بدعم أميركي وتأييد إسرائيلي.. كيف حصل المغرب على 32 مقاتلة "إف-35"؟
“الأمر سيكلف الرباط ما لا يقل عن 17 مليار دولار”
مع اقتراب ولاية ترامب الثانية في الولايات المتحدة الأميركية، طفت على السطح اتفاقات مهمة بين واشنطن والرباط، ستمكن البلد المغاربي من اقتناء 32 طائرة "لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ 2"، خلال هذا العقد.
وقالت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية إن "هذه الطائرات تصنف ضمن أفضل المقاتلات وأغلاها، والتي لا تستطيع سوى دول قليلة الوصول إليها".
وذكرت أن "الأمر سيكلف الرباط ما لا يقل عن 17 مليار دولار للحصول على هذا الأسطول وصيانته لمدة 45 عاما، وقد كشف عن هذه المعلومات موقع (إيدونتيتي جويف) الإسرائيلي".
مزايا جوية
وتتميز هذه الطائرة المقاتلة بالتفوق الجوي وهجماتها الدقيقة وقدرتها على قيادة عمليات الاستخبارات والمراقبة.
وتجدر الإشارة إلى أن طائرة “إف-35” نجحت في خفض تكاليفها بفضل زيادة المبيعات.
فضلا عن ذلك، هناك حاليا 500 طائرة إف-35 فقط قيد الخدمة في حوالي 20 قاعدة حول العالم، وحوالي ألف طيار مدربين على تشغيلها.
ونقلت الصحيفة أن "الرباط تتمتع بمزايا نظرا لاعترافها بإسرائيل واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، وفي واقع الأمر، عارض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بيع طائرات إف-35 لأية دولة دون الاعتراف أولا بالكيان".
وأوضحت أنه “بموافقة إسرائيل والبنتاغون، سيحصل الجيش المغربي خلال أشهر قليلة على وثيقة ستسمح وتضفي طابعا رسميا على عملية الاستحواذ المقبلة على طائرات شركة لوكهيد مارتن، والتي ستجعل من هذا البلد الجيش العربي الوحيد والإفريقي الوحيد الذي يملك أسطولا من طائرات الشبح الأميركية من الجيل الخامس”.
وكشفت الصحيفة أن “المحادثات بين الجيشين للحصول على مقاتلات إف-35 لايتنينغ 2 بدأت على إثر الاتفاق العسكري الذي وقعه المغرب والولايات المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 بالرباط”.
وبعد شهرين بالضبط، اعترف دونالد ترامب بالسيادة المغربية على كامل أراضي إقليم الصحراء الغربية، واستؤنفت العلاقات مع إسرائيل.
وتندرج هذه الاتفاقية في إطار تعزيز العلاقات الإستراتيجية للمغرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وتنويع تحالفاته الدفاعية والأمنية خارج أوروبا.
وفي وقت لاحق، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، استغل المغرب لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ونظيره المغربي عبد اللطيف لوديي، في الرباط لطلب المساعدة من الكيان الإسرائيلي في اقتناء هذه الطائرة المقاتلة من الجيش الأميركي.
وأشارت الصحيفة إلى أن “هذه الصفقة تأتي في إطار تحديث القوات الجوية المغربية، التي تعتمد بشكل أساسي على طائرات الجيل الرابع مثل إف-16، ومن ناحية أخرى إلى الضغط على الجزائر لوقف دعمها للبوليساريو، والتحول إلى الفاعل الرئيس في القضايا الأمنية في شمال إفريقيا”.
الصين وروسيا
ونوهت "الإسبانيول" إلى أن “طائرة لوكهيد مارتن إف-35 المقاتلة كانت نجمة النسخة السابعة من معرض مراكش الجوي لسنة 2024، وهو حدث لصناعة الطيران المدني والعسكري في إفريقيا”.
وكان أبرز أحداث هذه المناسبة هو الوصول الرسمي لأول طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي أي إيتش -إيه 64 إلى المغرب، وهي من إنتاج شركة بوينغ.
ولفتت الصحيفة إلى أن “انطلاق أشغال بناء 24 وحدة لفائدة القوات المسلحة الملكية، مما يؤكد مكانة المغرب كفاعل إستراتيجي في مجال الدفاع الجوي”.
