفاق .

وأكد أن كل ذلك ضمن المرحلة الأولى فقط، ومع ذلك لم يُنفذ أي منه، قائلا: إن بعد كل ذلك، تُتهم حماس بعرقلة الاتفاق، دون أي محاسبة أو ضغط على الاحتلال، كما تشهد هذه الفترة انخفاضا كبيرا في المظاهرات والمسيرات المتضامنة مع القضية الفلسطينية حول العالم، بعد أن باع ترامب للعالم وَهم "السلام" الذي لم يُنفذ.

وأكد الكاتب يسري عبيد، أن نتنياهو يغازل المتطرفين فى إسرائيل عبر إبقاء حالة الحرب فى غزة موجودة وذلك برفض فتح معبر رفح وإدخال المساعدات حسب نصوص اتفاق وقف الحرب لهدف انتخابي قادم وهو انتخابات حزب الليكود في 25 نوفمبر 2025.

وأضاف "لذلك سيظل يرفض اتهامه بالفشل في إدارة الحرب عن طريق أن خير وسيلة للدفاع هو الهجوم".

وأوضح الأكاديمي شعبان الحداد، أن تصرف نتنياهو سياسة إسرائيلية ستكون غالبة في السلوك الإسرائيلي في غالبية المواقف القادمة، معتمدة على غطرسة القوة واستمرار العقاب والانتقام من كل ما هو فلسطيني.

وحذر قائلا: "إن لم يكن هناك توجه حقيقي من قبل الوسطاء جميعا والدول الوازنة  لاستخدام وسائل ضغط حقيقي تجاه هذه السياسة، فليس لنا أولا وأخيرا إلا الله، وحياة كل ما هو إنسان فلسطيني ستكون سلسلة متصلة من أشكال مختلفة من الاضطهاد والظلم والمعاناة".

ولفتت مايا رحال إلى ارتكاب "إسرائيل" عشرات الخروقات بعد اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنها مازالت مستمرة بقتل المدنيين العزل في غزة، وما زالت مستمرة بغلق المعابر ومعبر رفح أمام المساعدات اللوجيستية.

وأكدت أن "إسرائيل" تقتل المدنيين بهدف القتل فقط، وتستمع بالقتل ولا تريد لهذا الاتفاق أن ينجح بسبب أن عمر نتنياهو السياسي سينتهي.

وعد المغرد طلال إصرار نتنياهو على استمرار إغلاق معبر رفح، وضع للعثرات أمام المرحلة الأولى وضغط عالي المستوى على استحقاقات المرحلة الثانية، قد يفضي إلى انتكاسة لخطة ترامب.

بلا عهد

وتنديدا بانقلاب نتنياهو على الاتفاقات وإخلاله بها، أشارت الصحفية يافا أبو عكر، إلى أن الهدنة والقوانين الدولية والالتزامات الإنسانية" بالنسبة لنتنياهو لا شئ، ويتصرف وكأنه فوق كل شيء، فوق القانون وفوق العالم.

وعلق سفيان عبدالله، على تراجع نتنياهو عن اتفاق وقف إطلاق النار، وتأكيده أن الحرب لن تنتهي وأن معبر رفح سيبقى مغلقا لحين تنفيذ شروطه، متسائلا: “كيف يرجى لهم عهد؟ ألم يأخذ عليهم ميثاق الله فأعطوه بالشمال، ونكثوا عهوده، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق؟ فما بالك مع الفلسطينيين؟”

وأكد أحمد بكري هلال، أن اليهود دائما لا تحترم العهود ولا المواثيق، ولا تحترم إلا لغة القوة، وأن السلام لا بد من قوة تحميه.

وكتب الإعلامي حفيظ دراجي: "قلناها مرارا: لا عهد لهم، ولا يُؤتمنون.. أما خطة السلام فهي مجرد مسرحية رديئة الإخراج".

وقال المستشار المالي ماهر عواد، إن "النتن -في إشارة إلى رئيس وزراء الاحتلال- يرفض فتح معبر رفح بدون أسباب واضحة ومقبولة، غير ضعف الأمة العربية والإسلامية وهوانها".

وأشار إلى أن "نتنياهو خالف بنود الاتفاق علما بأنه لم ينفذ أي بند منه بشكل كامل حتى الآن، وأميركا تؤيد وتهدد وتتهم حماس بنقض الاتفاق وتتهمها بأشياء عجيبة، والوسطاء العرب يضغطون على المقاومة ويطلبون منهم إحضار الجن لإخراج الجثامين من تحت الأنقاض". 

أين الوسطاء

وفي مطالبة للوسطاء بالتدخل وردع رئيس وزراء الاحتلال واستنكارا لتجاهل الأخير لدورهم، رأى الناشط السياسي خالد أحمد، أن قرار نتنياهو بعدم فتح معبر رفح هو تهرب من الاتفاق، داعيا الوسطاء والضامنين الدوليين التحرك الفاعل وإلزامه بتنفيذ المرحلة الثانية وفتح المعبر.

وتساءلت منة الله عثمان: "أين الوسطاء والموقعون أنا لا أراهم.. حسبنا الله ونعم الوكيل".

وقالت: "ده ينقلنا لنقطة تانية.. تبرعاتكم ياريت تكون لجهات داخل القطاع وهما بيصرفوا نفسهم في شراء الحاجات عشان قصة المعبر دي مش هنخلص منها".

وقال محمد سنوار: "نعم نتنياهو وقح وما عنده كبير وما بحترم حدا بالعالم وشايف الوسطاء والأميركان جرابين قديمة وطغى وتكبر وما حدا طايل راسه".

وأشار الكاتب إبراهيم حمامي إلى أن نتنياهو، مجرم الحرب المطلوب للعدالة الدولية، يعربد فيقرر تقليص المساعدات يوما، ثم إغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى يوما آخر، ويستمر في قتل الفلسطينيين في غزة.

وتساءل: “أين الوسطاء والضامنون للاتفاق؟ لم نسمع منهم كلمة واحدة عما يجرى.. ما فائدة الضمانات إن كان الضامنون يلفهم الصمت والعجز؟”

وتساءل المحلل السياسي ياسر الزعاترة: "ألا يستحق الأمر تدخلا قويا من مصر وتركيا وقطر للرد على هذه العربدة، ومعها استمرار سياسة القتل المُستهدف؟!، أي تاريخ بائس هذا؟"، مستنكرا بالقول: "ضامنون يصمتون، وخصومهم العرب يحرّضون!".

وقال محمد بن سعيد المحروقي: إن “نتنياهو يخرق الاتفاقية ويغلق معبر رفح ويمنع دخول المساعدات الإنسانية وخروج المصابين والمرضى الفلسطينيين للعلاج في مصر والدول الأخرى”. 

وأضاف “فنقض المواثيق والعهود ليس جديدا على الصهاينة، وعلى الوسطاء الموقعين على الاتفاقية التدخل وكبح الغطرسة الإسرائيلية؟!”

عدوان بالضفة 

وندد ناشطون بتصعيد الاحتلال عملياته على الضفة الغربية وشنه حملات اعتقالات واقتحامات واسعة في أنحاء متفرقة من الضفة، تخللها عمليات تفتيش للمنازل وتنكيل بأصحابها، وإطلاق يد المستوطنين الإسرائيليين، معربين عن غضبهم مما شهدته مدينة طوباس من مواجهات وعدوان.