"الناتو العربي يقترب".. صحيفة عبرية تكشف فوائد إسرائيل من الهجوم الإيراني
“التحالف الإقليمي المطروح على الطاولة له ثمن معروف”
ادعت صحيفة عبرية أن تداعيات الرد الإيراني “المحدود”، مساء 13 أبريل/ نيسان 2024، على دولة الاحتلال الإسرائيلي، من الممكن أن تؤدي إلى ”عواقب إيجابية غير متوقعة".
ويفترض أن هذا الهجوم قد يحوي في طياته فرصا قد تستغلها دولة الاحتلال، ما ينعكس بالإيجاب على المكانة الإستراتيجية لإسرائيل.
تحالف جديد
وأشادت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية اليمينية المتطرفة بما وصفته بأنه "نجاح إسرائيلي"، مرده إلى تمكن الدفاعات من صد 99 بالمئة من الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الإيرانية.
وأشارت إلى أن "هذا النجاح يتردد صداه ليس فقط في دول المنطقة، ولكن أيضا في عواصم الغرب، وكذلك في موسكو وبكين".
ولفتت إلى أنه "بعد أسابيع عديدة من الانتقادات الدولية الشديدة لما يحدث في قطاع غزة، عادت الولايات المتحدة لتحتضن إسرائيل، وكذلك دعمت الدول الأوروبية حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
كذلك تحدثت الصحيفة العبرية عن "عدم استحالة أن تكون الليلة الماضية (الرد الإيراني) هي الليلة التي ولد فيها تحالف إقليمي جديد".
وزعمت أن "رؤية الناتو الإسرائيلي العربي اتخذت بُعدا واقعيا جديدا، وحظي مسار التطبيع مع السعودية بدفعة تحفيزية جديدة للغاية في مواجهة الفوضى التي تسعى إيران لخلقها".
وتوضيحا لما حدث، قالت الصحيفة العبرية: “عندما قرر الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال حاملة الطائرات أيزنهاور للمنطقة، فإنه لم يكتف بدعم إسرائيل في نقطة ضعفها الحرجة بعد عملية طوفان الأقصى، بل كان يأمل في بذل كل ما في وسعه لتجنب حدوث كارثة واسعة النطاق”.
وتابعت: "لكن التوتر الإقليمي أتى، وهذه المرة وقفت الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في مشهد مذهل للتعاون مع بريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن".
ورأت الصحيفة أن هذا المشهد يعد "مفترق طرق لإسرائيل وكذلك لدول المنطقة".
رسالة الأردن
وفي محاولة لاستمالة الأردن إلى الموقف الإسرائيلي وتأليبها على إيران، قالت “ماكور ريشون” إن "الدروس الأساسية المستفادة هي رسالة إلى جارتنا في الشرق، الأردن، وإلى البيت الملكي المكلف بحراسة الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس".
وتابعت تحريضها قائلة: "لقد شاهد العالم الإسلامي عرض الألعاب النارية الإيراني فوق القبة الذهبية للمسجد الأقصى، ولكن من الواضح أنه لم يستوعب بعد أن إيران الشيعية -في إطار طموحها الساعي لتدمير إسرائيل- مستعدة لتعريض جوهر العقيدة السنية في القدس للخطر أيضا".
وأشارت الصحيفة إلى أن "ما ذكر سابقا ليس الدرس الوحيد المستفاد"، لكنها ادعت كذلك أن "المملكة هي الهدف التالي لإيران، في إطار سعيها لإكمال القوس الشيعي على طريق تدمير إسرائيل وإحباط رؤية التطبيع بين إسرائيل والسعودية".
وأردفت: "ولهذا السبب يعد الأردن أيضا علامة فارقة مهمة في الخطة الكبرى لبايدن، حيث يأمل في الاشتباك اقتصاديا مع الصين، وعسكريا مع إيران، من خلال إنشاء مجموعة من التحالفات الإقليمية التي ستمتد من الهند إلى دول الخليج، مرورا بالأردن والسعودية وإسرائيل، ووصولا إلى أوروبا".
لكنها أوضحت أن "هذا التحالف الإقليمي المطروح على الطاولة له ثمن معروف؛ وهو إقامة الدولة الفلسطينية، وإنفاذ حل الدولتين".
وتابعت: “والسؤال هو ما إذا كانت إسرائيل ستعرف كيفية إدارة مفترق الطرق الإستراتيجي الذي تقف عنده حاليا وتحقيق أقصى استفادة منه”.
وشددت الصحيفة على أن "الدولة الفلسطينية في الوقت الحالي ليست مطروحة على جدول الأعمال في إسرائيل".
وقالت "ما هو مطروح على جدول الأعمال حاليا هو محاولة الموازنة بين الحاجة إلى إعادة الاستفادة من مكانة إسرائيل الدولية مع الحفاظ على تحالفنا مع الولايات المتحدة وتعزيزه، والحاجة إلى الرد عسكريا على الهجوم الإيراني من أجل الحفاظ على مكانتنا في المنطقة التي نتواجد فيها".
واختتمت الصحيفة قائلة: "من ناحية أخرى، من الممكن في هذا الوقت أن نتوقع من القيادة الإسرائيلية أن تجد طريقة ما للهروب من هذه المعادلة الحتمية، ربما يكون ذلك من خلال الترويج لحزمة أكثر حميمية من المشاورات بين إسرائيل وزعماء المنطقة".