"قد يسمح بضم أراضي الضفة".. معهد عبري: هذه انعكاسات فوز ترامب على إسرائيل
"معظم الإسرائيليين فضلوا ترامب على هاريس"
مع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأ الحديث عن تأثير ذلك على إسرائيل، وبالأخص التحديات المحتملة.
وتوقع معهد “دراسات الأمن القومي” الإسرائيلي أن يستمر ترامب في دعمه دولة الاحتلال، مستدركا أنه “من الضروري لها الحفاظ على الدعم من كلا الحزبين في الكونغرس، خاصة في ظل الانقسام الحزبي الأميركي”.
وفيما يتعلق بطهران والتفاوض النووي، قال المعهد إنه “في حال فتح ترامب أو حلفاؤه مفاوضات جديدة مع إيران حول برنامجها النووي، يُنصح بأن تتعاون إسرائيل بدلا من رفض الاتفاق بالكامل، لضمان مصالحها الإستراتيجية”.
إلى جانب ذلك، نوه إلى أن ترامب يركز على "أميركا أولا"، مما قد يعني انسحابا نسبيا من الشرق الأوسط وتوجيه الاهتمام نحو آسيا.
وفيما يخص سياساته تجاه القضية الفلسطينية، قد يدعم ترامب "صفقة القرن" بتعديلات، بما يشمل توسيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية أخرى.
وإجمالا، أوصى المعهد بأن “تركز إسرائيل على تعزيز علاقتها بالكونغرس، خاصة مع الديمقراطيين، والاستعداد للتعامل مع احتمالات توجه أميركي جديد في السياسة الدولية”.
مرحلة انتقالية
بعد حملة انتخابية مضطربة، كما وصفها المعهد العبري، أعلن ترامب في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 رئيسا للولايات المتحدة مرة أخرى.
ولفت المعهد إلى أن “ترامب هزم كامالا هاريس بعد سباق متقارب ومثير للجدل، بعد أن خاض حملة ركزت على التهديد الذي تشكله الهجرة إلى الولايات المتحدة وتسويق مواقفه بشأن الاقتصاد والجريمة والسياسة الخارجية”.
وساعدت حملة فوز ترامب في الفوز بأغلبية جمهورية في مجلس الشيوخ أيضا، في حين أنه من غير الواضح حاليا ما إذا كان مجلس النواب سيظل في أيدي الجمهوريين أم سينتقل إلى الديمقراطيين.
وخلال الفترة الانتقالية التي تمتد لشهرين، وحتى تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، توقع المعهد أن يسعى الرئيس جو بايدن، المتحرر من القيود السياسية والقيود الانتخابية، إلى ترسيخ إرثه.
ويعني هذا، في سياق الشرق الأوسط، السعي إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
وفي المقام الأول الترويج لصفقة لإطلاق سراح الرهائن في غزة، وفق ما ورد عن المعهد.
بالإضافة إلى ذلك، أكد معهد الدراسات أن بايدن “قد لا يتردد في ممارسة ضغوط شديدة على إسرائيل لهذا الغرض”.
ولذلك، من الضروري -من وجهة نظر المعهد- أن تحافظ إسرائيل على علاقات وثيقة مع الإدارة المنتهية ولايتها، وفي الوقت نفسه صياغة إستراتيجية وتطوير العلاقات مع الفرق الانتقالية لإدارة ترامب القادمة، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات بشأن أجندة إستراتيجية مشتركة.
ومن ناحية أخرى، يرى أنه "من المهم جدا أن تتوصل إسرائيل أيضا إلى تفاهمات مبكرة مع الإدارة الجديدة، على افتراض أنها ستبدأ بالفعل في الأيام الأولى بعد التنصيب في تحديد أولويات السياسة".
الآثار المترتبة
وفي هذا الصدد، سلط معهد دراسات الأمن القومي الضوء على أن" فوز ترامب، مع نائبه السيناتور جيه دي فانس من ولاية أوهايو، إلى الصعود الرسمي للجناح الشعبوي والقومي في المعسكر الجمهوري".
وأشار إلى أن “خطاب ترامب الهائج” في الحملة، والذي غالبا ما كان ملوثا بالصور العنصرية والعنيفة، ووعده باستخدام سلطات منصبه ضد أعدائه السياسيين، أثار ضده اتهامات بـ"نية الحكم بطريقة استبدادية"".
وفي غضون ذلك، نوه المعهد أن أنصار ترامب أشاروا إلى أن "أميركا أولا لا تعني أميركا وحدها"، وأن ولايته السابقة تضمنت تعزيز العلاقات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع إسرائيل ومع دول الخليج.