علاوة على ذلك، اختارت شركة "برات آند ويتني" الأميركية، المسؤولة عن تصنيع محركات طائرة "إف-35" المقاتلة، الدار البيضاء لإنشاء فرعها المغربي عام 2023.
ورأت الصحيفة أن "هذه الصفقة الجديدة التي تنطوي على استحواذ القوات المسلحة المغربية على طائرات إف-35 ستكسر التوازن الجيوستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط؛ حيث سيصبح الجيش المغربي القوة الرئيسة في إفريقيا، متقدما على منافسه الكبير الجزائر".
وتأتي كل هذه التطورات في خضم صراع مع جبهة البوليساريو التي أعلنت الحرب مجددا على المغرب في نوفمبر 2020.
وفي الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز إستراتيجيتها في المنطقة لوقف تقدم الصين وروسيا.
طموح إسباني
وفي هذا السياق الجديد، قالت الصحيفة: “من الضروري أن تحصل إسبانيا على طائرات إف-35 قبل عام 2030، وفقا لعدة مسؤولين عسكريين”.
وأوضحت أنه “قد تم طرح شراء هذه الطائرات لكل من البحرية والقوات الجوية الإسبانية في مناسبات عديدة كخيار لاستبدال طائرات هارير التي تعمل على متن السفينة خوان كارلوس الأول”.
وتعد طائرات هارير التي يمتلكها الجيش الإسباني طائرات هجومية أرضية تكتيكية متواضعة ذات مدى محدود للغاية يبلغ حوالي 250 ميلا، مقارنة بحوالي 1200 ميل لطائرة إف-35.
واستطردت الصحيفة: “عموما، نحن نتحدث عن طائرة هجومية أرضية مقابل قاذفة مقاتلة تفوق سرعة الصوت ومن أحدث طراز”.
وأمام احتدام المنافسة على ضفتي المتوسط وتهديد التفوق العسكري المغربي، أكد رئيس الأركان العامة السابق للبحرية، الأدميرال خوسيه لويس أورسيلاي، في مقابلة مع موقع "إنفوديفينسا" الإسباني في فبراير/ شباط 2019، على ضرورة استبدال مقاتلات هارير بطائرات الجيل الخامس إف-35.
وأوضح أن “هناك العديد من الدول حول العالم التي تستخدم طائرات هارير وجميعها تخطط لاستبدال هذه الطائرات بطائرات إف-35 بحلول عام 2030، ستكون البحرية هي الجهة الوحيدة التي تشغل طائرات هارير”.
وأضاف "لذلك، نحن بحاجة إلى طائرة أخرى للإقلاع والهبوط العمودي على متن السفن والتي يمكن تشغيلها من حاملة الطائرات خوان كارلوس الأول، ويتمثل الخيار الوحيد المتاح في نموذج إف-35، الذي تستخدمه قوات مشاة البحرية الأميركية".
واعترف أورسيلاي قائلا: "نعمل على ضمان الوصول إلى وضع يسمح لإسبانيا بالاستحواذ على هذه الطائرات، والتي تعد ضرورية إذا أردنا الحفاظ على القدرة البرمائية لبحريتنا".
ومع ذلك، يزعم منتقدو طائرة إف-35 في إسبانيا أن سفينة خوان كارلوس الأول ليست مستعدة لاستقبال طائرة إف-35 لأن سطحها لا يستطيع تحمل غازات العادم، ولا يستطيع المصعد الأمامي رفع أكثر من 20 ألف كيلوغرام، في حين أن إف-35 المحملة بالكامل تستطيع رفع 27 ألف كيلوغرام.
وقالت الصحيفة: “على أية حال، فإن تركيب التكنولوجيا التي ستسمح لحاملة الطائرات خوان كارلوس الأول بتتبع مواقع مقاتلات إف-35 سيكون مكلفا للغاية”.
ونقلت أن "الحل المحتمل للقوات الجوية الإسبانية هو استبدال طائرات إف-18 بطائرات يوروفايتر، ووضعها في قاعدة روتا، قبالة الساحل المغربي، حتى لا يتمكن المغرب من مهاجمتها لأنها تحت مظلة حلف شمال الأطلسي".
واختتمت الصحيفة بالقول: “من الواضح أن الصواريخ المضادة للسفن التي حصل عليها المغرب أخيرا في الولايات المتحدة ستمكنه من إسقاط سفينة خوان كارلوس الأول بسهولة”.