مسرحية مفتعلة.. انتقاد حشد السيسي "المفضوح" أمام معبر رفح

منذ يوم واحد

12

طباعة

مشاركة

انتقد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، تظاهر مصريين قرب الحدود مع قطاع غزة؛ بدعوى الاحتجاج على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تقضي بنقل فلسطينيين من القطاع نحو مصر والأردن، ويتبناها بقوة ويرددها في جميع تصريحاته.

أحزاب موالية للنظام المصري الذي يرأسه عبدالفتاح السيسي، حشدت آلاف المواطنين من مختلف المحافظات عند معبر رفح البري الواصل بين مصر وغزة، في 31 يناير/كانون الثاني 2025، دعما لموقف السلطة الرافضة لضغوط ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

وأفادت وسائل إعلام بأن الاستعدادات لنقل المواطنين من مختلف محافظات الدلتا إلى محافظة شمال سيناء حيث معبر رفح البري تسارعت منذ اليوم السابق، بهدف الحشد للرد على خطة تهجير ترامب.

وبدأت الحافلات مع مطلع فجر 31 يناير، في نقل آلاف المواطنين وتزويدهم بأعلام مصر وفلسطين، ولافتات حملت عبارات "لا للتهجير" و"لا لظلم الأبرياء" و"لا لتصفية القضية الفلسطينية". 

وأشرف على تنظيم التظاهرات ونقل المواطنين مسؤولون من أحزاب "مستقبل وطن" و"حماة الوطن" و"الجبهة الوطنية"، وهي أحزاب صنعها النظام من بقايا الحزب الوطني المنحل وعسكريين سابقين وشخصيات أمنية أو مقربة من أجهزة الأمن.

وفي أعقاب ذلك، تجاهل الرئيس الأميركي جميع المواقف المصرية الرسمية والشعبية الرافضة بشكل قاطع لتهجير الفلسطينيين، وجدد في تصريحات أدلى بها لصحفيين في البيت الأبيض تأكيده على أن كلا من الأردن ومصر سيستقبلان في بلديهما سكانا من قطاع غزة.

وكان ترامب قد اقترح في 25 يناير نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة" الذي أبادته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرا.

وسخر ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #معبر_رفح، #لا_للتهجير، #ترامب، وغيرها، من الحشد لمظاهرات شعبية عند معبر رفح، وعدوها "تمثيلية مفضوحة ومصطنعة ومملولة" ومحاولة لأخذ اللقطة كعادة أفعال النظام.

وأكدوا أن هناك طرقا أكثر فاعلية لمواجهة خطة التهجير التي يتبناها الرئيس الأميركي لم تفعلها السلطة المصرية التي يرون أنها راغبة في تمرير الخطة لكنها تتمنع، ومنها إطلاق سراح المعتقلين وفتح جميع ميادين مصر لعموم الشعب وليس لأحزاب وفئات محددة.

ورأى ناشطون أن مشهد مظاهرات رفح "هزلي" ومرتب من بعض الأحزاب ومحددة الهتافات والرسالة، مشيرين إلى أن "ترامب يعلم ذلك؛ لذلك لم يلتفت إليه وواصل تأكيداته وإعرابه عن الثقة بأن الفلسطينيين سيتم تهجيرهم إلى مصر والأردن".

سخرية واستهجان

واستهجانا من المظاهرات التي خرجت، قال رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان: "لا أعرف من العبقري الذي اقترح على السيسي شحن مجموعات مستأجرة لتمثيل مشهد مظاهرة عند معبر رفح لرفض التهجير".

وتساءل: “لمن هذه الرسالة؟ الداخل والخارج يعرفون أنك تقمع أي مظاهرة، وأنك تعتقل للآن مصريين تظاهروا لأجل فلسطين، ودخول سيناء يحتاج لتصريح مخابراتي، على من تضحك؟ ومن تتصور أنك تخدع؟!”

وعد سلطان ما جرى في سيناء عند معبر رفح "كاشفا بوضوح أن الدولة في مصر ديناصور بعقل ذبابة".

