تنتقد علنا إسرائيل.. ما حقيقة موقف هاريس من الإبادة الجماعية في غزة؟

3 months ago

12

طباعة

مشاركة

تساؤلات عديدة تدور بشأن حقيقة موقف نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، من العدوان الإسرائيلي  المتواصل ضد الفلسطينيين في غزة، لا سيما بعد حصولها على العدد اللازم من أصوات مندوبي الحزب الديمقراطي لتصبح مرشحة الحزب في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

وفي هذا السياق، سلط موقع  "لوسبيغوني" الإيطالي الضوء على مواقف المرشحة الديمقراطية بشأن القضية الفلسطينية وخاصة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

وضع شائك 

وأوضح الموقع أن هاريس ترث عن إدارة الرئيس جو بايدن “وضعا شائكا سياسيا”، في إشارة إلى انتقادات الناخبين للحزب الديمقراطي لدعمه المطلق للاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال إن هاريس مطالبة بأن "تجد توازنا صعبا بين شرح الكيفية التي سترسم بها مسارا دبلوماسيا جديدا بشأن إسرائيل وفلسطين وسيتعين عليها في الوقت نفسه الإجابة على التحركات التي نفذتها الإدارة الحالية التي هي جزء منها".

وأشار إلى أن نائبة الرئيس لم تخف قط انتقاداتها للممارسات الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه، في إشارة إلى قصفهم المتواصل واستهدافهم للمدنيين والدمار الذي تسبب فيه لقطاع غزة.

في هذا الصدد، يذكر الموقع أيضا غيابها عن الكلمة التي ألقاها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أمام الكونغرس في يوليو/ تموز 2024. 

وفي تحليله لذلك، قال إن الغاية من ورائه انتخابية وهي البحث عن توسيع قاعدة الإجماع قبيل انتخابات نوفمبر.

ويضيف أن التغيير السياسي، أي تغيير نهج الدعم المطلق للاحتلال، قد "يكون أمرا حيويا لإقناع ما يسمى بالناخبين المنتقدين لإسرائيل، الذين أصيبوا بخيبة أمل من بايدن". 

وهي مسألة يجب على هاريس التعامل معها بشكل واقعي نظرا لأهمية ولايات مثل ميشيغان، التي تضم عددا كبيرا من الناخبين العرب والمسلمين مشددا بأن "كل صوت في الولايات الرئيسية له أهميته". 

وكانت استطلاعات عديدة قد كشفت تراجع شعبية بايدن بسبب دعمه المطلق لإسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.

ومن الناحية السياسية، يشير الموقع الإيطالي إلى أن أي تغيير قد يطرأ على السياسة الأميركية مما يحدث في غزة من شأنه أن يضمن نتائج على الصعيدين الانتخابي والسياسي.

وفي الوقت نفسه، يوضح أن الرأي العام الأميركي لا يهتم كثيرا بالسياسة الدولية بشكل عام مبينا أن مصير الانتخابات ومن سيفوز بها سيتحدد حول مسائل مثل الاقتصاد والرعاية الصحية والهجرة والخدمات. 

واستند في ذلك إلى استطلاعات الرأي التي تظهر أن حوالي 10 إلى 20 بالمئة فقط من الأميركيين يعتبرون السياسة الخارجية من بين أهم المشاكل التي تواجه البلاد.

لقاء نتنياهو

بعد كلمته أمام الكونغرس، أجرى نتنياهو محادثات خاصة مع كل من بايدن ونائبته هاريس. ويدل لقاء الاثنين على أن عملية التسليم جارية بالفعل داخل صفوف الديمقراطيين، وفق الموقع الإيطالي. 

ووصفت هاريس في مؤتمر صحفي عقب اللقاء محادثاتها مع نتنياهو بأنها كانت صريحة وقالت إن الوقت قد حان لتنتهي حرب غزة مؤكدة أنها تعمل مع بايدن كل يوم لإعادة الأسرى بغزة إلى ديارهم.

وقالت: "لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسي. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح مخدرين تجاه المعاناة، وأنا لن أصمت"، ودعت كذلك إلى قيام دولة فلسطينية.

وذكرت مرشحة الديمقراطيين التي بدت أكثر صرامة في خطابها من بايدن في تعاملها مع القضية، أنها عبرت لنتنياهو عن قلقها الشديد من مقتل عدد كبير جدا من المدنيين الأبرياء والوضع الإنساني المزري في غزة. 

وكانت قد استنكرت بالقول إن "ما حدث في غزة خلال الأشهر التسعة الماضية مدمر" مشيرة بالخصوص إلى "الأطفال القتلى والأشخاص اليائسين والجياع الذين يفرون بحثا عن الأمان".

في المقابل، أكدت أيضا التزامها الراسخ بدعم إسرائيل وأمنها وحقها في الدفاع عن نفسها، ووصفت حركة المقاومة الفلسطينية حماس بأنها "منظمة إرهابية".

وفي مارس/آذار 2024، كانت هاريس أول مسؤول كبير في الإدارة الأميركية يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والضغط على إسرائيل بالقوة لزيادة تدفق المساعدات، من أجل تخفيف ما وصفتها بأنها ظروف "غير آدمية" و"كارثة إنسانية" بين الشعب الفلسطيني.

وكانت قد قالت أيضا إن الناس "يتضورون جوعا في غزة. والظروف غير آدمية وإنسانيتنا المشتركة تلزمنا بالتحرك". 

وأضافت: "لا بد أن تفعل الحكومة الإسرائيلية المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا أعذار".

لا فرق

ورغم ذلك، يشير الموقع الإيطالي إلى أن المقربين الذين تحدثوا إلى هاريس منذ أن شغلت منصب عضو في مجلس الشيوخ وحتى حضورها في كل محادثة أجراها بايدن مع نتنياهو، أجمعوا تقريبا على أنه لا يوجد فرق كبير في الأساس بين الاثنين.

ويرى هؤلاء أن "الاختلاف يكمن في الخطاب" مشددين على حقيقة أن "هذا الاختلاف يمكن أن يكون مهما".

 من جانبهم، يطرح العديد من الديمقراطيين خارج البيت الأبيض افتراضات متفائلة بأن هاريس ستحذو حذوهم في اتخاذ نفس المواقف. 

وبحسب الموقع، قد تشكل هاريس "الجسر بين جيل القادة الديمقراطيين مثل بايدن الذين لديهم علاقة شخصية عميقة بإسرائيل ومجموعة تقدمية شابة أكثر استعدادا لانتقاد السياسات الإسرائيلية".

وأضاف: "من غير المرجح لأسباب عديدة، تاريخية واقتصادية ودبلوماسية، أن تختلف هاريس بشكل كبير عن نهج بايدن فيما يتعلق بالاحتلال".

ويرجح أن يكون أي تغيير قد يطرأ في سياستها "طفيفا" فقط، متسائلا ما إذا كان بإمكان أي تغييرات أن تسترجع تأييد الناخبين الذين ينتقدون بايدن.

ولذلك، خلص إلى وصف طريق هاريس بالمعقد خصوصا وأنها أمام حتمية إيجاد توازن سياسي معين.