وفي هذا السياق، أبرز المعهد أن ترامب لا يحمل وجهة نظر عالمية لنظامه الخاص، لكنه -كما يدعي مستشاره السابق للأمن القومي روبرت أوبراين- يطيع "غرائزه ومبادئه الأميركية التقليدية".
وفيما يتعلق بالعلاقة بين ترامب والنظام الدولي، فإن الافتقار إلى مبدأ تنظيمي يثير أسئلة أكثر من الإجابات، خاصة في الوقت الحاضر الذي شهد احتداما متزايدا للمنافسة بين القوى منذ الحرب الباردة.
وبالعودة إلى ولاية ترامب الأولى، أوضح المعهد أنها "تميزت بعلاقات دعم وثيقة مع إسرائيل ودول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، والتي بلغت ذروتها في اتفاقيات إبراهيم".
وفي ذلك الوقت، كان دعم ترامب لإسرائيل قد شمل الاعتراف بسيادتها على مرتفعات الجولان ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، بالإضافة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران واغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وعلى هذه الخلفية، ليس من المستغرب -من رأي المعهد- أن كشفت استطلاعات الرأي التي أُجريت قبل الانتخابات أن معظم الإسرائيليين يفضلون ترامب على هاريس.
وفيما يتعلق بمسألة إيران، توقع المعهد الإسرائيلي أن “يكثف ترامب الخطاب الذي يستخدمه البيت الأبيض تجاه طهران واستئناف فرض عقوبات اقتصادية كبيرة”.
ولفت إلى أن "الدعم الذي أعرب عنه ترامب في الأشهر الأخيرة للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد طهران لن يظل بالضرورة ساري المفعول خلال فترة ولايته، حيث قد تشكل عواقبها أيضا تحديا للولايات المتحدة تحت قيادته".
وأما فيما يخص إسرائيل، قال المعهد إن "التقلبات السياسية التي يعيشها ترامب تثير العديد من الأسئلة في هذا السياق أيضا".
وأضاف أن “ترامب قد أعرب عن رغبته في رؤية نهاية للحرب في غزة حتى قبل توليه منصبه، لكنه لم يوضح علنا رؤيته لليوم التالي”.
3 توصيات
وبالنظر إلى الماضي، يعتقد المعهد أنه من المشكوك فيه جدا أن يحد ترامب من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل من أجل كبحها.
ومع ذلك، وبالنظر إلى دعمه لـ"اتفاقيات إبراهام" و"صفقة القرن" مع الفلسطينيين، هناك احتمال واضح أن تدعم حكومته نسخة ما من حل الدولتين لضم منطقة واسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وفي هذه النقطة، أوضح المعهد أن "السعودية إذا وافقت على ذلك، فمن الممكن أن يتشكل دعم سعودي وعربي واسع النطاق للسيطرة على قطاع غزة وللإصلاحات في السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات دفاع بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبين السعودية".
وبشكل عام، أبرز أن "قضيتين رئيستين على الأجندة الإسرائيلية قد تتأثران بدخول ترامب إلى البيت الأبيض؛ الموقف الأميركي تجاه السياسة الداخلية لإسرائيل والمساعدات الأميركية لإسرائيل".
ومن ناحية أخرى، من المتوقع -بحسب المعهد- أن يكون ترامب أكثر تعاطفا من الرئيس بايدن مع التحركات التي تريد الحكومة الترويج لها في هذا الصدد.
وأوصى معهد دراسات الأمن القومي إسرائيل بـ3 توصيات.
وتتمثل الأولى في أن دولة الاحتلال "يجب عليها أن تسعى جاهدة للحفاظ على دعم الحزبين في الكونغرس".
ولفت المعهد إلى أن "أصوات الديمقراطيين في الكونغرس ستكون حاسمة بالنسبة للموافقة على مذكرة المساعدة الأمنية المقبلة والموافقة على المكون الأميركي في أي اتفاق إسرائيلي سعودي".
لذلك، أكد أنه "على إسرائيل استثمار جهودها في الحفاظ على العلاقات مع المشرعين الديمقراطيين وتقليص الفجوات القائمة بينهم".
أما فيما يخص التوصية الثانية، قال المعهد إنه "في حالة تحويل التركيز الأميركي إلى الصين ومنطقة المحيط الهادئ والهندي، يجب على إسرائيل أن تثبت قيمتها كحليف وشريك إستراتيجي للولايات المتحدة، حتى مع قيام واشنطن بنقل المزيد من الموارد شرقا".
واختتم بتوضيح توصيته الثالثة، والتي تفيد بأن "إسرائيل ينبغي عليها، في حالة المفاوضات نحو تشكيل اتفاق نووي متجدد بين إيران والقوى الكبرى، أن تعمل مع الإدارة الأميركية وليس معارضتها علنا، وذلك من أجل تحسين فرص أن يسهم الاتفاق في تحقيق مصالحها".