واستهزأت الصحفية عزة مسعود، بمظاهرات رفح، قائلة: "تلاقي ترامب مرعوب من مظاهرات المصريين أمام معبر رفح".

وأكدت أن "هندسة المشهد سياسيا وشعبيا تحتاج مجهودا وشغلا مختلفا".

وسخر عمر سعداوي، من المظاهرات عند رفح، مذكرا بأنه "خلال 15 شهرا من الإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون على يد الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب التي ارتكبت بحقهم والانتهاك الصارخ لأراضيهم ورفح ولو لبس أحد كوفية فلسطينية فقط لم يكن يرى الشمس".

وسخر من أنه "بقدرة قادر وفى غمضة عين بقى فيه مظاهرات عند معبر رفح!؟!!!!! والشعب نزل رفضا للتهجير"، قائلا: "سيبك بقي من المسلسل ده أنت متخيل إن فيه ناس مصدقين الكلام ده؟!!!! آه والله يا لهوي على السذاجة والجهل".

وقال عبدالخالق عطا: "اللي زينا لو كان راح مظاهرات رفح مكانش هيوصل هيتقبض علينا في أول كمين نقابله".

وقال رضا بكير: "بصراحة وبكل  من غير مواربة الذي حصل عند معبر رفح يدل على أن مصر تدار بفرقة كشافة في مدرسة إعدادية لا أكثر، وطبعا الذي أخرج مشهد مظاهرات رفح واقعين في مصيدة فئران وعمالين يفركوا ذهاب وإياب بداخلها، خايفين من تهديد ترامب اللي ماسك عليهم زلات مش زلة واحدة وحيطلع يقولهم انتوا قاعدين على الكراسي بحمايتنا وبتاكلوا خيرنا".

مسرحية مفتعلة

وتأكيدا على أن المظاهرات مسرحية مفتعلة حركها النظام المصري وأعدها ودفع بها، قال أيمن عبدالله: إن "مظاهرات رفح بأمر أمن الدولة".

وكتب سمير أحمد: "حتى مظاهرات التأييد فى رفح مزيفة 250 جنيها ووجبة".

وعرض السياسي محمد عباس، صورة للسيسي، وعلق عليها قائلا: "شحن المؤيدين لحد معبر رفح والرعب من السماح بأي احتجاجات.. سامع ركبك حرفيا بتخبط.. يا مسيطر يا جامد يا اللي مفيش حد يقدر ينطق تحت حكمك مرعوب ومبلول وخايف لأحسن الاحتجاجات تقلب عليك".

وعرضت الإعلامية حياة اليماني، صورا عدة للمتظاهرين عند معبر رفح، قائلة: "مظاهرات مصرية برعاية أجهزة الدولة لرفض التهجير الذي يطالب به ترامب".

وتساءلت: “أين كان هؤلاء منذ 7 من أكتوبر عندما كانت رائحة شواء لحوم أهل غزة تزكم الأنوف عبر معبر رفح الذي أغلقته السلطات المصرية تماهيا مع حصار الاحتلال لغزة.. أين كانوا عندما عربد الاحتلال في رفح وفيلادلفيا ضاربا بسيادة مصر وعروبتها وإسلامها عرض الحائط؟ أين كانوا عندما كانت المجزرة؟”

وقال عبدالعزيز الشمري، إن “دعوة الناس إلى التجمهر أمام منفذ رفح في سيناء تمثل لعبا للنظام وليست شعبية رغم رفض الناس للتهجير لكنهم فقدوا المصداقية وكل من ذهب للوقفة متسلقين ومرتزقة والحشد ضعيف جدا أغلبهم سائقو السيارات المؤجرة”.

خطوات جادة

وهجوما على رئيس النظام ومطالبة بخطوات جادة وفعلية تثبت صدق النية في رفض تهجير الفلسطينيين، ذكرت الناشطة غادة نجيب، أن "السيسي هو من أخلى مدينة رفح من أهلها ودمر مبانيها وأغرق الأنفاق"، موضحة أن "وظيفته في صفقة القرن كانت إخلاء المدينة لاستقبال المُهجرين قسرا".

