صحيفة عبرية: 10 نصائح لنظام السيسي لتفادي مصير بشار الأسد
“الدعوات المستقبلية للتظاهر قد تنجح مع تنامي الغضب الشعبي”
"هل تحذو مصر حذو سوريا؟".. هذا السؤال بات مطروحا بشكل متزايد في مراكز الأبحاث والمنتديات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، وفي مصر نفسها، أصبح حديث الساعة.
واشتد الجدل بعد أن دعا المقاتل السابق في "هيئة تحرير الشام" السورية، أحمد المنصور، إلى احتجاجات في مصر.
وأصدر المنصور، الذي أسس "حركة ثوار 25 يناير"، عدة مقاطع فيديو يهدد فيها رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، ويروج لهاشتاغ "جاك الدور يا ديكتاتور"، ملمحا إلى أن السيسي “سيلقى نفس مصير بشار الأسد”.
غضب واسع
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية مقالا لكاتب مصري مقيم في السويد، وضع فيه 10 نصائح للسيسي، "إذا لم تُتَّخَذ، فإن مصر تتجه نحو مصير كارثي يفوق التصورات"، وفق تعبيره.
وقال الكاتب محمد سعد خير الله، الذي تصفه جريدة "إسرائيل هيوم" بأنه محلل سياسي متخصص في شؤون الشرق الأوسط والحركات الإسلامية، إن "الدعوات المستقبلية للتظاهر قد تنجح مع تنامي الغضب الشعبي يوما بعد يوم".
وأضاف أن "دعوات الاحتجاج تلك تأتي وسط استياء شعبي متزايد من سياسات الحكومة، مما يعكس تزايد التوترات السياسية والاجتماعية".
وأفاد خير الله بأنه "بعد اعتقال المنصور في سوريا، يقول كبار الإعلاميين داخل جماعة الإخوان المسلمين إن تسليم منصور لنظام مصر سيكون خيانة للتضحيات التي قدمها مقاتلو الثورة السورية، وإن مثل هذا العمل من شأنه أن يكون خطأ لا يغتفر".
ويعتقد الكاتب أنه "إذا اغتيل المنصور، فإن ذلك سيمنح بعض رجال (رئيس الإدارة السورية الجديدة) أحمد الشرع، مبررا للتمرد ضده".
وقال إن "أحد المحركات الأساسية للغضب الشعبي هو نشر صور تُظهر السيسي داخل القصر الرئاسي في العاصمة الإدارية الجديدة".
وأثارت هذه الصور غضبا واسعا بسبب حجم القصر الهائل، الذي يفوق البيت الأبيض عدة مرات، ويضاف هذا القصر إلى 25 قصرا وفيلا ومنتجعا مرتبطا بالرئاسة.
"ورغم ذلك، تستمر عمليات بناء القصور والمنتجعات والفيلات الرئاسية الجديدة، وكأن مصر من أغنى دول العالم"، وفق تعبير الكاتب.
استياء شعبي
وأكد خير الله أن هذا الغضب يتضاعف بسبب سنوات من الإحباط بين المصريين، خاصة بعد أن علموا أن السيسي -الذي يدعو مرارا إلى التقشف- يستخدم طائرة "بوينغ 747-8" الفاخرة، المعروفة بـ"ملكة السماء"، والتي تعد واحدة من أغلى الطائرات الرئاسية في العالم.
وأضاف: "في قلب الأزمة المصرية تكمن مؤسسة عسكرية فقدت دورها الوظيفي تماما، بعد أن قمعت السياسة واحتكرت الاقتصاد وصادرت كل الموارد، ما ترتب عليه أن أصبحت مصر من أدنى الدول عالميا في نصيب الفرد من الدخل".
واستطرد: "كما أن مؤشرات التعليم والرعاية الصحية وحقوق السكن والعدالة القضائية وحرية الصحافة والحريات المدنية ودور المنظمات غير الحكومية، منخفضة بشكل مثير للقلق".
وتشير التقارير إلى أن السجون المصرية تحتجز ما لا يقل عن 70 ألف معتقل سياسي، بعضهم اعتقل لمجرد الإعجاب بمنشور على منصتي "فيسبوك" أو "إكس".
وفي الوقت نفسه، بلغ الدين المحلي 13 تريليون جنيه مصري (257 مليار دولار)، في حين يقترب الدين الخارجي من 154 مليار دولار.
وقال خير الله: "من الضروري إبراز أهمية الاستماع إلى الشخصيات البارزة في الشرق الأوسط، مثل القيادي المصري المعارض، هشام قاسم، وهو سياسي ليبرالي وناشر لا يزال داخل مصر، ومناصر قوي للسلام".
وقد أكد الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري، محمد الإتربي، في ديسمبر/ كانون الأول 2024، على مدى تفاقم الأزمة الاقتصادية، عندما كشف عن خروج نحو 2360 شركة من السوق المصرية خلال النصف الأول من العام.
ويعزو الاقتصاديون هذا الخروج إلى عدة عوامل، منها صعوبة إعادة تحويل الأرباح؛ بسبب النقص الحاد في الدولار في البنوك المصرية، وارتفاع تكاليف الاقتراض، والركود التضخمي.
مسببات النجاح
ويعتقد الكاتب أن "احتمالية نجاح المنصور تكاد تكون معدومة، فحركته تفتقر إلى الأدوات والآليات الأساسية لتحقيق تعبئة فعّالة على الأرض".
وأضاف "على الأرجح، ستنضم هذه الدعوة إلى قائمة طويلة من مثيلاتها التي أطلقت خلال العقد الماضي، والتي لم تؤدِّ إلا إلى تعزيز قبضة النظام العسكري السلطوي، فمثل هذه الدعوات غالبا ما تسفر عن مزيد من الاعتقالات وحملات القمع".
واستدرك: “مع ذلك، ورغم احتمال فشل محاولة المنصور، فإن الدعوات المستقبلية قد تنجح مع تصاعد الغضب الشعبي يوما بعد يوم، فالسؤال ليس ما إذا كان الانفجار سيقع، بل متى؟”
وقال خير الله إن "مصر يمكن أن تتجنب الانهيار، لكن فقط إذا اتخذت الخطوات التالية فورا".
وتتمثل هذه الخطوات، في إعادة الجيش المصري إلى ثكناته وإلغاء التجنيد الإجباري، إلى جانب إصلاح المناهج العسكرية لتغليب قيم الإنسانية.
كما تتضمن انسحاب الجيش بشكل فوري من الحياة السياسية والاقتصادية، ووضع المؤسسة العسكرية تحت رقابة مدنية صارمة من خلال جهاز شرطي وطني.
وتشمل كذلك إصلاح الجهاز القضائي وضمان استقلاله التام، مع الإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي الذين لم يشاركوا أو يحرضوا على العنف.
ومن الضروري إطلاق إصلاحات ديمقراطية حقيقية تُتيح للشباب المشاركة الفاعلة في رسم مستقبل البلاد، مع فتح المجال العام بالكامل وضمان الحريات المدنية وحرية الصحافة وحرية عمل المنظمات غير الحكومية دون قيود.
وتتضمن الخطوات أيضا ضرورة فصل المؤسسات الدينية عن الحياة العامة، وحصر دورها في الإرشاد الروحي فقط، كما ينبغي استعادة شعور المصريين بملكية موارد وطنهم، بحيث يشعر كل مواطن بأنه شريك في حماية البلاد وثرواتها، بحسب المقال.
وختم خير الله محذرا: "إذا لم تتخذ هذه الخطوات، فإن مصر تتجه نحو مصير كارثي لا يخطر ببال".