المواجهة القادمة.. هل تستعد الهند لحرب مزدوجة مع الصين وباكستان؟

منذ يوم واحد

12

طباعة

مشاركة

أثارت المواجهة العسكرية القصيرة أخيرا بين الهند وباكستان تخوفات أكبر من انضمام الصين مستقبلا، حال اندلاع حرب كبرى تدعم فيها بكين إسلام أباد.

وتحدث موقع "إي ريفرانسيا" البرتغالي عن دور الصين العسكري في المواجهة المسلحة الأخيرة بين الهند وباكستان، والتي انتهت في 10 مايو/أيار 2025، بوساطة أميركية نصت على وقف إطلاق النار.

وسلط الموقع الضوء على احتمالات المواجهة المزدوجة بين الهند وبين الصين وباكستان في المستقبل، وعلى تداعيات دعم بكين لإسلام أباد على المستوى الإقليمي.

وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 أبريل/ نيسان 2025، عقب إطلاق مسلحين النار على سائحين في بلدة باهالغام بإقليم "جامو وكشمير" الخاضع للإدارة الهندية، ما أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة آخرين.

ووصلت ذروة التصعيد من نيودلهي في 7 مايو 2025، حين بدأت الهند عملية "سيندور"، واستهدفت 9 مواقع في إقليم كشمير الخاضع لسيطرة باكستان وأهدافا داخل الأراضي الباكستانية، وأسفرت هذه الضربات عن مقتل 13 شخصا.

في المقابل، أطلقت باكستان عملية "البنيان المرصوص"، واستهدفت قواعد جوية هندية في مدينتي باثانكوت وأودهامبور. وأعلنت إسقاط 5 طائرات هندية، بما في ذلك 3 طائرات رافال، بالإضافة إلى مقتل 12 وإصابة 57 شخصا.

دعم إستراتيجي

ووفق تحليل أجراه مركز دراسات الحرب المشتركة، وهو معهد مرتبط بوزارة الدفاع الهندية، "قدمت الصين الدعم اللوجستي والاستخباراتي للقوات الباكستانية".

وقال المدير العام للمنظمة، أشوك كومار، إن بكين "ساعدت إسلام آباد في إعادة تنظيم أنظمة الرادار والدفاع الجوي لديها، فضلا عن ضبط تغطية الأقمار الصناعية فوق الأراضي الهندية".

وقال كومار خلال مقابلة في نيودلهي: "لقد ساعدوهم في إعادة توزيع رادار الدفاع الجوي، بحيث يمكن اكتشاف أي تحرك لنا عبر المسار الجوي".

ونقل الموقع عنه قوله: "الدعم الصيني جاء خلال الفترة الممتدة لـ 15 يوما بين هجوم 22 أبريل، والبداية الفعلية للأعمال العدائية الباكستانية في 7 مايو 2025". 

من جانبها، لم تعلق الحكومة الهندية رسميا على تورط الصين، في حين اعترفت باكستان في السابق فقط باستخدام أسلحة جرى شراؤها من بكين، وفق الموقع.

واستدرك الموقع: "لكن تقرير مركز الدراسات يشير إلى تدخل أكثر مباشرة، من خلال توفير الدعم الإستراتيجي أثناء الهجمات".

وتضمنت الاشتباكات "الأكثر كثافة بين البلدين منذ سبعينيات القرن الماضي"، استخدام طائرات بدون طيار وصواريخ وقصف عبر الحدود في منطقة كشمير.

وبين الموقع أن إعلان ترامب وقف إطلاق النار "أثار استياء في نيودلهي، التي تدعي أنها أجرت المفاوضات بشكل ثنائي".

فرصة اختبار 

وفي سياق متصل، يرى أشوك كومار أن الصين "استخدمت الاشتباك كفرصة لاختبار الأسلحة في موقف قتال حقيقي".

وادعى أن “أداء أنظمة الدفاع الصينية كان أقل من المتوسط ​​وفشل بشكل ذريع في بعض الحالات”، دون أن يوضح تفاصيل المعدات التي اختبرت.

في المقابل، زعم كومار أن "نظام الاستشعار الهندي أثبت أنه أكثر كفاءة عند مقارنته باستخدام الطائرات الباكستانية بدون طيار".

وفي هذا السياق، أشار جيمس تشار، أستاذ برنامج الصين في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية، إلى أن هناك "فرصة جيدة لأن تصبح أنظمة الأسلحة التي تستطيع الصين تقديمها أكثر جاذبية للمشترين المحتملين".

وأشار رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في 16 مايو 2025 إلى أن باكستان أسقطت ست طائرات مقاتلة هندية.

من جهتها، "لم تؤكد الحكومة الهندية وقوع أي خسائر جوية، ولم يتم التحقق من التقارير بشكل مستقل"، كما قال الموقع.

على صعيد آخر، لفت إلى أن استخدام مقاتلة J-10C الصينية والصاروخ PL-15 خلال الاشتباكات "يثير قلق دول المنطقة، مثل تايوان، التي تتابع التطورات عن كثب".

وقال شو هسياو هوانج، الباحث في معهد أبحاث الدفاع والأمن الوطني في تايبيه: "قد نحتاج إلى إعادة تقييم قدرات القتال الجوي لجيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني)، والتي قد تقترب أو حتى تتجاوز مستوى الانتشار الجوي الأميركي في شرق آسيا"، حسب تقييمه.

ورأى أن "التقارب بين الصين وباكستان، والذي عُزز منذ الحرب الباردة خاصة مع  طريق الحرير  الجديد؛ له تأثير مباشر على إستراتيجية الدفاع الهندية".

وهو ما أكده كومار بقوله: إن "الهند تدرس الآن سيناريو المواجهة المزدوجة في كل حساباتها تقريبا"، مضيفا: "كل ما هو مع الصين اليوم قد يعد مع باكستان غدا".