وقالت: "الآن يشحن مجموعة من الأرجوزات المأجورين للتظاهر"، مضيفة: "من أراد وقف المخطط عليه السماح بعودة أهل رفح  لبيوتهم هم خط الدفاع الأول لوقف هذا المخطط".

وقال الكاتب رفيق عبدالسلام: "إذا كان  السيسي جادا فعلا في رفض ترحيل الفلسطينيين، فإن أولى الخطوات المطلوبة لمواجهة هذه الخطة الشيطانية بسيطة وواضحة".

وأوضح أن هذه الخطوات هي "فتح الحدود لتزويد الفلسطينيين بكل حاجياتهم الغذائية والصحية والمحروقات وغيرها، وإدخال التجهيزات التقنية ومواد البناء التي تساعد على إعادة إعمار القطاع وصمود الغزاويين في أرضهم التي خربها الاحتلال".

وشكك السينمائي عمرو واكد، في قدرة نظام السيسي على مواجهة الضغوط الحاكمة للإقليم اليوم، قائلا: "حقيقة أنا مرعوب لأن ذلك المسخ هو من يتصدر مشهد الدفاع عن مقدرات أجدادي وأحفادي، وأطالب الشعب المصري بالخروج عن طاعة هذا المجرم اليوم قبل غدا، وأن يبني نظاما بديلا يكون جوهر عقيدته الاستقلال السياسي الحر والوطنية".

وكتب الحقوقي هيثم أبو خليل: "ما قلنا بلاش سخافة وتمثيليات عايزين توصلوا رسالة بجد افتحوا كل الميادين.. خرجوا كل المعتقلين".

وقالت الإعلامية ناديا المجد: "خرجوا المحبوسين بتهمة التظاهر واسمحوا بالمظاهرات في جميع أنحاء مصر، يمكن بعدها التعامل بجدية وليس بسخرية مع المظاهرات في رفح ضد ترحيل الفلسطينيين من غزة كما يطالب ويصر ترامب العالم كله عارف أنه في قانون ضد التظاهر بدون ترخيص من الأمن صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013".

إصرار ترامب

واستنكارا لإطلاق ترامب تصريحا عقب المظاهرات في رفح يؤكد فيه أن مصر والأردن سيستقبلان الفلسطينيين، قال المجلس الثوري المصري: "واضح أن ترامب ارتعد وخاف وقلق من المظاهرات عند معبر رفح، فرد بهذا التصريح منذ قليل الليلة وللمرة الرابعة في ثلاث أيام". 

وأضاف: "قلناها من قبل ونقولها ثانية، تمثيليات الغضب الشعبي السخيفة لن تخدع ترامب وهو متأكد أن ديكتاتوره المفضل، السيسي الصهيوني، يتمنع قليلا لكنه سينفذ".

واستنكر الخبير الاقتصادي مراد علي، تصريح ترامب للمرة الرابعة بوقاحة أكبر: "سمعت أحدهم يقول إن مصر والأردن لن يأخذا سكان غزة، لكني على ثقة أنهما سيفعلان"، قائلا: "يبدو أن مظاهرات تأييد السيسي عند معبر رفح لم تردعه".

وأضاف ساخرا: "أقترح نجرب إشراك إلهام شاهين وسما المصري وأحمد حلمي المرة القادمة".

وسخر إسلام حسن، من إعادة ترامب لتصريحاته بأن الأردن ومصر سيتقبلان سكان غزة، قائلا: "هو الراجل دا كان نايم وقت مظاهرات رفح ولا ايه.. هو ما سكتش ليه أومال الإعلام والأتوبيسات ايه كل دا مالوش لازمة عندك؟!!".

وتساءل المحلل السياسي عرابي الرنتاوي: “ما الذي يجعل ترامب شديد الثقة بأن مصر والأردن سيقبلان باستقبال الفلسطينيين المهجّرين قسرا في بلادهم؟ ماذا ينوي أن يفعل وماذا يخبّئ في جعبته؟ ... كيف يمكن مواجهة هذا الجنون؟”